|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 248
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 272
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
قصة قصيرة عن دور المراة في عصر الظهور
بتاريخ : 03-10-2007 الساعة : 02:20 PM
عن مجلة الانتظار الصادرة من مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
قصة قصيرة
المرأة في عصر الظهور
بعد ان انهت آمال كلمتها التي القتها في مؤتمر دعت اليه الأمم المتحدة للبحث عن طبيعة دورالمرأة المعاصرة في المجتمع المدني ، وجدت تلك الفتاة المسلمة الهادئة الملامح والكلمات ترحيبا وتشجيعا من قبل الوفود المشاركة في هذا المحفل الدولي ، لكن عينا مارغريت كانت ترقب تلك الفتاة باهتمام، فقد أعجبها كلام الفتاة وصمّمت على التعرف إليها من باب التعارف ومن باب حب الفضول والمعرفة، لعلها تجد عندها بعض الأجوبة عمّا يدور بخلدها من تساؤلات عن الدين الاسلامي . بعد أن توالت كلمات الوفود المشاركة دعت المشرفة على المؤتمر الوفود الى استراحة قصيرة ، اغتنمت مارغريت هذه الفرصة خاصة عندما شاهدت آمال تجلس منفردة على احدى الموائد تهم بشرب فنجان قهوتها فتقدمت نحوها مبتسمة وبعد ان القت التحية فردّت عليها بتحيّة أجمل منها، فبادرتها مارغريت بالقول:-
-إذا سمحت أن أنضم إليك، فقد أعجبني كلامك و وددت لو أتعرف عليك أكثر . (عدّلت آمال جلستها وأجابت)
-هذا من دواعي سروري فانا أيضاً من الراغبات بالتعرف على بنات جنسي من أنحاء العالم ، على الاقل لغرض التحاور حول امورنا ومشاكلنا وكيف نضع الحلول المناسبة لها ..، تفضلي أجلسي .
-ترحيبك بي ورغبتك بالحوار يشجعني أن اصدقك القول، فإنني بقدر إعجابي بك إلا إنني متعجبة؟
-ولماذا العجب يا مارغريت ؟
ـ لانك امرأة مثقفة متعلمة تجيدين تجميع أفكارك رغم كونك امرأة مسلمة .
ـ ما الغرابة في كوني مثقّفة ومسلمة في نفس الوقت .
ـ لأن الدين الإسلامي عموماً لا يحترم المرأة .
ـ لن انزعج من كلامك ، لو أوضِحت لي على أساس أعتمدتِ في إن الإسلام لا يحترم المرأة .
-أمور كثيرة تشير الى ذلك ، أبسطها الحجاب، و ها أنت تلبسين الحجاب وهو ضد حقوق المرأة ابتسمت آمال وإجابتها بهدوء ـ لكن الحجاب عندكم يا مارغريت قبل أن يكون عندنا. اندهشت مارغريت و تساءلت: كيف يكون عندنا يا آمال أجابتها آمال قائلة :-
ـ الحجاب يعني حجب الشيء، بالتالي لانعتقد أنكم في الغرب تسيرون في الشوارع عراةً بل تلبسون قِطعا من الثياب، الفرق بيننا أنكم ترتدون ثلاث قطع مثلاً ،بينما نضيف نحن قطعة أخرى تغطّي الشعر، وهذه لا أظنّها مشكلة كبيرة بحيث تدعوكم إلى اعتبارها أمراً خطيراً ضد الحرية وحقوق المرأة، بل بالعكس لو تحاورت معنا لأوضحنا لكِ إن لها أثار ايجابية كثيرة.
(هزت مارغريت كتفها مندهشة من هذه إلاجابة ، لكنها صممت أن تواصل الحوار، فقالت :-
- حسناً ياآمال دعينا نتجاوز مسألة الحجاب ، فما هو ردك بتعدّد الزوجات عندكم، أليست فيه إساءة؟ أجابتها آمال :-
- تعدد الزوجات عندكم قبل أن يكون عندنا
هزت مارغريت كتفيها ويديها معا هذه المرة وتساءلت مرة أخرى هذا الأمر عندنا يا آمال، وكيف ذلك؟
- نعم عندكم .. أوليس من الشائع في مجتمعكم الغربية خيانة الزوجة وان للزوج عدة عشيقات؟ أو ليس الأمر هوتعدد زوجات والفرق بيننا وبينكم هو أن ديننا وضع ضوابط معينة لغرض الحفاظ على حقوق المرأة لا تضيع حقوقها، وأيضا كي لا تختلط الأنساب ويكون بمقدور الأبناء معرفة والدهم ووالدتهم وبالتالي فان وضع ضوابط لهذا الأمر فيه احترام للمراة على عكس ما يجري في بلادكم بلا ضوابط وهو بالتالي الإساءة الحقيقية للمراة واستمر الحوار على هذا المنوال وكانت مارغريت تسال وتلك اللبوة المسلمة الشابة آمال تجيبها إجابات هادئة وصريحة ومنطقية ، إلى أن كاد ان يسقط في يد مارغريت، لكن غريزتها الأنثوية دفعها إلى رفض استسلامها أمام منطق آمال الجميل كي تحقق على الأقل نقطة في صالحها، فأضمرت في نفسها أن تسال آمال سؤالاً اعتقدت أنها لن تستطيع الإجابة عليه .
