السؤال عن حديث قرأته عن وضع مسجد الكوفة عند ظهور الإمام المهدي سلام الله عليه يكون له ألف باب ، كيف يمكن هذا من الناحية الهندسية يعني ما هو حجم هذا المسجد حتى يكون في تلك الحالة ؟
الشيخ الكوراني:
لم يرد عندنا أن مسجد الكوفة يوسَّع إلى هذا الحد ، لكن ورد أن الإمام سلام الله عليه يبني مسجداً بين الكوفة وكربلاء له ألف باب غير
هذا المسجد المعروف .. ففي غيبة الطوسي : عن ثابت عن أبي جعفر(ع) في حديث طويل جاء فيه قوله (ع) : يدخل المهدي الكوفة . قد اضطربت بينها فيدخل ويخطب ولا يدري الناس وهو قول رسول الله (ص) ( كأني بالحسني والحسيني وقد قاداها ) فيسلمها إلى الحسيني فيبايعونه ، فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس : يا ابن رسول الله الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله (ص) ، والمسجد لا يسعنا ، فيقول : أنا مرتاد لكم فيخرج إلى الغري فيخط مسجدا له ألف باب يسع الناس ، عليه أصيص ، ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين (ع) لهم نهرا يجري إلى الغريين حتى ينبذ في النجف ويعمل على فوهته قناطر وأرحاء في السبيل وكأني بالعجوز وعلى رأسها مكتل فيه بر حتى تطحنه بكربلاء ) ..(المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي(عج) 559 عن روضة الواعظين : ج 2 ص263 وكشف الغمة : ج 3 ص 253 , الغيبة لللطوسي 280).
وعن الإمام الصادق(ع) قال : يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة ، حتى يخرج الرجل على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها ) . ( الغيبة للطوسي 280 ) .
والسفواء : الخفيفة السريعة ، أي يركب وسيلة خفيفة سريعة فلا يدرك صلاة الجمعة ، لأنه لا يجد موقفاً فارغاً ومحلاً للصلاة .
ومسجد الكوفة ورد في الأحاديث الصحيحة أنه مصلّى آدم ونوح (ع) ، وأن النبي(ص) في إسرائه ومعراجه نزل وصلّى فيه ، نعم يمكن أن يُعاد بناءه ، ويجري عليه بعض التغيرات بأمر الإمام(ع) .
لكنه المسجد الآخر الذي يبنيه له ألف باب ، وهذا لعله مسجد الجمعة العالمي . وله ألف باب يعني مع مطاراته ومواقف سياراته والوسائل التي تكون في ذلك العصر، ويكون بين الكوفة وكربلاء وإلى جانبه يكون مسجد الكوفة .