|
|
عضو فضي
|
|
رقم العضوية : 82198
|
|
الإنتساب : Aug 2015
|
|
المشاركات : 1,691
|
|
بمعدل : 0.45 يوميا
|
|
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
قوله (عليه السلام): ((لَمْ تَجِفَّ لطُول المُنَاجَاةِ أَسَلاتُ أَلسنتهم))
بتاريخ : يوم أمس الساعة : 09:34 AM
أثر نهج البلاغة في اللغة والادب
من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((لَمْ تَجِفَّ لطُول المُنَاجَاةِ أَسَلاتُ أَلسنتهم))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من اصطُفي من الخلق، وانتُجب من الورى، محمد وآله أُلي الفضل والنُّهى. وبعد:
قولُ ابنِ منظور فـي بيانِ معنى(أسَلَــة): «وفِي كَلَامِ عَلِيٍّ: لَمْ تَجِفَّ لطُول المُنَاجَاةِ أَسَلاتُ أَلسنتهم؛ هي جَمْعُ أَسَلَة وهِيَ طَرَف اللِّسَانِ»([1]).
إِذ قَدَّمَ الإِمامُ(عليه السَّلام) قَوله(لطُـولِ الـمُنَاجَاةِ)علَى الفَاعلِ(أَسلاَتُ ألسنَتِهمْ)، فقولــه(لِطُولِ الـمُنَاجَاةِ) معناه هنا «عدمُ عروضِ الفُتورِ والكَلالِ عليهم في مُنَاجَاتِهم كمَا يعرضُ علينا وتجفُّ ألسنتُنا بِسببِ طُولِ المُناجاةِ»([2])، جَاءَ التَّقديمُ ليُبيِّنَ لنَا عدمَ جَفافِ الألسنةِ معَ طولِ المناجاةِ، فَلو لمْ يُقدِّمْ(لطولِ المُناجاةِ) لحصلَ لَبْسٌ وتَوَهُّمٌ، بأنَّ أسَلاتِ ألسنتِهم قد جفَّتْ؛ لطولِ المُناجاةِ، أو لأنَّ المُناجاةَ كَانت قصيرةً، فأتَى بالتَّقديمِ احتِرَاسًا مِن أَنْ يُفهمَ ذلكَ.
ويَكشفُ لنَا السِّيَاقُ معنًى آخر، هو علَّةُ عَدمِ الجَفافِ، لأنَّ طُولَ الكَلامِ عادةً يُسبِّبُ جَفافَ أسلاتِ الألسنِ، إلَّا أَنَّ هَذا الكلامَ -المناجاة- يُرطِّبُ اللِّسانَ، وكأَنَّ التَّقديمَ هنَا جَاءَ للعنايةِ والاهتمامِ لمَا فِيها مِن بُعدٍ جماليّ([3]). 2ـ تقديمُ المَفعولِ بهِ علَى الفَاعلِ: إنَّ سياقَ الجُملةِ الفعليَّةِ المَألوفة هو أنْ تأتيَ بِالفعلِ والفاعلِ والمفعولِ به(إنْ كانَ الفعلُ متعدِّيًا) على التَّرتيبِ، فَإذا خَالفتِ الجُملةُ هذا النِّظامَ أعطتْ معنًى جديدًا، ومن ذَلكَ تَقديمُ المفعولِ بهِ علَى فَاعِلهِ)([4]). الهوامش:
([1] ) لسان العرب(اسل): 11/15.
([2] ) منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، للخوئي: 6/392.
([3] ) ينظر: الخطاب في نهج البلاغةِ، إيمان عبد الحسن(رسالة ماجستير): 76.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: مرويات الامام علي عليه السلام في لسان العرب: سعيد عكاب عبد العالي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 161.
| |
|
|
|
|
|