- أصدقك القول ياآمال إن إجابتك كادت أن تفحمني، لذا أسجل لك كل الاحترام لكنني سأسألك سؤالأ مهمأ وهو إنني وجدت عندكم أنه على ما يبدو سيظهر لكم إمام مْتظر أسمه المهدي، و قد قرأت الكثير من القصص الملحمية حول ما يدور قبل ظهوره حروب وقتال وما شابه لكنني لم أجد دورا يذكر للمرأة أوليس هذا إهمالأ للمرأة على الأقل في تلك الفترة القادمة .
تنهّدت آمال قبل ان تجيبها :-
- عزيزتي مارغريت إن مسالة دراستك للأديان عموماً هي مسألة تحسب لك لأنها تسجل على رجاحة عقلك وبالمعرفة وهذه صفة لاتملكها إلا المرأة المثقفة الواعية المفكرة لكن لديك مشكلة شأنك في ذلك شأن الكثيرين من المفكرين والمستشرقين الأجانب هي أنكم تبنون تصورات مسبقة بناء على طريق تفكيركم، مْما يولد عندكم الكثير من الأخطاء وسوء الفهم للمقابل ولأنك سألتِ هنا عن دور المرأة المسلمة في عصر الإمام القائم (عجّل الله تعالى فرجه)، لابد لك ان تعرفي المفهوم الإسلامي لدور المرأة الاساسي سواء في عصر الظهور او غيره من العصور السابقة وهو الانجاب والتربية الصالحة . لكن تفهمي حقيقة أهمية ذلك الدور الذي خصّ الله سبحانه وتعالى المرأة أدعوك لتأمل شجرةٍ طيبة جميلة مثمرة أو لست ستمدحين الفلاح الذي أعد لهذه الشجرة وهي بذرة أرضا طيبة وإذا ما بدأ الغرس النمو أولم يتواصل بالعناية بهذه النبتة سقاية ورعاية حتى وصلت إلى مرحلة إخراج الثمرة . المرأة الذي بدونه دهوا كالفلاح لا يمكن بدونه لنبتة ان تنمو وتطرح ثمرها فالمرأة التي تحصن فرجها كأنها تعد الارض الطيبة كي تنتج وليدا طيبا وتعمل بعد ذلك جاهدة على تنشئة هذا الوليد وتربيته وتعليمة و تطبيبه حتى يصل الى مستوى فيه رضا لله ولعباده . ولكم قول يوكد هذه الحقيقة اولستم تقولون ان وراء كل رجل عظيم إمرة عظيمة . ولابد لكِ إن اطلعت على بعض الشخصيات الايجابية في عصر الامام (عجّل الله تعالى فرجه) من قبيل اليماني والخراساني وشعيب (رضوان الله عليهم) بالله عليك من هو المسؤول عن تنشئة هؤلاء الرجال العظام وإيصالهم إلى هذا المستوى من الإيمان والشجاعة والعقلية الراجحة الم تكن امرأة أحسنت تربيتهم وأنبتت فيهم قوة الإيمان والشجاعة وغيرها من الصفات الحميدة وليست تلك المرأة لا تقل شانا عنهم . وان عدم ذكر مثل هذه الأدوار يعود لسببين الأول أن مثل هذا الدور يدرك عقليا ومنطقيا وبالتالي لا داعي لذكر هذا الدور وهو التربية ، السبب الثاني وهو الأجمل يوضح لك مدى احترام الاسلام للمراة ولدورها، أسالك قبل إن أوضح هذا السبب لوتيسر لك إن تحوزي على كنز، أولست ستحيطينه بعناية وتضعينه في الخزائن خوفاً عليه من تلصص العيون أو من مخاطر السرقة ، على أن وضعه في الخزائن لا ينفي حقيقة وجوده بل انه يدل على مقدار أهميته وقيمته الثمينة . لذلك فان ديننا يحاول إن يتكتم حول المرأة ولا يشير إليها إشارات صريحة ويسمي الأشياء بأسمائها حرصا وخوفا عليها من عيون وتقولات الآخرين الذين قد يمسونها بكلام غير سليم مع انه لاينفي دورها بل يدل على مقدار أهميته بحيث يشير إليه إشارات مفهومة وبسيطة تبين أهميته وبعد إن أوضحت لكِ الدور الأساسي وهو التربية لا يعني ان لا يكون للمرأة أدوار أخرى كثيرة في الأحاديث الواردة عن عصر الظهور ستلاحظين كثرة الفتن والحروب ومن الطبيعي إن يكون للرجل الدور الأساسي في القتال بحكم طبيعته الفسلجية وتكوينه الجسماني، ولكنك لو تمعنت في أحد الأحاديث الذي يشير صراحة إلى إن للمرأة دوراً يّصح أن نطلق عليه دور الإعلامي الذي يبين للآخرين الحق من الباطل، وبالتالي يكون لها دور شديد الأهمية وهو التحريض والحث والتشجيع لنصرة إمامنا (عجّل الله تعالى فرجه)، فالأحاديث تشير إلى أنه تقع الصيحة التي تُخرج العذراء من خدرها فتحث أباها وأخاها على الخروج ، لاحظي أن رمزا لعذراء دليل على الفتاة المسلمة الطاهرة ذات المنبت النظيف وكلمة (تحث) تشير إلى دور المرأة في تبيان الحق من الباطل وبالتالي تشجيع وتحريض الآخرين على نصرة الحق . ولكي تفهمي أهمية هذا الدور أرجوك أن ترجعي إلى قول جميل عندكم وهو( إن المرأة تهزّ المهد بيدها اليمنى وتهز العالم بيدها اليسرى) وهو قول جميل يوضح لك أهمية التربية ودور الأم في التنشئة وفي الكثير من مجريات الأمور، وأتوقف هنا كي أوضح أمرً وهو إن كثرة الحروب في تلك الفترة ستكون لها آثار مدمرة أغلبها ستقع على النساء من جوع وخوف وانتهاك الأعراض وفقدان الأحبة الأولاد ، ومع ذلك تشير الاأحاديث إلى أن النساء لا يستسلمن للوضع،بل تدعو النساء بالويل والثبور على الظالمين أي إنها تفضح دورهم وتشجع الآخرين على مقاومة الظلم ونصر الحق، ولك أن تتخيلي مدى أهمية وعظمة مثل هذا الدور الإعلامي ومدى تأثيره على مجريات الأمور وتصحيح المسارات باتجاه نصرة الإمام (عجّل الله تعالى فرجه)، ولك أن تعلمي بأنه سيكون للإمام القائم عدد معين من الإتباع والمناصرين أصحاب الولاء الحقيقي وسيكونون هم وزراءه وأعوانه وحكامه وولاته وسوف يكون بينهم عدد قد يصل الى 50 امرأة و سيكون للمرأة الدور الكبير في عصر الإمام القائم (عجّل الله تعالى فرجه)، بل لا تستغربي أن تكون في حكومته عدد من الوزيرات من النساء بما يتلاءم مع مؤهلاتهنّ وطبيعتهن، وأخيراًً لا تنسي أن الحرب ستكون لها آثار مدمرة من ناحية الصحة وستخّلف الكثير من الجرحى، ووليس هناك من يجيد فن الطب والتمريض أكثر من النساء اللواتي يتقن الطبابة والتمريض بفضل ما حباهن الله من عاطفة جياشة وعقل راجح وصبر جميل. ولو شئت تحدثتُ عن دور المرأة في عصر الإمام لكن الوقت على ما يبدوقد أدركنا.
أدركت مارغريت إنها عاجزة أن تقاوم مثل هكذا منطق، وما كان لها إلاّ أن تقول:
عزيزتي آمال لا بدّ لي أن أنحني أمام منطقك الجميل واحترامك لنفسك ولدينك ولا بد لي أن أقرّ بأنك فعلاً امرأة مسلمة متميزة بذكائها وفطنتها وثقافتها، وأشكرك من كل قلبي لأنّك أوضحت لي بعض الأمور التي كانت خافية عني.
ابتسمت آمال راضية وأجابتها:
لا تشكريني وحدي، بل الشكر لوالدتي التي أحسنت تربيتي، وأنا أيضاً أتمنى لك الموفقية وعسى أن تتواصل لقاءاتنا.
العبد لله
رافد محمد عباس
_________________
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
www.m-mahdi.com
|
|
|
|
|