أسرِج قناديل البشارةِ أيّها الكونُ الحزينْ
وابثثْ على الأرواح بعد خِناقها
روحَ النقاءِ معتّقاً بالياسمينْ
إيوانُ جهل العابثين محطّمٌ
تحت الرجالِ اللاهجينْ
بذكر خير الأنبياء محمدٍ
فمحمدٌ أحيا القلوبَ القابعاتِ بلا مدى
وأحلَّ فيها المكرماتِ وقادها
فتوَقّدَتْ بين الحياةِ كواكباً تهبُ الهدى
نورُ النبي مُشَرَّبٌ في العاشقين الوالهينْ
اطردْ خفافيشَ التعاسةِ والإياسْ
إيوانُ ليلِ الجهلِ في هذا الزمانِ
مُهدَّمٌ تحت الحفاةْ
وتيَمّموا حبَّ الرسولِ من الترابْ
ما همُّهمْ ذاكَ التيّممُ فوق لذّاتِ الطحينْ
من بعد أنْ لبسوا الدروعَ نبيّهمْ
وتمازجتْ أخلاقهُ بخلاقهمْ
وتلَوَّنتْ أفاقهم من صفوهِ ونباتهِ
عبروا على اليمِّ المُلَغَّمِ بالوَقودِ وبالجحودْ
لكنّهُ من بردهمْ ويقينهمْ
سكَنَ التَّزَمْجرُ والتموّجُ بالبحارْ
واليمُّ أصبح يابساً للطيبين الصالحينْ
اليَمُّ يلثمُ بالفخار بقايا أقدام الحشود
حشْدٌ تبرَّكَ بالنبي الهاشميْ
فبُوركتْ أنفاسُهُ
من سيّدٍ نحَتَ انتصار الرافدينْ
وبالنبيِّ أساسُهُ
ذكرُ النبيُّ الهاشميُّ محمدٍ
لا ينتهي إيناسُهُ
ملَّ العصاةُ خيالهُ في كلِّ حينْ
فنما النفاقُ وقُطِّعَ الحبلُ المتينْ
أَسْرِجْ قناديل التهَلُّلِ والسعودْ
وافرشْ زرابيَّ الجنان بلا حدودْ
حتى يمرَّ الماسكون عقيدةً
تُحيي النفوس بلا مماتْ
عقيدةً أمرَ النبيُّ بأنْ تزينَ عقولنا
لا أنْ تشينْ
اغرس رياحين المودة بعد عهد الإفتراءْ
عادَ الرسولُ وقلبُهُ المُدمى
يسيرُ مع السماءْ
عادَ الرسولُ بمولدٍ
يحيهُ مَنْ عَشِقَ النقاءْ
في كلِّ يومٍ يُشْرقُ المحمود في الأرواح عيدْ
ونُعيدهُ خُلُقاً يكون على العوالم جِيدْ
يزدانُ فينا أنجُماً ونكونُ نورُ الحائرينْ
عادَ الرسولُ إلى المدينةِ والمدينةُ أمّةٌ
ذاقتْ أوارَ تمَزُّقٍ وتحاربٍ وتخلّفٍ
لكنّها وقفتْ مع الأنصار ترقبَ طلْعةً
طلَعَ البدرُ علينا
من ثنيّات الوداعْ
وجبَ الشكر علينا
ما دعا لله داعْ
ووقفنا كُلّما مرَّ على أطيافنا ميلاد طه
ربَّنا قرّبهُ قُرْباً على الأملاك باهى
ومن الفرحة أنشدنا كما أنشد أنصار الأمين:
طلع النورُ ببكّةْ
نورُ خير المرسلينْ
بعث الإيمان فينا
وطهوراً ويقينْ
ذكرهُ للرِّوحِ رَوْحٌ
وارتفاعٌ للجبينْ