عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
اسئلة واجوبة في الامام الحسين ع وواقعة الطف
بتاريخ : 28-08-2017 الساعة : 05:51 PM
اسئلة واجوبة في الامام الحسين ع وواقعة الطف
ما هو سبب نهضة الحسين عليه السلام؟
لا ينكر أحدا أن يزيد بن معاوية كان رجلا فاسقا، متجاهرا بالفجور، مولعا بشرب الخمور، وكانت آمال بني أمية معلقة عليه على أنه المعد واللائق للأخذ بثأر قتلاهم، من آل محمد وعلي عليه السلام.
ويزيد بن ميسون النصرانية، الذي ربي في حجرها وعند قومها النصارى لاعبا مع الكلاب والفهود والقرود، شاربا للخمور، مولعا بالفسق والفجور، مع هذه الخصائص وغيرها من الرذائل التي اجتمعت فيه، كان قادرا على أن يجرد سيف الكفر والإلحاد الذي صنعه أبو سفيان وقومه في عهد خلافة عثمان.
إذ يروي ابن أبي الحديد عن الشعبي قال: فلما دخل عثمان رحله ـ بعدما بويع بالخلافة ـ دخل إليه بنو أمية حتى امتلأت بهم الدار، ثم أغلقوها عليهم ، فقال أبو سفيان أعندكم أحد من غيركم؟
قالوا: لا.
قال: يا بني أمية، تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان، ما من عذاب ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولا بعث
ولا قيامة!(1).
فيزيد هو الذي يقرّ عيون قومه بانتقامه من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقبض على مقابض السيف الذي صقله أبو سفيان وحده معاوية وأعده ليزيد، حتى يقضي به على رسالة محمد (صلى الله عليه وآله) والدين الذي جاء به من عند الله سبحانه وتعالى (2).
____________
1- شرح نهج البلاغة 9/ 53 ط دار إحياء التراث العربي.
2- وفي شرح نهج البلاغة ـ لابن ابي الحديد ـ 5/129قال: و روى الزبير بن بكار في الموفقيات و هو غير متهم على معاوية و لا منسوب إلى اعتقاد الشيعة لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي ع و الانحراف عنه قال المطرف بن المغيرة بن شعبة دخلت مع أبي على معاوية و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية و عقله و يعجب بما يرى منه إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء و رأيته مغتما فانتظرته ساعة و ظننت أنه لأمر حدث فينا فقلت ما لي أراك مغتما منذ الليلة فقال يا بني جئت من عند أكفر الناس و أخبثهم قلت و ما ذاك قال قلت له و قد خلوت به إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلا و بسطت خيرا فإنك قد كبرت و لو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه و إن ذلك مما يبقى لك ذكره و ثوابه فقال هيهات هيهات أي ذكر أرجو بقاءه ملك أخو تيم فعدل و فعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل أبو بكر ثم ملك أخو عدي فاجتهد و شمر عشر سنين فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر و إن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات
ولكن يزيد لا يتمكن من تنفيذ ما خططه أسلافه وقومه، ما دام الحسين بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحظى بالحياة.
والحسين عليه السلام تربى في حجر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام وهو المعد لإحياء الدين وإنقاذ شريعة سيد المرسلين من التحريف والتغيير، فنهض ليصد طغاة بني أمية عن التلاعب بالدين والاستخفاف بالشريعة المقدسة .. فروّى شجرة الإسلام بدمه الزاكي ودماء أهل بيته وأنصاره الطيبين، فاخضرت وأورقت وترعرعت، بعدما كانت ذابلة وكأنها خشبة يابسة تنتظر نيران بني أمية وأحقادها الجاهلية لتحولها إلى رماد تذروه الرياح (1).
____________
=>
أشهد أن محمدا رسول الله فأي عملي يبقى و أي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك؟
لا و الله إلا دفنا دفنا!!
أقول: هذه نيات معاوية الإلحادية نقلها لابنه يزيد وأمره أن يسعى ويجتهد لتنفيذها.
لسؤال: فلسفة أخذه (عليه السلام) لعياله الى كربلاء
لماذا اخذ الامام الحسين (ع) النساء والاطفال معه الى كربلاء مع انه يعلم بانهم سوف يسبون ؟
الجواب:
كان الحسين (عليه السلام) مطّلعاً على سبي أهل بيته وذلك بالعلم الغيبي والباطني، ولكنّه (عليه السلام) مكلّف بالعمل بالظاهر، فانه حينما قدم الى الكوفة بان له من الظاهر توفر كافة الشروط له للقدوم اليها بعد بيعة أهل الكوفة له، فحمل الامام (عليه السلام) أهل بيته ليتسنى له محافظتهم وحراستهم لانّ تركهم في الحجاز كان يسبب ان يجعلهن يزيد رهينة لتحجيم حركة الحسين (عليه السلام) وورقة ضغط لتراجع الحسين (عليه السلام) عن مبادئه كما ذكر ذلك السيد ابن طاووس في كتاب (الملهوف).
ولكن عندما انقلبت الموازين وتراجع أهل الكوفة عن بيعتهم وحوصر الإمام (عليه السلام)، فكان نتيجة ذلك أن تقع عيال الحسين (عليه السلام) في الأسر، فكان ذلك الامر من قضاء الله وقدره ومشيئته التي لابد من الصبر عليها. وإن شكلت بالطبع حالة الأسر لعيال الحسين (عليه السلام) عاملاً في فضيحة بني أمية وهي نتيجة بديهية لا يصح ادراجها في أهداف حركة الحسين (عليه السلام) لانه لا يصح خلط الهدف مع النتيجة الحاصلة، وذلك لان القوانين المنطقية ترفض أن تكون النتيجة هو كل ما كان مستهدفاً من قبل .
سؤال: علة تلاوة رأسه الشريف آية (أم حسبت أن أصحاب الكهف)
عندما حمل رأس الحسين (عليه السلام) على الرمح كان يرتل آية من سورة الكهف لماذا اختار الإمام (عليه السلام) هذه الآية من سورة الكهف ؟
الجواب:
الآية التي كان يتلوها رأس الامام الحسين (عليه السلام) : (( أَم حَسبتَ أَنَّ أَصحَابَ الكَهف وَالرَّقيم كَانوا من آيَاتنَا عَجَبًا )) (الكهف: 9) .
وإنما تلى هذه الآية لأن تكلم رأس بلا جسد أعجب, كما قال الراوي : ((والله إن رأسك أعجب)).
ويحتمل أن يكون في انتخاب هذه الآية إشارة خفية إلى الرجعة .
