العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.37 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي التدريب على الحياة
قديم بتاريخ : 03-09-2017 الساعة : 05:45 PM


التدريب على الحياة




إن الهدف من جميع البحوث والدراسات والآراء والتوصيات حول ظروف النمو وكيفية التعامل مع حالاته ، إنما هي من أجل الحفاظ على سلامة الفتاة وإعدادها نفسيا وفكريا في سبيل الدخول الى معترك الحياة والعيش السليم الهادف والمتطلع نحو السمو والرفعة في ظل ظروف طبيعية.
ومن هنا فمن الواجب تركيز جانب من الجهود والمساعي التربوية على توضيح معاني الحياة للفتاة ، وشرح الأبعاد التي تساهم في نموها وتكامل شخصيتها ، وتجنيبها مشاعر اليأس والإحباط في الحياة ،والعمل على توعيتها وتثقيفها بالواجبات والمسؤوليات التي تنتظرها في المستقبل .
فالفتاة في هذه السن لا هي طفلة كي تبقى منغمسة في دنيا اللهو وملاعب الصبا ، ولا هي إمرأة كبيرة وناضجة كي تترك لحالها تدبر شؤونها وتعتمد على نفسها في التعامل مع مسائل الحياة. ومن هنا فإنها بحاجة الى توجيه أولياء الأمور والمربين ورعايتهم لكي تنمو نموا طبيعيا ، كما تحتاج النبتة في سبيل نموها الى نور الشمي والرعاية الدائمة لكي تنضج وتعطي ثمارها في نهاية المطاف .
الإعداد للحياة


من حسن الطالع إن الفتاة في هذه السن هي في وضع تميل فيه ذاتيا غلى التوصل لمستوى معقول ومنطقي في الحياة ، وأن تتمكن من تحمل مسؤولياتها الفردية والإجتماعية بنفسها في الحياة ، وأن تدرك دورها وواجباتها الجنسية في معترك الحياة الأسرية والإجتماعية.


فهي ترغب في أن تعرف لماذا وكيف يجب أن تبادر الى تشكيل الأسرة ، وما هي الطريقة المثلى في التعامل مع الحياة الزوجية والأمومة ، وبالتالي هي تميل الى إستجلاء أجوبة كل هذه المسائل ومايشابهها ومعرفة ما يحيط بها من أسرار وملابسات ، وهي فرصة طيبة يجب إستثمارها ، على الوجه الصحيح ، في سبيل تنمية قابليات الفتاة ، نفسيا ، وفكريا ، وإجتماعيا ، وإقتصاديا ، بالشكل الذي ينضج شخصيتها ويؤهلها للعب دور إيجابي في الحياة الإجتماعية . كما إن النساء والفتايت يملن ذاتيا الى الأعمال والمهن النسائية أكثر من الأعمال الخاصة بالرجال.
تنمية الأنوثة


من المهم الإنتباه الى هذه المسالة وهي أننا نريد أن تكون الفتاة أنثى وتعتز بأنوثتها ، وأن تحمل في شخصيتها جميع صفات الأنوثة عن رضى وطيب خاطر ، وأن لا تنبذ أنوثتها بحيث تتمنى لوكانت ذكرا ، أو أن تتصرف على أساس الميل والرغبة بالإسترجال والذكورة.
وينبغي عدم إغفال حقيقة إن كل من الذكور والإناث نوع حياتي خاص به بحسب طبيعتهم والدور الذي ينتظر أن يلعبوه في الحياة مستقبلا كأعضاء في المجتمع الإنساني . ويجب إحترام هذه الطبيعة والدور وتنميتهما في مجاليهما المختلفين .
ففي سني ما بعد البلوغ ، يجب أن يتجه التركيز على التثقيف العملي ، وتكتسب مسائل الأسرة وفنون الحياة الزوجية وتربية الأطفال أهمية متزايدة في هذا المجال . إننا لا نعترض على مواصلة الفتيات لتحصيلهن الدراسي ، لكننا نعتقد ، كما يعتقد المتخصصون بشؤون المرأة ، إن الدور الأساس والواجب الأهم


