العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

مهدي الحر
عضو جديد
رقم العضوية : 24320
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 36
بمعدل : 0.01 يوميا

مهدي الحر غير متصل

 عرض البوم صور مهدي الحر

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
iq2 مفهوم الطفل الموهوب Talented child
قديم بتاريخ : 05-07-2014 الساعة : 06:03 AM


مقدمة :
تتعدد المصطلحات التي تعبر عن مفهوم الطفل الموهوب (Talented child) مثل مصطلح الطفل المتفوق (Superior Child) ومصطلح الطفل العبقري (Cenius Child) ... الخ ، ويعتبر مصطلح الطفل الموهوب (Gifted Child) هو أكثر المصطلحات شيوعاً ، ومهما يكن من أمر هذه المصطلحات ، فإنها تعبر عن فئة من الأطفال غير العاديين ، والتي تندرج تحت مظلة التربية الخاصة ، فقد ظهرت بعض المبررات التي أدت إلى اعتبار موضوع الطفل الموهوب من موضوعات التربية الخاصة ، مثل نسبة الأطفال الموهوبين والتي تقدر بنحو 2% - 3% ، والتي تقع إلى أقصى يمين منحنى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية ثم حاجة هؤلاء الأطفال إلى برامج ومناهج وطرق تدريس تختلف في طبيعتها من حيث الإثراء والتسريع (Enrichment and Acceleration) ، عن تلك المتبعة مع الأطفال العاديين .
من الناحية اللغوية تتفق المعجمات العربية والانجليزية على أن الموهبة تعتبر قدرة أو استعداداً فطرياً لدى الفرد ، أما من الناحية التربوية والاصطلاحية فهناك صعوبة في تحديد وتعريف بعض المصطلحات المتعلقة بمفهوم الموهبة ، وتبدو كثيرة التشعب ويسودها الخلط ، وعدم الوضوح في استخدامها ، ويعود ذلك إلى تعدد مكونات الموهبة ، ومع ذلك سننقل بعض التعاريف التي تقاربت حولها وجهات النظر للمصطلحات الآتية :

تطور مفهوم الموهبة
ظهر العديد من التعريفات التي توضح المقصود بالطفل الموهوب ، وقد ركزت بعض تلك التعريفات على القدرة العقلية ، في حين ركز بعضها الآخر على التحصيل الأكاديمي المرتفع ، وركز بعضها على مظاهر الإبداع ، والخصائص أو السمات الشخصية والعقلية ، لذلك يجد الدارس صعوبة في وضع تعريف للطفل الموهوب ، وذلك بسبب تعدد المكونات (Components) التي يتضمنها هذا المصطلح ، هذا بالإضافة إلى صعوبة الإجابة عن الأسئلة التالية :
1. ما جوانب التفوق التي يظهرها الطفل الموهوب ؟ هل في الذكاء العام والتي يعبر عنها بنسبة الذكاء ؟ أم في توفر سمات شخصية وعقلية معينة ؟ أم هي في كل تلك الظواهر ؟
2. كيف تقاس مظاهر الموهبة ؟ هل تقاس بمقاييس الذكاء العامة ؟ أم تقاس بمقاييس الإبداع ؟ أم تقاس بمقاييس التحصيل الأكاديمي ؟ أم تقاس بمقاييس السمات الشخصية والعقلية التي تميز الموهوبين من غيرهم ؟
3. ما نسبة الذكاء التي تفصل بين الطفل الموهوب والطفل العادي ؟ هل تعتمد نسبة ذكاء معينة للفصل بينهما ؟ وما المعايير التي تفصل بين كل منهما على مقاييس الإبداع أو التحصيل الأكاديمي أو السمات الشخصية والعقلية ؟
فقد يجد الدارس لهذا الموضوع تعريفات يمكن تصنيفها إلى مجموعتين الأولى هي مجموعة التعريف الكلاسيكية أو التقليدية ، في حين تمثل الثانية مجموعة التعريفات الحديثة .
أما التعريفات الكلاسيكية أو التقليدية (السيكومترية) ، فتركز على القدرة العقلية وتعتبرها المعيار الوحيد في تعريف الطفل الموهوب ، والتي يعبر عنها بنسب الذكاء فقد ذكر بيرت (Burt, 1975) تعريفات الذكاء التي أوردها كل من هولنج ورث وتيرمان (Hollingworth and Terman) والتي اعتبرت نسبة الذكاء 140 هي الحد الفاصل أو المعيار الذي يفصل بين الطفل العادي والموهوب ، كما تبني مثل هذا الاتجاه في تعريف الطفل الموهوب ديهان وهافجهرست (Dehaan & Harighurst) ، حيث اعتبرا القدرة العقلية العامة ممثلة لعدد من الجوانب كالموهبة ، والقدرة اللفظية والميكانيكية ، والتخيلية والموسيقية ، وظهرت في الخمسينات والستينات من هذا القرن تعريفات أخرى للطفل الموهوب تؤكد على معيار القدرة العقلية ، ولكنها تضيف بعداً آخر في تعريف الطفل الموهوب وهو بعد الأداء المتميز وخاصة في المهارات الموسيقية ، والفنية ، والكتابية ، والقيادة الاجتماعية ، ويذكر كيرك (Kirk, 1979) أسماء الكثير من علماء النفس الذين تبنوا مثل هذا الاتجاه مثل سمبثون ولوكنج (Sumption & Lueching) ولوسيتو (Lucito) وجليفورد (Guilford) ، وخلاصة ذلك الاتجاه ، أن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يتميز بقدرة عقلية عالية حيث تزيد ذكاءه على 130 ، كما يتميز بقدرة عالية على التفكير الإبداعي .
أما التعريفات الحديثة للطفل الموهوب ، فقد ظهرت نتيجة للانتقادات التي وجهت إلى التعاريف السابقة السيكومترية ، والتي خلاصتها أن مقاييس الذكاء التقليدية ، كمقياس بينيه ، ووكسلر ، لا تقيس قدرات الطفل الأخرى ، كالقدرة الإبداعية ، أو المواهب الخاصة ، أو السمات الشخصية العقلية ، أو حتى تكيفه الاجتماعي ، بل تقيس قدرته العقلية العامة فقط والمعبر عنها بنسبة الذكاء ، ومن الانتقادات الأخرى لمقاييس الذكاء أنها متحيزة ثقافياً وعرقياً وطبقياً ، كما أنها انتقدت من حيث دلالات صدقها وثباتها ونقص قدرتها في الكشف عن التفكير الابتكاري ، وبسبب تلك الانتقادات ظهر الاهتمام بمقاييس أخرى تقيس القدرة على التفكير الابداعي ، والسمات الشخصية والعقلية للفرد والتي تميزه عن غيره ، ومن هنا ظهرت التعريفات الحديثة للطفل الموهوب والتي تعتمد على أدائه الاجتماعي وقيمته الاجتماعية ، فلم يعد النظر إلى القدرة العقلية وحدها كأداء متميز لأداء الفرد ، بل أصبح التركيز والاهتمام منصباً على أشكال أخرى ، من الأداء المميز مثل التحصيل الأكاديمي ، والتفكير الابداعي ، والمواهب الخاصة ، والسمات الشخصية ، والعقلية الخاصة ، وقد اعتبرت مثل هذه المظاهر المميزة في الأداء مكونات أساسية في تعريف الطفل الموهوب بالاضافة إلى القدرة العقلية العامة ، وقد تبنى مثل هذا الاتجاه علما مثل تورانس (Torrance) ونيولاند (Newland) وهيوارد (Heward) ومارلند (Marland) ورينزولي(Renzulli) ، إذ يذكر هلهان وكوفمان (hallahen & Kauffman, 1981) وهيوراد وأرولانسكي (Heward & Orlansky, 1980) العديد من أشكال الأداء المميزة للطفل الموهوب مقارنة مع الطفل العادي ، ومن التعريفات المشهور، تعريف مارلند الذي يشير فيه إلى أن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يزهر أداءاً متميزاً في التحصيل الأكاديمي المتخصص ، والتفكير الابتكاري أو الابداعي ، والقدرة القيادية ، والمهارات الفنية ، والمهارات الحركية ، أما رينزولي فيعرف الطفل الموهوب بأنه ذلك الفرد الذي يظهر قدرة عقلية عالية ، والقدرة على الابداع والالتزام بأداء المهارات المطلوبة منه ، ويتبنى المؤلف التعريف التالي للطفل الموهوب " يمثل الطفل الموهوب ذلك الفرد الذي يظهر أداءاً متميزاً مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها في واحدة أو أكثر من الأبعاد التالية :
1. القدرة العقلية العالية التي تزيد فيها نسبة الذكاء على انحرافيين معياريين موجبين عن المتوسط .
2. القدرة الإبداعية العالية في أي مجال من مجالات الحياة .
3. القدرة على التحصيل الاكاديمي المرتفع التي تزيد عن المتوسط بثلاث انحرافات معيارية .
4. القدرة على القيام بمهارات متميزة أو مواهب متميزة مثل المهارات الفنية أو الرياضية أو اللغوية ... الخ .
5. القدرة على المثابرة والالتزام والدافعية العالية ، والمرونة ، والأصالة في التفكير ، كسمات شخصية عقلية تميز الموهوب عن غيره من العاديين .
وسوف يتم استعراض أمثلة من مقاييس القدرة العقلية العامة ، ومقاييس القدرة التحصيلية ، ومقاييس الإبداع ، ومقاييس السمات العقلية للموهوبين ، وخاصة تلك المقاييس التي جرى تطويرها في البيئة الأردنية فيها دلالات صدق وثبت وفاعلية فقرات تبرر استخدامها .
أساليب قياس القدرة العقلية العامة (الذكاء) :
تعتبر مقاييس القدرة العامة التقليدية ، كمقياس ستانفورد بينيه ، ومقياس وكسلر للذكاء من الأساليب المناسبة والمعروفة في قياس وتشخيص القدرة العقلية العامة ، للموهوبين ، حيث تمثل القدرة العقلية العالية إحدى الأبعاد الأساسية في تعريف الموهبة ، ويعتبر الفرد موهوباً إذا زادت قدرته العقلية المقاسة باختبارات الذكاء عن انحرافيين معياريين عن المتوسط ، وبلغة نسبة الذكاء إذا زادت نسبة ذكاءه عن 130 درجة .
ومن مقاييس الذكاء العامة ، والتي تصلح لقياس وتشخيص القدرة العقلية العامة لدى الموهوبين المقاييس التالية :
1. مقيياس ستنافورد بينيه (The Stanford-Binet Intelligence Scale)
2. مقاييس وكسلر للذكاء (The Wechsler Intelligence Scales)
3. مقاييس مكارثي للقدرة العقلية
(The McCarthy Scales of Childrens Abilities)
4. مقياس جودانف هاريس للرسم (Goodenough-Harris Drawing Teat)
5. مقياس سلوسن لذكاء الأطفال
(Slosson Intelligence Test for Children)
الطفل الموهوب المبدع : تعريفه وخصائصه :-
هناك عدة مفاهيم وألفاظ تطلق على الأطفال الموهوبين ، فقد يقال عنهم بأنهم أذكياء ، أو عباقرة أو نوابغ مبتكرين أو فلتات الجيل ، وإذا كانت هذه الألفاظ تعبر عن معاني المدح والثناء ، ووصف الموهوب بصفات إيجابية سوية ، فهناك بعض الناس من يصفهم ويصورهم بصورة خاطئة فيرى بأنهم شاذين ، غريبي الأطوار ، مخبولين ، وأنهم من ذوي الاضطرابات العصبية وغير مستقرين نفسياً .
والسؤال هنا هل الأطفال الموهوبين المبدعين لديهم شيء من هذه الصفات أم تلك ؟
تشير الدراسات التي أجريت على عينات كبيرة من الأطفال الموهوبين والأطفال العاديين إلى أن الموهوبين عموماً يتمتعون بقوة بدنية عالية ولديهم قدرات عقلية عامة وخاصة تفوق غيرهم من العاديين ، وأنهم يهتمون باهتمامات علمية وفنية وأدبية وميول تطبيقية للجوانب النظرية ، كما يتوافرون على دافعية للتعلم ، ويفكرون ملياً في حل المشكلات وقدرة عالية على طرح الحلول والبدائل للمشكلة الواحدة ، والأطفال الموهوبون ليسوا جميعاً على وتيرة واحدة في القدرات والاهتمامات ، بل يختلفون عن بعضهم البعض شأنهم في ذلك شأن الأطفال العاديين فمنهم من يمتلك خصائص وقدرات عقلية عالية في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية والتقنية ، ومنهم من يتميز ببعض هذه الخصائص والميزات فقط ، فيكون موهوباً ومبدعاً في لون واحد أو اثنين من ألوان النشاط أو مظاهر الإبداع ومن الناحية الصحية والعضوية ، فغالباً ما يتسم الأطفال والشباب الموهوب بصحة بدنية عالية وقوة وطاقة جسمية مرتفعة تؤهله للقيام بالعديد من الأنشطة والرياضات ، غير أن ذلك لا يعني أن لا يوجد من بينهم المعاقون حركياً أو عضوياً وعادة ما تفسر مثل تلك الظواهر الإبداعية لدى هؤلاء المعاقين عند علماء النفس بالمواهب التعويضية .
وإذا أردنا أن نمضي قدماً في التعرف على شخصيات الموهوبين وعرض خصائصهم فينبغي أن نشير إلى أهم التعريفات التي وردت في التراث التربوي والنفسي للموهوبين والمبدعين. فقد عُرف الطفل الموهوب بأنه " كل طفل يتميز بالتفوق العقلي عن مرحلته العمرية في بعض القدرات التي تجعله مساهماً عظيماً وفعالاً في تحقيق الرفاهية للمجتمع .
وتشير الموسوعات النفسية والتربوية إلى وصف الطفل الموهوب المبدع بأنه " الطفل الذي يؤدي أي عمل بكفاءة عالية وبصورة أفضل ممن هم في سنه ، وبأسلوب يبشر بتحقيق إنجازات وإسهامات عالية في المستقبل " .
ومن التعريفات أيضاً تعريف سبيرمان Spearman للتفكير الإبداعي للطفل بأنه قدرة على إدراك العلاقة بين شيئين بطريقة ما ينبثق عنها ظهور شيء ثالث مخالف لشكليهما الأولين" .
وتذهب مدرسة الجشتالت Gestalt في علم النفس إلى أن المبدع الموهوب ، هو ذلك الفرد القادر على إعادة دمج المعارف والأفكار بشكل جديد .
وهناك طائفة أخرى من التعريفات تؤكد على تميز الموهوب بقدرات عقلية عليا ، فالموهوبون المبدعون هم أولئك الأفراد الذين يتحصلون على درجات عالية من الذكاء بنسبة 1% من الأطفال حديثي السن.
ويذكر عثمان نجاتي ، 1983 ، بان فئة العباقرة أو الموهوبين هم ذوي الذكاء المرتفع الذين تصل نسبتهم إلى 145 درجة ويمثلون حوالي واحد في الألف من الإحصاءات السكانية العامة وأما فئة الأذكياء فتتراوح نسبة ذكائهم ما بين 130-145 درجة ويمثلون حوالي 2% تقريباً ويتميزون بالتفوق في التحصيل الدراسي .
وكما يلاحظ على هذه التعريفات أنها اعتمدت أسس ومحكات مختلفة في تعريف الموهوب أو المبدع منها محك القدرات العقلية والسمات الشخصية كما ورد في التعريف الأول والتعريفان الأخيران ومنها ما اعتمد على محك التفكير كما هو في تعريف سبيرمان حيث يصف التفكير المبدع بأنه إدراك العلاقة بين شيئين في حين يذهب تعريف مدرسة الجشتالت إلى محك النتاج الإبداعي ، فهو إعادة دمج المعارف والأفكار بشكل جديد .
وبالطبع فهناك محكات أخرى لجأ إليها العلماء والباحثون في تعريفهم للموهوب والمبدع منها وصف العملية الإبداعية والمراحل التي تمر بها وكذلك محك السمات الانفعالية والاجتماعية والقدرة على الإحساس بالمشكلات وطرح البدائل والحلول لحها فقد جاء في تعريف تورانس Torance وهو من الأعلام المشهورين في دراسة الإبداع : إن الإبداع يعني الإحساس بالمشكلات والقدرة على إيجاد الحلول لها ، فالتفكير الإبداعي يعني الإحساس بالثغرات والعناصر المفقودة (في المشكلة) وتكوين الأفكار ووضع الفروض الخاصة ومحاولة اختبارها والوصول إلى النتائج .
خصائص الأطفال الموهوبين : وفي ضوء التعريفات السابقة ، وما توارث في التراث التربوي والنفسي أنه يمكن أن نستنتج جملة من الخصائص والسمات التي يتميز بها الموهوبون :
1- التفوق العقلي : يتسم الموهوبون بالقدرة العقلية العالية فالموهوب يتربع على قمة السلم الهرمي في استجاباته على اختبارات الذكاء ، وكذلك في اختبارات التفكير الابتكاري .
2- القدرة على أداء الأعمال بكفاءة عالية ، وذلك بما يمتكله من مهارات متميزة تنبئ بتحقيق إنجازات عظيمة مستقبلاً وبما يمتلكه من طاقة حيوية هائلة يسخرها للسيطرة على الأشياء .
3- القدرة العالية على الفهم والإدراك في تصور العلاقات بمختلف مستوياتها كالعلاقات الزمانية والمكانية والمجردة بين الأشياء والأفكار والوقائع ، ويظهرون مرونة في التفكير في إنتاج البدائل الجديدة والحلول التي تتصف بالجدية والأصالة والحداثة، فالموهوبون يتعلمون عن طريق الاكتشاف، ويرفضون أساليب الحفظ والتقليد .
4- ولعل من أهم خصائص الموهوبين أيضاً تميزهم بالاستقلالية والثقة بالنفس إلى درجة المخاطرة والمغامرة في القيام بالمهام الصعبة وفي تناول الأشياء وتجريبها ، وتلعب دافعية الموهوب المتزايدة دور في رغبته في التعلم وفي الاكتشاف والفضول المعرفي فهو كثير الأسئلة والتساؤل مما يسبب الإزعاج والقلق لوالديه ومعلميه في أحيان كثيرة .
5- الحساسية للمشكلات والمواقف : إذ أن الموهوب المبدع أكثر حساسية للمشكلات الاجتماعية والمواقف التعليمية ، فهو غالباً ما يميل إلى اكتشاف التناقض في المواقف ، ويظهر العناصر المفقودة في حل المشكلة .
ونظراً لأهمية هذه الخصائص والمميزات لدى الموهوبين المبدعين فقد كانت الأساس التي اعتمد عليها العلماء في بناء اختبارات التفكير الإبداعي التي تؤكد جميعاً على قياس السمات الأساسية الثلاث وهي : الأصالة والمرونة والطلاقة .


أساليب وأدوات الكشف عن الموهوبين المبدعين :
تتعدد الأساليب والأدوات المستخدمة في الكشف عن الأطفال والطلاب الموهوبين ، وفي التعرف عليهم ، وبعض هذه الأساليب والأدوات تقليدية معروفة منذ القدم وبعضها الآخر يُعد حديث نسبياً .
وتعتمد هذه الأساليب والأدوات على محكات معينة لتقدير الموهبة والحكم على الموهوب أو المبدع من قبل المربين والمعلمين والباحثين وتظهر المواهب عادة من خلال ممارسة الأنشطة والميل إلى الهوايات التي يظهرها الأطفال و الطلاب سواء في المدرسة أو البيت أو النادي وغيرها عند ممارستهم لمختلف الأنشطة الرياضية أو الموسيقية أو الفنية أو الأدبية والعلمية ، غير أن عملية الاكتشاف تلك تتطلب من القائمين عليها وبخاصة المعلمين ضرورة الإلمام بالموهبة أو العملية الإبداعية وعناصرها وطبيعتها ، وهذا لا يتأتى إلا بالتدريب والتأهيل وفق برامج خاصة تؤهلهم للتعرف على المواهب واكتشافها ورصد مؤشراتها منذ سن مبكرة وكيفية العناية بها ورعايتها ، حتى لا تطال تلك المواهب والإبداعات مظاهر الإحباط والتراجع والفشل إذا لم تلق العناية والتنمية اللازمة ، فقد أشارت دراسة شكلية وهانزفورد ، 1992 ، Shaklee & Hansford ، أنه " يمكن إعاقة هؤلاء الأطفال من التمثيل لقدراتهم ذا ما قلت المثيرات والخبرات التربوية والتعليمية في البيئة المنزلية والمدرسية الأمر الذي يحد من التنمية الذهنية ، كما أن نقص الغذاء يمكن أن يؤدي إلى خفض القدرة على التركيز وكذلك العزلة الاجتماعية يمكنها تأخير نمو الفرد" .
ومن أهم الأساليب والأدوات المستخدمة في اكتشاف المواهب لدى الأطفال والطلاب في المدارس والنوادي والمعسكرات في كثير من الدول المتقدمة تتمثل في إجراء الاختبارات والملاحظة والتقديرات الذاتية للتلاميذ وإقامة المسابقات ، وبالرغم من أن معظمها تقليدية ، فهي للأسف لم تتوفر في المدارس الليبية ، فلم تطبق أي نوع من الاختبارات والمقاييس المقننة في اكتشاف المواهب ولم تكن الملاحظة من قبل المعلمين والأخصائيين النفسيين حاضرة في المدارس ، كما أن الاستفتاءات لاستطلاع أراء الأطفال والتلاميذ والطلاب لم تكن مألوفة أو مستخدمة فيها وربما الأداة الوحيدة المعهودة في المدارس هي إجراء المسابقات وإقامة المعارض في نهاية العام الدراسي وعند إقامة بعض الأنشطة الرياضية والموسيقية والمسرحية التي غالباً ما تنتهي بانتهاء العام الدراسي ، دونما الاهتمام بأية برامج للرعاية والتنمية للمواهب التي تبرز في مثل هذه الأنشطة والمسابقات وفيما يلي إشارة موجزة لهذه الأدوات :-
1- الملاحظة : تُعد الملاحظة العلمية لسلوك الأطفال والطلاب وإنجازاتهم الأكاديمية وغير الأكاديمية ، وتحصيلهم الدراسي من الأدوات المهمة المستخدمة في التعرف على الموهوبين وتوجيه الانتباه إليهم ، وينبغي أن يكون هذا الاهتمام موجهاً للأطفال منذ مراحل مبكرة لتشمل مرحلة ما قبل المدرسة ثم مرحلة التعليم الأساسي .
2- الاختبارات والمقاييس النفسية : تعد الاختبارات والمقاييس النفسية من الأدوات الموضوعية التي يلجأ إليها الباحثون والأخصائيون النفسيون في قياس القدرات العامة ( الذكاء ) والقدرات الخاصة : كالقدرة العددية والقدرة اللفظية ، كما أن اختبارات قدرات التفكير الابتكاري من الأساليب الشائعة الآن في اكتشاف الموهوبين من الأطفال و المراهقين والشباب ، ولعل من أشهر تلك الاختبارات اختبار تورانس للتفكير الابتكاري.
3- التقديرات الذاتية للتلاميذ : إذ يمكن للأطفال والتلاميذ أن يفصحوا عن مواهبهم وإبداعاتهم ، ويكشفوا عن طموحاتهم وأمانيهم المستقبلية عن طريق المقابلات الشخصية فنتعرف على هواياتهم وأساليب ممارستها وكيفية قضاء أوقات فراغهم ، وجميع الأنشطة المدرسية وغير المدرسية التي يمارسونها.
4- إقامة المسابقات المتعددة والمعارض المدرسية : ومن الأساليب المتعارف عليها في المدارس حالياً إقامة المسابقات الفكرية والأدبية والفنية والرياضية التي تجرى بين الفصول الدراسية في المدرسة الواحدة أو بين مجموعة من المدارس ، وقد تشمل أيضاً إقامة المعارض المختلفة لإبراز مظاهر النشاط المدرسي وكذلك العروض الموسيقية والمسرحية وإقامة الحفلات وهي لا شك تمثل فرصاُ ثمينة لاكتشاف المواهب والتعرف على شخصيات المبدعين .
وهكذا يمكن للمدرسة أن تلعب دوراً مهماً ليس فقط في اكتشاف الموهوبين ، بل في العناية بهم ورعايتهم بوضع برامج لتنمية مواهب الأطفال والطلاب التي تحترم ثقافتهم، وتعمل على إشباع حاجاتهم وتأكيد نجاحهم في المدرسة والبيت وذلك من خلال مد جسور
التعاون والتنسيق بين أسر الموهوبين والمدرسة بما يحقق تشجيع الموهوبين وحفزهم على الإنتاج الإبداعي وتعزيز مكانتهم في المجتمع .
المشكلات والمعوقات التي تواجه الموهوبين المبدعين :
إذا أردنا أن نستقصي المشكلات والعقبات التي تواجه فئة الموهوبين وتعترض مظاهر نموهم الطبيعي ، وتكون سبباً في إحباطهم وفشلهم أحياناً أو تعثر موهبتهم وإبداعاتهم وتأخرها أحياناً أخرى ، فيمكن إرجاعها إلى المصادر التالية التي يتفاعل معها الموهوب وتشكل شخصيته وهي :-
1- مشكلات ذاتية شخصية تتعلق بالموهوب نفسه :-
‌أ- قد يعاني الطفل الموهوب من مشكلات نفسية تؤدي به إلى سوء التوافق النفسي والاجتماعي ، فالموهوب كما أشرنا يتميز بدافعية عالية نحو التعلم ولديه رغبة في البحث والاستطلاع واستكشاف المعرفة ، فهو يفكر في كل ما يجري من حوله ، فإذا ما مر الطفل بخبرات مؤلمة وبخاصة في مراحل حياته الأولى أو أخفقت البيئة في إشباع حاجاته ، فقد يصاب بالإحباط والفشل وينتابه القلق والتوتر ، وتتحول حياته إلى صراعات نفسية داخلية تدمر ذاته وتقتل الإبداع لديه ، فإما القبول بهذا الواقع الذي لا يتوافق مع ذاته وتطلعاته أو التخلي عن تلك الأنشطة الإبداعية ، ويحدث ذلك في جميع المراحل العمرية للطفل ، وفي كل الأحوال تكون الخسارة فادحة للفرد المبدع وللمجتمع بكامله يفقده مثل هذه المساهمات الفردية والإنجازات الجادة مستقبلاً .
‌ب- يختار الموهوبون من التلاميذ والطلاب أحياناً مسارات من الدراسة أو أنواع من المهن غير مألوفة لدى الأسرة أو تتعارض مع رغبات الأباء أو يشعرون بأنها لا تتناسب مع مكانتهم الاجتماعية ، مما يدفع بالأباء إلى الوقوف في وجه أبناءهم ومنعهم من الالتحاق بذلك النوع من الدراسة أو المهنة ، مما يؤدي بهؤلاء الموهوبين إلى التراجع والتقهقر ومن ثم الإحباط والفشل.
2- مشكلات تتعلق بالبيئة المنزلية :-
‌أ- يواجه الأطفال الموهوبين بعض المشكلات أو العقبات التي يكون مصدرها المباشر الأباء أو الأخوة أو الأخوات ، ولعل أهمها عدم اكتراث الأسرة بمواهب الطفل العقلية أو الفنية فتتجاهل نشاطاته ، بل تكرهه أحياناً على عدم ممارسته لها ، ولا توفر له الإمكانات المادية والمعنوية مهما كانت بسيطة ، وهكذا قد تعمل الأسرة على وأد الموهبة في مهدها ، فالأطفال الموهوبون غالباً ما ينسحبون ويتخلون عن مواهبهم وممارسة هواياتهم في حالات الفشل المتكرر ، وبخاصة في المراحل الأولى ، وكذلك في حالات الشعور بالخوف والتهديد من قبل أهلهم وذويهم ، وقد يرجع ذلك إلى أن الموهوبين يتسمون بالعواطف الجياشة من ناحية والحساسية الاجتماعية من ناحية أخرى .
‌ب- قد تتبع الأسرة أساليب خاطئة في عمليات التربية والتنشئة الاجتماعية ، فلا تتقبل الطفل ومواهبه ، وتنظر إليه على أنه مشاكس وجالب للمشاكل ، وتطلق عليه ألفاظاً وعبارات لا يقبلها أو تسخر منه ومن طموحاته ، وفي المقابل هناك أنماطاً أخرى من التنشئة الاجتماعية الخاطئة أيضاً ، كأن تبالغ الأسرة في إطلاق عبارات الشكر والثناء على ابنها وتمنحه من العطف والتدليل أكثر من اللازم ، مما قد يؤدي به إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر .
‌ج- ومن الأخطاء التي يقع فيها الأباء أيضاً أنهم يوجهون أطفالهم ويلقنونهم مفاهيم خاطئة وقوالب جامدة في التفكير كالقول بأن حل هذه المشكلة أو تلك لا تتم إلا بطريقة واحدة فقط ، وهي كما يدركونها هم وتعودوا عليها ، وما عداها من الحلول والبدائل فهي خاطئة ، وهذا بطبيعة الحال يقتل روح الإبداع لدى الأطفال الذين يمكنهم اكتشاف حلولاً وبدائل أخرى جديدة ، وغير مألوفة لدى الكبار وأولياء الأمور ، وفي هذا الصدد يشير بليزر وسيويروت ، 1990 ، Blazer & Siewert إلى أنه يمكن إحباط كل الوظائف الذهنية ( لدى الموهوبين ) من خلال المنازل غير اللائقة لحياتهم .