وكذلك يمكن لنا أن نفهم الربط بين أصحاب الكهف وعصرهم الذي عاشوا فيه, وبين الإمام الحسين (عليه السلام) وأمته .
وكل هذه احتمالات يمكن لنا أن نوردها .
لسؤال: رأس الحسين (عليه السلام) يمثل في عالم الآخرة ا
بعد الرجعة في رواية أن السيدة الزهراء يوم القيامة تأتي برأس ولدها الشريف إلى آخر الرواية....
ما المقصود منها ؟؟
الجواب:
بالنسبة الى ما يتعلق برواية فاطمة الزهراء (عليها السلام) فان الرواية تصف ان رأس الحسين (عليه السلام) يمثل لفاطمة (عليها السلام)، والمثال إما أن يكون صورة على غرار ما تشهده في الاجهزة الحديثة، أو هو مثال حقيقي يخلقه الله على هيئة الرأس يوم قتل الحسين (عليه السلام)، ولا علاقة لهذا المثال بالحسين (عليه السلام)، لعل الحسين (عليه السلام) أيضاً حاضراً في ذلك المحل وامكان حضوره في ذلك المحل وانسجام ذلك مع الرواية, فالأولى إمكان حضوره في عالم الرجعة وبعد لم يحصل ذلك الموقف ولم يحضر مثال الرأس.
السؤال: في الاربعين الحق رأسه الشريف بجسده
عندما عرج بالسبايا الى الشام كان رأس الحسين معهم، فمتى أرجع مع الجسد، هل كان في العشرين من صفر؟
الجواب:
انّ المشهور عند الشيعة انّ رأس الحسين (عليه السلام) قد أعاده الامام زين العابدين (عليه السلام) بعد الرجوع من الاسر وألحقه بالجسد الشريف بعد أربعين يوماً من استشهاده، أي يوم العشرين من صفر (اللهوف / 86 - مثير الأحزان لابن نما / 107 - روضة الواعظين / 192 - البحار45/145 و 44/199).
نعم، قد ورد في بعض الاخبار الخاصّة بانّ مدفن رأسه (عليه السلام) هو عند أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) (كامل الزيارات / 35)، وأوّل بانّه بعد الدفن الاوّل أخرج من هناك والحق بالجسد الشريف بكربلاء جمعاً بين هذه الروايات. والطائفة الاولى التي تدلّ على اجتماع رأسه وجسده (عليه السلام) والتي عليها معظم الطائفة الشيعيّة .
تعليق على الجواب (1)
اذا ما هو مقام رأس الحسين الموجود في مصر و لماذا سمي بهذا الاسم
الجواب:
هناك أقوال ان الرأس الشريف دفن في مصر لكن المعمول به عند الأغلب من الشيعة أن رأسه الشريف أعيد إلى جسده وأن هذا مقدم على تلك الروايات التي تشير إلى الدوران به في الأقطار ومنها مصر.
السؤال: تحقيق حول مكان دفن رأس الإمام الحسين (عليه السلام)
سؤالي يتعلق بموقع رأس الإمام الحسين - رضي الله عنه - بعد أن قطع عن جسده الشريف و أخذ ليعرض لعدو الله و الأمة السفاح "يزيد ابن معاوية" لعنة الله عليه في دمشق؟
الجواب:
لقد اختلفت الروايات والأقوال في ذلك الى سبعة أقوال بل ثمانية - كما سيأتي بيانها - ولمّا كان القطع واليقين محالاً في بعضها، وإن ذهب الى القول بذلك بعض الأعلام - كما سيأتي بيانه -، غير أن أقربها للقبول والمعقول هو ما اشتهر عند العلماء من الفريقين الشيعة والسنة بأنه أعيد الى جثته (عليه السلام) بعد أربعين يوماً، وهذا الاتفاق يوحي باطمئنان الرجحان في ذلك.
والآن الى بيان الأقوال ونستعرض أسماء القائلين بها تنويراً لكم:
القول الأول: وهو مدفون بكربلاء عند جثته الطاهرة أعيد إليها بعد أربعين يوماً. ذهب الى ذلك من أعلام الفريقين:
1ـ هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى حكى ذلك عنه السبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص 150 ط حجرية 1278هـ) عنه وغيره.
2ـ السيد المرتضى 436 هـ حكى ذلك عنه كل من الطبرسي في (أعلام الورى 255 ط الحيدرية)، وابن شهر آشوب في (المناقب 3 / 231 ط الحيدرية).
3ـ الشيخ الطوسي 480 هـ حكى ذلك عنه من تقدم وقالا عنه انه قال: ومنه زيارة الاربعين.
4ـ الحافظ ابن شهر آشوب 488هـ ذكر ذلك في المناقب كما أشرنا إليها آنفاً.
5ـ الفتال النيسابوري المستشهد سنة 508هـ ذكر ذلك في (روضة الواعظين).
6ـ الشيخ الطبرسي 548هـ ذكر ذلك في (أعلام الورى) كما اشرنا اليه آنفاً.
7ـ ابن نما الحلي في (مثير الاحزان) وقال: انما الذي عليه المعول من الأقوال إنه أعيد الى الجسد بعدما طيف به في البلاد ودفن معه.
8ـ المجلسي 1111هـ في (بحار الأنوار) وقال إنه المشهور بين علمائنا الإمامية رده علي بن الحسين (عليه السلام).
9ـ القزويني 682هـ في (عجائب المخلوقات 67) قال: في العشرين من صفر رد رأس الحسين (عليه السلام) الى جثته.
10ـ ابن حجر الهيثمي 973هـ في شرحه همزية البوصيري قال: أعيد رأس الحسين بعد أربعين يوماً من مقتله.
11ـ المناوي 1031هـ في (الكواكب الدرية 1 / 57) نقل اتفاق الامامية على انه أعيد الى كربلاء ولم يعقب بشيء، وحكى ترجيحه عن القرطبي، ونسب الى بعض أهل الكشف انه حصل له اطلاع على انه أعيد الى كربلاء.
12ـ الشيخ الشبراوي 1171هـ في (الاتحاف بحب الاشراف / 12) قيل: انه اعيد الى جثته بعد أربعين يوماً.
13ـ وأخيراً قال أبو الريحان البيروني في (الآثار الباقية 1 / 331): في العشرين من صفر ردّ رأس الحسين الى جثته حتى دفن مع جثته.
فهذا القول هو الراجح والأولى بالقبول، لاتفاق كثير من أعلام الفحول من الفريقين الدال على القبول حسب النقول.
القول الثاني: انه عند أبيه لورود أخبار بذلك وردت في (الكافي، والتهذيب)، لا تخلو بعض اسانيدها من المناقشة.
القول الثالث: انه مدفون بظهر الكوفة دون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في خبر عن الصادق (عليه السلام) رواه الكليني في (الكافي).
وهذان القولان من مختصات الامامية، ولم يقل بها أحد من غيرهم.
القول الرابع: انه دفن بالمدينة عند قبر امه فاطمة (عليها السلام)، وهذا ما حكاه السبط ابن الجوزي عن ابن سعد في (الطبقات)، وقال به غيره.
القول الخامس: إنه بدمشق بباب الفراديس حكاه السبط أيضاً عن ابن أبي الدنيا وعن الواقدي وعن البلاذري في تاريخه.
القول السادس: انه بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة حكاه السبط أيضاً عن عبد الله بن عمر الوراق ذكره في كتاب المقتل.
القول السابع: انه في عسقلان ومنه نقله الفاطميون الى القاهرة، وهو فيها وله مشهد عظيم يزار.
القول الثامن: انه في حلب، أشار اليها ابن تيمية في رسالته جواباً عن سؤال عن رأس الحسين (عليه السلام) وهي مطبوعة حققها وطبعها محب الدين الخطيب، وقد تجاوز الحد في سوء الأدب مع الحسين (عليه السلام) حتى علا وغلا على صاحب الرسالة في حماه المسعورة، وقد ساق ابن تيمية سبعة وجوه في نفي أن يكون الرأس مدفوناً بالقاهرة، متحاملاً فيها على من يقول بها، ولم تخل الرسالة متنا وهامشاً من تعريض وتصريح بالحسين (عليه السلام) ونهضته، ودفاع عن يزيد وجريمته، ولا يستنكر اللؤم من معدنه، فجزى الله كلا على نيته وحشره مع من يتولاه انه سميع مجيب.
ولنختم الجواب بما قاله السبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص ص151 ط حجرية سنة 1278هـ) قال: وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه أو جسده، فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الاسرار والخواطر، أنشدنا بعض أشياخنا في هذا المعنى:
لا تطلبوا رأس الحسين ***** بأرض شرق أو بغرب
ودعوا الجميع وعرّجوا ***** نحوي فمشهده بقلبي
ونضيف نحن قول ابن الوردي في (تاريخه ج1 / 232 ط الحيدرية):
أرأس السبط ينقل والسبايا ***** يطاف بها وفوق الأرض رأس
ومالي غير هذا السبي ذخر ***** ومالي غير هذا الرأس رأس
السؤال: لولا الإمام الحسين (عليه السلام) لما بقي لهذا الدين من أثر
اكيف يمكن أن نقول ان لو لا الامام الحسين عليه السلام لما بقي لهذا الدين من أثر ؟
أريد شرحاً لهذه العبارة من كتب السنة إذا وجد , وهل الائمة الأطهار عليهم السلام من بعد الحسين عليه السلام لا يشكلون دوراً كبيراً في الخلافة من بعد الحسين ؟
.
الجواب:
المراد من العبارة هو : أنّ الامام الحسين (عليه السلام) قد أحيى أمر الدين بعد أن طمست أعلامه بيد الأمويين, فلولا نهضته (عليه السلام) لشوّهت بني أميّة وجه الدين بحيث لا يبقى له عين ولا أثر بعد مضي سنوات قليلة من حكمهم الجائر, ألا ترى إلى : صلاة الجمعة لمعاوية في يوم الأربعاء, وقتله لخيرة أصحاب علي (عليه السلام), ووقوفه في وجه أمير المؤمنين (عليه السلام) وادعائه الخلافة لنفسه, وتنصيبه يزيد خليفة مع ما فيه من جهره بالمنكرات والموبقات و... .
أليس هذا كله مؤشراً واضحاً في هذا المجال !!
ومن جانب آخر, ترى أن الامة الاسلامية أصبحت آنذاك في سبات, يحتاج الى من يوقظها ويكشف زيف حكّامها الظلمة ويخلع عنهم ثوب الرياء والتظاهر بالاسلام, فكان هذا دور الامام الحسين (عليه السلام).
ثم إن هذه العبارة لا تنفي دور سائر الائمة (عليه السلام) في حياتهم وسيرتهم, بل كل ما في الامر أن الظروف السياسية والاجتماعية قد فرضت وظائف لكل إمام (عليه السلام) يقوم بأدائه, فمثلاً لو كان أيّهم (عليه السلام) يعيش في زمن إمامة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) لقام بنفس الدور .
السؤال: استقامة الدين بقتل الحسين (عليه السلام)
كيف لا يستقيم الدين, الا باسشتهاد الحسين (عليه السلام), وما خلفته تورته على الاسلام ?
الجواب:
لقد كان هناك سعي من البعض لأرجاع الآمر الى الجاهلية بتحريف الدين لكن هذا الآمر يحتاج إلى وقت وبني أميّة وصلوا إلى ذروة في حرف الأمة حتى أنكر يزيد النبوة والقرآن والسنة حيث قال :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
ولوا استمر الأمر على هذا الحال لا ندرس الدين بالكامل لكن ثورة الحسين عليه السلام المخطط لها من قبل السماء أشعلت جذوة الضمير لدى المسلمين فبدوا يستوعبون حجم الخطورة التي وصل اليها الحال فتوالت الثورات حتى سقط بنو أميه تحت شعار يالثارات الحسين . والتضحية من قبل الاولياء سنة الهية في البشرية لإحياء جذوة الدفاع عن الحق في قلوب الناس عن طريق استشعارهم بالمظلومية والناس مفطورون على كراهة الظلم والتعاطف مع المظلومين والتعلق بهم ورفع شعارهم وكان شعار الحسين (عليه السلام) هو شعار جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
سؤال: أمر الامام الحسين (عليه السلام) الشباب طلب الإذن من أمهاتهم
في حادثة عاشوراء الحسين (ع) :لماذا كان الإمام عليه السلام يطلب من الشباب طلب الإذن من أمهاتهم للقتال , في حين كما نعرف أن الإمام عليه السلام هو ولي أمر جميع المسلمين ؟
الجواب:
لم نتحقق حتى الآن أنّ الطلب المذكور كان عامّاً وبالنسبة للجميع, بل كلّ ما في الأمر أنّ التاريخ يشير اليه بالنسبة لبعضهم .
وعلى أيّ حال، فلعلّ الاذن من الأمهات كان لتقدير دورهنّ في تربية هذه المثل الذين كانوا على شرف نيل مرتبة الشهادة, أو كان للتوديع بصيغة الاذن, أو أمور أخرى خفيت علينا, وإلا فان الاذن والأمر الحقيقي كان ولا يزال للامام المعصوم (عليه السلام) .
السؤال: من دفن الإمام الحسين (عليه السلام) ؟
من دفن الإمام الحسين عليه السلام ؟
الجواب:
الامام زين العابدين (عليه السلام) هو الذي دفن جسد الامام الحسين الشهيد (عليه السلام)
(راجع: تاريخ الطبري، والكامل في التاريخ، وارشاد المفيد، وبحار المجلسي، ولهوف سيد ابن طاووس، والانوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري، وأسرار الشهادة للدربندي، والايقاد للسيد العظيمي، والكبريت الاحمر للتستري، وغيرها في تاريخ حوادث سنة 61 هجرية).
لسؤال: الامام السجاد (عليه السلام) تولى عملية دفن جسده الطاهر
من الذي دفن جسد الامام الحسين (عليه السلام) ؟ واذا كان الامام السجاد (عليه السلام) فكيف يكون ذلك وهو كان أسيرا هو وأهل بيته ومقتادين الى الشام خصوصا ان الدفن كان بعد ثلاثة أيام من يوم شهادة الحسين ؟
أرجو ذكر السند والمصدر .
الجواب:
توجد قاعدة أولية, وهي أن الامام المعصوم لا يقوم بتجهيزه والصلاة عليه إلا الامام المعصوم الذي يليه.
إذا عرفت هذا, فان السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) والدربندي في (أسرار الشهادة) والسيد محمد نقي آل بحر العلوم في (مقتل الحسين) رووا بطرقهم: أن بني أسد لما أرادوا دفن الاجساد الطاهرة, جاءهم الامام السجاد (عليه السلام), وهو الذي تولى عملية الدفن بمساعدتهم.
وأما أن الإمام السجاد (عليه السلام) كيف جاءهم وهو أسير, فهذا بالقدرة الإلهية التي يتمتع بها المعصوم .
السؤال: سبب تأخر دفن الامام الحسين (عليه السلام)
هل هناك احاديث او روايات في كتب الشيعة تذكر سبب عدم دفن الامام زين العابدين (عليه السلام) لجثمان الامام الحسين (عليه السلام) الا بعد مرور ثلاث ايام في حين هو كان بامكانه قبل ذلك؟ وما هو هذا السبب لو تكرمتم؟
الجواب:
لم نعثر على سبب يذكر لذلك والذي نحتمله ان الامام زين العابدين (عليه السلام) توجه الى دفن ابيه بعد ان استقر به الامر في الكوفة بحيث يستطيع ان يتوارى عن القوم دون ان يلفت النظر ولعله لا يستطيع ان يتوارى عن القوم وهو في الطريق الى الكوفة لاستمرار الرقابة عليه فغيابه يلفت نظر الاعداء وبالتالي يكون عرضة للقتل حين رجوعه.
تعليق على الجواب (1)
اذا كان وكما اسلفتم مما لاشك فيه ان مقدم الامام السجاد ع الى كربلاء لدفن ابيه ع كان بحكم المعجزه فلم لم يكن كذلك في طريقهم الى الكوفه بان يخيل للقوم انه ع مازال بينهم في حين انه يقوم بتجهيز وتكفين اباه ع حتى لايبقى جسده الطاهر ثلاثة ايام على رمضاء كربلاء
الجواب:
الائمة (عليه السلام) لا يعملون الاشياء بطريقة المعجزة الا في حالات خاصة فقطع المسافة الطويلة في وقت قصير ليس فيه ارغام على فعل معين لاي شخص بخلاف التحكم بارادة الاعداء وارغامهم او اجبارهم على عدم قتلهم في الحال غيابهم ولو بتوهم انهم لم يفعلوا فعلا معينا.
وبعبارة اخرى هم لا يعملون المعجزة للتحكم في ارادات الاشخاص والحد من قدراتهم مع القدرة على فعل ذلك الشيء بدون التحكم باراداتهم .
تعقيب على الجواب (1)
اجاب احد مشايخنا عن سبب تاخر دفن الامام الحسين(ع) بما يلي :
من الأمور التي يمكن تناولها لأخذ العظة والعبرة مما هو مرتبط بالإمام الحسين (ع)، هو التساؤل عن الحكمة المحتملة في سبب تأخير دفن الإمام(ع) لمدة ثلاثة أيام. مع الإلتفات إلى أننا لسنا مطلعين على الواقعيات، وعلينا أن نقدم جهلنا تجاه ذلك، وبالتالي فلا يمكن لنا أن نجزم بوجه الحكمة في ذلك لأنه فوق مستوى عقولنا. وإنما غاية ما نستطيع تقديمه بهذا الصدد، هو بعض المحتملات أو الأطروحات التي تصلح للجواب عن هذا السؤال.
وقبل الدخول في تفاصيل الجواب علينا أن نذكر بأننا عندما ننظر إلى أي فعل يصدر من أي فرد، فإننا تارة ننظر إلى هذا الفعل من زاوية نفس الفاعل وأنه يتحمل مسؤولية فعله سلباً أو إيجاباً. وتارة ننظر إلى نفس الفعل من زاوية الحكمة الإلهية، وأنها يمكن أن توظف فعل أي فرد بما يتماشى مع التخطيط الإلهي والحكمة الإلهية.
ونستطيع أن نمثل لذلك بمثال واضح، وهو نفس مقتل الحسين(ع)، فإننا إذا نظرنا إليه من زاوية نفس الفاعل الذي قتل الإمام(ع) فإنه قد قام بأبشع جريمة في التأريخ، وأنها تنتج له الخلود في جهنم وساءت مصيراً. وإذا نظرنا إلى هذا الفعل من زاوية الحكمة الإلهية، وأن الله تعالى شاء أن يرى الحسين(ع) قتيلاً، فإن للحسين مقامات لا ينالها إلا بالشهادة على المستوى الشخصي، وأن هناك مصالح عليا لنفع الدين على المستوى العام. لوجدنا النفع والصلاح الذي الذي أعده الله تعالى من مختلف الجهات بسبب مقتل الحسين(ع).
