ان الشيء الملفت للنظر هو كثرة الاسئلة التي وجهت إلى الامام الجواد عليه السلام في فترة حياته القصيرة، فطبيعياً كانت الناس تحب ان تجالسه و تحاوره لتختبره و تراه أحقاً هو الامام بعد أبيه أم لا؟
و كان الامام يجيب عن المئات من الاسئلة في اليوم الواحد، و كانت تنطلق هذه الاسئله من حب معرفة الامام و إمتحانه و حاول المخالفون ان يسخروا من إمامنا الجواد لانه صبي، فجالسه كبراء علمائهم و ناظروه على مختلف الاصعده فرأوا فيه بحر لاينفد وعطاء علمي لاينضب.
فقد روي ان الامام الجواد عليه السلام صعد منبراً في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد رحيل والده فقال: أنا محمد بن علي الرضا أنا الجواد أنا العالم بأنساب الناس في الاصحاب أنا أعلم بسرائركم و ظواهركم و ما أنتم صائرون اليه، علمٌ منحنا به من قبل خلق الخلق أجمعين و بعد فناء السموات و الارضين و لولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال و وثوب أهل الشك لقلت قولاً تعجب منه الاوّلون و الاخرون.