الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال في حديث: إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أهدى إلى ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) خادمة وأوصاها بها... إلى أن قال: فقالت فاطمة: يا رسول الله، عليّ يوم وعليها يوم.
ففاضت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالبكاء، وقال: (الله أعلم حيث يجعل رساته).
(إن الله يرزقُ من يشاءُ بغير حسابٍ) / 37
روى العلامة السيوطي، في تفسير هذه الآية، قال: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أقام أيّاماً لم يطعم طعاماً حتى شقّ ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يجد عند واحدة منهنّ شيئاً، فأتى فاطمة، فقال: يا بنية، هل عندك شيء آكله فإنّي جائع. فقالت: لا والله. فلما خرج من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت: والله لأوثرنّ بهذا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام.
فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فرجع إليها. فقالت له: بأبي أنت وأمي، قد أتى الله تعالى بشيء قد خبأته لك.
قال: هلمّي يا بنية بالجفنة. فكشف عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله تعالى، فحمدت الله تعالى وقدّمته إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
قال: من أين لك هذا يا بنية؟
قالت: يا أبتا (يا أبة) هو من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فحمد الله سبحانه ثم قال: الحمد لله الذي جعلك شبيه سيّدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى رزقاً، فسئلت عنه قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب(1).
سورة الأنعام
(اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتهُ) / 124
جاء في كتاب (تزويج فاطمة بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للإمام الباقر (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه:
أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أهدى خادمة إلى ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأوصاها بها، إلى أن قال:
فقالت فاطمة: يا رسول الله، عليّ يوم، وعليها يوم.
ففاضت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالبكاء وقال: (الله أعلم حيث يجعل رسالة) (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)(2).
سورة الإسراء
(واتِ ذا القُربى حقّهُ) / 26
روى العلامة البحراني عن الثعلبي ـ في تفسيره ـ في تفسير هذه الآية قال: عني بذلك قرابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقال: ثم قال الثعلبي: قال علي بن الحسين (رضي الله عنه) لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: فما قرأت في بني إسرائيل (وآت ذا القربى حقّه)؟ قال: وإنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقه؟ قال: نعم(3).
وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد السعدي (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (وآت ذا القربى حقّه) دعا فاطمة فأعطاها فدكاً والعوالي، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك(4).
قال ياقوت الحموي في (معجمه): فدك، وهي قرية تبعد عن المدينة مسافة يومين أو ثلاثة أرضها زراعية خصبة فيها عين فوارة ونخيل كثيرة(5).
سورة المؤمنون
(فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) / 101
روى العلامة المناوي في (فيض القدير) عن عمر بن الخطاب عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي(6).
وروى الحافظ الحسكاني الحنفي قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): كل حسب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ حسبي ونسبي إن شئتم اقرأوا: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)(7).
فالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي سيّدة الحسب والنسب المتصلين برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهي طليعة المستثنين من هذه الآية الكريمة.