بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
بينما كان الراهبُ (توما اللاهوتي) في حجرته منشغلاً بمباحث مهمّة، إذ دخلَ عليه أحد الرهبان بغتةً، وقال له:
- يا أبانا.. يا أبانا.. قُم سريعاً وانظر حماراً يطير!!
فقامَ اللاهوتي في الحال وخرجَ معه إلى باحة الدّير، وأخذ يتفرّسُ هنا وهناك فلم يرَ الحمار المُدّعى أو المزعوم، فالتفتَ إلى الراهب قائلاً: أينَ هو؟
قال الراهب: عجباً يا أبانا، وهل تُصدِّقُ ما قلتُ لك؟
قال: نعم، أُصدِّقُ أنّ الحمار يطيرُ، ولا أُصدِّقُ أنّ الراهب يكذب!! فخجل الراهب، وانصرفَ يوبِّخُ نفسه.
- الدروس المُستخلَصة:
1- أُصدِّقُ ما لا يُصدّق، كما بالنسبة للحمار الطائر، ولكنني لا أستطيع تصديق أنّ أهل الإيمان يكذبون.. مقولة رائعة، تؤكِّد على أنّ صفةَ (التديُّن) ملازمة لصفة (الصِّدق) ملازمة الإنسان لظلِّه.
2- الصِّدقُ من كلِّ أحدٍ حسن، ومن المُتديِّنين أحسَن، والكذب من كلِّ أحدٍ قبيح، ومن المؤمنين أقبح. قال الشاعر (إلياس فرحات):
أنا لا أُصدِّقُ أنّ لصّاً مؤمناً **** أدنى لربِّكَ من شريفٍ مُلحِدِ!!