وإذا طبقنا هذا المستوى الفكري على ما نحن بصدد الحديث عنه، وما يتعلق بالحكمة الإلهية التي تعلقت ببقاء الجسد الطاهر للحسين(ع). فإننا لا نريد الحديث هنا عن السبب الذي جعل أعداء الإمام الحسين (ع) يتركونه من دون دفن، فإن هذا متوقع منهم بعد ما قاموا به من جرائم شنيعة. إلا أننا نريد التساؤل هنا عن هذا التأجيل من زاوية الحكمة الإلهية. مع الإلتفات إلى أن الإمام السجاد (ع) كان باستطاعته الرجوع إلى دفن الأجساد الطاهرة قبل يوم الثالث عشر، ولا يحول دون ذلك أي حائل، لأنه أساساً قد عاد إلى الدفن بالمعجزة وليس بحسب الأسباب الطبيعية كما هو المروي تأريخياً بوضوح. فلماذا حصل ذلك؟
ويمكن الجواب على ذلك بعدة وجوه محتملة غير متنافية وهي كما يأتي:
أولاً: إن في ذلك ابتلاءاً لنفس الإمام الحسين(ع)، مما ينتج له أخص الدرجات العالية في تكامل ما بعد العصمة، فإننا نعلم بأن طريق التكامل لا متناهي الدرجات وهذا يشمل المعصومين(ع) وغيرهم. وهذا ما يؤيده نفس ما يروى عن رسول الله(ص) من أنه قال للحسين(ع) ما مضمونه: ((إن لك مقامات في الجنة لا تنالها إلا بالشهادة)). فإن الشهادة التي أنتجت له هذه النتيجة العظيمة، هي تلك الشهادة التي رزقه الله تعالى إياها، ووفقه إليها بكل تفاصيلها. وما جرى عليه من قتل بذلك الشكل الذي يقرح القلوب، وما أعقب ذلك من تقطيعه، ورض صدره، وقطع رأسه، وبقائه ثلاثاً من دون دفن، وغير ذلك من تفاصيل، قد ساهم بأن تكون شهادته فريدة بكل المقاييس. فإنه وفق إلى شهادة لم يوفق لها أحد من البشر على الإطلاق. ولذا ورد عن الإمام الحسن (ع) قوله بحسب الرواية: ((لا يوم كيومك أبا عبد الله)).
فإن قلت: بأن بقاء الحسين(ع) من غير دفن قد حصل بعد شهادته، فكيف يكون في ذلك البلاء له وقد استشهد (ع)، والإبتلاء يكون على الفرد في حياته وليس بعد وفاته؟
قلنا: بأن الحسين(ع) عندما أقدم على المصير الذي أقدم عليه، فإنه كان يعلم به تفصيلاً. وهو الذي روي عنه قوله: ((كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواوييس وكربلاء))، فيكون (ع) قد وطن نفسه لهذه الشهادة، وأنه سوف يقع عليه بعد القتل الكثير من المظالم، بما في ذلك رض صدره وسلبه وبقاؤه من دون دفن على رمضاء كربلاء، تصهره حرارة الشمس لمدة ثلاثة أيام.
ثانياً: إن ثورة الحسين (ع) قد اتسعت رقعتها عن علم وعمد من قبله (ع)، وكذلك عن علم وعمد من الله سبحانه وتعالى (إذا صح التعبير)، وذلك لإعطائها الزخم المكثف الذي يعطيها أسباب البقاء والخلود ظاهراً وباطناً.
فإننا نجد ثورة الحسين(ع) تحتوي على عدة مستويات وجوانب، فكرية وثقافية وإعلامية وعسكرية وعاطفية وغيرها. فإنها لم تركز على الجانب العسكري فقط كما يحصل في بعض المعارك، وإنما قد أشبعت بكل ذلك.
وإذا نظرنا إلى الجنبة العاطفية، وهي جنبة مهمة وحيوية من أجل إعطائها الديمومة والخلود بهذه القوة المتجددة. فإننا نجد أنها أشبعت بالكثير من المواقف التي تثير العاطفة والبكاء. وهذه المواقف العاطفية المنتجة للجذب تجاه هذه الثورة المباركة بكل تفاصيلها العظيمة، مكثفة ومركزة. سواء في ذلك ما كان في يوم عاشوراء أم قبل ذلك أو بعده. فيكون تأجيل الدفن داخلاً في هذا المستوى من التفكير. وهي مصيبة عظيمة باستقلالها تظهر مدى الظلم الذي وقع على الإمام(ع) وما تحمله في سبيل الله عز وجل.
ثالثاً: إن بعض الحوادث التي مرت عبر التأريخ فيها الدلالة الواضحة على الغضب الإلهي، كما حصل ذلك من خلال خفاء قبر الزهراء(ع) حتى اعتبر شهيدنا الحبيب ذلك سوء توفيق للأمة حينما قال: ((واعتبرها سوء توفيق لكل الأجيال الإسلامية ابتداءاً من الجيل المعاصر لوفاتها والى الآن والى حين يتضح الأمر بظهور الحق الأصيل (سلام الله عليه). فليس فينا أي شخص يستحق أن ينال هذه النعمة الخاصة والرحمة الحقيقية مهما كان ادعاء هذا الشخص عالياً في دين أو دنيا)). انتهى كلامه .
وكذلك الأمر فيما يخص غيبة الإمام المهدي(ع) فإنه علامة على الغضب الإلهي على اختلاف مستويات هذا الغضب.
والأمر كذلك فيما نحن بصدده، فإن بقاء ريحانة رسول الله(ص) وسيد شباب أهل الجنة بتلك الهيئة على الرمضاء، لهو مؤشر يدل على ما آل إليه حال الأعم الأغلب من المجتمع، والتقاعس الذي ابتليت به الأمة تجاه الإمام الفعلي للكون، الذي له الولاية التكوينية والتشريعية، والذي هو خامس أهل الكساء الذين هم أعلى الخلق على الإطلاق. هذا التقاعس والتخاذل في أداء الواجب وإرجاع الحقوق إلى أهلها هو الذي أنتج هذه المأساة من قتل الحسينD وأهل بيته وأصحابه، وما أعقب ذلك من مصائب جمة كان فيها الاعتداء الفاضح على الإنسانية وعلى الحق المهتضم.
وتلك المظالم التي لا نظير لها هي التي أنتجت الغضب الإلهي، الذي تجسد بأن مطرت السماء دماً، وأن أي حجر كان يرفع فإنه يوجد تحته الدم كما هو المروي. وكذلك يمكن أن يكون قد رمز له ببقاء الجسد الطاهر ثلاثاً من دون أن يوارى.
وهذا ما يجعل في ذمة الأجيال التي أعقبت ثورة الحسين(ع) المسؤولية الدائمة في أن لا نكون مشمولين بهذا الغضب الحسيني. فإننا وإن لم نعاصره (ع) لنكون مكلفين مباشرة بندائه المبارك: ((من سمع واعيتنا فلم يجبنا أكبه الله على منخريه في النار)) وذلك على المستوى العسكري. إلا أننا مشمولون بهذا النداء على عدة مستويات، ومنها مستوى الإلتزام بشريعة سيد المرسلين(ص) التي استشهد الحسين(ع) من أجلها. وأما بخلاف ذلك فإننا نكون مقصرين تجاه تلك التضحيات الجسام، ولا نكون في المعسكر الحسيني بمعناه العام. بل نكون مشمولين للغضب الحسيني الذي تجسد بتلك الرمزية التي نتحدث عنها.
