وصلنا الى الرواية رقم 5 التي وضعناها سابقا ونقتبس منها المقطع التالي ادناه
( ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ،*فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك . )
اقـــول : كما قلنا سابقا ، سند الرواية فيه ضعف ، ولكن متنها وبالاخص المقطع الذي نستشهد به هو قريب عموما من ما ذكر في تفاصيل روايات اخرى ، وكذالك الروايات التي طرحناها في هذا البحث.
تقول الرواية بالمعنى المفسر لها: بعد خروج السفياني ( شهر رجب) ، فأن ظهوره يؤدي الى اختفاء المهدي ع ، ثم يخرج بعد ذالك.
لكي نفهم تفاصيل هذا المقطع وفق فهمنا العام الذي نعتقده واغلب الباحثين ، فاننا نعلم ان الامام الحجة ع مستمر في غيبته الكبرى/ التامة الى يوم ظهوره
وظهوره المبارك سيكون كما علمنا من خلال الاعلان/ النداء الجبرائيلي ليلة 23 شهر رمضان بعد خروج السفياني السابق لهذا في شهر رجب. ( ولذالك ورد في التوقيع الشريف ، فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب / المعنى)*
اي بمعنى الظهور الكاسر للغيبة التامة ، وامكانية المشاهدة/ السفارة تكون بعد الشرط المزدوج وهو خروج السفياني والصيحة
وعليه سيكون فهمنا للمقطع الروائي الذي وضعناه وفق الفهم العام الذي لخصناه كما يلي:*
يخرج السفياني الملعون في شهر رجب من عام الظهور ، والى حد هنا لا يمكن القول بان الامام الحجة ع قد ظهر وكسر الغيبة بعنوانه الحقيقي لان الصيحة المعلنة للظهور لم تاتي بعد ، ولكن لا يمنع من تحركه ع وقد وصلت الارهاصات الى اقصاها بان يتحرك تحت عنوان ثانوي وإن كان معلوم للبعض بذالك تحت هذا العنوان ، ( او حتى ارشادات تصل للقاعدة الشيعية من خلال الخواص بغير ان تكون تحت عنوان السفارة ، ونحن نعلم ان مما نستشكله على من يدعي السفارة في غير اوانها ، انّ محل الاشكال عليه ان يقول هذا من الامام الحجة ع وعليكم طاعته او الاستجابة لتوجيهه ، وإما اذا نفذ الوسيط عملا في الخارج بدون اخبار انه من الامام ع فما يدرينا وما لنا عليه من شيئ ، فانتبه)*
وكذالك ونحن نعلم بالعموم ان الحجاز قبيل الظهور سوف يشهد تدهورا سياسيا وامنيا ولعله تقسم وضعف على اثر موت اخر الملوك/ عبد الله والتقاتل بين الامراء. وهذا يتيح فرصة للامام ع للاستفادة من هذا الضرف ، وتهئية الارضية ليوم الخروج/ القيام.*
لذالك لما تقول الرواية " فاذا ظهر السفياني اختفى المهدي ، ثم يخرج بعد ذالك "*
هنا ستكون المحتملات التفسيرية متعددة حسب الفهم المحتمل*
1- اذا ظهور السفياني بعد تحقق خروجه ، سوف يختفي المهدي ، اي بمعنى ان المهدي ع سوف يختفي لا لانه كان ظاهرا بعنوانه الحقيقي بل بعنوان ثانوي وبشكل محدود ، واما محل هذا الظهور فالاكثر هو المدينة لما نعلم لاحقا بان السفياني يبعث جيش الخسف الى المدينة ويخرج على اثر ذالك الامام الحجة ع منها الى مكة.
2ـ سوف يختفي المهدي ع ، وهو بعنوانه الثانوي ، ولكن الشكوك تحوم عليه على انه المهدي الموعود وإن كان مستترا الا عن البعض من الخواص ، اي بمعنى يعلم الصديق والعدو ان هناك من يحرك القاعدة الشيعية من خلف الستار في المدينة المنورة ويرجح عندهم انه المهدي ع.*
3- قد يكون محتملا على ان الامام ع يظهر بعنوان اولي للبعض ، وان الفهم من الشرط المزدوج لكسر الغيبة الذي ذكرناه سابقا و تحقق خروج السفياني والصيحة ، هو يفهم على نحو البدلية ، اي اذا تحقق احد الشرطين او كلاهما فهذا كاسر للغيبة التامة ولا مانع من الظهور الاولي ووجود السفراء الوسطاء بين الامام ع والقاعدة الشعبية ، ( ولا ارفض هذا بالقطع ولكن استضعفه والله اعلم)*
4- - قد يكون المقصد من ظهور السفياني المسبب لاختفاء المهدي ع هو بعد الصيحة / الظهور في رمضان كم نعلم ( اي فترة الظهور الاولى المتّسمة بالسرية ما بين ال 23 شهر رمضان و 10 محرم من السنة التالية ) - وهنا لا اشكال معترض على الفهم ، وكذالك لم تخصص الرواية ظهور السفياني باول خروجه في رجب ، بل قد يعني هذا ظهوره في مكان وزمان لاحق بعد خروجه يؤدي الى انّ الامام الحجة ع يختفي بشكل ما حتى ياتي يوم خروجه العلني المعلوم ( وقد تخص هذه ما سبق وورد في الروايات بان المهدي ع يخرج من المدينة خائفا يترقب على سنة النبي موسى ع لما يستشعر قرب غزو جيش الملعون السفياني للمدينة )
اذا كان هذا وتحت اي فرض منها ، فان المهدي ع سوف يختفي بسبب السفياني ، ثم يخرج مرة اخرى و هذا سيكون كما نعلمه بالخروج العلني العام يوم العاشر من محرم في مكة/ الكعبة.
وعليه ووفق ما سبق وربطه بالبحث ،
فان المدينة المنورة قبيل الظهور وخروج السفياني ، ستشهد حراك سياسي وامني يقوم به اتباع ال البيت ع ومن خلفهم الامام الحجة ع وتحت اي عنوان مفترض فيه
والتوجه الى المدينة ليس هدف اساسي بل هو مؤقت لضروف متعلقها
1- انها ستكون هدف للسفياني لاحقا وخطر على الشيعة وهذا معلوم واضح من الروايات*
2- ان الخروج المبارك سيكون تحديدا من مكة المكرمة. اي منطلق الثورة