[السيد مهدي الحسيني]

إحذر، وأبتعد عن ثلاث:

عندما كنا صغارابالسن، كان الأباء ينصحونا بالحذروالإبتعادعن ثلاث:

الدين والعرض والمال.

بمعنى أوعى، وكن على حذرشديد،عندما تتناقش أحدا، في دينه أوماله أوعرضه.

بكلمة أخرى، هذه الأمورالثلاث، عزيزة على أي شخص، وباب من أبواب خلق الفتنة والخصام بين الناس. لذلك وجب الحذرمن التجاوزعليها، درءا للوقوع في الحرام، وخلق الخصام.

لنستبعد المال والعرض، ونركزعلى الدين.

فمادام الدين عزيزجداعلى المتمسك به، ومهم جداأن يبقى مقدسالامدنسا، إذن وجب التفقه به، وتمييزمعالمه جيدا.

ومن هذاالمنطلق، جاءت أغلب طروحاتي دينية ومذهبية، أوهي شديدة الصلة بالدين.

لكنهاأبعد ماتكون عن الطائفية، بمعنى ليس فيهادعوة لمذهب، على حساب مذهب. فمن يتحسس مني ميلا للتشيع، فإنمامصدرتحسسه، جاء من إنني أعبر عن الإسلام، في ضوء مذهب أهل البيت.

نعم تحسس البعض حينماأسميت التشيع، الإسلام الأصيل!!!!!!!

حسناماهوالإسلام الأصيل في نظري؟؟

أليس التقيد بنصوص كتاب الله، وأقوال الرسول(ص)، دون إعطاء فسحة، للتحرر بالإجتهاد في مخالفتها، إسلاماإصيلا؟؟؟

يعني عندماتذكركتب السيرة، حادثة مخالفة صحابي للرسول(ص)!! وإلتزام صحابي آخر، بأمررسول الله، أين تكمن الأصالة؟؟

أوحادثة نداء الرسول(ص) للمسلمين، وإستغاثته بهم للتحرك، بدون ملبي!!! إلا من واحد فقط!!! أين تكمن الأصالة؟؟

أعتقد من حقي أن أسمي طاعة الرسول(ص)، طاعة مطلقة، والإستجابة لندائه، إسلاما أصيلا.

تذكر كتب السيرة، في معركة الأحزاب، حينماإقتحم الفارس الجاهلي، قائد جيوش الأحزاب، عمروبن عبدودالعامري.

حينماإقتحم الخندق الذي حفره الرسول الكريم(ص) حول المدينة حماية لهامنهم. وصال وجال حول سورالمدينة، رافعاصوته:

هل من مبارز؟؟ أين جنتكم التي تزعمون إنها...؟؟

عندهاإستغاث الرسول(ص) بالمسلمين مناديا:

من لعمربن بعد ود؟؟؟ وأناأضمن له على الله الجنة!!!

سكت الجميع!! وبلغت النفوس الحناجر!!

وعندهاقام الإمام علي(ع)، قائلا:

أنا له يارسول الله.

فأجلسه الرسول(ص) قائلا: إجلس إنه عمرو!!!

فأعاد الرسول(ص) نداءه ثلاث مرات!!! وفي كل مرة، يبادرالإمام علي(ع) بالقول:

أنا له يارسول الله.

بينماالكل سكوت!!!وكأنه غيرمصدق لنبي الله!! أوغيرراغب بالجنة التي ضمنها الرسول (ص)له!!!!

وفي المرة الثالثة، عندماقال له الرسول: إنه عمرو.

قال الإمام علي(ع): وأنا علي!!!!!!!!!!

عندهاسمح الرسول(ص) له بالخروج لعمرو، داعياالله له بالنصرالمؤزر، وقائلا:

لقد برزالإيمان كله!!! إلى الشرك كله!!!!!!

وبعدإنتهاء المعركة بقتل عمرو، قال الرسول(ص):

إن ضربة علي يوم الخندق، أفضل من عبادة الثقلين!!!!!!!!!

فتلبية نداء الرسول(ص). وبروزالإيمان كله، إلى الشرك كله. وأفضل من عبادة الثقلين. لاأسميهاإلا إسلاماإصيلا، ومن لايرضى ليشرب من ماء البحر!!!!

نعود لأصل الموضوع، في الحذرمن تناول الدين بالشرح، فنقول، مادمنافي ساحة حوار، وتبادل أفكار، ومادمنانحاول التفقه والتعرف على معالم ديننا، فلم الحذرمن تناول مسائل الدين؟؟؟

يقول لي أحدهم، مواضيعك كلهاهادفة إلى إنتقاص التسنن!!! وإظهار التشيع بإنه على حق!!!!

من يعتقد بإن هدفي الدعوة للتشيع!!!قليل معرفة، قصير نظر، ولايعرف قصة المذاهب بتاتا.

بداية أنا من يطلب من ألأخ السني أن يبقى سنيا، لكن جميلا منصفا، وليس متعصبا مجحفا.

إذن ليس هناك دعوة لتغييرالمذهب.

المذاهب الإسلامية، ليست خارجة عن الدين الإسلامي العظيم، بل خارجة منه ومفسرة له.

لذلك صح أن تستعين ببعضها، وتستعير بعض أدواتها.

وأبرزمثال على ذلك، هوإستعانة الفقه الشيعي الإمامي ، بمبادئ علم أصول الفقه، التي وضعهاالسني الإمام محمد بن إدريس الشافعي(رحمه الله).

فكل أجتهادات مراجع الدين الشيعة الحالية في الشريعة، مبنية على تلك الأصول المنطقية الأصولية التي وضعهاهذاالعالم الجهبذالسني.

إذن لايوجد حذرمن مناقشة القضاياالدينية المذهبية، مادمناقدعرفنابإن الهدف ليس إنتقاصاأوإعلاءا، بل فحصا وإستجلاءا.

وآخردعواناأن الحمد لله رب العالمين.

وهذه دعوة جليلة، صدرت مؤخرا، من عالم أزهري سني، حياه الله وكثرمن أمثاله:

القاهرة - عمر عبدالجواد

أعلن مفتي مصر على جمعة تأييده التام للتطورات التي حدثت لدى الشيعة في عام 2008، فيما يبدو إشارة إلى الدراسات الشيعية التي دعت لمنع سبّ الصحابة على المنابر.

وأكد جمعة أنه "علينا الاعتراف بما تحرزه هذه الطائفة من تقدم يُمَكننا من التعاون معها في الوقت الحالي". مؤكدا أنه "لا حرج من التعبد على مذاهبها، فلا فرق بين سني وشيعي".

وقال في حوار مع "العربية.نت": إن الشيعة بطبيعتها طائفة متطورة، وهم يُسلّمون بذلك، باعتبارهم الواقع جزءا لا يتجزأ من فقههم، "ولكن هناك من ينقِّب في الكتب الشيعية القديمة، ويخرج علينا بالخلافات، وهذا خطأ جسيم".

واتهم من يقوم بذلك بالسعي "لتدمير العلاقات بين السنة والشيعة لخدمة أغراض أخرى هدفها تفتيت وحدة المسلمين والإضعاف من شأنهم لتسهيل تنفيذ المخطط الذي تم الإعداد له منذ فترة طويلة".

وكان كبار علماء الشيعة أكدوا -في العام الماضي، خلال ندوات ومؤتمرات- أن لعن الصحابة والخلفاء الراشدين، خصوصاً أبو بكر وعمر، وأم المؤمنين السيدة عائشة، ليس من المذهب الشيعي، وأنها أمور دخيلة قديمة، ليس لها وجود في الكتب الشيعية المعتبرة.

وقال مفتي مصر: إنه "يجوز التعبد بالمذاهب الشيعية ولا حرج، وقد أفتى بهذا شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت، فالأمة الإسلامية جسد واحد لا فرق فيه بين سني وشيعي، طالما أن الجميع يصلي صلاة واحدة ويتجه لقبلة واحدة".

وأضاف أنهم كانوا دائما جزءا لا يتجزأ من الأمة الإسلامية، لكنهم يشكلون أقلية لا تتعدى نسبتها 10% من إجماليّ عدد المسلمين.

----------------------------------------------------------

الرابط:

http://www.alarabiya.net/articles/2009/02/04/65714.html
.............

من أمثال هذاالشيخ الجليل، هم أمل الأمة في جمع وحدة كلمتهاوالتقارب بين مدارسها ومذاهبها.

أللهم زد من أمثال هذاالشيخ، وبارك له في مسعاه الخيرالنير.