بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الدّعاء للإمام (عليه السلام) هو نصرة له، والإنسان بلسانه يشارك في عمليّة الانتصار كما يشارك بحركته وفعله، فالإمام الرّضا (عليه السلام) يقول لدعبل: "أهلا بناصرنا بيده ولسانه"، أمّا بيده فواضح، وأمّا بلسانه فمن خلال شِعْره، إذ دعبل شاعر نَصَر بشعِرِه الحقّ، وأهل البيت (عليهم السلام)، والدّاعي بدعائه للإمام (عليه السلام) كذلك هو ناصر لهم، ومؤمن بقضيّتهم وإمامتهم (عليهم السلام).
وروي عن الإمام الصّادق (عليه السلام) في فضل دعاء العهد أنّه قال: "مَن دعا بهذا الدّعاء أربعين صباحًا كان من أنصار القائم وإنْ مات قبل ظهوره أحياه الله تعالى حتى يجاهد معه، ويكتب له بعدد كلّ كلمة منه ألف حسنة، ويمحى عنه ألف سيِّئة".
كون الدّاعي يعيش هذا الشّعور، ويتربّى في ظلّ هذه الثّقافة، أي تشرّف بنصرة الإمام (عليه السلام) من خلال دعائه للإمام (عَجَّل اللهُ تَعَالى فَرَجَه) هذا الإنسان أقرب من غيره في فترة الانتظار في تهيئة مستلزمات النّصرة من الإعداد الرّوحيّ والنّفسيّ والفكريّ بحيث يكون لائقًا وأهلا لهذا الوسام.
ومن جهة أخرى مَن يداوم على هذا الدّعاء يكون أقرب للإمام (عليه السلام)، ويعيش الإمام (عليه السلام) في وجدانه وحركته، ومن شأن هذا الحضور للإمام (عليه السلام) وذكره أنْ يكون أكثر وقاية من غيره من السقوط أمام الإغراءات والتّحدّيات الأخلاقيّة، فلا ينهار سريعًا أمام لذّة حرام تحرمه من هذا الوسام، وهو كونه ناصرًا للإمام (عليه السلام).