[هارون الصريح]

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد

رعد الشمال .. سفيانية القوم بين الأمس واليوم

يقول الإمام الصادق عليه السلام : إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام ، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام .

تاريخياً وقفت السفيانية الاولى بقيادة ابو سفيان بوجه الرسالة الاسلامية بقيادة رسول الله( ص )
وواجهت السفيانية الثانية بقيادة معاوية مرحلة الوصي الالهي علي بن ابي طالب (ع) ،
فيما اتسمت مرحلة السفيانية الثالثة بقيادة يزيد بالدموية والمجازر في مواجهة سبط الرسول الحسين بن علي (ع) ، واستمر الصراع بين الحق والباطل طيلة 14 قرناً وحتى ايامنا هذه

..واليوم تظهر الراية السفيانية الرابعة بقيادة الولايات المتحدة الاميركية وعبيدها الصهاينة والاعراب والمتأسلمون بهدف مواجهة اتباع آل البيت (ع) الذين حفظوا الرسالة وحافظوا عليها وقدموا في سبيلها الكثير والعظيم من التضحيات ، وسوف يبقى هذا الصراع قائماً حتى اليوم الموعود وما بعده ..

اليوم أُنزلت الستارة في سقيفة حفر الباطن قرب الحدود العراقية بعد أيام من المناورات العسكرية المشتركة لاكثر من عشرون دولة متأسلمة وإعرابية ، لتختتم بذلك المشهد الاول من فصول مسرحية الرزية السفيانية التآمرية على الرسالة الاسلامية المحمدية والممتدة منذ عهد السفياني الأول أبو سفيان .هذه التمرينات والمناورات والتحضيرات بقيادة المملكة الوهابية والتي شاركت فيها رموز السفيانية وحَمَلة راياتها في زماننا وعصرنا أمثال سلطان آل عثمان وصبي الانجليز ووحشي السودان وطاغية السند ، بالاضافة الى أمراء التبعية والبغي والعهر والظلام من دول كثيرة كالامارات والبحرين والكويت والمغرب ونيجيريا وموريتانيا وبنين وجزر القمر وغيرهم الكثير ..هذا التحالف السفياني الجديد والذي بارك انطلاقته احنف واشنطن ومجرم أرض كنعان ،

لا يهدف الى قتال شذاذ الآفاق وتحرير السليبة فلسطين وإعانة شعبها ، ولا العودة بالأقصى الى حضن العروبة والإسلام ، ولا الى قتال المنظمات التكفيرية التي تمثل ادوات لهم ، لا والله .. بل يهدف وبكل صراحة الى القضاء على مذهب آل البيت ( ع ) ومواجهة اتباعه في الجمهورية الاسلامية والعراق وسوريا واليمن ولبنان وفي كل بقعة ومكان ..غرفة عمليات هذا التحالف ليست موجودة بالرياض او انقرة او القاهرة ولا في عمَّان أو جاكرتا او كراتشي كما يظن البعض أو كما يتوهم البعض الآخر ، ولكنها موجودة في واشنطن ولندن وباريس وتل ابيب ، والله على ما أقول شهيد ..

خطة هذا التحالف السفياني تهدف في المرحلة الاولى الى دخول سوريا عبر الحدود الاردنية والعراقية والتركية وحتى الفلسطينية للاطاحة بالنظام الحاكم وللقضاء على الجيش السوري وحلفائه ،
ومن ثم الدخول الى لبنان عبر الحدود السورية والفلسطينية بهدف القضاء على حزب الله وحلفائه
،يلي ذلك احتلال العراق بهدف السيطرة على الانبار وبغداد تحت شعار حماية المسلمين السُنَّة وللقضاء على حركات وفصائل المقاومة العراقية من حشد وسرايا وكتائب وعصائب ،
لينتهي المخطط باستدراج الجمهورية الاسلامية الى مواجهة كبرى بهدف القضاء على جيشها ومقدراتها .

نقاط الضعف والقوة عند اتباع آل البيت (ع)*
-----------------------------------------

في مقابل هذه الحملة السفيانية ، فإن احوال اتباع آل البيت (ع) ليست على ما يرام في ايامنا هذه ، لأن اوضاعهم تتراوح وتتفاوت من بلد لاخر حيناً و في نفس البلد احياناً اخرى ، اما نقاط الضعف فكثيرة وتتمثل ببعض القادة والسياسيين المرتهنون للغرب ، وانا هنا لا اقصد الشرفاء ، وانما اقول البعض من الذين سلبوا ثروات الشعب وتآمروا على شبابه كما هي الحال في العراق ، او بوصول البعض من شيعة اميركا للسلطة باسم الاصلاح والانفتاح وهم يحملون افكاراً غربية هدامة ومدمرة ومسمومة كما هي الحال في ايران . اما شيعة اهل البحرين والاحساء واليمن وباكستان وافغانستان فلله درهم فقد تُركوا لمصائرهم واقدارهم بمواجهة سيوف وسياط آل سعود ومرتزقتهم ... حسبنا الله ونعم الوكيل اما مصادر القوة والاستعدادات فهي قائمة وحاضرة ولن اخوض بها كعادتي لكي لا يستفيد الاعداء منها ...ولكن اعلموا بأن الله ناصرنا عليهم ، وبأن لدينا ليوث وبواسل في الثغور والجبهات ، يُمكننا الاعتماد بعد الله عليهم ، وهم قادرون على صنع الانتصارات والحاق الهزائم بالاعداء بإذن الله .

يقول سماحة السيد حسن نصرالله : لا اميركا ولا الصهاينة ولا تركيا ولا السعودية ولا داعش ولا النصرة ولا كل طواغيت العالم قادرون على اسقاط سوريا ، وحيث يجب ان نكون سوف نكون واذا قرروا عدم التدخل عسكرياً بتنتهي قصة سوريا ، واذا قرروا الدخول بتخلص قصة سوريا والمنطقة ...*كلام بحاجة الى تأمل ...

كلمة لليائسين ..
----------------
لا يفوتنا هنا ان نذكِّر البعض من الذين لا يأخذون هذه التهديدات على محمل الجد ، بأن التجربة المصغرة عن هذا الحلف قد بدأت منذ عام تقريباً تحت شعار عاصفة الحزم ، عندما انطلقت يومها المرحلة التجريبية الاولى بهجوم بحري - بري - جوي على اليمن بهدف القضاء على انصار الله واللجان الشعبية ، عندما زرعوا الموت والدمار في اليمن الحزين بنية اخضاع هذا البلد الشامخ والمظلوم والذي ادهش القاصي والداني ببسالة رجاله وحِكمة قياداته وبصموده الاسطوري .

قد يخرج علينا وعلى المنتظرين اليوم بعض جهابذة المنابر الدينية وعباقرة التحاليل السياسية والاستراتيجية ليتصدوا لنا بأساليب ملتوية وليقولوا لنا بأن أمر الظهور والخلاص لا يزال بعيد وبأن الارضية غير جاهزة الآن للحروب وبأن الملفات ذاهبة للتسوية في اليمن وليبيا وسوريا واوكرانيا وكوريا الشمالية وغيرها ، وقد نسوا او تناسوا بأن يد الله فوق ايديهم وبأن المحتوم مقدَّر وقادم لا محال وبأن قطار العلامات قد انطلق وبسرعة هائلة نحو الهدف المنشود .. نحو محطة الخلاص واليوم الموعود ..

لهؤلاء جميعهم اقول ، من كان قادراً بعون الله وتوفيقه وتسديده على استنتاج اموراً عظيمة واحداثاً كثيرة غابت عنهم ، كالحروب في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، وكظهور حركة اجرامية تكفيرية لا مثيل لها في التاريخ
( داعش ) تدخل سوريا ثم العراق ، وذهاب عواصف الحزم باتجاهات غير البحرين واليمن ، وبدخول روسيا في الحرب السورية ، وبدخول قوات غربية الى ليبيا ، وبانشاء جيش عرمرم بمقومات تفوق كل التقديرات لاجتياح سوريا والعراق ، ومن كان من اوائل الذين اماطوا اللثام عن قوة السفياني ومقدراته واستطاعته على التلصلص من فوق السحاب واعماق البحار لن يصعب عليه اليوم ان يعطيكم تفاصيل خارطة طريق العلامات الحاسمة حتى يوم الظهور ، اللهمَّ الا اذا كانت لله ارادة بعدم تحققها ، فهو جل جلاله الآمر والناهي والقادر على كل شيء ، وهو الذي يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب .

كلمة للمنتظرين ..
-----------------
إخوتي وآخواتي المنتظرين .. اعلموا بأن الصراع سيستمر مهما حصلت من تطورات وتسويات ، وبأن المواجهة الاسلامية - السفيانية ستبقى قائمة وبأنكم ستمرون بمراحل عصيبة ومتفاوتة فيها بلاء وتضحيات ويُخيَّل للبعض منكم فيها بأن الامور ذاهبة للتسويات وبأن العلامات لا زالت بعيدة ، وسيعمل البعض من اصحاب نظرية" اللا ظهور " على تيئيسكم واحباطكم ، لذلك انصحكم وانصح نفسي بالثبات على الانتظار الايجابي وعلى الولاية مهما كانت الظروف ، لأننا نعيش اليوم ارهاصات مرحلة الحصحصة والغربلة والتمحيص ، ولا احب لنفسي ولكم ان نكون من آولئك الذين قالوا وسيقولون مات أو هلك في اي وادٍ سلك ، ولا من الذين سيقولون لصاحب الامر ارجع يا ابن فاطمة ...اللهمَّ عجل لوليك الفرج واحفظ مراجعنا العظام وسادتنا وقادتنا الكرام ولا سيما الامين على الارواح والدماء ، قاهر صهيون ووهب ، حفيد الزهراء وليث عاملة سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله .

بقلم صقر خراسان