لقد تحدثنا مسبقاً عن البصل في الصفحة الأولى ولكن إذا كان لدينا معلومات إضافية تفيد القارئ فلا بأس في كتابتها لكم لتعم الفائدة ..
البصل
البصلة صيدلية عامة !!
النبات والأعشاب الطبية كان أجدادنا يتداوون بها دون حاجة إلى طب ولا عقاقير . فالنباتات هي الغذاء الأساسي لكل مخلوق حي وبدونه لا وجود للحياة وتاريخ التطبيب بالأعشاب قديم جداً يرجع إلى العصور الأولى من التاريخ والمؤلفات القديمة ظلت المصدر الأساسي لعلم الطب . فإذا عرفنا أن البصلة فيها مواد تغذي بصيلات الشعر وتحول دون سقوطه ، وفيها مقو للغدد الجنسية وفيها مواد تقي الشرايين من التصلب ، وتراكم الكلس في سن الشيخوخة ، وتحسن الدورة الدموية وتمنع الإصابة بالذبحة الصدرية ، وفيها مطهر قوي المفعول يقتل الجراثيم ويشفي الدمامل ، وتحتوي على مادة ( الفرمنت ) وهو العامل الهاضم للغذاء في عصارات المعدة والأمعاء ، كما أنها تحول مادة ( كلوكونين ) التي لها ما للأنسولين المعروف في قدرته على عملية تخزين المواد السكرية في الجسم واستهلاكها إذا عرفنا كل ذلك فهمنا قيمة النبات والأعشاب في حياتنا وأن كل عشبة أو نبته طبية هي صيدلية عامة قائمة بذاتها .
يقول المثل الشعبي القديم : (( البصل والزيت سبعين في البيت )) .
في مختلف أدوار التاريخ كان البصل ولا يزال يحتل مكانه تكاد تحسده عليها الأغذية الأخرى .
أما في الطب الحديث فقد أكتشف أن فيه منافعاً وخواصاً جديدة وواسعة النطاق لم يحددها القدماء .
يروي الدكتور مينون وهو طبيب بورمي الأصل هذه الحادثة وهي أن أحد مرضاه وكان كثير الأسفار قد ذكر أمامه أن الفرنسيين يعالجون الجلطة الدموية التي تصيب قوائم الخيول ، بإعطائها وجبات من البصل والثوم .
ولقد أخذ الدكتور مينون يتساءل على أثر الحديث الذي سمعه من مريضه الكثير الترحال عن سر قدرة البصل على إزالة هذا المفعول ومنع تكون الجلطات الدموية .
وقصد الدكتور مينون مستشفى فكتوريا الملكي في نيو كاسل بإنجلترا حيث طلب السماح له بتجربة هذه الفكرة على اثنين وعشرين مريضاً متطوعاً من نزلاء المستشفى .
وقد قام أربعة عشر مريضاً من هؤلاء بتناول إفطار يحتوي على حوالي مائة غرام من البصل . وفي أحد الأيام قدم للمرضى نفس الطعام بعد استبعاد البصل منه ، فتبين على الفور أن الحماية الطبيعية ضد تكون الجلطات في الدم قد انخفضت . وفي اليوم التالي أضيف إلى نفس الفطور ما وزنه خمسون غراماً من البصل المقلي ، فتبين أن الدم قد أستعاد على الفور قدرته على مقاومة تأثير المواد الدهنية بالرغم من قلي البصل بمواد دهنية . وفي يوم آخر قدم لثمانية من المرضى بصل مسلوق فكانت النتيجة واحدة ألا وهي انخفاض نسبة تخثر الدم .
أجرى الباحث الروسي ـ توكين ـ دراسات واسعة على مائة وخمسون صنفاً من النباتات القاتلة للجراثيم فتبين له أن البصل هو في مقدمة تلك النباتات . وأكد أن للبصل مفعول واضح في قتل جراثيم التيفوس كما أثبتت تجربة قام بها الدكتوران فيلانوفا وتود من جامعة تومسك الروسية أن الأبخرة المتصاعدة من البصل قادرة على قتل البكتيريا وخاصة في الجروح الملوثة .