هل الإختلاف الحاصل بين الشيعة والمسلمين من جهة والشيعة فيما بينهم من علامات ظهور المهدي (ع) ؟
الشيخ الكوراني:
نعم ورد ذلك في روايات أهل البيت (ع) و من علامات الظهور القريبة ، اختلاف الشيعة . وقد وردت فيه أحاديث كثيرة ، فعن عميرة بنت نفيل قالت : سمعتُ الحسين بن علي (ع) يقول : لا يكون الأمر الذي يُنتظرحتى يبرأ بعضكم من بعض ويتفل بعضكم في وجوه بعض فيشهد بعضكم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضاً ! فقلت له مافي ذلك الزمان من خير ، فقال الحسين (ع) : الخير كلُّه في ذلك الزمان يقوم قائمنا ، ويدفع ذلك كله ) .(المعجم الموضوعي لأحادیث الإمام المهدي(ع) 437 عن إثبات الهداة : 3 / 726 ، والبحار : 52 / 211 ).
وهذه سنّة الله عزوجل في غربلة الشيعة والمسلمين واختلافهم طبيعي فحتى داخل البيت الواحد تجد آراء مختلفة ، والشيعة بفضل الله عزّوجل شعوب واسعة في العالم، وطبيعي أن يكون بينهم إختلاف، لكن هذا الأختلاف يشتدُّ قرب ظهور الإمام (ع) ، والرواية المعروفة في ذلك عن أمير المؤمنين(ع) قال: كيف بكم اذا اختلفتم وشبك أصابعه هكذا ، حتى يكفر بعضهم بعضاً ويتفل بعضهم في وجه بعض، وقال له أحدهم لا خير في ذلك الزمان يا أمير المؤمنين قال: الخير كله في ذلك الزمان ، بمعنى يظهر المهدي سلام الله عليه فيرفع ذلك كله, وكذلك الحديث الآخر بقيتم بلا إمام هدى عن عباية الأسدي عن أمير المؤمنين (ع) يقول : كيف أنتم إذا ولا علم يرى ، يبرأ بعضكم من بعض ( غيبة الطوسي 207 ،. وعنه إثبات الهداة : 3/ 510، والبحار : 5/ 111 ، ومثله الخرائج : 3/ 1153 ، وعقد الدرر / 63 ، ومنتخب الأنوار / 30) ، وعن ابن أبي نصر قال : قال أبو الحسن (ع) : والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا وتمحصوا حتى لا يبقى منكم إلا الأندر ثم تلا : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا وَلا مِنْ دُونِ اللهِ رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ). (غيبة الطوسي / 204 وعنه إثبات الهداة : 3/ 510، والبحار :52 /113. المعجم الموضوعي لأحادیث الإمام المهدي(ع) 435).
وعندنا نصٌ ملفتٌ أيضاً أن الإمام المهدي سلام الله عليه يبدأ باصلاح الوضع الداخلي للشيعة،ويبدأ بكذّابي الشيعة فيقتل 70 من كذابي الشيعة يعني يعرف مركز الفساد والفتنة. (المعجم الموضوعي لأحادیث الإمام المهدي(ع) 581 عن إثبات الهداة :3/730).
و هذه الأختلافات عادة هي مختلطة العقائدية منها بالسياسية ، وأصلها بغياً بينهم .
وهذه ظاهرة عامة في الأمم بعد الرسل يختلفون بغياً بينهم يعني يتسلّط بعضهم على بعض ، وطبيعي أن يكون داخل الشيعة صراع سياسي ومنه ما هو مُقنَّع بثوب عقائدي .
و كذّابو الشيعة: هم الذين يثيرون الفتنة في داخلهم ، وهم أشخاص عندهم انحرافات عقائدية أو عندهم خطط سياسية للفتنة والتحزبات ، هؤلاء أسمهم شيعة ولكن مفتنون ، إما لحسابهم او لحساب فئات خارجية . المهم هم سبب الفتنة، لو زال هؤلاء لزالت الفتنة .
من الأمور التي نعرف بها سبب الفتنة أن نتتبع الشائعة أو المقولة من أين سمعتها؟ يقول : من فلان . فلو أن احداً تتبع وسأل فلان من أين سمعت؟ يقول: من فلان . وتذهب إلى فلان من أين سمعت؟ يقول من فلان.. إلى أن تصل إلى مصدر هذه المقولة الكاذبة الشائعة المفتنة التي اخترعها ، هذا هو منبع الفتنة .
هؤلاء الكذّابون في الشيعة منهم كذّابون يقلبون في العقائد ويحرّفون الاسلام ومذهب أهل البيت (ع) ، ومنهم أصحاب أهواء سياسية أو أغراض دنيوية .