لقد كثرت أنظمة الغذاء كثرة عظيمة ؛ فهناك أنظمة للنحافة ، وأنظمة للبدانة ، ونظام بالامتناع عن الملح ، ونظام بترك الخبز ، ونظام بلا لحم ، ونظام بلا ماء ، ونظام نباتي ، ونظام بدون المواد الدسمة ... إلى آخر ما هنالك من أنظمة فيها غرائب وطر ائب .
إن الأنظمة التي توضح للمرضى تكون منطقية ومعقولة يطبقها المحتاجون إليها للحصول على الفائدة المتوخاة ، أما الأنظمة التي توضع اعتباطاً فلا يجوز تطبيقها على ذوي الصحة السليمة بدون استشارة الطبيب والعالم الغذائي المختص بشؤون هذه الأنظمة ، وإلا فهناك أضرار وأخطاء تنشأ عن تناول الأطعمة أو مقادير غذائية لا تصلح لأجسامنا ، ولا تتفق مع حاجاتها الغذائية .
يقول علماء الطب والغذاء : إن بعض الأنظمة الغذائية تتصف بنقص أو زيادة أو عدم توازن مقادير المواد الغذائية ، وهذا مما يسبب أمراضاً خطرة كالسل ، والسكري ، والسرطان .....
نعم إن الجسم يمكن أن يبقى حيّاً وذا مظهر عادي ـ إلى وقت محدود ـ رغم نقص الغذاء أو اختلاله ، ولكنه ـ في النهاية القصيرة أو الطويلة ـ يعاني اضطرابات خطيرة قد تنتهي بنهايات مفجعة . إن رجال العلم يرفعون اليوم أصواتهم قائلين : إن عصرنا الحالي أصبح عصر التغذية السيئة ، ومدنية ( السرعة ) لم تُوجِد للإنسان تغذيته المنشودة التي كان يُبشر بها ( بوغوموليتز ) بأن تكون بحقنة يومية أو بثلاث حبات ( سحرية ) تنقذ البشر من متاعب الأغذية وتكاليفها ، وإضاعة الوقت في صنعها وإعدادها ...
إن هذا ( الحلم ) لم يتحقق ، وإنما صحونا ـ بعد سنوات الحرب القاسية ـ على واقع رهيب من الفوضى والاضطراب واختلال التوازن في شؤون غذائنا مثلما خلفته لنا الحرب من قلق وملل واضطراب في شؤون السياسة والاجتماع والإدارة والاقتصاد في كل مكان من العالم .
لذلك كان من الواجب الرجوع إلى ( علم الغذاء ) نستعين به على تدارك ما نحن فيه ، ومحاولة إنقاذ تغذيتنا من الأسواء التي تحيق بها ، وتهدد صحتنا وصحة الأجيال التي تأتي بعدنا بالهلاك . لنذكر أن المعاجم العلمية تعرف ( علم الغذاء ) بأنه : ( علم القواعد التي يجب اتباعها لحفظ الصحة سليمة ) .
النظام المثالي للغذاء
يقــول علماء الغذاء : إن من السهل جداً أن يطبق الإنسان في طعامه النظام الغذائي المثالي الواضح والبسيط الذي وضعه ( المعهد الوطني للصحة العالمية ) . وهو ينص على ما يلي :
( إن مجموع غذائنا يصنف في ست مجموعات ، وكل غذاء متوازن ينطلق من هذه المجموعات الست ، فللبالغين من أهل المدن ) :
ـ المجموعة الأولى : اللحم : من 3 ـ 4 قطع ( في الأسبوع ) كل قطعة 100 غ
السمك : قطعتان في الأسبوع ، خضراوات جافة مرتين في الأسبوع .
ـ المجموعة الثانية : منتجات الحليب : اللبن من 350 ـ 500 غ يومياً ( مشروباً أو مطبوخاً ) ويمكن استبداله باللبن الرائب . الجبن من قطعة إلى قطعتين ( مرتين في اليوم وخاصة في حالة الطعام بلا لحم ) .
ـ المجموعة الثالثة : مواد دهنية : زبده ( أو سمن ) من 10ـ 30 غ في اليوم . زيت ، أو سمن نباتي ، أو دهن 20ـ30 غ في اليوم .
ـ المجموعة الرابعة : حبوب : خبز من 350 ـ 500غ في اليوم . حبوب ، معجنات من 4 ـ 5 مرات في الأسبوع ( مع الخضراوات ) .
ـ المجموعة الخامسة : خضراوات وفواكه ( مطبوخة ) بطاطس من 1ـ3 قطع يومياً .