3- مشكلات وصعوبات تتعلق بالبيئة المدرسية :-
تحتوي البيئة المدرسية على متغيرات متعددة ووسائط متنوعة تلعب دوراً مهماً في تنمية الإبداع وصقل الموهبة لدى الأطفال ذ ما تم استغلالها لصالح الطفل ، وفي المقابل يمكن أن تكون مصدراً لإثارة المشكلات لدى الموهوب فتعرقل نموه وتحد من مواهبه وإبداعاته ولعل من أهم تلك المشكلات ما يلي :-
‌أ- تثار الكير م المشكلات في الفصل الدراسي بين الموهوبين والمعلمين بسبب إن الموهوبين كثيراً ما يبحثون عن فرديتهم الخاصة التي تميزهم عن أندادهم في الفصل ، فقد يكثرون من الأسئلة حول القضايا والموضوعات التي يدرسونها أو حول الأفكار والحلول التي يطرحونها لمعالجة المشكلات أو أنهم يطرحون حلولاً وبراهين مختلفة غير مألوفة لدى المعلمين أو يسألون أسئلة صعبة ومعقدة ، فيضيق المعلمون والمدراء بهم ذرعاً فيلجأون إلى قمعهم أو الاستهزاء بأفكارهم وآرائهم وقد يصفونهم بالمشاكسين والمتخلفين وإنهم يثيرون الفوضى في الفصل الدراسي ، وقد نشرت إحدى الصحف الأمريكية عام 1992 ( جريدة بروفدنس ) Providence وثيقة مفادها: إن أباء الأطفال الموهوبين في إحدى المدن قد احتجوا على الطريقة التي يعامل بها أطفالهم الموهوبين و المبدعين في المدارس ، وقدم هذا الاحتجاج إلى مجلس المدينة من طرف السكرتيرة لجمعية الأطفال الموهوبين والمبتكرين تتهم فيها المدارس العامة بوضع الطلاب المبتكرين في نفس الفصول الدراسية للمتخلفين عقلياً وبسبب المشاكل السلوكية التي تحدث بينهم فإنهم يعاملون معاملة المتخلفين عقلياً . وهكذا يصنف الموهوبون والمبدعون ويوضعون مع فئة المتخلفين عقلياً في أكثر الدول حضارة وتقدماً ، فكيف يكون حال الموهوبين في الدول النامية والمتخلفة إذن .
‌ب- لما كان الأطفال الموهوبين لا يميلون إلى الحفظ والتلقين ، بل ينتجون أساليب في التعلم مثل التعلم الاكتشافي والبحث عن المعلومات والحقائق بأنفسهم ، أي باستخدام أسلوب التعلم الذاتي ، كما أنهم يعتمدون على أنماط التفكير القائمة على الملاحظة والاستنتاج والتحليل والتقويم ، أي تلك المستويات العليا في التفكير ، فإنهم كثيراً ما يشعرون بالملل والضيق عندما يستخدم المعلمون طرائق تقليدية في التدريس تقوم على أساليب التلقين والتفكير النمطي ، كما أن المناخ المدرسي التقليدي وقلة الإمكانات المدرسية وعدم توفر الأنشطة المدرسية المتنوعة كالأنشطة الرياضية والموسيقية والفنية وبرامج الرحلات والزيارات ، كل ذلك يبعث على السأم والملل لدى الأطفال والتلاميذ الموهوبين ويعوق نموهم الطبيعي الحر .

