العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 836
بمعدل : 0.25 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي مسيرة الأربعين.. بناء مجتمع ورؤية ثاقبة ومرآة ناصعة للبشرية
قديم بتاريخ : 13-09-2022 الساعة : 02:32 PM








شفقنا العراق- لا يمكن النظر الى مسيرة الأربعين في كونها مجرد طقوس عبادية محضة بقدر ما هي بناء مجتمع ورؤية ثاقبة ومرآة ناصعة للبشرية إذ تتجلى مفاهيم التكامل والتضامن وغيرهما من المفاهيم الأخلاقية ليس على الصعيد الفردي والأسري بل على الصعيد المجتمعي.
لقد أثبتت تلك الملايين في توجهها الصادق صدق المقولة الشهيرة(الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء)، وهي عبارة حبّ وعاطفة أطلقها عشاق ومحبو الإمام الحسين () فقد كانت المسيرة الإسلامية بعد استشهاد أمير المؤمنين()قد اتخذت طابعا وراثيا وانحرفت عن مبادئها التي أراد لها الله سبحانه تعالى، وتوالى على رقاب المسلمين أراذل الخلق وأشرارهم، بيد أن الإمام الحسين () بخروجه وثورته المباركة أثبت حيوية الإسلام وتصديه للظلم ورفضه للطاغوت، ولعل خروجه() في الثامن من ذي الحجة وخلعه ثياب الإحرام للتوجه الى الجهاد ونصرة الحق أبلغ دلالة على أهمية النهج الحسيني فالحسين في ثورته أصرّ على القيم المحمدية في حين أصرّ أعداء الإسلام على النهج الطاغوتي.
التنوع والتعدد بزيارة الإمام الحسين

وقد تفردت زيارة الإمام الحسين () بالتنوع والتعدد والكثرة التي لا شبيه لها مقارنة بزيارات المعصومين() جميعاً، بالإضافة الى الزيارات الموسمية التي يصل عدد الوافدين فيها الى الملايين مثل زيارة عاشوراء وزيارة الأربعين وزيارة الأول من رجب وزيارة النصف من رجب وزيارة النصف من شعبان وزيارة ليالي القدر في شهر رمضان وزيارة عيد الفطر وزيارة عرفة وزيارة عيد الأضحى فضلاً عن الزيارات العامة.
ولعل لزيارة الأربعين خصوصية في كثرة الوافدين من مختلف بقاع العالم لذا ينظر المراقبون الدوليون الى هذا المهرجان العبادي الروحي التعبوي على وجل وخوف؛ لأن هذه الوفود والقدرة في التعبئة المليونية والسنوية لا تمتلكها أي دولة عظمى ولا وسطى ولا أخرى ولا الإسلامية، بل حتى النظم الشيعية لا تمتلك هذه القدرة، وإنما الذي يمتلك هذه القدرة والوميض والمحرك هو الإمام الحسين() بشكل طوعي بلا ترغيب ولا ترهيب بل فيه التضحية بالنفس والمال لاسيما والزائرون المشاة في تحدٍّ خطير تجاه الإرهاب الحاقد الأعمى البغيض.
فالإمام الحسين() الذي استشهد قبل أكثر من أربعة عشر قرناً ما زال مسيطراً على النظم البشرية والمجتمع البشري أقوى من سيطرة أي نظام في العالم إذ يخرج زمام الأمر من يد الدولة، ويكون بيد الحسين()، وهو ما قاله بعض المسؤولين من أنّ الحسين() يحكم العراق خلال زيارة الأربعين، ولو أُطلق الفضاء للشعوب الأخرى لرأيناهم ينجذبون وينقادون للحسين وما تمليه مبادئ الحسين وقيمه والجو التربوي لسيد الشهداء ولعاشت البشرية في الجنان؛ لأنّ الحسين () يقود القلوب الى الصفاء، وليست البشرية وحدها تنقاد له بل حتى الملائكة فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((… وليس من ملك ولا نبي في السماوات ولا في الأرض إلا ويسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين () ففوج ينزل وفوج يعرج)).
ولعل أبرز ما يظهر العظمة والجلال في الشعائر الحسينية بعدان هما:
1- البعد العقائدي: ذلك لأن الشعائر الحسينية محمدية متصلة بسيد النبيين لقوله ( وسلم): (حسين مني وأنا من حسين أحبّ الله من أحب حسيناً)، والاتصال بالرسول منطق قرآني إذ يقول الله تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وبذا تكون الشعائر الحسينية محمدية إلهية، وتمثل فعلاً استراتيجياً يهدف الى توحيد القلوب في سياق عولمة توحيد الله. قال تعالى: ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) .
2- البعد العاطفي أو الوجداني: وهو بعد لا ينفك عن حركة القلب في خط العقل، وهذه الحركة العقلانية هي العقيدة، وهي الحب، قال الإمام الباقر: (وهل الدين إلا الحب وهل الدين إلا الحب، قال الله تعالى «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ» وقال «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله » وقال « يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ»).
مسيرة الأربعين والصفاء الروحي والنوري

ويتجلى هذان البعدان (العقائدي والعاطفي أو الوجداني) في الشعائر الحسينية بالتنقل من الذكر والفكر والحرارة في القلب والمعرفة الى اللهج والدمع والنشيج والنحيب والجزع بلا حدود والتوثب في ساحات (يا ليتنا كنّا معك) وصولاً الى لقاء الله بتاج الشهادة ووسام السعادة.
لا يمكن النظر الى مسيرة الأربعين في كونها مجرد طقوس عبادية محضة بقدر ما هي بناء مجتمع ورؤية ثاقبة ومرآة ناصعة للبشرية إذ تتجلى مفاهيم التكامل والتضامن وغيرهما من المفاهيم الأخلاقية ليس على الصعيد الفردي والأسري بل على الصعيد المجتمعي كحل الأزمتين: الاقتصادية والأمنية والتمييز العنصري وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي تعاني منها البشرية.
إذ ترى هذا المجتمع الفاضل في مسيرة الأربعين يعيش حالة من الصفاء الروحي والنوري، ويتمنى كل فرد منهم أن يعيش هذه الحالة طول عمره، ونرى المؤمن إذا دخل في معسكر هذه الأجواء للشعائر الحسينية يعيش حياة هذا المجتمع النوري الفاضل بيد أنه إذا رجع الى مدينته أو بيته وتناسى الحسين فبقدر ما نبتعد عن الحسين نبتعد عن هذا النور وعن هذه الجنة والمثالية، وبقدر ما نعيش ونقبل على الحسين نعيش هذه الجنان الحسينية.
أ.م.د خليل خلف بشير/نشرت في الولاية العدد 121-موقع الولاية
————————


من مواضيع : صدى المهدي 0 في ذكرى مولد العقيلة زينب: رسالة المرأة الشجاعة
0 المرأة التي لا تميز في أمور التقليد.. ماذا تفعل؟
0 التعرّف على منزلة الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
0 الجالية المسلمة في الغرب وتحديات استلاب الهوية
0 البلاغة في خطابات السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (ع)
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:59 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية