كشفت دراسة سعودية حديثة، أن الفتيات اللواتي يعشن ضمن أسر مفككة بسبب طلاق الوالدين، هنّ أقل تفاؤلا وأقل ثقة بأنفسهن من الفتيات من أسر غير مطلقة. وبينت الدراسة التي أعدها عضو هيئة التدريس وأستاذ علم النفس المساعد في كلية الملك فهد الأمنية في الرياض، الدكتور محمد المطوع، وجاءت تحت عنوان "بعض سمات الشخصية لدى الفتيات السعوديات من أسر مطلقة وأسر غير مطلقة"، عن وجود فروق دالة بين الفتيات اللاتي يعشن مع أمهاتهن المطلقات والفتيات اللاتي يعشن مع آبائهن المطلقين في سمتي الثقة بالنفس والخجل، بينما لم يكن هناك فروق بين المجموعتين في سمة التفاؤل. وتوصلت الدراسة إلى أن الطلاق أقوى أثراً في سمتي التفاؤل والثقة بالنفس لدى الفتيات من أسر مطلقة خلال السنوات الأولى من الطلاق (أقل من 4 سنوات)، بينما لم يكن للمدة التي مضت على الطلاق أثر في سمة الخجل، كما لم تكشف الدراسة عن فروق دالة بين المجموعتين في سمة الخجل. وقد أوصت الدراسة بإجراء دراسات مماثلة على عينات من مراحل عمرية مختلفة وعلى مدى سنوات طويلة مع ضبط للمتغيرات الديموغرافية. وقال المطوع، أن الدراسة اقتصرت على عينة من طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض، وهي تهدف إلى الكشف عما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في بعض سمات الشخصية وهي التفاؤل، الثقة بالنفس، الخجل لدى الفتيات السعوديات من أسر مطلقة وأسر غير مطلقة. كذلك ما إذا كانت هناك فروق بين الفتيات من أسر مطلقة ممن يعشن مع أمهاتهن والفتيات ممن يعشن مع آبائهن المطلقين. أيضا إذا كانت هناك فروق بين الفتيات من أسر مطلقة تبعاً للفترة التي مضت على طلاق الوالدين. وقد طبقت أدوات الدراسة وهي: مقياس التفاؤل ومقياس الثقة بالنفس ومقياس الخجل المعدل على عينة قوامها (431) طالبة من طالبات المرحلة الثانوية من جميع المستويات، منهن (75) طالبة من أسر مطلقة والباقي وعددهن (356) طالبة من أسر غير مطلقة. ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط) الصادرة أمس السبت، عن المطوع قوله في مقدمة دراسته: "إن المجتمعات الخليجية مرت بتغيرات سريعة أثرت في عملية التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة، كمؤسسة اجتماعية مهمة، مما جعل معدلات الطلاق تتضاعف بشكل ملحوظ وخطير في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العشر سنوات الماضية، ففي المجتمع السعودي، أشارت إحصاءات وزارة العدل إلى ارتفاع نسب الطلاق بصورة لافتة للنظر، حيث تراوحت نسبة الطلاق بين 21% و24% ما بين عامي 1996 و 2007، أي أن مجموع المطلقات خلال هذه الفترة بلغ 221294 مطلقة، أي أن قرابة ربع المتزوجين قد طلقوا زوجاتهم مخلفين وراءهم آلاف الأطفال يعانون من نتيجة انفصال الأبوين. وتهدف الدراسة إلى التعرف على الفروق في سمات الشخصية ـ (وهي: التفاؤل ـ الثقة بالنفس ـ الخجل، بين الفتيات السعوديات من أسر مطلقة والفتيات من أسر غير مطلقة من طالبات المرحلة الثانوية. والتعرف على الفروق في سمات الشخصية ـ موضع الدراسة ـ بين الفتيات اللاتي يعشن مع أمهاتهن المطلقات والآتي يعشن مع آبائهن المطلقين. والتعرف على ما إذا كانت هناك فروق بين الفتيات من أسر مطلقة في سمات الشخصية ـ موضع الدراسة ـ تبعاً لاختلاف الفترة الزمنية للطلاق". المصدر موقع اسيا