المشروع التربوي المقترح لتنمية الموهوبين ورعايتهم
مقدمة :
تعتبر الطفولة من أهم المراحل النمائية التي يمر بها الإنسان ، فهي تمثل نقطة البدء في النمو بمختلف مظاهره الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ، كما أنها الأساس في بناء الشخصية وفي اكتساب المعارف والمهارات ، وفي تكوين الميول والاتجاهات ، ومن هنا يؤكد علماء النفس – وبخاصة التحليليين منهم – على ضرورة العناية بمرحلة الطفولة وتهيئة البيئة المناسبة لإثارة دوافع الطفل وإبداعاته انطلاقاً من البيئة المنزلية ثم بيئة الروضة فالبيئة المدرسية ، إذ أن هذه البيئات هي مصدر الإلهام الإبداعي للطفل وهي المسؤولة عن نموه وارتقائه أو إحباطه وفشله ، فإذا كانت البيئة خصبة ثرية مشجعة تثير دوافع الطفل وتشبع حاجاته العضوية والنفسية والاجتماعية وتجيب على تساؤلاته وحواراته ، ويسودها الاطمئنان النفسي والثقة بالنفس وتتوافر أيضاً على الإمكانات المادية المناسبة للمرحلة العمرية ، فإن ذلك ييسر عملية الإبداع ، فتنمو الموهبة وتترعرع صاعدة نحو الكمال لتحقيق الإنجازات الهائلة مستقبلاً ، وأما إذا كانت فقيرة معدمة في مثيراتها الفكرية ويسودها روح التسلط والخوف وتنعدم فيها الثقة بالنفس ولا تتوافر على العناصر المادية ، والثقافية اللازمة للعملية الإبداعية ، فغالباً ما تكون سبباً في إحباطات الموهوب وفشله .
وهكذا يمكن القول إن الاهتمام بعملية تنمية التفكير الإبداعي يجب أن تتركز على جانبين الأول : البيئة بمفهومها الواسع التي تشمل البيئة الاجتماعية والنفسية والمادية بأبعادها الثلاثة : الأسرة ( البيئة المنزلية ) والمدرسة ( بما فيها الروض ) والمجتمع بمؤسساته المتعددة الرياضية والاجتماعية والثقافية .
والجانب الثاني : هو الطفل نفسه باعتباره محور الاهتمام الأساسي في عملية التنمية الإبداعية ، وكلا البعدين يكملان بعضهما البعض ، إذ أن الاهتمام بالبيئة هو اهتمام بالطفل في حد ذاته .
وفي إطار هذا الاهتمام بالجوانب المتكاملة للموهوبين وتنمية التفكير الإبداعي لديهم نتساءل عن مدى استجابة النظام التعليمي الليبي الحالي لمطالب التربية الإبداعية وهل يمكن اتخاذ بعض الإجراءات المهنية والبرامج التدريبية في بينة ومحتوى العملية التعليمية لتلبية احتياجات الطفل الموهوب في مدارسنا ؟
إن الإجابة القاطعة على هذه التساؤلات الأساسية ليست بالبساطة وتحتاج إلى تشخيص العملية التعليمية وإجراء دراسة معمقة تتناول كافة المتغيرات في النظام التعليمي ، وهو ما يخرج عن نطاق هذه الورقة وأهدافها ، غير أنه يمكن القول من واقع الملاحظات الإمبريقية وخبرة الباحث الشخصية عن العملية التعليمية إنها تفتقر إلى سياسة تعليمية واضحة المعالم محددة ترمي إلى تنمية التفكير الإبداعي للمواهب وأن ما يمكن ملاحظته من إظهار للمواهب الأهداف واكتشاف البارزين في بعض الأنشطة الرياضية أو الفنية أو الموسيقية والمسرحية في نهاية العام الدراسية ، ما هي إلا حالات وظاهر ظرفية موسمية مؤقتة سرعان ما تفقد هذه المواهب بريقها ويخمد وهجها بانتهاء العام الدراسي ، وهذا لا يحقق مفهوم التنمية الإبداعية للموهوبين التي ينبغي أن تكون عملية مستمرة متواصلة تستند على خطة علمية واضحة المعالم ومحددة الأهداف ، وهذا بالطبع لا يتأتى إلا بإقامة مؤسسة تربوية متخصصة تتبنى برامج تعليمية وتدريبية موجهة تعنى بتنمية مواهب المبدعين ، وتقدم الاستشارات للأسر والمدارس التي تحتضن الموهوبين وتتعامل معهم ، وتحاول هذه الورقة تقديم ملامح مشروع مبدئي يحتوي على إنشاء مركز لتنمية الموهوبين ورعايتهم في الجماهيرية العظمى يرتبط بالمؤسسات التعليمية والأسر التي تختص الموهوبين ارتباطاً وثيقاً ، وذلك بما يقدمه من خطط وبرامج تعليمية وتدريبية يستعين بها المعلمين والمربيين في التعامل مع هذه الفئة ، وتتحدد على ضوء هذه العلاقة المهام والأدوار التي ينبغي أن تقوم بها كل من المدرسة والأسرة تجاه الموهوب بما يحقق نموه الإبداعي ، ونقترح فيما يلي مكونات المشروع وعناصره .
أولاً : اسم المركز وأهدافه :-
اقترح أن يكون اسمه : المركز الوطني لرعاية الموهوبين ، وأما أهدافه فهي :-
- الكشف عن الأطفال الموهوبين منذ سن مبكرة من قبل متخصصين في المجال النفسي والتربوي باستخدام أدوات وأساليب موضوعية ، والتعرف على خصائصهم الشخصية ، ومظاهر الإبداع لديهم ( في مجال واحد أو أكثر ) .
- تنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال الموهوبين باتباع طرق وأساليب منهجية منظمة وبرامج تعليمية موجهة وفق خطة علمية محددة الأهداف .
- تحقيق النمو المتكامل للموهوبين من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية بما يكفل حسن التوافق النفسي والاجتماعي مع البيئة المنزلية والمدرسية وخلق بيئة مناسبة لإبراز المواهب والأنشطة الإبداعية للموهوبين .
- دعوة المجتمع بفئاته ومؤسساته ذات العلاقة بالموهوبين من باحثين متخصصين وأخصائيين نفسيين ومعلمين ومربين وأولياء أمور وصانعي القرار إلى العناية بالموهوبين من الأطفال والشباب واتخاذ التدابير التعليمية والقانونية لتنمية الموهوبين باعتبارهم ثروة قومية يجب العناية بها واستثمارها .
- توعية الجماهير بمفاهيم الموهبة والتربية الإبداعية والتأكيد على ضرورة رعاية الموهوبين في المدارس والجامعات ، والعمل على إبراز القدرات الإبداعية والتعريف بها في كافة الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة .
ثانياً : الأسس التربوية والنفسية التي تقوم عليها مراكز رعاية الموهوبين :-
1- الأساس الفلسفي في التربية الإبداعي : تقوم الفلسفة التي ترتكز عليها مثل هذه المراكز على أسس ومبادئ أهمها :-
‌أ- إن الطفل الموهوب المبدع طفل حر خلاق يمتلك قدرة أو قدرات عالية في مجال أو أكثر من المجالات المعرفية أو النفسية أو الفكرية أو التقنية وهذه القدرات قابلة للنمو والتطور إذا ما توافرت لها الأساليب التربوية المناسبة وهيأت لها الظروف البيئية الملائمة .
‌ب- إن الطفل الموهوب كائن اجتماعي حر له أهدافه وطموحاته يمكنه أن يحدد أهدافه ويرسم الخطط لحياته المستقبلية في إطار من الحرية الموجهة المبنية على احترام قدراته وتنمية مواهبه وطاقاته إلى أقصى حد ممكن بعيداً عن النزعات الفوضوية الغير مسؤولة.
2- الأساس النفسي والاجتماعي : ومن الأسس النفسية والاجتماعية التي ترتكز عليها مراكز رعاية الموهوبين :-
‌أ- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال واحترامها من ناحية ومراعاتها داخل الطفل نفسه بما يوجد لديه من تمايز في القدرات والمواهب .
‌ب- إن شخصية الطفل وحدة متكاملة ، فكل مظهر من مظاهر النمو الجسمي أو العقلي أو الانفعالي أو الاجتماعي يؤثر في البناء الكلي للشخصية سلباً أو إيجاباً .
‌ج- إن الطفل الإنساني عضو في جماعة يتفاعل معها ويتأثر بسلوكها وأفكارها ، فلابد أن تتم التربية الإبداعية في وسط اجتماعي يألفه الطفل ويكون أفراده قريبين منه يشاركونه ويشجعونه على المبادأة في نشاطاته وألعابه ، وهذا يعني مشاركة الأباء والمعلمين والأطفال ممن هم في سنه في برامج العناية والرعاية حتى يتم دعم الطفل الموهوب ومساندته عاطفياً واجتماعياً
ثالثاً : القوى البشرية والتجهيزات التقنية والمعملية :-
لضمان نجاح المركز في القيام بمسؤولياته ومهامه ومن ثم تحقيق أهداف ينبغي أن يتوافر بالمركز المقومات الأساسية لممارسة نشاطه ويمكن تحديدها في الآتي :-
1- القوى البشرية . 2- المقر المناسب للمركز .
3- التجهيزات التقنية والأجهزة المعملية .
وفيما يلي بيان بأهم هذه العناصر وتوصيف لبعض مكوناتها :-
1- القوى البشرية : وتتكون من :
‌أ- أمين المركز ويعاونه أمينان مساعدان أحدهما للشئون الفنية و الآخر للشئون العلمية والمتابعة .
‌ب- الأخصائيون : وتتضمن مجموعة الأخصائيين ثلاث فئات وهي : أخصائيون نفسيون و يتولون القيام بعمليات التقويم والقياس النفسي وتصميم الاختبارات النفسية وتقنينها على الموهوبين واكتشافهم مبكراً وإجراء الدراست التجريبية والمسحية بهدف اشتقاق معايير للنمو خاصة بالبيئة الليبية .
أخصائيون اجتماعيون : ويتولون متابعة الحالات وفتح الملفات وإجراء المقابلات في المدارس والمؤسسات وتقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية للموهوبين من الأفراد والجماعات ووضع البرامج والأنشطة الاجتماعية والترفيهية .
أخصائيون في المجال التعليمي ( أخصائي تعليمي ) : ويتولون تطبيق البرامج التعليمية والتدريبية التي تهدف إلى تنمية مواهب المبدعين والقيام بتدريب المعلمين الذين يتم اختيارهم للإشراف على رعاية الموهوبين في الفصول الخاصة بالموهوبين في المدارس .
‌ج- معلمون ومدربون متخصصون : ويتكون هذا الفريق من مجموعتين أحدهما تكون قارة في المركز بصورة دائمة يمارسون نشاطهم مع الموهوبين الذين يستضيفهم المركز ، ويتولى الإشراف عليهم وتقديم الخطة الدراسية المتكاملة لتنفيذها أثناء البرامج التدريبية في العطلات الصيفية وأوقات الفراغ لديهم والمجموعة الأخرى من المعلمين والمدربين يمارسون نشاطهم في المدارس ومراكز ا لتدريب عد تأهيلهم في المركز عن طريق برامج خاصة برعاية الموهوبين .
‌د- أطباء : ويلحق بالمركز أطباء عامين وأطباء نفسيين لتقيم الحالات وتقديم تقارير عنها .
‌ه- موظفون وعاملون في الأعمال الإدارية والمالية وفي أعمال الصيانة للأجهزة والمعدات وسائقي السيارات.
2- المقر المناسب للمركز : يجب أن يتوفر للمركز مقر مناسب يشتمل على مكاتب إدارية وقاعات للمحاضرات وأخرى لإقامة البرامج التعليمية والتدريب ومكتبات علمية أحدها خاصة بالباحثين وهيئة الاختصاص وأخرى خاصة بالأطفال الموهوبين والشباب .
كما يجب أن يحتوي المركز على عدد كاف من الورش المتكاملة في مختلف المجالات التقنية والمهنية والفنية.
3- التجهيزات التقنية والأجهزة المعملية : هناك قائمة من التجهيزات الأساسية اللازمة لإنشاء مثل هذا المركز تتضمن الأدوات والأجهزة لإنجاز الأعمال الإدارية والفنية مثل آلات التصوير والسحب وأجهزة الحواسيب والأجهزة المرئية والفيديو .
وهناك أيضاً الأجهزة المعملية التي يجب أن يتوافر عليها المركز وتشمل :-
المتاهات : مثل متاهة كلين ومتاهة يانج .
أجهزة خاصة لقياس عمليات الإدراك والإحساس والانتباه وقياس التعب والمجهود العضلي وأجهزة أخرى لقياس درجة نمو المدرك الكلي والألغاز الميكانيكية وجذب الانتباه وغيرها .
كما يجب أن يتوفر بالمركز جميع الاختبارات والمقاييس النفسية والعقلية والاجتماعية والتحصيلية المحلية والعربية والعالمية لإمكانية الاستفادة منها وتطبيقها بعد تقنينها على البيئة العربية الليبية .
وهناك الآن العديد من الشركات العالمية المتخصصة في تجهيز مثل هذه المعامل وإنتاج الوسائل التعليمية ذات التقنية العالية .
المركز وعلاقته بالمؤسسات التربوية ذات العلاقة بالموهوبين :-
إن الضمان لبناء علاقة تربوية ناجعة بين المركز والمؤسسات الاجتماعية الرسمية (الروضة والمدرسة) وغير الرسمية (الأسرة) هو مد جسور التعاون والانفتاح بينهما لتكوين علاقة تكاملية هادفة تسعى إلى تحقيق الهدف المنشود وهو تنمية قدرات الطفل الموهوب المبدع ، وقبل استجلاء هذه العلاقة التكاملية والتعرف على طبيعتها واتجاهاتها يجدر بنا أن نتطرق بالشرح والتوضيح إلى طرفي هذه العلاقة وهما :-
1- المؤسسات التربوية وما يجب أن تقوم به من أدوار ومسؤوليات تجاه تنمية الموهوبين .
2- البناء التنظيمي للمركز وما يجب أن يحتويه من وحدات إدارية رئيسية وفرعية تتولى مهام ومسؤوليات معينة تيسر العمل التربوي الخاص بتنمية الموهوبين وتحقق الأهداف المشار إليها.
ومن ثم نحاول أن نستوضح أبعاد هذه العلاقة بين المركز والمؤسسات التربوية .
1- دور المؤسسات التربوية في تنمية الموهوبين :-
أ- دور الأسرة ومسؤولياتها . ب- دور المدرسة ومسؤولياتها .
أ- دور الأسرة ومسؤولياتها في تنمية الطفل الموهوب :
تلعب الأسرة دوراً مهماً في تنمية قدرات الطفل فهي الخلية الاجتماعية الأولى التي ينمو فيها الطفل وتتحقق فيها مطالبه الجسمية والنفسية والاجتماعية ، كما أنها تمثل الإطار الأساسي للتفاعل الاجتماعي ، حيث يبدأ صور هذا التفاعل من علاقة الطفل بوالديه وأخوته ، ثم تتسع دائرة هذه العلاقات الاجتماعية لتشمل جماعات أخرى كالأطفال في الروضة والشارع والمدرسة ، ويتعلم الطفل أنماطاً من السلوك كاللغة وتكوين الصداقات والعادات وحب الاستطلاع وممارسة الاستقلال الشخصي كما يتكون لديه مفهوم الذات والضمير وعملية الاتصال بالآخرين ، وفي هذا الإطار التفاعلي بين الطفل وهذه الجماعات ينبغي على الأسرة أن تمارس دورها كاملاً في تنمية قدرات الطفل ومواهبه ومنها على الخصوص :
• توفير المناخ الأسري المناسب للنمو النفسي والاجتماعي للطفل بعيداً عن مظاهر التسلط والقيود والعقوبات البدنية الشديدة ترك الحرية للطفل للتعبير عن آرائه دون خوف أو رهبة ، فذلك يمنح الطفل شعوراً بالأمان الذي هو في أمس الحاجة إليه لتنمية قدراته الإبداعية .
• تنمية قدرة الطفل على تقصي الأشياء ودفعه للبحث عنها والإجابة عن تساؤلاته ، ومشاركته في الحوار والحديث وكذلك الإصغاء إليه بعناية وتوجيهه إلى مصادر الحصول على المعلومات .
• تشجيع الطفل على حب الاستطلاع والتعرف على العالم من حوله بنفسه ، وذلك لتكوين انطباعات خاصة به وخبرات ذاتية، فذلك ينمي لديه القدرة على استيعاب وفهم هذا العالم على نحو مميز وهذا أحد مقومات الإبداع .
• الاختيار الجيد للعب الطفل بحيث تكون مناسبة لعمره وذات قيمة تربوية وتثير اهتمامه ، وتحفزه على النشاط والمثابرة وأن لا تمثل خطورة عليه .
• تنمية قدرة الطفل على التخيل والتصور الذهني للأحداث والمواقف فقد تشاهد الأم مع طفلها شريطاً يحكي قصة أو جزءاً منه ثم تتوقف لتسأله عن كيفية تصوره للحدث في نهاية هذا الشريط أو القصة ، أو أن تسأله عن توقعاته لو حدث كذا وكذا كأن تقول : ماذا تفعل لو فهمت لغة الطيور أو الحيوانات؟
كما يمكن للوالدين إعطاء الطفل ما يطلبه من أوراق وألوان ليرسم ويلون ما يحلو له مع الاهتمام برسوماته وخطوطه عند محاولته عرضها عليهم .
(سميحة كرم ، فاطمة الباكر ، 1996 ، 169)
ب- دور المدرسة في تنمية الأطفال الموهوبين :
تلعب المدرسة دوراً مهماً في تنشئة الأطفال الموهوبين وتربيتهم ، حيث يقضي الطفل معظم وقته داخل الفصول الدراسية فهي البيئة الثانية التي ينمو فيها الطفل ويكتسب فيها المعارف والمعلومات ويتعلم فيها المهارات الأدائية والاجتماعية ويتواصل فيها مع الآخرين من الأفراد والمعلمين وغيرهم .
ومن هنا ، يجب الاهتمام بهذه البيئة وتهيئتها بما يحقق تنمية مهارات الطفل وتفعيل موهبته ومن المهام والمسؤوليات التي يجب أن تراعيها المدرسة تجاه الطفل الموهوب ما يلي :
• تهيئة المناخ المدرسي المناسب للطفل من الناحية الاجتماعية والعقلية بما يتيح الفرص للأطفال الموهوبين من الاكتشاف والتعلم الذاتي والانفتاح عن المجتمع .
• توفير برامج تعليمية وتدريبية لتنمية القدرات الإبداعية في مختلف الأنشطة العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية في المدرسة
ويمكن للمعلم أن يحقق هدف تنمية الإبداع لدى تلاميذه من خلال التدريس عن طريق مجموعات المناقشة الحرة والأنشطة المرغوبة ، وتشجيع التلاميذ على البحث والإطلاع وجمع المعلومات حول الظواهر والوقائع ومحاولة تفسيرها ونقدها .
وقد اقترح تورانس منذ ما يزيد عن أربعة عقود (1962) عدة توصيات لتحسين أداء المعلم داخل بيئة الفصل لتساعد على تنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال ومنها :
• أن يكون المعلم ملماً بمفهوم الإبداع والأفكار التي يتضمنها والاختبارات التي تقيس الإبداع ومكوناتها مثل الأصالة والطلاقة والمرونة ، وأن يكافئ التلاميذ إذا ما أظهروا تلك العناصر في استجاباتهم داخل الفصل.

