اتعس اعتذار لتكذيب عمر للنبي-ص- ونبزه اياه بان عمله خسة وحقاره- عجيب اعتذار
بتاريخ : 10-12-2014 الساعة : 05:47 PM
روضة المحبين ونزهة المشتاقين-لابن القيم الجوزيه-ص399
ومنها الاتفاق الواقع بين المحب ومحبوبه ولا سيما إذا كانت المحبة محبة مشاكلة ومناسبة فكثيرا ما يمرض المحب بمرض محبوبه ويتحرك بحركته ولا يشعر أحدهما بالآخر ويتكلم المحبوب بكلام فيتكلم المحب به بعينه اتفاقا فانظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الحديبية لما قال له ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا فقال: "إني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ناصري ولست أعصيه" فقال: ألم تكن تحدثنا أنا نأتي البيت فنطوف به فقال: "قلت لك إنك تأتيه العام" قال: لا قال: " فإنك آتيه ومطوف به" ثم جاء أبا بكر
فقال: له يا أبا بكر ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديتنا ونرجع ولما يحكم الله بيننا فقال له: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ناصره وليس يعصيه قال ألم يكن يحدثنا أنا نأتي البيت فنطوف به قال أقال لك إنك تأتيه العام قال: لا قال: فإنك آتيه ومعطوف به فأجاب على جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم حرفا بحرف من غير تواطؤ ولا تشاعر بل موافقة محب لمحبوب هكذا وقع في صحيح البخاري ووقع في بعض المغازي أنه أتى أبا بكر أولا فقال له ذلك ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده فقال له مثل ما قال أبو بكر
قال: السهيلي وهذا هو الأولى ويشبه أن يكون المحفوظ فإنه لا يظن بعمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له قولا فلا يرضى به
حتى يأتي أبا بكر بعد ذلك والشبهة عنده لم تزل فيعيدها عليه ولا يظن ذلك بعمر ولعمري لقد نزع أبو القاسم بذنوب صحيح ولكن المحفوظ هو الذي وقع في البخاري وعليه عامة أهل السير والمسانيد والسنن وأما ما نسب إليه عمرفقد أجيب عنه بأنه كان يرجو النسخ وموافقة ربه له في ذلك كما تقدم له أمثالها فإنه كان يقول القول فينزل به الوحي والثاني أن المقام كان مقام محنة وابتلاء عجز عنه صبر أكثر الصحابة ولم يتسع له بطانهم وداخلهم من الهم والقلق والتحرق على أعدائهم أمر عظيم ولهذا لما أمرهم أن يحلقوا رؤوسهم وينحرا بدنهم لم يقم منهم رجل واحد حتى دخل على أم سلمة مغضبا فقالت له من أغضبك أغضبه الله فقال ومالي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع وهذا يرد تأويل من تأوله على أن القوم كانوا محسنين في ذلك التثبت وأنهم كانوا ينتظرون النسخ فلا لوم عليهم وهذا خطأ قبيح
من هذا المعتذر بل كانت المبادرة إلى امتثال أوامره أولى بهم ولو كانوا محسنين في التأخير لما اشتد غضبه عليهم ولكان أولى منهم بانتظار النسخ بل هذا من سعيهم المغفور الذي غفره الله لهم بكمال إيمانهم ونصحهم لله ورسوله وعذرهم الله سبحانه لقوة الوارد وضعفهم عن حمله حتى لم يحمله عمر في قوته وشدته واحتمله رسول الله وأبو بكر وكان جوابهما من مشكاة واحدة
ولما احتمل رسول الله هذا الحكم الكوني الأمري
الذي حكم الله له به ورضي به وأقر به ودخل تحته طوعا وانقيادا وهو الفتح الذي فتح الله له أثابه الله عليه بأربعة أشياء مغفرة ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإتمام نعمته عليه وهدايته صراطا مستقيما ونصر الله له نصرا عزيزا وبهذا يقع جواب السؤال الذي أورده بعضهم هاهنا فقال كيف يكون حكم الله له بذلك علة لهذه الأمور الأربعة إذ يقول الله تعالى إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر الآية وجوابه ما ذكرنا أن تسليمه لهذا الحكم والرضا به والانقياد له والدخول تحته أوجب له أن آتاه الله ذلك والمقصود إنما هو ذكر الاتفاق بين المحب والمحبوب وهذا الذي جرى للصديق رضي الله عنه من أحسن الموافقة ومن هذا موافقة عمر بن الخطاب لربه تعالى في عدة أمور قالها فنزل بها الوحي كما قال وتقوى هذه الموافقة حتى يعلم المحب بكثير من أحوال محبوبه وهو غائب عنه وهذا بحسب تعلق الهمة به وتوجه القلب إليه واتحاد مراده بمراده وربما اقتضى ذلك اتفاقهما في المرض والصحة والفرح والحزن والخلق فإن كان مع ذلك بينهما تشابه في الخلق الظاهر فهو الغاية في الاتفاق ولنقتصر من العلامات على هذا القدر وبالله التوفيق
والمصيبه بعد هذا الاعتذار الزائف قام احد كتابهم اصلا بنقل كلام ابن القيم من كتابه مبتورا وقلب القضيه الاصليه اعتذار لعمرهم فنجد هذا
اخبار عمر-لعلي الطنطاوي وناجي الطنطاوي-ص35
يذكر كلام ابن القيم الذي اورد راي السهيلي نفسه ولكن بتر كلام ابن القيم ورده على هذا وهاكم تابعوا
واصل الموضوع السابق لكي تروى مشكله هذه الكلمه اين تابعوا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
لابن حجر العسقلاني
المجلد السادس
ص623
بعدان يذكرموضوع الحديبيه ينقل التالي عن عمر التفتوا الى الكلام جيدا
فقال عمر ابن الخطاب فأتيت نبي الله-ص-فقلت
الست نبي الله حقا
قال-اي النبي-بلى
قلت-اي عمر-السنا على الحق وعدونا على الباطل
قال -اي النبي- بلى
قلت-اي عمر- فلم نعطي الدينه من دينن اذا
قال-اي النبي- اني رسول الله ولست اعصيه وهو ناصري
قلت-اي عمر-
^^^ اوليس كنت تحدثنا انا سنأتي البيت فنطوف به ^^^
قال -اي النبي- بلى فاخبرتك انا نأتيـــــــــــــه العام ؟
قال
قلت-اي عمر-
لا
قال فانك اتيه ومطوف به
قال فاتيت ابابكر اليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت السنا
على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنيه في جيننا اذا قال ايها الرجل
انه لرسول الله-ص- وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله انه على الحق
قلت-اي عمر-اليس كان يحدثا انا سنأتي البيت ونطوف به
قال -اي ابو بكر-بلى افاخبرك انك تاتيه العام
والان لنعرف معني الدنيه التي قالها فيها عمركم
دَنيّة : دَنيئة ، نقيصة
دنية :
- - حقارة ، عمل شائن
المعجم: الرائد
المنيَّة ولا الدَّنيَّة : دعوة إلى عزّة النفس والتحذير من الخِسّة .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
واضح معاني الدينه فلعن الله من قال ان فعل النبي-ص- خسه وحقاره-وعمل شائن
لسان العرب : وفي حديث الحُدَيْبِيَة: علامَ نُعْطِي الدَّنِيَّة في دِينِنا أَي الخَصْلَة المَذْمُومَة؛ قال ابن الأَثير: الأَصل فيه الهمز، وقد يخفف، وهو غير مهموز أَيضاً بمعنى الضعيف الخسيس.وتَدَنَّى فلان أَي دَنا قَلِيلاً.