|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,250
|
بمعدل : 0.36 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
يا سيّد الماء (في مولد سيدنا أبي الفضل العباس بن علي ع)
بتاريخ : اليوم الساعة : 08:44 AM
قـــبّــلْ مِـــــدادَكَ ســـعــداً أيّـــهــا الــــورقُ و راقـــص الـشـمـسَ والأقـمـارَ يــا أفُــقُ
وانــشـرْ جـنـاحَـك يـــا طـيـرَ الـهـدى فـرَحـاً وضُـعْ كـما لـم تـكن قـد ضُـعْتَ يـا عَـبَقُ
واستمهلي الشمسَ يا بسماتِ فرحتِنا يُغني عن الشمسِ في بسماتِنا الألَقُ !
إنَّ الــــوفـــاءَ بــــهـــذا الــــيـــوم مــــولـــدُه فــيـفـرح الــفـجـرُ، والإصــبـاحُ، والـغـسَـقُ
أبـــو الـفـضـيلةِ والـفـضـلِ الـــذي رُزِقــتْ بـــــه الـفـضـائـلُ فـانـحـلّـتْ لــهــا الــحَـلَـقُ
عـــشــيــرةٌ جـــلُّــهــا الأقـــمـــارُ، إنْ قـــمـــرٌ يــنـمـازُ فــيـهـا، و وسْــــطَ الــنــورِ يــأتـلـقُ
فــتـلـك مــرتـبـةٌ فــــي الــحُـسـنِ بــاسـقـةٌ الـخَـلْـقُ يـسـطـعُ حُـسْـنـاً فـيـهـا، والـخُـلُقُ
عــبّـاسُـنـا قـــمــرٌ، لـــــو قـــــد بـــــدا قــمــرٌ فــــي جــنـبِـه، فَــلَـمـا مــالـتْ لـــه الـعُـنُـقُ
كــــــلُّ الــمــكـارمِ قـــــد أمّـــــتْ سـفـيـنـتَـهُ تــخـشـى إذا انــتـبـذتْ يـجـتـاحُـها الــغــرَقُ
يـــا كـافـلَ الـشـمسِ، مــذْ فـارقـتَ قـبّـتَها غـابـتْ سـريـعاً، وغـطّـى وجـهَها الـشفقُ
فـارقـتَ زيـنـبَ، لـولا الـدينُ مـا غَـمضتْ عــيــنــاكَ عــنــهـا. ومـــــا الأرواحُ تــفــتـرقُ
يــــا ذا الـكـفـيـلُ الــــذي كـــادت مــروءتُـه تُـحـيـيـهِ إذ أمــسـتْ الـصـرخـاتُ تـنـطـلقُ
واللهِ لــــولا الــــردى مــــا قـلـقـلـوا وتَـــداً مــــــن الــخــيــامِ ولا كـــانـــت ســتــحـتـرقُ
لـــكـــنْ مــشــيـئـةُ حــــــقٍّ جـــــلَّ مُــبـرِمُـهـا ســــــرُّ الــتــفــوّقِ بـالـتـسـلـيـمِ مُــلــتـصِـقُ
نــحـارُ فــيـك، أبــا الـفـضلِ الــذي فَـرَقـتْ مــنـه الـجـيـوشُ، وهــانـتْ عـنـده الـفِـرقُ
تـــأتــي الـــفــراتَ بــثــغـرٍ دكّــــهُ عــطَــشٌ فــلــم تــذقْــهُ، وعــــذبُ الــمــاءِ يـأتـلـقُ !!
لأنّ ســـبـــطَ رســــــولِ الله فــــــي ظـــمــأٍ والــشـاربُ الـمـاءَ قـبـلَ الـسـبطِ مُـخـتلِقُ
هــــــــذا الــــوفــــاءُ بـــعــبّــاسٍ كــخــافــقِـهِ غــذّاه، حـتـى انـتهى مـن صـدرِه الـرَمقُ
وقـــــد تــخــلّـدَ بــيــن الــنــاس يـصـحـبُـهم يـفـنـى الــزمـانُ، ويـبـقـى ذكْـــرُه الـعـبِـقُ
يـــا ســيّـدَ الــمـاءِ، لـــو قـــدْ ذُقـــتَ بــاردَه مــا كـنـتَ أنــتَ، ولا كـنتَ الـذي عَـشِقوا
هـيـهاتَ يــا ابــنَ أمـيـرِ الـمـؤمنينَ، ومَـنْ كـــفّــاهُ مُـــــذْ خُــلِـقـا والــفـضـلُ يــنـدفِـقُ
نــهــرُ الــفــراتِ، وإنْ لــــم تُــسْـقَـه فـلـقـد ســقــيـتَ مـــــاءَه فــضْــلاً نــبـعُـه غَــــدَقُ
يـا مـالئَ الـجودِ لـلعطشى، فـمُذ سُكِبتْ لـم يـعطشِ الـدمعُ في الآماقِ، والحُرَقُ
كــــم ذا تــفـجّـرَ مــــن نــهــرٍ إذِ انـسـكـبتْ فــــــــذا إبـــــــاءٌ، وذا هـــــــدْيٌ، وذا ألَـــــــقُ
جــعــلـتَ جـــــودَكَ يـــــا عـــبّــاسُ قــافـيـةً لــلــمـاءِ، إنْ ذُكِـــــرتْ فــالــوابـلُ الـــغَــدِقُ
أمَّ الـبـنـيـنَ، ولــــو مــــا كــــان مِــــن وَلَـــدٍ إلّا أبــــــو الــفــضـلِ، فـالـعـلـيـاءُ والــبــلَـقُ
فـــكــيــف والــنُــجُــمُ الأبـــطـــالُ إخـــوتُـــه فــــذا الــمـقـامُ الــــذي هــيـهـات يُـلـتَـحـقُ
لــو قــد أردتُ سـريـعَ الـشِّـعرِ لانـدفـعتْ خــيـلُ الـقـريـضِ مـــن الأضـــلاعِ تـنـعـتقُ
لــكــنْ أنــقّــبُ عــــن مــعـنـىً يــلـيـقُ بــــه وســـوف يـعـجـزُ حــتـى الـشـاعرُ الـحـذِقُ
طــفـقـتُ أنــظــرُ نــحــو الــطــفِّ أســألُــه بــعــضَ الــبـلاغـةِ، عـــلَّ الـشـعـرَ يـنـفـتقُ
فـعـانـق الــطـفُّ، كـــلُّ الـطـفِّ، قـافـيتي أنّـــى نــظـرتُ فــقـد حــارتْ بــيَ الـحَـدَقُ
كـــلُّ الـبـقـاعِ أتـــتْ لـلـشـعرِ، وازدحــمـتْ تـــــروي مــعــاجـزَ مَــــن إبــطــاؤُه سَــبَــقُ
الـنـهـرُ طــأطـأ، والـشـطآن قــد سـجـدتْ والإنــسُ والـجـنُّ والأمــلاكُ قــد شَـهَـقوا
فـــــمــــا رأَوْه أعـــاجـــيـــبٌ بــــــــلا عــــــــددٍ ولــيـس مـــن عَــجـبٍ لــو أنـهـم صُـعِـقوا
أمّــــــا الــشـجـاعـةُ: فــالـعـبّـاسُ ســيّــدُهـا وغـــمــدُ ســيــفِـه: فــالأحــشـاءُ والــعُــنُـقُ
مــع كــلِّ بــرقٍ بــدا مــن سـيـفِه هـطلتْ لـــــه الـــرقــابُ، وصــــار الــكـفـرُ يــحـتـرقُ
كــــأنّـــه الـــجــيــشُ لا فـــــــرداً يــفــرّقُــهـم لا الـسيفَ لـكنْ لـهيبَ الشمسِ يمتشقُ
تـــلــك الــفـضـائـلُ لا أســـفــارَ تـجـمـعُـهـا يــجـري الــمـدادُ وإنْ قـــد أُتــخِـمَ الـــورقُ!
أرِقــــتُ أعــجــبُ مـــن مـــاءٍ أريـــقَ، ومـــا أُريـــقَ مـــن مُــقـلٍ فــيـه، ومَـــن رَشَــقـوا
لــــــو أنـــهـــم عــلــمـوا أنّ الـــدمــاءَ لـــهــا مـا لـيس لـلسيفِ مـن نـصرٍ لـما حَـمِقوا
لــكــنْ أُمِــــدَّ لــهــم فــــي غـيِّـهـم، ولــقـد تـوهّموا الـنصرَ في الوقتِ الذي مُحِقوا
أرِقــــــــتُ أنــــقـــشُ لــلــعــبّـاسِ قـــافــيــةً تـحـلـو الـقـوافـي لـــه، والـنـقـشُ، والأرَقُ
نـــجــدّدُ الـــــروحَ بــالــذكـرِ الـــشــذيِّ لــــه والــروحُ ثــوبٌ، بــلا خـيـطِ الـهـدى، خَـلِـقُ
والــــقـــاف تــســعــدُ إذْ غــنَّــتــهُ قــافــيــةً والــبــحـرُ بَــسْــطٌ، فــــلا رهْــــوٌ، ولا قَــلِــقُ
قــبـل الـقـصـيدةِ فـالـقـرطاسُ مــن وَرَقٍ وبـــعــدَ ذِكـــــرِكَ يـــــا عـــبّــاسُ فـــالــوَرِقُ
يــــــا مَـــــن وَثِـــقــتَ بــعــبّـاسٍ لــمـسـألـةٍ فــأنـتَ مــثـلُ الـــذي بـالـمُـصطفى يـثِـقُ
بــــــــابُ الـــحــوائــجِ، لايـــنــفــكُّ يــبــذلُــهـا فــــدأبُـــه الـــفــتــحُ والأبـــــــوابُ تــنــغـلِـقُ
يــــا ســيّـدي طـلـبـي أن لا يُـــرى طـلـبـي فـــأنـــتَ تـــــدري و دأبُ الـــمــرءِ يــنــزلـقُ
تــسـبـيـحُ ربّـــــي وحــبّــي لــلأُلــى نَــسَــقٌ فــــرْدٌ، وبــلـسـمُ روحــــي ذلــــك الــنَّـسَـقُ
مرتضى الشراري العاملي
|
|
|
|
|