من الطرق المهمة للهداية والتربية اعطاء الشخصية للأفراد . وبالأخص للأطفال . وعلى هذا الاساس فأحد الامور التي يوجب الانتباه اليها في تربية الابناء مسألة الاهانة . فيجب على المعلمين والابوين ان يكنوا الاحترام للأطفال . والعمل على رفع عقدة الحقارة والشعور بالنقص عندهم . وفي الكبار كذلك يجب احترامهم حتى لا يشعروا بالنقص والحقارة ، لان الشعور بالاهانة والحقارة سبب في نشوء الانحراف والذنب .
قال الامام الهادي ( عليه السلام ) :
« من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره » .
وقال امير المؤمنين علي ( عليه السلام ) :
« من كرمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية » .
قال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« لا يكذب الكاذب الا من مهانة نفسه » . (1)
ونتيجة لذلك يجب ان لا يحقر الانسان لأن ذلك منشأ لعقدة الحقارة وهذه العقدة تهيئ الأرضية لاقتراف الذنب .
لذا نرى الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والائمة الاطهار ( عليهم السلام ) في تربية الاطفال يكنّون احتراماً بالغاً وخاصاً لهم .
قال الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يغفر لكم » . (2)
أكد الاسلام على العدالة بين الأبناء وعدم التفرقة بينهم ومخاطبتهم بالكلام اللطيف واختيار الألقاب والأسماء الحسنة لهم وأن لا يخاطبوا بالألفاظ البذيئة .
حادثة تعكس مدى اهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطفل :
عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : صلّى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الاخيرتين فلما أتم الصلاة قال له الناس : هل حدث في الصلاة حدث ؟ قال : وما ذاك ؟ قالوا : خفّفت في الركعتين الأخيرتين ، فقال : أما سمعتم صراخ الصبي ؟ (3)
وهنا فتخفيف النبي من صلاته انما ليسخّر الوقت في تهدئة الطفل والعطف عليه ، ونستفيد من هذا التصرّف النبويّ العظيم كيف نتعامل مع الاطفال
____________
(1) بحار الانوار : ج 72 .
(2) مكارم الاخلاق : ص 222 .
(3) فروع الكافي : ج 6 ، ص 48 .