|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.74 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ملف شهادة الامام الباقر علیه السلام
بتاريخ : 18-12-2007 الساعة : 08:42 PM
يمكن إيجاز الدوافع التي أدَّت بالأمويين إلى اغتيال الإمام ( عليه السلام ) بما يأتي :
أولها : سُمو شخصية الإمام الباقر ( عليه السلام ) :
لقد كان الإمام الباقر ( عليه السلام ) أسمى شخصية في العالم الإسلامي ، فقد أجمع المسلمون على تعظيمه ، والاعتراف له بالفضل ، وكان مقصد العلماء من جميع البلاد الإسلامية .
وكان الإمام ( عليه السلام ) قد ملك عواطف الناس ، واستأثر بإكبارهم وتقديرهم ، لأنه العلم البارز في الأسرة النبوية .
وقد أثارت منزلته الاجتماعية غيظ الأمويين وحقدهم ، فأجمعوا على اغتياله للتخلص منه .
ثانيها : أحداثُ ( دمشق ) :
لا يستبعد الباحثون والمؤرخون أن تكون أحداث ( دمشق ) سبباً من الأسباب التي دَعَت الأمويين إلى اغتياله ( عليه السلام ) وذلك لما يلي :
أولاً : تفوّق الإمام في الرمي على بني أمية وغيرهم ، حينما دعاه هشام إلى الرمي ظاناً بأنه ( عليه السلام ) سوف يفشل في رميه ، فلا يصيب الهدف ، فَيَتَّخذ ذلك وسيلة للحَطِّ من شأنه ، والسخرية به أمام أهل الشام .
ولمَّا رمى الإمام وأصاب الهدف عدة مَرَّات بصورة مذهلة ، لم يعهد لها نظير في عمليات الرمي في العالم ، ذُهِل الطاغية هشام ، وأخذ يتميَّز غيظاً ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وصَمَّم منذ ذاك الوقت على اغتياله .
ثانياً : مناظرته ( عليه السلام ) مع هشام في شؤون الإمامة ، وتفوّق الإمام عليه حتى بَانَ عليه العجز ، مما أدَّى ذلك إلى حقده عليه .
ثالثاً : مناظرته ( عليه السلام ) مع عالم النصارى ، وتَغَلُّبه عليه حتى اعترف بالعجز عن مجاراته أمام حشد كبير منهم ، معترفاً بفضل الإمام ( عليه السلام ) وتفوّقه العلمي في أُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) .
وقد أصبحت تلك القضية بجميع تفاصيلها الحديث الشاغل لجماهير أهل الشام ، ويكفي هذا الصيت العلمي أيضاً أن يكون من عوامل الحقد على الإمام ( عليه السلام ) ، والتخطيط للتخلّص من وجوده .
كل هذه الأمور بل وبعضها كان يكفي أن يكون وراء اغتياله ( عليه السلام ) على أيدي زمرة جاهلية ، افتقرت إلى أبسط الصفات الإنسانية ، وحُرِمت من أبسط المؤهلات القيادية .
نَصّ الباقر على الصادق ( عليهما السلام ) :
ونصَّ الإمام الباقر ( عليه السلام ) على الإمام من بعده قبيل استشهاده ، فعيَّن ولده الإمام الصادق ( عليه السلام ) مفخرة هذه الدنيا ، ورائد الفكر والعلم في الإسلام ، وجعله مرجعاً عاماً للأمة من بعده ، وأوصى شيعته بلزوم اتِّباعه وطاعته .
وكان الإمام ( عليه السلام ) يشيد بولده الإمام الصادق ( عليه السلام ) بشكل مستمر ، ويشير إلى إمامته .
فقد روى أبو الصباح الكناني ، أنَّ أبا جعفر نظر إلى أبي عبد الله يمشي ، فقال : ترى هذا ؟ ، هذا من الذين قال الله عزَّ وجلَّ : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص : 5 .
وصاياه :
أوصى الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) إلى ولده الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) بعدة وصايا كان من بينها ما يلي :
الأولى : أنه ( عليه السلام ) قال له : ( يا جعفر أوصيك بأصحابي خيراً ) .
فقال له الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( جُعلتُ فداك ، والله لأدَعَنَّهم ، والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحداً ) .
الثانية : أوصى ولده الصادق ( عليه السلام ) أن يكفِّنَه في قميصه الذي كان يصلي فيه ، ليكون شاهد صِدقٍ عند الله على عظيم عبادته ، وطاعته له .
الثالثة : إنه أوقف بعض أمواله على نوادب تندبه عشر سنين في ( منى ) ، ولعلَّ السبب في ذلك يعود إلى أن ( مِنى ) أعظم مركز للتجمع الإسلامي .
ووجود النوادب فيه مما يبعث المسلمين إلى السؤال عن سَبَبه ، فيخبرون بما جرى على الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) من صنوف التنكيل من قبل الأمويين واغتيالهم له ، حتى لا يضيع ما جرى عليه منهم ، ولا تخفيه أجهزة الإعلام الأموي .
شهادته ( عليه السلام ) :
وأخيراً ، بعد أن فشلت السياسة الأموية في الحَدِّ من تحرك الإمام ( عليه السلام ) فقد رأت السياسة المنحرفة أنه ليس عن اغتياله ( عليه السلام ) بديل .
وهكذا دُسَّ إليه السُّمَّ في زمن الخليفة هشام ، فرحل ( عليه السلام ) إلى رَبِّه الأعلى في السابع من ذي الحجة ، عام ( 114 هـ ) صابراً ، محتسباً ، شهيداً ، فَسَلامٌ عليه يوم وُلِدَ ، ويوم رَحَلَ إلى ربه ، ويوم يُبعَثُ حَيّاً .
دفنه ( عليه السلام ) :
وقام ولده الإمام الصادق ( عليه السلام ) بتجهيز الجثمان المقدس ، فغسَّله وكفَّنه ، وهو يذرف أحَرَّ الدموع على فقد أبيه ( عليه السلام ) ، الذي ما أظَلَّت على مثلِهِ سماء الدنيا في عصره عِلماً وفَضلاً وحَرِيجة في الدين .
ونقل الجثمان العظيم - محفوفاً بإجلال وتكريم بالغين من قبل الجماهير - إلى بقيع الغرقد ( المدينة ) المنورة .
فحفر له قبراً بجوار الإمام الأعظم أبيه زين العابدين ( عليه السلام ) ، وبجوار عم أبيه الإمام الحسن سيد شاب أهل الجنة ( عليه السلام ) .
وأنزل الإمام الصادق أباه ( عليهما السلام ) في مقرّه الأخير فواراه فيه ، وقد وارى معه العلم والحلم ، والمعروف والبر بالناس .
وقد انطوت بِرَحيله ( عليه السلام ) أروع صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية ، التي أمدَّت المجتمع الإسلامي بعناصر الوعي والازدهار .
|
|
|
|
|