دعا الشيخ فوزي آل سيف إلى تقبل دعوات التصحيح والتجديد في التراث الشيعي والابتعاد عن محاكمة نيات الداعين للتجديد ووصمهم بمحاولة زعزعة الثوابت المذهبية.
وطالب السيف بالتسليم باختلاف التوجهات الفكرية واعتبار ذلك منشأ ثراء. معتبرا بأن التجديد الذي ينتهي إلى إعلاء قيمة العقل ويركز الوعي ويؤكد على القيم هو طريق لزيادة الايمان وتكريس الفضيلة.
منتقدا في الوقت نفسه الحساسية والتخوف من المناقشة والسؤال والتغيير الذي يبدأ بأسئلة تستتبع تحقيقا وتحفيزا للانتاج الفكري من قبل المتخالفين.
وضمن سرده لمبررات الفريق المعارض للتجديد أورد السيف بأن الدين والمذهب كامل وأن هذه الدعوات تأتي استجابة لضغوط سياسية وأن ذلك بداية لتنازلات أكبر وأن لا ضرورة لهذه الدعوات في ظل ظروف استثنائية يعيشها الشيعة.
فيما لخص وجه نظر المجددين بأن باب الاجتهاد مفتوح وكل جيل ينتج ثقافته الدينية وفق ظروفه وأن لا وجه للممانعة في التجديد على يد المتخصصين لمعالجة ثغرات فكرية لا بد من إعادة النقاش والتأمل فيها.
حضور واسع بمجالس عاشوراء بالقطيف
وأورد أمثلة على عدد من أبرز المجددين في الفكر الشيعي كالوحيد البهبهاني الذي غير الاتجاه العام في الفقه الشيعي من الأخبار إلى الأصول.
وكذلك العلامة الحلي ومعالجته لمسألة نجاسة البئر والسيد الحكيم في طهارة أهل الكتاب والإمام الخميني في ولاية الفقيه وآراء بعض فقهاء قم اليوم في قضايا المرأة "وأن تكون ديتها مساوية للرجل."
واعتبر السيف بأن التجديد ليس مطلوبا بذاته والتغيير ليس هدفا مطلقا وإنما هو طريق لزيادة الايمان وتكريس الفضيلة.
مضيفا بأن التجديد المطلوب هو الذي ينتهي إلى إعلاء قيمة العقل ويركز الوعي ويؤكد على القيم وأما التجديد الذي يقتصر على تعميق حالة الشك المجرد فهو غير مطلوب.
والخباز ينتقد مناهج التعليم الديني في السعودية
انتقد السيد منير الخباز مقررات التربية الدينية في المدارس السعودية معتبرا اياها مجرد مواد جافة لاتؤدي دورها التربوي والتوجيهي المطلوب.
مطالبا بالمقابل باعتماد ما سماه مقرر "التربية الدينية" والذي يهدف لايصال القيم الاخلاقية والتربوية للطلاب في المراحل المتوسطة والثانوية.
الخباز شدد كذلك على الحاجة إلى وجود من دعاه بـ"المرشد الروحي" الذي يتولى توجيه المعلمين حول أفضل السبل للقيام بوظائفهم التربوية إلى جانب دورهم التعليمي.
وحول قضايا العمل التطوعي والخيري طالب الخباز ادارات المساجد بتأسيس الصناديق الخيرية لدعم الفقراء والايتام وذلك لايجاد علاقة أفضل بين المسجد والناس.
منتقدا في الوقت ذاته أوضاع المسرح والفن في بلادنا واصفا اياها بـ "بالمتخلفة" وأنها لا تلبي المتطلبات في الاصلاح الاجتماعي العام.
وطالب الخباز المؤسسات الاجتماعية والعلماء والميسورين بدعم الانتاج السينمائي الهادف والحركة المسرحية والفنية. مشيدا بالمحاولات الفنية التي قدمها بعض المنتجين الشباب عبر فيلم "رب ارجعون" وغيره.
وجاءت تصريحات السيف والخباز ضمن سلسلة محاضرات يلقيانها بمناسبة ذكرى عاشوراء في أكثر من حسينية بمحافظة القطيف وتستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل.