اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك0000
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع):
(اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني).
إن هذا الدعاء يتحدث عن أول واجبات العلاقة مع الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه المقدم على كل واجب منها إلا وهو معرفة الإمام التي لا تكون إلا بتوفيق وتيسير من الله وبتوسط معرفة الله ورسوله.
(لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها).
إن أي علاقة مع الإمام المهديعجل الله تعالى فرجه إنما تختلف بعمقها وسموها بحسب نوع المعرفة وعمقها ودرجتها.
(من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).
والواجب إن تكون علاقتنا به علاقة مأموم بإمام يرجع إليه في كل تفاصيل حياته وهناك آداب ذكرتها الروايات الشريفة سنقتصر على ذكر ثلة منها قدمناها على غيرها للحاجة وللأهمية وهي كما يلي:
1 - مؤاساته في غيبته تألماً وبكاءً والتشوق لرؤيته:
وهذه الآداب مما تواترت بها الروايات والأدعية والزيارات عن أئمة الهدى.
والتي تؤكد في النفس شدة تألمه هو نفسه من طول غيبته وغربته الموجبة لتألم وتحرق محبيه مواساة له فمن دعاء الندبة نقرأ:
(عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى، ولا اسمع لك حسيساً ولا نجوى، عزيز علي أن لا تحيط بي دونك البلوى...).
وهذا يومئء إلى ضرورة تأصيل ليس فقط الحرقة والغصة والألم لفراقه وطول غيابه بل المشاركة له في تحمله الم الفراق لأنه اشد شوقاً إلى الإياب من غيبته من أي مشتاق آخر ولذا هو اشد ألما من أي متألم آخر. ويفترض أن تكون هذه الشكوى وهذا الألم والبكاء بشكل جماعي ومشترك:
(... هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء، هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا، هل أقذيت عين فساعدتها عيني على القذى).
ولقد كان أئمة أهل البيت يتحرقون شوقاً إليه ويتألمون من غيبته فهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام يضرب عند ذكره له على صدره قائلاً (آه) من شدة شوقه، وهذا صادق أهل البيت عليهم السلام يناديه ملتاعاً متألماً:
(سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد فما أحس بدمعة ترقى من عيني وانين يفتر من صدري عن دارج الرزايا وسوالف البلايا...).
فإذا كان هذا حال أئمة الهدى فما بالنا لا نردد بالقلب قبل اللسان:
(اللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة وأكحل ناظري بنظرة مني إليه...)
ولعلنا نستطيع أن نعد من آيات الشوق لرؤية طلعته البهية في دعاء الندبة أكثر من ثلاثين فقرة ينادي بها الدعاء أين... أين... أين.
وهي أمنية الشائق:
(... بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة إذا حنا).
2 - الصلاة عليه والدعاء له بالفرج:
وهذا أيضا مما تمتليء به نصوص العترة الطاهرة على اختلافها فمن دعاء الافتتاح:
(اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر...).
والدعاء نفسه أيضاً فيه فقرات عظيمة من الدعاء بفرجه.
وفي غير دعاء الافتتاح نقرأ:
(وصل على الخلف الصالح الهادي المهدي... اللهم وصل على وليك المحي سنتك القائم بأمرك الداعي إليك والدليل عليك...).
3 - التوسل به في المهمات وطلب الحوائج:
إن الإمام المهديعجل الله تعالى فرجه هو ولي الله في أرضه وعين الله في خلقه وهو بقية الباب المبتلى به الناس وقد وود في دعاء الندبة: (... أين باب الله الذي منه يؤتى، أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء، أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء...).
وقد ورد أيضا عن الإمام الرضا عليه السلام: »إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله عز وجل وهو قوله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
ولقد كانت سيرة العلماء والعرفاء أنهم إذا أهمهم أمر ونزلت بهم حاجة أو ضائقة توسلوا بأهل بيت العصمة لا سيما حجة الله عجل الله تعالى فرجه لطلب الفرج.
ونذكر في هذا الإطار حادثة: »في أثناء حرب عناقيد الغضب التي شنها الصهاينة على المقاومة الإسلامية وبعد تفاقم الأمور واشتدادها وشعور الإمام الخامنئي بالخطر الشديد قام (دام ظله الوارف) بالانتقال في إحدى الليالي تلك من مقر إقامته في طهران إلى مسجد جمكران بالقرب من قم المقدسة واخذ يصلي ليلتها ويتوسل إلى الله بالإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه ليحفظ وينصر المقاومة فلم يتأخر الأمر الإلهي بفضل الله وألطاف صاحب العصر والزمان.
فهذا الإمام القائد يقطع المسافات ليصلي وليتوسل بالإمام في الأمور الخطيرة والمهمة فما بالنا لا نتأسى به.
وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليه السلام هذا التوسل:
(اللهم إني أسألك بحق وليك وحجتك صاحب الزمان إلا أعنتني به على جميع أموري)...