بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لقد كثر في بلادنا العربية عدد كبير من المرشدين والواعظين ، والخطباء ولا سيما في وقتنا الحاضر. فقد نهض الكثير من الفتيان والفتيات بقيادة بعض المرشدين المتجلببين بجلباب الدين ، وقد ضاقت بهم الاندية والمجتمعات ، واصغى الكثير إلى خطبهم الرنانة مملوءة بالحكم والمواعظ والدعوة إلى الدين وانتهاج الصراط المستقيم .
كم سررنا لهذه الخطوة المباركة ، من أهل الاصلاح والرشاد ، الذين مسح الله سبحانه وتعالى على جباههم بزيت النباهة والنبوغ ، واقامهم جنوداً للحق والحرية والعدالة والاصلاح الاجتماعي كما يدعون.
اليسوا هم من اولئك المجاهدين المناضلين الذين وقفوا حياتهم على خدمة الأمة والدين ؟
ولكن يا للأسف ... اقولها ونفسي تذوب اسى ولوعة كم من القادة الهداة ... والصلحاء والدعاة قد بحت أصواتهم وانتفخت أوداجهم ، وهم يحرضون الناس على سلوك طريق الإيمان واطاعة الرحمان ، ونزع الشهوات ومعصية الشيطان. داعين إلى انتهاج سبيل الحق ، والتخلق بالأخلاق الإسلامية السامية ، ومزايا الدين العظيم.
ولكن لم يمض زمن طويل حتى ظهر من بعضهم الانحراف عن الاخلاص في العمل ، ولم يكن القصد من وراء أقوالهم وأفعالهم إلا المصالح الشخصية ، والغايات الذاتية ، يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم ... وكما قال الجرجاني :
ولو ان أهل العلم صانوه صانهم
لو عظموه في النفوس لعظما
ولكن اذلوه جهاراً ودنسوا
محياه بالاطماع حتى تجهما
واستميح العذر ... إذا رددت قول الشاعر :
نحن في اية حال معكم
لو فطنا لقضينا عجبا
ان سكتنا مسنا الضر ... وان
نحن لم نسكت اسأنا الادبا
وقانا الله وإياهم من سوء الأقوال ... وخبث النوايا ... ومضار الأفعال.
ونسأل الله ضارعين إلى مجد عزته أن يأخذ بيد جميع العاملين في خدمة الدين ، والمشتغلين في سبيل العلم والعمل الصالح.
قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام :
« ما كل من رأى شيئاً قدر عليه ، ولا كل من قدر على شيء وفق له ، ولا كل من وفق له أصاب موضعاً ، فإذا اجتمعت النية والمقدرة والتوفيق والإصابة فهناك السعادة »