العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 871
بمعدل : 0.26 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الرضا والتسليم
قديم بتاريخ : 26-05-2023 الساعة : 07:31 AM





ذو القعدة














عَنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام): «إنَّ العبادةَ على سبعينَ وجهاً؛ فتسعةٌ وستّونَ منها في الرضا والتسليمِ للهِ عزَّ وجلَّ، ولرسولِه ولأولي الأمرِ صلّى اللهُ عليهم»[1].

مِنَ المفاهيمِ الإيمانيّةِ والتربويّةِ التي زرعَها أهلُ البيتِ (عليهم السلام) في نفوسِ الجماعةِ الصالحةِ مِنْ أتباعِهم وأنصارِهم هو التسليمُ للهِ عزَّ وجلَّ وللرسولِ، ولِما يَرِدُ عنهُم صلواتُ اللهِ عليهم. وهذا التسليمُ يعودُ في جذورِه الأساسِ إلى المعرفةِ بهِم، فالصوابُ -بعدَ المعرفةِ- في اتِّباعِهم، فعَنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام) مخاطباً أحدَ أصحابِه: «يا يونُس، وما عليكَ أنْ لو كانَ في يدِكَ اليمنى دُرَّة، ثمَّ قالَ الناسُ: بَعرة، أو بعرةٌ، وقالَ الناس: دُرَّة، هلْ ينفعُكَ شيئاً؟ فقلتُ: لا. فقال: هكذا أنتَ. يا يونُس، إذا كنتَ على الصوابِ، وكان إمامُكَ عنكَ راضياً، لم يضرَّكَ ما قالَ الناس».

وعَنِ الإمامِ الباقرِ (عليه السلام): «إِنَّمَا كُلِّفَ النَّاسُ ثَلَاثَةً: مَعْرِفَةَ الأَئِمَّةِ، والتَّسْلِيمَ لَهُمْ فِيمَا وَرَدَ عَلَيْهِمْ، والرَّدَّ إِلَيْهِمْ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيه»[2].

وتُبيِّنُ لنا هذه الروايةُ أنَّ الخطوةَ الأولى هي المعرفةُ التي يتبَعُهَا أمران: التسليمُ لما وردَ عنهُم، والرجوعُ إليهم في أيِّ أمرٍ يقعُ الاختلافُ فيه.

ولذا، وردَ التحذيرُ مِنْ مخالفةِ طريقتِهم والعملِ بمنهجِهم في أيِّ أمرٍ يعرُضُ على الناس، فعَنِ الإمامِ الرضا (عليه السلام): «يا ابنَ أبي محمود، إذا أخذَ الناسُ يميناً وشِمالاً، فالزمْ طريقتَنا؛ فإنَّه مَنْ لزِمَنَا لزِمْنَاه، ومَنْ فارَقَنا فارَقْنَاه»[3].

ويترحَّمُ الإمامُ الصادقُ (عليه السلام) على مَنْ يملكُ هذه الصفةَ، ففي الروايةِ عَنْ زيدٍ الشحَّام، عنْ أبي عبدِ اللهِ (عليه السلام) قال: «قلتُ لَه: إِنَّ عِنْدَنَا رَجُلاً يُقَالُ لَه: كُلَيْبٌ، فَلَا يَجِيءُ عَنْكُمْ شَيْءٌ إِلَّا قَالَ: أَنَا أُسَلِّمُ، فَسَمَّيْنَاه: كُلَيْبَ تَسْلِيمٍ. قَالَ: فَتَرَحَّمَ عَلَيْه، ثُمَّ قَالَ: أتَدْرُونَ مَا التَّسْلِيمُ؟ فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: هُوَ واللَّهِ الإِخْبَاتُ، قَوْلُ اللَّه عَزَّ وجَلَّ: ï´؟الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْï´¾[4]»[5].

وهذا التسليمُ هوَ مِنْ قِوامِ هذا الدين، ففي الروايةِ عنْ أبي الجارود، قال: قلتُ لأبي جعفرٍ (عليه السلام): «يَابْنَ رَسُولِ اللَّه، هَلْ تَعْرِفُ مَوَدَّتِي لَكُمْ وانْقِطَاعِي إِلَيْكُمْ ومُوَالاتِي إِيَّاكُمْ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمٌ، قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةً تُجِيبُنِي فِيهَا، فَإِنِّي مَكْفُوفُ الْبَصَرِ، قَلِيلُ الْمَشْيِ، ولَا أَسْتَطِيعُ زِيَارَتَكُمْ كُلَّ حِينٍ، قَالَ: هَاتِ حَاجَتَكَ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِدِينِكَ الَّذِي تَدِينُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ بِه أَنْتَ وأَهْلُ بَيْتِكَ، لأَدِينَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ بِه: قَالَ: إِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ فَقَدْ أَعْظَمْتَ الْمَسْأَلَةَ. واللَّهِ، لأُعْطِيَنَّكَ دِينِي ودِينَ آبَائِيَ الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ بِه: شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّه (صلى الله عليه وآله)، والإِقْرَارَ بِمَا جَاءَ بِه مِنْ عِنْدِ اللَّه، والْوَلَايَةَ لِوَلِيِّنَا، والْبَرَاءَةَ مِنْ عَدُوِّنَا، والتَّسْلِيمَ لأَمْرِنَا، وانْتِظَارَ قَائِمِنَا، والِاجْتِهَادَ والْوَرَع»[6].


«اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضَى، الإمامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، الصِّدّيقِ الشَّهيدِ، صَلاةً كَثيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أوْلِيائِكَ»[7].

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج‏2، ص212.
[2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏1، ص390.
[3] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام‏، ج‏1، ص304.
[4] سورة هود، الآية 23.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏1، ص391.
[6] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص21 – 22.
[7] ابن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، ص309.


من مواضيع : صدى المهدي 0 عمارة العتبة العباسية المقدسة
0 النسيان... العوامل المؤثرة والعلاج
0 حول مفهوم الانثروبولوجيا (علم دراسة الإنسان)
0 جواهر علوية.. "الرزق ليس حكرا على أصحاب العقول"
0 سبب تسابق الخراساني والسفياني إلى الكوفة
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:32 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية