اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهمأجمعين ،،،
اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرالمستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك ،،
السلام على أم الشهيد بكربلاء
السلام على أم الملقى في الهيجاء
السلام على أم المخضّب بالدماء
السلام على أم الشهيد المحروم من الماء
السلام على أم الصريع على الرمضاء
السلام على ذات أعظم بلاء
السلام عليك يا سيدتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
***
( لقاء ) الاربعين .. لقاء البكاء والحزن واللطم والمأتم
« إن الأسارى لما وصلوا الى موضع مصرع الامام الحسين ، وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام . فتوافدوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع عليهم أهل ذلك السواد وأقاموا على ذلك أياماً ».
اللهوف في قتلى الطفوف : 86 .
بالتأمل في الرواية المباركة نعرف :
1 – ان زيارة الاربعين لم تكن مقتصرة على جابر بن عبد الله الانصاري وعطية ... وانما هناك جماعة كبيرة .. مواكب .. قد توجهوا الى كربلاء وتوافدوا عليها في ذكرى الاربعين الاول للامام الحسين عليه السلام : ( ووجدوا جابر بن عبد الله الانصاري وجماعة من بني هاشم ورجالاً من آل الرسول – صلى الله عليه وآله _ ) . ( واجتمع عليهم أهل ذلك السواد ) _ واذا كان العراق يعرف باسم ارض السواد فربما كان المقصود هنا اهل العراق .. وربما المقصود اهل القرى المحيطة بكربلاء .. وعلى التقديرين فان هذا يشير الى تجمع كبير جداً تجمع في ذلك اليوم عند قبر الامام الحسين عليه السلام في ذكرى اربعينه عليه السلام .- 20 صفر عام 61 هجرية - .
وفي هذا رد على اولئك الذين اخذوا يشككون في مشروعية احياء ذكرى الاربعين واثارة الشبهات حولها .. فها هو الامام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام يقود التجمع الكبير الذي شهدته كربلاء وتلاقت جموعه في ذكرى الاربعين .
كما نعرف ان المسيرات المليونية التي نراها اليوم متجهة للامام الحسين عليه السلام ليست شيئا جديدا .. وانما بدأ في ذكرى الاربعين الاولى .. مع حفظ نسبة السكان في ذلك الزمان بالمقارنة مع وقتنا الحاضر .
2 – ( وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم واقاموا المأتم )
واذا عرفنا ان نعرف درجة ذلك البكاء والحزن واللطم فان علينا ان نتصور حال اهل البيت عليهم السلام الذين شهدوا الفاجعة الكبرى .. وهاهم الآن يجتمعون وبعد اربعين يوماً فقط .. في المكان الذي جرت فيه تلك الفاجعة .. وعلى قبور اهليهم واحبتهم الذين خرجوا معهم من المدينة وها هم الآن يقفون على قبورهم .
جاء في بعض الروايات وصفاً لمسرح الفاجعة :
(قالت زينب للدليل مرة : لو عرجت بنا على كربلاء فأجاب الدليل محزوناً : أفعل ، ومضى بهم حتى أشرفوا على الساحة المشؤومة ، وكان قد مضى على المذبحة يومئذ أربعون يوماً ، وما تزال الأرض ملطخة ببقع من دماء الشهداء وبقية من أشلاء غضة ، عفا عنها وحش الفلاة وناحت النوائح ، وأقمن هناك ثلاثة أيام ، لم تهدأ لهن لوعة ، ولم ترفأ لهن دمعة . ثم أخذ الركب المتهك طريقه الى مدينة الرسول ... »
الصفحة «747» من « موسوعة آل النبي
بالتأكيد كان بكاءاً مراً .. ربما جرت فيه بدل الدموع دماً ..
وبالتأكيد سيكون لطماً شديداً .. ربما سالت معه الدماء .
وقد جرى ذلك البكاء والحزن واللطم والمأتم بمرأى ومسمع الامام زين العابدين عليه السلام بل وبرعايته الشريفة .
وفي هذا رد على اولئك الذين يشككون في مشروعية الشعائر الحسينية المقدسة بمختلف اشكالها ... ودرجاتها .
3 – ( واقاموا على ذلك أياماً ) وفي بعض النصوص ( اقاموا 3 أيام ) .. فلماذا لم يستمروا اكثر من ذلك ؟
لان الامام زين العابدين عليه السلام لم يسمح لهم باكثر من ذلك .. لما رآه من شدة الحزن ... والبكاء واللطم .. والمأتم ... بحيث خشى على عمته زينب وباقي النسوة من الموت .. الحالة وصلت بهم الى ما تخوف معها الامام عليهم من الموت .
وفي هذا ايضا رد على اولئك الذين يثيرون الاثارات ضد الشعائر الحسينية المقدسة .. على اعتبار انها تلحق الضرر بزعمهم . فالضرر الى الحد الذي جرى ايام الاربعين وخشى معه الامام عليه السلام على عماته من الموت ... هو بذلك ضرر مشروع .