ينقل أن المحقق القمي والسيد بحر العلوم (رحمهما الله) كانا صديقين حميمين، وكانا يتتلمذان عند الوحيد البهبهاني (رحمه الله)، وكان السيد بحر العلوم يطلب من المحقق القمي أن يقرر له درس الوحيد البهبهاني في كل مرة لأنه لم يكن يستوعبه بشكل كامل، ثم إنهما افترقا، إذ هاجر المحقق القمي إلى إيران وبقي بحر العلوم في العراق، وبعد فترة سمع المحقق القمي عن السيد بحر العلوم ما أثار تعجبه، حيث بلغه أن صديقه القديم قد ارتقى مقاماً شامخاً من العلم، وحينما عاد إلى العراق والتقى بالسيد بحر العلوم عرض عليه إحدى المسائل، فخاض فيها الأخير خوضاً أبهر المحقق القمي، حتى قال له: أنت بحر العلوم حقاً، وطلب المحقق القمي من بحر العلوم أن يكشف له عن سرّ بلوغه هذه الدرجة من العلم، فلم يشأ السيد بحر العلوم في بادئ الأمر أن يذكر له السرّ، ولكن إلحاح المحقق القمي اضطرّه إلى القول: كيف لا أكون كذلك وقد ضمنّي الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى صدره الشريف.
والشيخ الأنصاري (رحمه الله) الذي له هذا الموقع المتميز في الحوزات العلمية ينقل في أحواله أنه دخل مع تلميذه الآشتياني (رحمه الله) حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فصادفهما رجل يعرف بعض العلوم الغريبة فقال الرجل للشيخ الأنصاري: إنك قد رأيت الإمام المهدي عليه السلام مرتين، ولكن الشيخ الأنصاري انصرف بسرعة كي لا يتبين المزيد من أسرار هذا الارتباط الغيبي.
إن مثل هذا النوع من الارتباط والاهتمام بقضايا الأئمة المعصومين عليهم السلام، لاسيما الإمام المهدي عليه السلام، وهو إمام زماننا يوجب التوفيق والبركة للإنسان وذريته وعمله في الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لذلك، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.