تشجيع التلاميذ على استخدام الأشياء والأفكار وتناولها بطرق جديدة وأن يعمل على اختبارها ، ولا يجبر التلاميذ على استخدام الأسلوب الذي يتبعه في حل المشكلات .
• تدريب التلاميذ على استخدام أساليب جديدة في التفكير مثل أسلوب حل المشكلات وذلك عند دراستهم للموضوعات التي يتضمنها المنهج الدراسي ، ومساعدتهم في تهيئة بيئة غنية بالمثيرات كإنتاج الوسائل التعليمية والخرائط والرسومات . (منسي 2002 ، 386)
ولاشك فإن أساليب تنمية الإبداع لدى التلاميذ في الصفوف المتأخرة من التعليم الأساسي يختلف عن الأساليب التي يمكن استخدامها لدى الأطفال في الروضة أو في البيت ، فقد لوحظ من خلال متابعة أنشطة الأطفال الموهوبين أن لهؤلاء الأطفال خبرات فريدة تختلف عن خبرات أندادهم العاديين، وتقدر نسبة أداء الأعمال والأنشطة التي يمارسها الأطفال الموهوبين ضعف ما يمارسها الأطفال العاديين ويمكن أن نشير إلى بعض التوصيات التي نادى بها الكثير من الباحثين ومنها :
• تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة المتنوعة غير التقليدية في البيت أو الروضة.
• ملاحظة سلوك الأطفال ونشاطاتهم ومحاولة إثارة دوافعهم وتوجيههم نحو التعرف على الأشياء بحواسهم لاكتساب خبرات مباشرة عنهم .
• أن يحرص المختصون بالمناهج وطرق التدريس على إعداد وتطوير مناهج نشاطات خاصة بالمبدعين.
• تعزيز ظاهرة حب الاستطلاع وإظهار القدرة اللغوية للأطفال وتعزيز خبراتهم الخاصة .
وهناك عدة استراتيجيات خاصة بتنمية التفكير الإبداعي لدى التلاميذ والأطفال يمكن استخدامها من قبل المعلمين والمربين في البيت أو المدرسة قد لا يتسع المجال لذكر هاهنا .
2- البناء التنظيمي للمركز : لاشك إن أية منظمة إدارية أو إنتاجية أو تعليمية أو صناعية تتكون من أفراد يشغلون مراكز وظيفية معينة ويتحدد دور الفرد طبقاً للمركز الوظيفي الذي يشغله هذا الفرد ،
إدارة الشئون الفنية والتدريب :-
• توفير التجهيزات اللازمة للمراكز وصيانتها من معامل وورش تدريب واختبارات نفسية .
• إعداد الخطط والبرامج اللازمة لتدريب المعلمين والأخصائيين والفنيين .
• القيام بإعداد الأطر العليا المؤهلة مهنياً للتدريب في الداخل والخارج .
• الإشراف والتنسيق مع الإدارات الأخرى داخل المركز وخارجها ذات العلاقة بمهامها ووظائفها .

- إدارة الشئون العلمية وبرامج رعاية الموهوبين : وتتولى ما يلي :-
• إعداد الخطط والبرامج الخاصة بتنمية الموهوبين على مختلف المستويات العمرية والمراحل التعليمية بدء من رياض الأطفال وحتى المراحل التعليمية العليا .
• القيام بدور التوعية والتثقيف الموجه نحو المعلمين وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية بهدف التعريف بالموهوبين وخصائصهم وسبل العناية بهم ، وذلك بإعداد المطبوعات والنشرات والملصقات والأدلة التي تساعد المعنيين بالمواهب كدليل الأسرة ودليل المعلم لرعاية الموهوبين .
• إعداد البحوث العلمية التي تتعلق بالموهوبين وجمع المعلومات عنهم وتوفر قاعدة بيانات عن المبدعين في الجماهيرية وإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية في الداخل والمشاركة في الخارج ورصد الاهتمامات العالمية بالموهوبين .
• المتابعة والإشراف على الموهوبين المبدعين في داخل المركز في حالات استضافتهم وإقامتهم ومتابعتهم أيضاً داخل المدارس والأسر وتقديم التوجيهات والإرشادات للعناية بهم وتوثيق العلاقة بالمعلمين والمتخصصين وأولياء الأمور وذوي العلاقة بالموهوبين .
• الإشراف على المكتبة بأقسامها المتخصصة العادية والإلكترونية بالمركز وتزويدها بالكتب والمراجع وتجهيزها بالأدوات والأساليب التقنية الحديثة للاستفادة بها من قبل الموهوبين من ناحية والمتخصصين والباحثين من ناحية أخرى .

- إدارة الشئون الإدارية والمالية :-
• وتتولى المهام والأعمال الإدارية والمالية والاتصال بالجهات والمؤسسات العامة والخاصة خارج المركز وهي مهام معروفة لا داعي للتوسع فيها .

- أبعاد العلاقة بين المركز المقترح والمؤسسات التربوية والتعليمية :-
وبالمقارنة بين المهام والمسؤوليات السابقة لكل من المدرسة والأسرة من ناحية وبين المهام والواجبات التي تقوم بها الوحدات الإدارية للمركز من ناحية أخرى يمكن أن نستخلص ثلاثة أبعاد في علاقة المركز بهذه المؤسسات وهي :
1- بُعد مهني تخصصي . 2- بُعد تربوي اجتماعي. 3- بُعد تثقيفي تعبوي .
1- فأما البعد المهني التخصصي فيبدو واضحاً بين المركز وكل من المدرسة والروضة حيث يتولى الأخصائيون بمختلف فئاتهم السابقة بتدريب المعلمين والمدربين ومشرفات رياض الأطفال على كيفية التعامل مع الأطفال والتلاميذ والطلاب من خلال برامج خاصة لرعاية الموهوبين سواء أكان ذلك من خلال التجميع في فصول خاصة بالمدرسة أو مراكز أو مدارس خاصة بالموهوبين أو حتى من خلال وجودهم في الفصول العادية في المدارس ورياض الأطفال حيث يتولى المركز بتدريب المعلمين والمدربين على إتقان المهارات الأساسية في اكتشاف الموهوبين والتعرف على طرق التفكير لديهم واستخدام الطرائق التدريسية المناسبة برعاية الموهوبين وكذلك الأساليب التقويمية التي تتماشى مع هذه الفئة .
2- وأما البعد التربوي الاجتماعي فيكمن فيما يحدث من تعاون وثيق في العلاقات بين هذه المؤسسات التربوية التعليمية والمراكز التي تهدف إلى تنمية الإبداع باعتباره ظاهرة اجتماعية عامة لا تقتصر على إنجازات النخبة المبدعة في مجالي العلم والأدب ، وإنما تشمل كذلك الإنجازات الإبداعية في الحياة العامة والمهنية والحياة اليومية ومن ناحية أخرى فالموهبة والإبداع صفة مشتركة بين جميع الأطفال ، وكل طفل يتمتع بدرجة تلقائية طبيعية من الإبداع تنمو مع العمر إذا ما اتيحت لها الفرص والظروف للنمو ، ولكنها قد تعاق وتصاب بالإحباط إذا ما قام الوالدان أو المعلمون بتدريب الأطفال على الخضوع التام لأوامرهم والتقيد بأفكارهم ، أو أن تتصادم عمليات التنمية الإبداعية بين المدرسة والمنزل .
ومن هنا فإن الدور المتوقع من المركز هو تحسين هذه العلاقة بين الأسرة والمدرسة ومحاولة وضع نسق تربوي متكامل يهيئ فرص النمو للطفل الموهوب في المنزل والمدرسة ، فلا يحدث تصادم أو تعارض في دورهما التربوي والاجتماعي في تنمية الإبداع لدى الموهوب .
3- ويأتي البعد التثقيفي والتربوي للمركز في علاقته بتلك المؤسسات الاجتماعية فيما يقوم به من دور إرشادي وتوعوي للأٍسرة والمعلمين وإدارات المدارس والمجتمع عموماً بأهمية الإبداع والمبدعين كثروة بشرية تسعى جميع الدول المتقدمة والنامية للاهتمام بها والمحافظة عليها في العصر الحديث .
ويتأتى ذلك كما أشرنا فيما يقوم به من ربط العلاقة بينه وبين الأسرة التي تحتضن الموهوب، وفيما يتبناه من سياسات واستراتيجيات لتنمية المواهب بين الأسرة والمدرسة من خلال برامج التوعية والتثقيف عبر وسائل الإعلام وما يصدره من نشرات وملصقات وما يقوم به من ندوات ومحاضرات حول العمليات الإبداعية والمبدعين .


توقيع : مهدي الحر
ان الصلاة الاولى لرب العالمين ****** و من بعده للنبي الهادي الامينا
و لتدخلوجنة الخلد مطمأـــنا ****** صلو على حيدر أمير المؤمنينا
من مواضيع : مهدي الحر 0 مفهوم الطفل الموهوب Talented child
0 مفهوم الطفل الموهوب Talented child
0 الهياكل السبعة عظيمة الشأن
0 الهياكل السبعة عظيمة الشأن
0 عبقرية الامام الصادق بالطب
التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الكوثر ; 05-07-2014 الساعة 03:20 PM. سبب آخر: تكبير الخط

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:49 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية