[عاشق الزهراء]

هناك أدلة تثبت بأن التوتر له دور مهم في زيادة ضربات القلب وخفض المناعة، وزيادة الكيميائيات الضارة المحفزة للالتهابات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، هل من الممكن ان يسبب التوتر الزيادة في معدل الكوليسترول الضار في الدم؟
واستنادا الى دراسة نشرت في مجلة الصحة النفسية من قبل منظمة الاطباء النفسيين الاميركيين، فان ذلك الافتراض صحيح. فقد كشفت الدراسة على ان التوتر يسبب للبعض الزيادة في معدل ترسب الدهون. وقد أشار البروفيسور اندروستبتومن جامعة كلية لندن بأن الدراسة أثبتت بما لا يدعوللشك ان فترات القلق القصيرة تسبب التغيير في معدلات الكوليسترول لدى البعض. وأضاف قائلا يبدوا بأن ردة فعل جسم الشخص للتوتر هي من احدى الآليات التي تسبب الزيادة في الكوليسترول مع مرور الوقت. وقد اثبت ذلك عن طريق تتبع قراءات المتوترين المشاركين في هذه الدراسة، فبعد ثلاث سنوات، وجد أن معدل الكوليسترول في الدم قد ارتفع عند جميع المتوترين. ولكن وجد بأن البعض ممن زاد التوتر لديهم بمعدل اكثر قد ارتبط ذلك طرديا مع زيادة معدل الكوليسترول في الدم. كما لاحظ الباحثون تساوي هذا التأثير في الجنسين (الرجل والمرأة) على حد سواء.
وقد فسر الدكتور سبب ارتفاع الكوليسترول نتيجة للتعرض للتوتر ، قائلا احد الاسباب هي ان التوتر يشجع الجسم على انتاج مزيد من الطاقة على هيئة احماض امينية وغلوكوز. مما يتطلب افراز المزيد من دهون ال Ldl من الكبد، وهي الدهون الرئيسيه الحامله على زيادة معدلات الكوليسترول. كما يمكن ان يرجع السبب الى تدخل التوتر في آلية التخلص من الدهون، أوالى تسبب التوتر في افراز الجسم لمواد كيميائية ضارة تسهم في زيادة تكوين الدهون.


التوتر قبل العملية
من الطبيعي ان يبدأ الجسم في عملية التئام وترميم الجروح بسرعة وفور حدوثها. ولكن العلماء وجدوا ان التوتر والخوف من العملية يسبب انخفاضا في النشاط الترميمي والبنائي لعملية التئام الجروح، مما يترتب علية فترة نقاهة طويلة ومؤلمة.
حيث اكد الدكتور كيث بيتري من جامعة اوكلاند في نيوزيلاندا، في الدراسة التي نشرت في دورية الطب النفس جسدي، بأن المرضى ممن كانوا قلقين وخائفين من العملية قد صاحبتهم مشاكل وآلام بشكل اكثر وبفترة أطول لشفاء والتئام الجروح. وقد اقترحت الدراسة تصميم آلية يتم فيها التقليل من خوف وتوتر المريض قبل العملية. وذلك لأنها وكما أثبتت الدراسات السابقة، تعمل على تقصير مدة بقاء المريض في المستشفى، بالاضافة الى ما تثبته هذه الدراسة من دورها في التقليل من تعقيدات ما بعد العملية ومدة التئام الجروح.
ومن خلال قياس كمية البروتين (انترلوكين-1) والانزيم المحفز على البناء في سوائل الجرح، تم قياس مدى التئام الجرح لدى المرضى بعد العملية وخلال فترة النقاهة. وقد لوحظ ان المرضى ممن أدلوا عن توترهم من العملية قد صاحبتهم معدلات اقل من هذا البروتين والانزيم. وتعد هذه الدراسة هي أول دراسة اكلينيكية تربط بين مدى التئام الجروح والتوتر.

تأثيره على الدماغ
من خلال توظيف فحص التصوير بالرنين المغناطيسي Fmri تم الكشف عن تأثير التوتر اليومي على مناطق الدماغ للمرة الاولى. حيث تمت هذه الدراسة في كلية الطب في بنسيلفانيا الاميركية. وستمهد هذه الدراسة الطريق امام تطوير استراتيجيات جديدة لتفادي وتعديل نتائج التوتر المستمر. وفي هذه الدراسة تم اخضاع مجموعة من الاشخاص العاديين لأعباء وأفكار وحل لمشاكل تراودنا يوميا. وفي خلال ذلك تم مراقبة نشاط مناطق الدماغ. كما تم ملاحظة تأثير أحاسيس المشاركين (التوتر، القلق، قلة الحيلة، والعواطف السلبية) على مناطق الدماغ. وتم تحقيق ذلك من خلال تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي Fmri ، كما تم تسجيل ضربات القلب ومعدل هرمونات التوتر.
وتتلخص النتائج المثيرة لهذه الدراسة في ملاحظة ان التوتر يسبب الزيادة في تدفق الدماء الى الجزء العلوي والامامي من الدماغ. وهي المنطقة التي أكدت الدراسات السابقة الى كونها مركزا للقلق والاكتئاب. والمثير أكثر للانتباه هواستمرار هذه الزيادة حتى بعد انتهاء مسبب التوتر، مما يدل على العلاقة المهمة بين التوتر النفسي والمشاعر السلبية (القلق والاكتئاب).
ومن ناحية اخرى فان هذه المنطقة في الدماغ ذات علاقة أيضا بزيادة التركيز والذاكرة القصير والعملية مما يساعد الانسان على التفكير والعمل السريع. وفي هذا قال الباحثون والمهم من هذه الدراسة هوالانتباه الى انه بالرغم من كون التوتر مفيدا لزيادة التركيز، غير ان التوتر على المدى الطويل مضر جدا ويسبب تدهور الصحة النفسية. كما أشار الدكتور جيونجونك وانغ، رئيس فريق البحث، بأن هذه الدراسة تساعد في فهم الاطباء النفسيين التأثيرات السلبية للتوتر في الصحة النفسية.

..وعلى الجهاز المناعي
معروف بأن التوتر يؤثر في الجهاز المناعي. لكن ما هوهذا التأثير بالضبط؟ وعلية قامت الدكتورة سوزان سيغرستورم مستشارة علم النفس، بالاجابة عن هذا السؤال في بحث طويل تضمن مراجعة ل 294 دراسة نشرت في السنوات الثلاث، وبتلخيص آثار التوتر على الجهاز المناعي السابقة بالآتي:
1- التوتر له تأثير قوي جدا في الجهاز المناعي.
2- التوتر القصير المدى: يحسن ويقوي من عمل الجهاز المناعي. وذلك نتيجة لكون نوبات التوتر القصيرة تعمل على تحفيز وتمرين دفاعات الجهاز المناعي.
3- التوتر الدائم أوالطويل الامد: يخفض في قوة وقدرة الجهاز المناعي. فوجد ان كلما زادت فترة التوتر ، لما انخفضت كفاءة الجهاز المناعي، وزادت تفاعلاته السلبية وافرازاته المضرة بالجسم.
4- الجهاز المناعي لدى كبار السن والمرضى هم الاكثر عرضة للتغيرات السلبية عند التوتر.


نزلاء مستشفى الطب النفسي في الكويت
في دراسة استمرت على مدى العام، قام باحثون من أطباء في العلاج النفسي بتحليل وضع المعالجة النفسية للمرضى النزلاء في المستشفى وبدراسة طلبات الاستشارة النفسية لهم. وقد وصل عدد الطلبات الى 263 طلبا خلال السنة الواحدة. و تم في الدراسة فحص العوامل المختلفة لطلبات الاستشارة النفسية في الكويت وتم عليه تحليل هذه الطلبات من حيث سن، وجنس المريض، سبب طلب الاستشارة، التشخيص النفسي، توقيت الطلب، وجود علامات التوتر، والتاريخ النفسي للمريض.
ومن خلال النتائج وجد ان 68% من الطلبات كانت للجنس النسائي، كما وجد تشابه كبير في توقيت طلبات الاستشارة النفسية للمرضى ، حيث ازدادت في اليوم الثالث من دخول المريض للمستشفى. وكباقي الدراسات السابقة وجد بأن الفئة العمرية الاكثر عرضة للمشاكل النفسية هي تلك التي تقع ما بين 21 وال40 سنة. وقد كانت الافكار الانتحارية هي السبب الاكثر شيوعا لطلب الاستشارة النفسية، وقد لوحظ ارتفاع الافكار الانتحارية في الفئة العمرية المتقدمة في السن، حيث وصلت نسبتها الى 42% لمن هم في سن الاربعين، مقارنة بمن هم اصغر سنا. بينما كان اغلب التشخيص النفسي لهؤلاء المرضى هومشاكل تتعلق بعدم التأقلم مع الواقع. وقد استنتج الباحثون ان السبب الاكثر شيوعا للاستشارة النفسية للمرضى النزلاء هي ظهور الافكار الانتحارية، وقد أشاروا الى ضرورة التحويل المبكر للاستشارة النفسية للنزلاء وما له من دور في تقصير مدة بقائهم في المستشفى.

الدكتورة تمنع الشوكولاتة والكولا
والامر الآخر الجدير بالذكر، هي معلومة أفادتني به احدى الطبيبات، حيث أشارت الى ان أول ما تلجا له عند علاج المكتئب هوبمنعه عن تناول الشوكولاتة والمشروبات الغازية كالكوكاكولا. وذلك بسبب احتواء هذه المواد الغذائية على مثيرات أومركبات كيميائية تشبه في تركيبها لمحفزات السيروتونين. وعليه فان تناولها سيؤدي الى الرفع السريع والقصير المدى للمعنويات والطاقة. وبالرغم من كون هذا التأثير جيدا للوهلة الاولى، ولكنه سيئ على المدى الطويل لكون المفعول لا يدوم طويلا. فبعدما يصل الى قمة عطائه فان مفعولة ينتهي سريعا، مما يسبب هبوطا حادا للمعنويات الى معدل اقل مما كانت عليه سابقا. وقد يفسر هذا الامر احساسنا، أحيانا، بحاجه ملحة (الحاجة وليست الرغبة) الى تناول الشوكولاتة وبكثرة وذلك حتى نحافظ على هذا التأثير النفسي الايجابي.
غير ان ما يريد تحقيقه الطبيب النفسي المعالج هوأن يحفز آليات الجسم حتى يتعافى من نفسه، ومن دون الاستعانة بمؤثرات خارجية قصيرة الامد. كما يهدف الى تعليم المصاب بكيفية السيطرة على حالته النفسية. ولذا كان المنع عن هذه الاطعمة ضمانا لعدم ترنح وتغير معنويات مرضاها.

الاستشارة النفسية والعلاج الدوائي (بين الحكومي والخاص)
يجب هنا التذكير، بعدم وجود معالج نفسي أواستشاري نفسي يمتلك عصا سحرية تجعلك تتحسن، ولكن بامكانهما أن يقوما بدور المرشد لك في رحلتك لاستكشاف نفسك، كما قد يلجأ المتخصصون منهم الى طرق لعلاج صحتك النفسية .ويجب هنا تفسير أمر قد يكون مبهم لدى البعض منا. وهوأنه من الممكن الاستعانة بدكتور في الطب النفسي (طبيب للأمراض النفسية) أودكتور في علم النفس (حاصل على دكتوراه في علم نفس) اذا ما كان الهدف هوالاستشارة اوالعلاج النفسي باستخدام الجلسات. وللتعريف فالاستشارة النفسية تتضمن الحوار مع شخص متخصص ومدرب على فن الاستماع. مما يسمح لك بالتعبير عن مشاعرك حتى تبدأ في ايجاد حلولك الخاصة لمشاكلك. وهدف المستشار النفسي هومساعدتك في الوصول الى فهم عمق مشاعرك وأفكارك وسلوكك. وفي مرحلة متقدمة تركز الجلسات على العلاج عن طريق الحوار، لايجاد طرق للتغلب على المشاكل. والتشجيع على النظر بعمق وامعان الى الماضي.
ولكن، في الناحية الاخرى، لا ينصح باللجوء الى الدكتور في علم النفس، لحالات الاضطرابات النفسية الحادة التي تتطلب التدخلات العلاجية الدوائية وغيرها. وذلك لكون الطبيب النفسي هوالوحيد المؤهل في العلاج الجسدي والاكثر اطلاعا ودراية بتأثير هذه العقاقير الفسيولوجي. وكما هومعلوم لدى الاغلبية فلا يوجد حاليا في القطاع الخاص الكويتي الا عيادة واحدة لأخصائي في الطب النفسي، بينما الباقي هم لحاملي الدكتوراه في علم النفس. بالاضافة الى ذلك فمن المفيد العلم بأنه لم يصرح الى الآن، بايواء المرضى النفسيين الا في مستشفى الطب النفسي الحكومي.

الرياضة تقلل تأثير التوتر
دلت آخر الابحاث الى أن ممارسة الرياضة، تساعد في حماية القلب والاوعية الدموية من التغييرات السلبية التي تحدثها ضغوط الحياة. فكلما كنت تمر بمرحلة من الضغوط النفسية والتوتر، فان ذلك يتسبب في افراز جهازك المناعي لمواد كيميائية لها دور في تجلط أوتخثر الدم وتؤثر سلبا في الاوعية الدموية بشكل عام. بيد أن الباحثين في جامعة كلية لندن اثبتوا أن ممارسة الرياضة تحمي القلب والاوعية الدموية من هذا الضرر. فقد قاموا بقياس مستوى هذه المواد الكيميائية الضارة في دم مجموعة كبيرة من المتوترين والواقعين تحت ضغوط شديدة. ولوحظ وجود فرق شاسع عند البعض منهم. فقد وجد ان دماء الرياضيين منهم تحتوي على خمس كمية هذه المواد الكيميائية الضارة مقارنة بالباقي. وعلل ذلك نسبة الى قوة الجهاز العصبي لدى ممارسي الرياضة مما يجعله أكثر تحملا لتأثير التوتر والضغوط، وبالتالي يعمل على تقليل الحمل على الجهاز المناعي ويقلل من افرازاته.

غذاؤك يؤثر على حالتك النفسية
توجد أنواع من الاغذية لها تأثير مباشر على حالتنا النفسية. مما يمكنها العمل على تصحيح بعض الاضطرابات مثل توتر الدورة الشهرية، نوبات الشهية، الارهاق والمزاج وغيرها. وذلك عن طريق ما تحتويه من أحماض أمينيه وفيتامينات وعناصر أخرى نذكر بعضها هنا.


الفستق للحفاظ على ضغط الدم
وجد الباحثون ان أكل حفنة من الفستق تساعد في الحفاظ على ضغط الدم خلال الاوقات العصيبة والمتوترة. وقد تم اثبات ذلك من خلال مقارنة اثر أكل حفنة يد من الفستق يوميا على مجموعة من الخاضعين للضغوط النفسية ومن مقارنتهم بمن لم يتناولوه أبدا. فوجدوا أن تأثير تناول حفنة من الفستق (اونصه ونصف الأونصة) قد ساهم في التقليل من ردة الفعل التي تصاحب التوتر فلم يرتفع ضغط الدم أوتنقبض وتضيق الاوعية الدموية مع زيادة التوتر. ولكن نبه الباحثون بان حفنة الفستق تحتوي على 240 كلوري و10 غرامات من الدهن، مما قد لا يلائم حميات البعض.

هرمون السعادة
وهوحمض أميني (بروتين) يساعد الجسم على تصنيع السيروتونين في الدماغ (هرمون السعادة)، ويوجد في اللوز، الخس، البيض، حبوب الصويا، بذور دوار الشمس، القرع.

أوميغا -3 للاكتئاب
(دهون أوميغا-3) هي أحماض دهنية تساعد في تخفيف الاكتئاب وزيادة النشاط الذهني. وتوجد بشكل كبير في الاسماك الغنية بالزيت مثل السردين والماكريل والسالمون.

أوميغا - 6 لتحسين المزاج
تساعد (دهون أوميغا-6) على تحسين المزاج وتوجد في الفستق السوداني وبذور السمسم.

الألياف لتحسين عملية الهضم
تساعد الالياف على تحسين عملية الهضم. ولكونها بطيئة الاحتراق فانها تسبب استقرار مستوى السكر في الدم. مما يساعد على استقرار المزاج لأن تقلب مستوى السكر في الدم يسبب الاضطرابات المزاجية. وتتواجد في الخضار والفواكه والبقول والحبوب السمراء.

B6 للتخفيف من توترات الدورة الشهرية
(فيتامينb6 ) يفيد هذا الفيتامين بوجه خاص النساء اللواتي يعانين من توترات الدورة الشهرية، فهويساعد على رفع مستوى الدوبامين في الدماغ مما يؤثر بدوره في الحالة النفسية بصورة ايجابية، ويوجد هذا الفيتامين في القرنبيط والملفوف والبروكولي.

الكافيين لزيادة النشاط والتركيز
الكافيين هو مادة منبهة توجد بكثرة في القهوة والشاي وحبوب الكاكاو، فالقليل منها يساعد على زيادة التركيز الذهني واشاعة حالة من النشاط والتيقظ في الجسم والتخلص من هبوط المزاج، لكن يجب أن نحذر من الاكثار لأن لذلك جوانب ادمانية وكثرته تسبب التوتر والتهيج النفسي.