وهذا الالتزام الذي نتحدث عنه يكون في جميع أوقاتنا وأحوالنا، ولا يقتصر الأمر على الأيام التي نستذكر فيها مصيبة سيد الشهداء(ع). بل لابد من الاحتفاظ بكل ما ينتجه القيام بالشعائر الحسينية في مثل هذه الأيام من نتائج إلى جميع أيام السنة، لنكون حسينين في جميع أفعالنا وأقوالنا وتصرفاتنا. فإن من التجني على أنفسنا وعلى ديننا فيما إذا احتفظنا بنتائج الشعائر الحسينية لبعض الأيام من حياتنا فقط. فعلينا أن نكون على مستوى المسؤولية تجاه ذلك جزاكم الله خيراً.
رابعاً: إن في ذلك ابتلاءاً وامتحاناً لعائلة الحسين(ع) الذين تحملوا مسؤولياتهم بعد واقعة الطف، بما فيهم الإمام السجاد(ع). فإنهم مروا بصعوبات ومصائب قلَّ نظيرها، وكل ذلك ينتج لهم مقاماتهم الخاصة التي ادخرها الله تعالى لهم بسبب مساهمتهم في ثورة الإمام الحسين(ع)، ولما فتحه الإمام الحسين(ع) لهم من الفرصة الفريدة، لينهلوا من ذلك العطاء الخاص كل بحسبه واستحقاقه. ومن تلك الفجائع التي ابتلوا بها هي أن يتركوا سيدهم وإمامهم وحبيبهم مقطعاً على ثرى الطف، بعد أن مروا بهم على جسده الطاهر، وساروا بهم إلى الكوفة وعيونهم ترنو نحو المصرع، بتلك الحالة التي أبكت الحجر دماً، فكيف بهم وقد عاشوا في كنفه وتحت ظله ردحاً طويلاً من الزمن، يحنو عليهم بعطفه وحنانه ويمدهم بالتربية المركزة علماً وعملاً.
وليس من السهل على الفرد أن يترك أخاه أو أباه أو زوجه بتلك الحالة، فكيف إذا كان هذا الشهيد المضرج بدمائه مضافاً إلى ذلك هو شيخه وسيده وإمامه.
فكانت في ذلك بلاءات مضاعفة ترفع من شأنهم ودرجاتهم، إذا قابلوها بالصبر والتسليم وعدم الإعتراض على ما أراده الله تعالى، كما كان موقفهم أمامه جل شأنه.
وعلينا أن نأخذ من هذا الموقف السامي العظة والعبرة، وعلينا أن نتأسى بذلك. فإن الله تعالى لا متناهي العظمة وتهون أمامه أعظم التضحيات. وما قيمة تضحياتنا قياساً بهذه التضحيات الجليلة؟
إلى غير ذلك من الوجوه التي لا يسع المجال لذكرها. يكفي أن نكون قد أثرنا مثل هذا التساؤل الذي قد يفتح أمامكم وجوهاً أخرى يمكن التفكير بها
لسؤال: هل استجار إبراهيم (عليه السلام) بالحسين (عليه السلام) ؟
يقول بعض أصحابنا من أهل السنة والجماعة : بأن نبينا ابراهيم (ع) عندما ألقي في النار استجار بالحسين (ع)، قائلا: (( يا حسين )) ، فجعل الله سبحانه وتعالى النار برداً وسلاماً على إبراهيم (ع) , ما صحة هذه المقولة ؟
.
الجواب:
لم نعثر على نصّ معتبر يدلّ على ما ذكرتموهز
نعم، جاء في بعض الروايات أنّ إبراهيم (عليه السلام) كان من دعائه عندما ألقي في النار : (اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما نجيتني منها)، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً. (تفسير البرهان 3/64 , تفسير نور الثقلين 3/438), فيمكن أن يدل هذا الدعاء بإطلاقه على ما نقلتموه عن البعض.
السؤال: لماذا لم يرجع الإمام (عليه السلام) بعد مقتل مسلم
ا
لماذا استمر الامام الحسين (ع) في مسيره نحو كربلاء بعد وصوله نبأ استشهاد مسلم (رض) فاذا قتلوا رسوله فسوف يغدرون به ويقتلوه... ارجو توضيح الامر لي بشئ من التفصيل
الجواب:
لم يكن غائباً عن الإمام الحسين (عليه السلام) المصير النهائي له، بل كان يعلم انه سيؤول أمره الى الشهادة في سبيل الله تعالى قبل مسيره الى كربلاء. وهناك الكثير من الروايات عن الرسول والائمة تشير الى علمهم (عليهم السلام) بمقتله قبل ان تكون واقعه الطف، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال للبراء: (يا براء يقتل ابني الحسين عليه السلام وانت حي لا تنصره).
ثم إن الحسين (عليه السلام) وان علق خروجه الى أهل الكوفة على الكتاب الذي سيرجعه مسلم اليه عند وصوله الكوفه وذلك عندما كتب الحسين (عليه السلام) الى اهل الكوفة: (انا باعث اليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل, فان كتب الي بأنه قد اجتمع رأي ملائكم وذوي الحجر والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فاني أقدم اليكم وشيكاً انشاء الله). (انظر بحار الانوار ج44 ص231).
إلا أن الحسين (عليه السلام) جعل ذلك على الخروج من مكة ولم يجعله على الرجوع, فبعدما وصل الحال الى قتل مسلم، فانه يعني اقدام السلطة على القضاء على الحسين (عليه السلام) وأتباعه رجع أم لم يرجع, فقد عرف أرباب السلطه ان الحسين (عليه السلام) ضعيف وان أهل الكوفة سوف لا يكونون عونا للإمام الحسين (عليه السلام), ولذلك عندما كتب عمر ابن سعد الى ابن زياد: ((اني حيث نزلت بالحسين وبعثت اليه برسولي فسألته عما تقدم وماذا يطلب, فقال: كتب الي أهل هذه البلاد واتتني رسلهم يسألونني القدوم ففعلت فاما إذا كرهتموني وبدا لي غير ما اتتني به رسلهم فانا منصرف عنهم فسمع الحاضرون عند عبيد الله بن زياد عند وصول كتاب ابن سعد انه قال: الآن حين اذا علقت مخالبنا به يرجوا النجاة, ولات حين مناص, وكتب الى بن سعد اما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين ان يبايع ليزيد هو وجميع اصحابه فاذا فعل رأينا رأينا والسلام)). (انظر روضة الواعظين 182).