للفتيات هو تربية الأجيال وإدارة شؤون الأسرة . يقول (لامبروزو) بأن الدراسات العلمية المعمقة في مجالات الفلسفة ، والراياضيات ، والإقتصاد ، والسياسات ، والتي تصفي ذهن الرجل ، تساهم في إضعاف فراسة المرأة .
التدريب على العمل


يجب تجريب الفتاة ، منذ سني المراهقة على العمل ، وتشجيعها على القيام ببعض الأعمال البيتية كالطبخ ورعاية الأخوة والأخوات الصغر سنا ، وذلك من أجل أن تتمرس بالتدريج على تحمل الواجبات والمسؤوليات العملية في الحياة ،حيث إن هذه الطريقة تحمل تأثيرات إيجابية كبيرة جدا في تنمية قابليات الفتاة وإكتسابها للمهارات الضرورية التي تحتاجها مستقبلا .
فأحيانا نجد الأمهات يتصورن خطأ أنه يجب إشغال الفتاة بالأعمال الهامشية الروتينية ومنعها من القيام بالأعمال الأخرى المهمة كطهي الطعام وما الى ذلك ، خوفا من أن تلحق بالأسرة اضرارا مادية . في حين إن تعلم مثل هذه الأعمال يعد ضرورة لا غنى للفتاة عنها في حياتها الزوجية في المستقبل من الزمن .
ولا بد أن نسجل هنا إستثناء بخصوص عمل الفتاة في هذه السن وهو وجوب عدم الإثقال على الفتاة بكثرة الأعمال والواجبات البيتية الى الدرجة التي تأخذ كل وقتها ، وترهقها وتخلق لديها من جهة طابعا سلبيا عن المسؤوليات التي تنتظرها في المستقبل ، ومن جهة أخرى تحول بينها وبين التمتع بملذات سن الشباب ، بل يجب الأخذ بنظر الإعتبار ، عند تكليفها بالأعمال والواجبات راحتها وعدم إجهادها كثيرا ، وكذلك إعطائها وقتا كافيا للتفرغ الى نفسها وممارسة هواياتها اليومية .



التدريب على الإستقلال


يجب على أولياء الأمور أن يخففوا من وصايتهم على الفتاة في سني المراهقة بالتدريج ، وأن يتعاملوا معها بالشكل الذي يتيح لها المجال كي تنمو وتتطور شيئا فشيئا بالإعتماد على نفسها بعيدا عن أوامر وتوجيهات الأوبين . إن الفتاة في هذه السن هي في مرحلة الفطام النفسي ، الذي يستتبعه الإستقلال الذاتي ، ويوجب أن تتحول فيها سلطة الوالدين المباشرة الى سلطة ظل وتوجيه غير مباشرين .
ومن المهم جدا العمل على إعداد الفتاة لكي تستقل بشؤونها بالتدريج بشكل كامل ، حيث أنه ليس من الصحيح أن تبقى متعلقة بالوالدين كالأطفال أو تنتظر أن يحلا لها جميع مشاكلها ويستجيبا لكل ما تريده وتطلبه .
وطبيعي أنه يجب على أولياء الأمور ، وهم يعملون على تنمية إستقلال فتياتهم وتشجيع إعتمادهن على أنفسهن ، أن يشرفوا على أوضاعهن بشكل غير مباشر ليعرفوا بمن يلتقين خارج إطار الأسرة ، ومن يعاشرن ، وما هي نوع العلاقات والروابط التر تربطهن بالآخرين ، ويراقبوا سلوكهن وتصرفاتهن في المجتمع ، خصوصا نوع العلاقات العاطفية التي يمكن أن تربطهن بالأقران والمعلمات .
وهناك بعض المشكلات يمكن أن تعترض سبيل تنمية إستقلال التفيات يجب معرفتها والعمل على تذليلها ، ومنها التعلقات العاطفية الشديدة بين الأولياء والبنات ، التي تمد بجذورها لسنوات الطفولة ، والجهل بما يدور داخل الفتاة من ميول وإنفعالات تنعكس على سلوكها وتصرفاتها رغم حرصها على إخفائها ، وبساطة البنت وسرعة تصديقها الأمر الذي يمكن أن يعرضها لمخاطر النصب والإحتيال و ...


معالجة المعضلات


هناك الكثير من المشاكل والصعوبات التي تعترض سبل نمو وإستقلال ونضوج الفتيات يتطلب العمل على تذليلها وحلها مزيدا من الوعي والتحمل . وبإمكان الأولياء ، خصوصا الأمهات ، الذين يتطلعون لخير وسعادة بناتهم ، ان يتواصلوا معهن بالإرشاد والتوجيه وغبداء العون والمساعدة على تجاوز مثل هذه المعضلات بنجاح . وذلك بحاجة الى جد ومثابرة وسعة صدر .
تتاح في بعض الحالات داخل الأسرة فرص مناسبة ينبغي إستغلالها للحديث مع الأبناء ، بما فيهم البنات حول شؤون الحياة ومشاكلها وكيفية التعامل معها من خلال شرح حيثياتها وملابساتها ، وبالتالي تزويدهم بخبرات عن طرق وكيفية التعامل مع معضلات الحياة وصعوباتها ، وإفهامهم بأنه يجب عليهم من الآن فصاعدا الإعتماد على أنفسهم في إدارة شؤونهم وحل مشاكلهم .
إن الصدمات النفسية ، التي يمكن أن تتعرض لها الفتيات في هذه السن أو في مراحل لاحقة منحياتهن ، لو بحثنا عن أسبابها فإننا سنجدها في غالب الأحوال تعود الى قلةالخبرة وعدم إكتسبا المهارات اللازمةفي التعامل مع مشكلات الحياة وصعوباتها ، لأنهن كن ببساطة فتيات عاطلات في البيت دون أي نشاط أو فعالية عملية ، وكانت الأمهات هن اللاتي يقضين حاداتهن ويتصرفن في شؤونهن على الدوام ، ولم يكن ليخطر في بال الأمهات بأن فتياتهن لابد أن يستعدن عمليا للعب دور الزوجة والأم وإدارة شؤون الأسرة في المستقبل من حياتهن الإجتماعية.
الإعداد للزواج


قد يعتبر بعض أولياء الأمور الحديث عن الزواج في هذه المرحلة من العمر سابقا لأوانه ، وينزعجون من سماعه أو التداول حوله ، في حين إن مثل هذا


التصور ـ كما نعتقد ـ خاطئ بالمرة وليس في محله ، فالملاحظ إن بعض الفتيات ، في سني 14 و 15 و16 عاما ، تحصل لديهن ميول وتصرفات جنسية منحرفة بما يدل على أنهذه المسالة ليست سابقة لأوانها ومن هنا فإن التفكير بتزويج الفتاة في هذه السن وإعدادها نفسيا لقبوله ضرورة لا غنى عنها وتزداد أهمية ذلك إذا عرفنا إن الإسلام يعتبر «من سعادة المرء أن لا تطمث إبنته في بيته» (1).
ولا ننسى أن نشير في هذا المجال أيضا الى نقطتين هامتين وهما أولا إن الفتيات في هذه السن ، رغم مايتمتعن به نمو عضوي ونفسي ، غلا انهن لسن في وضع يسمح لهن بإنتخاب الزوج المناسب لوحدهن بسهولة ، أعني أنهن لم يبلغن النضج الفكري في هذا المجال تماما ، ولابد أن يكون غلى جنبهن من يرشدهن ويساعدهن على إتخاذ القرار الذي يصب في مصلحتهن ، وثانيا إن سن التأهل للزواج هوسن بلوغ الحيض ...
وأحيانا يحصل فاصل بين الإثنين ، ويوصف ذلك يفترةتأخر البلوغ .
قثد تتزوج الفتاة من دون أن يحصل لديها حمل . لذا فإن النضوج الجنسي شيء جد مهم في أمر الزواج والحمل .
إن المشكلة التي تواجه فتياتنا في هذا المجال هي طول مرحلة الدراسة في عصرنا الحاضر ، وإزدياد تعلقهن العاطفي بالوالدين ، الأمر الذي يؤدي الى تأخر زواجهن ، ويفترض عليهن تحمل كثير من المعاناة والحرمان الجنسي . وتزداد هذه المشكلة تفاقما في الحالات التي لا يلتفت فيها الأولياء لحاجة الفتاة للزواج ، ولا تجد الأخيرة فرصة مناسبة لمفاتحتهم والتعبير عن رغبتها .

(1) النبي (ص) عن كتاب مكارم الأخلاق .


الإقتداء بالوالدين


إن أفضل أسلوب في التربية هو إسلوب الإقتداء . فالوالدان والمربون يجب أن يكونوا قدوة للفتيات في المعايير والمسائل السلوكية التي يدعونهن غلى الالتزام بها في حياتهن . والواقع هو أن الفتيات المراهقات ينظرن للحيان في هذه السن وكأنها نهر متلاطم الأمواج يصعب العبور منه الى الضفة الأخرى بنجاح ، ولعل واحدا من الأسباب النفسية التي تدفع بعض الفتايت الى الإنتحار أو التفكير به هو شعورهن بالعجز عن مواصلة الحياة ومواجهة مشاكلها وصعوباتها بشجاعة وإقتدار .
وهكذا فإنهن بحاجة الى من يوجههن ويعينهن على مواجهة مجريات الحياة . فقد لا يسمح لهن غرورهن وإعتدادهن بأنفسهن طلب العون والمساعدة من الآخرين ، وحتى من الوالدين ، وهو ما يفرض على أولياء الأمور والمربين أن يبادروا بأنفسهم الى عرض خدماتهم ومساعداتهم لهن دون إنتظار أن يطلبن ذلك مهم بأنفسهن ، وإن يشجعونهن على خوض غمار الحياة بشجاعة وتفاؤل خال من الخوف والوجل .
التوجيه وليس الفرض


قلنا فيما مر من البحث إن شروط التربية تتغير في سني المراهقة خصوصا في المرحلة التر تلي البلوغ الجنسي . فمن الخطأ بعد الآن أن يعتبر الأولياء فتياتهم صغيرات ويتعاملون معهن إنطلاقا من مثل هذا التصور ، فيركزون جل إهتماماتهم على توجيه الأوامر والنواهي لهن ومراقبتهن فيما إذا كن يلتزمن بها أم لا .


لابد من معرفة إن الفتيات في هذه السن لم يعدن تلك الفتيات الصغيرات اللاتي كنيخضعن في مرحلة الطفولة لأوامر ونواهي الوالدين دون أي نقاش أو إبداء للرأي . فهن الآن يعتبرن أنفسهن قد كبرن ولهن الحق في أن يبدين آرائهن بشأن جميع شؤونهن وأن يعملن يما يقتنعن به ويرينه معقولا ويصب في صالحهن ، وليس الذي يفرضع عليهن الاخرون بالقوة على شكل أوامر غير قابلة للنقاش ، وهو المر الذي يفرض على الأولياء أن يغيروا إسلوب تعاملهم معهن ويجعلوه منسجما مع أوضاعهن الجديدة ويساعدونهن ويوجهونهن بواسطة الإنفتاح الودي عليهن وبناء علاقات مبنية على الإحترام والتفاهم المتبادل معهن .

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:22 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية