الإسم: علي عليه السلام
اللقب: الرضا
الكنية: أبو الحسن
اسم الأب: موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
اسم الأم: نجمة
الولادة: 11 ذو القعدة 148ه
الشهادة: 17 203ه
مدة الإمامة: 19 سنة
القاتل: المأمون
مكان الدفن: طوس (مشهد)
إمامة الرضا عليه السلام:
إستلم الإمام الرضا عليه السلام منصب الإمامة الفعلية في ظروف صعبة وأحداث مريرة عاش خلالها محنة والده وهو يتكبّد مرارة السجون والإرهاب في مواجهة انحراف السلطة. ويبذل نفسه الشريفة ثمناً للإصلاح والتصحيح.. كما واجه الإمام الرضا عليه السلام مشكلة الواقفة الذين شكّلوا خطراً على قضية الإمامة بادّعائهم توقفها عند الإمام الكاظم عليه السلام فانكروا إمامة الرضا عليه السلام فكاتبهم عليه السلام فلم يرتدوا، وكان السبب الحقيقي لاتخاذهم هذ الموقف هو طمعهم بالأموال الشرعية التي كانوا وكلاء عليها من قبل الإمام الكاظم عليه السلام ولذلك لم يلبث أن ظهرت حقيقتهم إلى العراء ورجع أكثرهم إلى الحق.
مناقب الإمام عليه السلام:
عُرف الإمام الرضا عليه السلام بملازمة كتاب الله فكان يختمه في ثلاثة أيام، وكان دائم التهجد والدعاء كسيرة ابائه الكرام، ورغم وفرة الأموال التي كانت تحت يده فقد جسّد في حياته العامة والخاصة المثال الأعلى والنموذج الفريد في الزهد والتواضع والإخلاص كما كان يشارك الضعفاء والمساكين طعامهم ويقيم لهم الموائد ويعطف على الفقراء.
وبالإضافة إلى ذلك كان الإمام عليه السلام مفزعاً يأوي إليه العلماء وملجأ يقصده رواد العلم والمعرفة وحصناً يردّ عن الدين شبهات الزنادقة وأضاليل الغلاة كما كانت له مناظرات ومحاورات مع علماء الفقه والكلام تركت أثراً طيباً في تدعيم الدين وتثبيت قواعد الشريعة وأصول التوحيد.
الإمام (ع) وهارون الرشيد:
كان هارون قد وصل إلى حد الإعياء ولم يفلح في احتواء الإمام الكاظم عليه السلام. لذلك قرّر تصفيته جسدياً، هذا الإرهاب العباسي لم يمنع إمامنا الرضا عليه السلام من متابعة نهج والده الإصلاحي في مقاومة الفساد والظلم ونشر الإسلام وبث الوعي، ولذلك تخوّف عليه أصحابه من بطش هارون الرشيد، فأجابهم الإمام بأن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: "إن أخذ أبو الجهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام" ومات الرشيد دون أن يجرؤ على مسّ شعرة من رأس الإمام عليه السلام.
الأوضاع السياسية في عصر الامام عليه السلام:
عاصر الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام هارون الرشيد عشر سنوات ثم ابنه الأمين ثم المأمون وقد اتسمت تلك الفترة بالقسوة والظلم والإرهاب وممارسة أشر أنواع التنكيل والتعذيب بحق أبناء البيت العلوي عليه السلام، ولكن ذلك لم يمنع من خروج الثورات العلوية المتلاحقة ضد الحكم العباسي الظالم.
ففي عصر المأمون وحده قام خمسة أو ستة من العلويين بثورات مضادة للحكم العباسي. وكان العباسيون لا يرحمون في سبيل المحافظة على كرسي الخلافة حتى ولو كان الثائر الخارج عليهم عبَّاسياً ومن أتباعهم وأنصارهم. ولذا نراهم قد نكّلوا بأبي مسلم الخراساني وقاموا بتصفية البرامكة رغم الخدمات الكبيرة التي قدّمها هؤلاء لهم.
ولاية العهد:
دعت الثورات العلوية المتتالية المأمون الذي قتل أخاه الأمين في حرب دامية من أجل كرسي الخلافة أن يأمر بإحضار الإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى (مرو) بصحبة جماعة من العلويين، ليعرض عليه الخلافة في مجلس حاشد وبعد أن يرفض الإمام عليه السلام هذا العرض، يطلب منه أن يقبل على الأقل بولاية العهد، مصراً على ذلك إلى درجة التهديد بالقتل. فماذا كان حافزه من وراء هذا العرض؟
يذكر العلماء أن الأسباب السياسية التالية كانت وراء اتخاذه مثل هذا الموقف:
1- كسب ولاء أهل خراسان الذين كانت لهم ميول شديدة باتجاه التشيّع وموالاة أهل البيت عليهم السلام.
2- محاولة إرضاء العلويين وتهدئتهم وسحب مبررات الثورة والتمرّد من أيديهم ولذلك قام المأمون بإصدار عفو عام عن جميع العلويين.
3- تجريد الإمام من سلاحه بإعطائه منصباً في النظام الحاكم وتشويه سمعته بذلك لاسقاطه من قلوب الموالين له.
4- استخدام الإمام كورقة ضغط بوجه العباسيين الذين وقفوا مع الأمين في حربه ضد المأمون.
5- الحصول على اعتراف ضمني من الإمام بشرعية تصرفات المأمون. ومن وراءه إعتراف العلويين بشرعية السلطة العباسية.
6- عزل الإمام عن قواعده الموالية والمتزايدة. ووضعه تحت المراقبة الدقيقة.. والأمن من خطره..
ردّ فعل الإمام عليه السلام على ولاية العهد:
واجه الإمام عليه السلام العرض المشوب بالتهديد بالامتناع والرفض، ولكن إصرار المأمون على ذلك وصل إلى درجة التهديد بالقتل، فاقتضت المصلحة أن يوافق الإمام عليه السلام بالعرض ولكن بشرط: أن لا يُولِّي أحداً ولا يعزل أحداً ولا ينقض رسماً ويكون في الأمر من بعيد مشيراً.
ومن خلال هذا الشرط الصريح الذي اشترطه لقبول ولاية العهد أي عدم المشاركة في الحكم، كان سلوك الإمام المثالي يمثل ضربة لكل خطط المأمون ومؤامراته حيث لم يتأثر بزخارف الحكم وبهارجه بل كان يتصرف بطريقة مخالفة لتصرفات أصحاب الحكم والسلطان، وفي ذلك إدانة واضحة للمأمون وأتباعه. وبذلك استطاع الإمام أن يجعل من ولاية العهد ولاية صورية وشكلية كما استطاع بما أوتي من حكمة من إفراغ المشروع العباسي من مضمونه والحيلولة دون إسباغ الشرعية على خلافة المأمون عن طريق عدم المشاركة في الحكم، وأن لا يتحوّل إلى شاهد زور لتجاوزات الحكم.
ولم تفلح محاولات المأمون في النيل من مكانة الإمام عليه السلام فأخذ يجمع له العلماء من أقاصي البلاد ويأمرهم بتهيئة أصعب المسائل وأشكلها ليقطع حجّة الإمام ويشوه سمعته بذلك. وفي هذا المجال يقول أبو الصلت أحد العلماء انذاك: "فلما لم يظهر منه أي الإمام عليه السلام للناس إلاّ ما ازداد به فضلاً عندهم ومحلاً في نفوسهم جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له إلاّ قطعه وألزمه الحجة..".
زوجاته وأولاده عليه السلام:
ترك الامام الرضا عليه السلام خمسة أولاد، أربعة ذكور وبنتاً واحدة أبرزهم محمد الجواد، وموسى بن علي، وقيل لم يترك إلاّ محمد الجواد عليهم السلام وأمه تُدعى خيزران.
شهادته عليه السلام:
بعد أن فشلت جميع الأسلحة التي استخدمها المأمون لمحاربة الإمام عليه السلام، وظهرت النتائج على خلاف ما كان ينتظر ويؤمل. بل كان الإمام يزداد رفعة بين الناس، وكانت قواعده الموالية تزداد اتساعاً وعدداً. أدرك المأمون أنه وقع في فخ الإمام. فهو لم يفلح في انتزاع الاعتراف بشرعية حكمه من الإمام كما أنه لم يفلح في إخضاع الإمام لإرادته ومطالبه، فهو بالإضافة إلى ذلك لا يستطيع تنحية الإمام عليه السلام عن ولاية العهد، لأن الأمور سوف تزداد تعقيداً ولن يسكت العلويون والخراسانيون على ذلك. ومن جهة رابعة اصبح يرى نفسه مستحقاً للتأنيب العنيف من قبل العباسيين الذين كانوا يتخوّفون من انتقال السلطة إلى العلويين وخروجها من تحت أيديهم.
وإزاء كل ذلك لم يجد المأمون وسيلة للتخلّص من الإمام إلا بتصفيته جسدياً، فدسّ إليه السمّ، ومضى الإمام شهيداً صابراً محتسباً.
يقول أحمد بن علي الأنصاري: سألت أبا الصلت الهروي فقلت له: "كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا عليه السلام مع إكرامه ومحبته له، وما جعل له من ولاية العهد بعده؟
فقال: إنّ المأمون إنما كان يكرمه ويحبه لمعرفته بفضله، وجعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله في نفوسهم، فلَّما لم يظهر في ذلك منه للناس إلاَّ ما ازداد به فضلاً عندهم، ومحلاً في نفوسهم، جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً في أن يقطعه واحد منهم، فيسقط محله عند العلماء، ويشتهر نقصه عند العامة، فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والصابئين والبراهمة والملحدين والدهرية، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلاَّ قطعة وألزمه الحجَّة، وكان الناس يقولون:
والله إنه أولى بالخلافة من المأمون،
وكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه فيغتاظ، ويشتد حسده له، فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله، فقتله بالسم".
التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الكوثر ; 26-03-2015 الساعة 04:27 PM.
سبب آخر: حذف الروابط