اذن ما كان ليترك الامام الحسين (عليه السلام) حتى يبايع سواء رجع أم لم يرجع!!
وان كان الرجوع عسيراً عليه وممنوعاً منه فانهم غير تاركيه, فقد قال الحر للحسين (عليه السلام) عندما جاءه تائباً: ((انا صاحبك الذي جعجعت بك في هذا المكان وما ظننت ان القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ولا يبلغون منك هذه المنزلة ..)) (انظر اعلام الورى للطوسي ج1 ص460).
على ان هذا السلوك الذي سلكه الامام الحسين (عليه السلام) من قبول كتب أهل الكوفة والخروج ما هو أي عملاً بالظاهر فقد تمت الحجة على الامام للنصرة، وخرج الحسين (عليه السلام) اتماماً للحجة على أهل الكوفة, وكذلك الحال في طلبه ان تركوه الانصراف عنهم اتماماً للحجة على عدم قبولهم ذلك الطلب, والا فهو يعلم أن هؤلاء غير تاركيه, بل يعلم مقتله بكربلاء، فعندما جاءه محمد بن الحنفيه في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة فقال له محمد: ((يا أخي ان أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت ان يكون حالك كحال من مضى فان رأيت تقيم فانك أعز من بالحرم وأمنعه)) فقال: (يا اخي قد خفت ان يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت)، فقال له ابن الحنفيه: ((فان خفت ذلك فصر الى اليمن أو بعض نواحي البر فانك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد))، فقال: (أنظر فيما قلت). فلما كان السحر ارتحل الحسين (عليه السلام) فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتاه فأخذ بزمام ناقته ـ وقد ركبها ـ فقال: ((يا اخي الم تعدني النظر فيما سألتك؟)) قال: (بلى)، قال: ((فما حداك على الخروج عاجلاً؟))، قال: (أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ما فارقتك فقال ياحسين اخرج فان الله قد شاء ان يراك قتيلا)، فقال محمد بن الحنفية: ((انا لله وانا اليه راجعون...)) (انظر بحار الانوار ج44 ص39).
فهو (عليه السلام) يعلم بخروجه انه مقتول، بل يعلم أن مقتله بكربلاء, ففي رواية أخرى عن الواقدي وزرارة بن صالح قالا: ((لقينا الحسين بن علي (عليهما السلام) قبل خروجه الى العراق بثلاثه أيام فأخبرناه بهوى الناس بالكوفه وان قلوبهم معه وسيوفهم عليه فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عددا لا يحصيهم الا الله تعالى فقال (عليه السلام): (لولا تقارب الاشياء وهبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء ولكن أعلم يقينا أن هناك مصرعي ومصرع أصحابي ولا ينجو منهم الا ولدي علي) )). (انظر بحار الانوار ج44 ص36 ).
سؤال: نبذة عن تاريخ المشهد الحسيني في مصر
ما حقيقة مقام الإمام الحسين عليه السلام الموجو في مصر
الجواب:
جاء في كتاب (مزارات أهل البيت (ع) وتأريخها) للسيد محمد حسين الجلالي (ص272) أن هناك أقوالاً عدّة فيما يتعلّق بموضع رأس الحسين (عليه السلام) , قال :
القول الثالث: ان مدفن الرأس في القاهرة وهو المشهور بين الجمهور ويساعده الإعتبار فإن من الثابت تأريخياً أن عدو الله يزيد نكت بمخصرته وجهه الشريف وفعل ما فعل وقال ما تقشعرّ منه الأبدان كما هو مفصل في المقاتل , وأيضا ً طلب الإمام زين العابدين (عليه السلام ) للرأس , وإمتناع يزيد من ذلك خوفاً من غضب جمهور المسلمين , كل ذلك يدلّ على أن الرأس الشريف كان في الشام ولم تتحقق السرقة قبل ذلك والقول بتحقق ذلك فيما بعد بعيد فإن صحت الرواية بحفظه وحراسته عند الأمويين ثم نقله إلى عسقلان ومنها إلى القاهرة .
ولو صحت رواية السرقة فإن الرأس الشريف الموجود اليوم بالقاهرة لا شكّ أنه من رؤوس شهداء كربلاء الذي استشهدوا مع الحسين (عليه السلام) عام 61 للهجرة.
ولنعم ما قاله المقريزي في (خططه ج2 ص 285) من أن لحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقلة الأخبار ما أن طولع وقف منه على المسطور وعلم منه ما هو غير المشهور .
وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية وهي بصحة الدعوى ملية. قال الجلالي : والأهم هو الإعتبار بالأهداف التي قتل من أجلها الحسين (عليه السلام) والتي من أجلها يكرم المسلمون هذا المكان الذي دفن فيه رأس الحسين (عليه السلام) , ولأجل نسبته إلى الحسين أو أحد شهداء واقعة كربلاء الرهيبة , ولنعم ما قال سبط ابن الجوزي : ففي أي مكان كان رأس الحسين فهو ساكن في القلوب والضمائر قاطن في الأسرار والخواطر , انتهى.
واقتبس ذلك أبو بكر الآلوسي فقال :
لا تطلبوا رأس الحسين ***** بشرق أرض أو بغرب
ودعوا الجميع وعرجوا ***** نحوي فمشهده بقلبــي
من تأريخ المشهد :
قال الشبلنجي رضي الله عنه في (نور الأبصار ص 134) ذهبت طائفة إلى أن يزيد بن معاوية أمر بأن يطاف به البلاد أي رأس الحسين (عليه السلام) فطيف به حتى انتهى به إلى عسقلان فدفنه أميرها بها , فلما غلب الفرنج على عسقلان افتداه منه الصالح طلائع وزير الفاطميين بمال جزيل ومشى للقائه من عدّة مراحل ووضعه في كيس حرير أخضر على كرسي من الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه المشهد الحسيني المعروف بالقاهرة قريبا ً من خان الخليلي , انتهى .
ونقل المقريزيك أن المشهد في عسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وأكمله ابنه الأفضل سنة 491 هـ قال المقريزي في (خططه ج2 , ص 283) : في شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش إلى بيت المقدس - إلى قوله - فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس , فيه قبر رأس الحسين بن علي بن أبي طالب فأخرجه وعطّره وحمله في سفط إلى أصل دار بها وعمّر المشهد , فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشياً إلى أن أحلّه في مقبرة.
وفي سنة 548هـ كان قد نقل رأس الحسين من عسقلان الشام إلى القاهرة وقد وصل بالرأس الشريف الأمير سيف المملكة تميم والي عسقلان في يوم الأحد ثامن جمادي الآخرة سنة ثمان واربعين وخمسمائة (1153 م ) كما يقوله المقريزي , وقد وصف ذلك المقريزي بقوله : ( فقدم به الأستاذ مكنون في عشاريّ من عشاريّات الخدمة وأنزل به إلى الكافوري ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة , انتهى .
وفي سنة 549 هـ بنى الملك الصالح طلائع بن رزيك جامعة خارج باب زويلة ليدفن الرأس فيه فيفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر وقالوا : لا يكون ذلك الإ عندنا فعمدوا هذا المكان ( المعروف اليوم بمشهد رأس الحسين ) وبنوا له ونقلوا الرخام إليه وذلك في خلافة الفائز على يد الملك الصالح .
وفي سنة 578هـ وصف المشهد , الرحالة ابن جبير فقال في (رحلته ) ما نصّه : المشهد العظيم الشأن الذي بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) . وهو في تابوت من فضّة مدفون تحت الأرض قد بني عليه حفيل يقصر الوصف عنه , ولا يحيط الإدراك به مجلل بأنواع الديباج محفوف بأمثال العمد الكبار شمعاً أبيض ومنه ما دون ذلك قد وضع أكثره في أنوار فضة طالعة ومنها مذهبة , وعلقت عليه قناديل فضة وحف أعلاه كله بأمثال التقاحيح ذهبا ً في مصنع شبيه الروضة يقيد الأبصار حسناً وحمالاً , فيه من أنواع الرخام المجزع الغريب الصنعة البديع الترصيع مما لا يتخيله المتخيلّون والمدخل إلى هذه الروضة على مسجد مثالها في التأنق والغرابة , وحيطانها كلّها رخام على الصفة بعينها والأستار البديعة الصنعة من الديباج معلقة على الجميع , انتهى .
وفي سنة 634 هـ أنشأ أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري منارة على باب المشهد والمتبقي اليوم قاعدتها وعليها ما نصّه : (بسم الله الرحمن الرحيم : الذي أوصى بإنشاء هذه المأذنة المباركة على باب مشهد السيد الحسين تقرباً إلى الله ورفعاً لمنار الإسلام الحاج إلى بيت الله أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور تقبل الله منه وكان المباشر بعمارتها ولده لصلبه الأصغر الذي أنفق عليها من ماله بقية عمارتها خارجاً عما أوصى به والده المذكور وكان فراغها في شهر شوال سنة أربع وثلاثين وستمائة ).
وفي سنة 640 هـ احترق المشهد في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بسبب أن أحد خزّان الشمع دخل ليأخذ شيئاً فسقطت منه شعلةً , فوقف الأمير جمال الدين نائب الملك الصالح بنفسه حتى أطفىء كما يرويه المقريزي.
وفي سنة 662هـ زاد فيه الملك الظاهر ركن الدين بيبرس المملوكي , وفي سنة 684هـ بنى فيه الملك الناصر محمد بن قلاوون إيواناً وبيوتاً للفقهاء العلوية.
وفي سنة 740 هـ إحترق المشهد كما نقله جرجي زيدان فأ فعيدَ بناؤه.
وفي سنة 1004هـ أمر السلطان سليم العثماني بتوسيع المسجد فاستمر حتى عام 1006هـ.
وفي سنة 1175 هـ قام الأمير عبد الرحمن كتخدا بإعادة بناء المسجد الملحق بالروضة وأضاف إليه إيوانين ورتب للسدنة مرتبات.
وفي سنة 1279 هـ زار السلطان عبد العزيز العثماني الروضة الحسينية.
وأمر الخديو أن يقوم بالعمارة التي استمرت حتى عام 1290هـ.
وفي سنة 1290 هـ أ فضيف عباس حلمي الثاني قاعة الآثار النبوية بها .
وفي سنة 1372 هـ - 1953م وسعت الحكومة المصرية المساحة المحيطة بالروضة والمسجد حتى بلغت المساحة الكلية لها : 3340 متراً مربعاً .
وفي سنة 1385 هـ - 1965 م في أول شوال أهدت طائفة البهرة الإسماعيلية مقصورة شبّاك من الفضّة المرصّعة بفصوص من الألماس إلى المشهد الشريف , وقد رأيت حجراً تذكارياً يفيد ذلك منصوباً هناك .
وقد أطالت الدكتورة المعاصرة سعاد ماهر في وصف الروضة والمسجد بما لا يستغني عنه ومما قالت ما نصه: وبالجامع منبر خشبي بديع مطلّي بطلاء مذهب وهو في الأصل منبر جامع ازبك الذي كان عند العتبة الخضراء , فلّما تخرب المسجد نقل إلى مشهد الحسين وفي مؤخرة المسجد دكة تبليغ كبيرة أما صحن الجامع فيحتوي على أربعة وأربعين عموداً عليها بوائك حاملة للسقف , وهو من الخشب المطلي بزخارف نباتية وهندسية متعددة الألوان ومذهبة غاية في الدقة والإبداع وفي وسط السقف ثلاث منائر مرتفعة مسقوفة كذلك . وفي جدران المسجد الأربعة يوجد ثلاثون شباكاً كبيراً من النحاس المطلي بالذهب يعلوها شبابيك أخرى صغيرة دوائرها من الرخام, وللمسجد مئذنتان إحداهما قصيرة وقديمة وهي التي بناها أبو القاسم ابن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور سنة 634 هـ (1236م) فوق القبّة - كما سبق أن أشرنا إليه - وقد طوقتها جمعية حفظ الآثار بحزامين من الحديد محافظة على بقائها , أما المئذنة الثانية فتقع في مؤخر المسجد وهي مرتفعة ورشيقة على الطراز العثماني الذي يشبه المسلة أو القلم الرصاص وعليها لوحان بخط السلطان عبد المجيد خان كتبهما سنة 1366 هـ أحدهما من سورة الانعام الآية 6 : ((أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو الإ ذكر للعالمين )).
وآخر (أحب أهل بيتي إليّ الحسن والحسين ).
وقالت أيضاً : في سنة 1953م (فقد عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد الحسين وزيارة مساحته وفرشه وإضاءته حتى يتسع لزائريه والمصلين به , فقد كان المسجد القديم يضيق بهم وخاصة ً في المواسم والأعياد فزيدت مساحته حتى بلغت مساحته 3340 متراً مربعاً بعد أن كانت 1500متراً أي بإضافة 1840 متراً مربعاً إليه ) إلى آخر الكلام الطويل .
يتبع
|