بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
كل ارض كربلاء.......كل يوم عاشوراء
السلام على الحسين ..وعلى علي بن الحسين...وعلى اولاد الحسين...وعلى اصحاب الحسين
عظم الله لكم الاجر بذكرى حلول شهر احزان آل محمد شهر محرم الحرام.جعلنا الله واياكم من الذاكرين لمصابهم والمحيين لشعائرهم عليهم السلام..
نقدم لكم هذا الموضوع بهذه الذكرى من كتاب وحي الثورة الحسينية(ج1)
(سنة احدى وستين )
لقد كانت سنة أحدى وستين مسرحاً لصراع عنيف بين ارادتين ووقف التاريخ مذهولاً بين تلك الإرادتين ارادة الخير وإرادة الشر تمثلت الإولى في شخصية عظيمة خرجت من بيت علي وفاطمة أضفت عليها القداسة هالة من الأشعاع كأنه اشعاع الفجر المنبلج في كبد الظلام ، وتمثلت الثانية ارادة الشر في رجل أقل ما يقال فيه انه كان ربيب الشرك والجاهلية وحفيداً لأبي سفيان وزوجته هند آكلة الأكباد .
والأول هو الإمام الحسين سبط الرسول الأعظم وشبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذلك الإمام العظيم والبطل الخالد .
لقد كان الحسين فرعاً لشجرة التوحيد الممتدة جذورها الطيبة الزكية لهاشم سيد العرب في زمانه ويزيد شوكة من حسك نابت في تربة سبخة من أرض موات أنبتت اخبث شجرة كان بنو أمية من نتاجها ، ولقد عكست واقعة الطف الدامية التي شهدت مأساتها أرض كربلاء أثر كلا الجانبين بل أثر تلك الإرادتين الإرادة الخيرة الهادفة
للإصلاح واستئصال الشرك والوثنية تلك الإرادة المتمثلة في الحسين وصحبه ، والإرادة الثانية الشريرة الهادفة للفساد وسفك الدماء واستعباد الصلحاء والاحرار واعادة الجاهلية بكل أشكالها ومعالمها كما كان يمثلها حفيد ابي سفيان وآكلة الأكباد .
لقد وقف الحسين وقفته العظيمة التي حيرت العقول بما فيها من معاني البطولات والتضحيات التي لم يحدث التاريخ بمثلها في سبيل العقيدة والمبدأ وحرية الإنسان وكرامته فرداً أمام جولة جبارة تخضع لنفوذ ملك ظالم جبار يحتل الصدارة في قائمة الطغاة والسفاحين والمجرمين في كل أرض وزمان .
لقد وقف الحسين وقفته الخالدة التي كانت ولا تزال مصادراً من أوفر المصادر حظاً بكل معاني الخير والفضيلة والمثل العليا رافضاً الخنوع والاستكانة لحكم ذلك الذئب الكاسر المتمثل في هيكل انسان يسميه الناس يزيداً ، وقدم دمه ودماء ذويه واخوته وأنصاره قرباناً لله وللدين ليبقى حياً ما دامت الإنسانية تحتضن الإجيال على مدى العصور وبقي الحسين خالداً خلود الدهر بدفاعه عن كرامة الإنسان وحريته وعقيدته وبمواقفه التي أعلن فيها ان كرامة الإنسان فوق ميول الحاكمين ولا سبيل لأحد عليها .
وذهب يزيد ومن على شاكلته من الحاكمين في متاهات الفناء ، والتاريخ تتبعهم لعنات الإجيال إلى قيام يوم الدين .
عـش فـي زمـانك ما استطـعت نبيلا * واتــرك حـديـثـك للرواة جميلا
ولـعــزك اسـتـرخـص حياتك انه * اغـلـى وإلا غــادرتك ذلـيــلاً
تـعـطي الحـيـاة قيـادها لك كلما * صـيـرتـهـا للـمكـرمات ذلولا
العـز مـقـيـاس الحياة وضل من * قد عد مـقـيـاس الـحـياة الطولا
قل كيف عاش ولا تقل كم عاش من * جـعـل الـحـيـاة إلى علاه سبيلا
لا غرو ان طوت الـمـنـية ماجدا * كـثـرت محـاسـنـه وعاش قليلا
قتلوك للدنيـا ولـكـن لـم تــدم * لبني أمية بعـد قـتـلـك جـيـلا
........
ماجورين