العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية hassan.khalifa
hassan.khalifa
شيعي حسيني
رقم العضوية : 5110
الإنتساب : May 2007
المشاركات : 8,727
بمعدل : 1.37 يوميا

hassan.khalifa غير متصل

 عرض البوم صور hassan.khalifa

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : hassan.khalifa المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Smile خــطب للأمام علي عليه السلام
قديم بتاريخ : 13-03-2008 الساعة : 02:40 PM


ومن خطبة له (عليه السلام)
بعد انصرافه من صفين


[وفيها حال الناس قبل البعثة وصفة آل النبي ثمّ صفة قوم آخرين]

أحْمَدُهُ اسْتِتْماماً لِنِعْمَتِهِ، وَاسْتِسْلاَماً لِعِزَّتِهِ، واسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَسْتَعِينُهُ فَاقَةً إِلى كِفَايَتِهِ، إِنَّهُ لاَ يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ، وَلا يَئِلُ(1) مَنْ عَادَاهُ، وَلا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ; فَإِنَّهُ أَرْجَحُ ما وُزِنَ، وَأَفْضَلُ مَا خُزِنَ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلاَصُهَا، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا(2)، نَتَمَسَّكُ بها أَبَداً ما أَبْقانَا، وَنَدَّخِرُهَا لاَِهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا، فَإِنَّها عَزيمَةُ الاِْيمَانِ، وَفَاتِحَةُ الاِْحْسَانِ، وَمَرْضَاةُ الرَّحْمنِ، وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ(3).

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أرْسَلَهُ بِالدِّينِ المشْهُورِ، وَالعَلَمِ المأْثُورِ، وَالكِتَابِ المسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللاَّمِعِ، وَالاَمْرِ الصَّادِعِ، إزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالايَاتِ، وَتَخْويفاً بِالمَثُلاَتِ(4)، وَالنَّاسُ في فِتَن انْجَذَمَ(5) فِيها حَبْلُ الدِّينِ، وَتَزَعْزَعَتْ سَوَارِي(6) اليَقِينِ، وَاخْتَلَفَ النَّجْرُ(7)، وَتَشَتَّتَ الاَْمْرُ، وَضَاقَ

____________

1. وَألَ: مضارعها يَئِلُ ـ مِثل وَعَدَ يَعِدُ ـ نجا ينجو.

2. مُصَاصُ كل شيء: خالصُهُ.

3. مَدْحَرَةُ الشيطان: أي أنها تبعده وتَطْرُدُهُ.

4. المَثُلات ـ بفتح فضم ـ: العقوبات، جمع مَثُلَة بضم الثاء وسكونها بعد الميم.

5. انْجَذَمَ: انقطع.

6. السّوارِي: جمع سارية، وهي العَمُود والدِّعامة.

7. النّجْر ـ بفتح النون وسكون الجيم ـ: الاصل.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 39
--------------------------------------------------------------------------------

الْـمَخْرَجُ، وَعَمِيَ المَصْدَرُ، فَالهُدَى خَامِلٌ، واَلعَمَى شَامِلٌ.

عُصِيَ الرَّحْمنُ، وَنُصِرَ الشَّيْطَانُ، وَخُذِلَ الاِْيمَانُ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُهُ، وَتَنكَّرَتْ مَعَالِمُهُ، وَدَرَسَتْ(1) سُبُلُهُ، وَعَفَتْ شُرُكُهُ(2).

أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ، وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ(3)، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ، وَقَامَ لِوَاؤُهُ، في فِتَن دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا(4)، وَوَطِئَتْهُمْ بأَظْلاَفِهَا(5)، وَقَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا(6)، فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ، في خَيْرِ دَار، وَشَرِّ جِيرَان، نَوْمُهُمْ سُهُودٌ، وَكُحْلُهُمْ دُمُوعٌ، بأَرْض عَالِمُها مُلْجَمٌ، وَجَاهِلُها مُكْرَمٌ.


____________

1. دَرَسَت، كانْدَرَسَتْ: انطَمَستْ.

2. الشّرُك: جمع شِراك ككتاب وهي الطريق.

3. المَنَاهِلُ: جمع مَنْهل، وهو مَوْرِد النهر.

4. الاخْفَاف: جمع خُفّ، وهو للبعير كالقدَم للانسان.

5. الاظلاف: جمع ظِلْف ـ بالكسر ـ للبقر والشاة وشبههما، كالخفّ للبعير والقدم للانسان.

6. السّنَابك: جمع سُنْبُك ـ كقُنْفُذ ـ وهو طَرَفُ الحافر.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 40
--------------------------------------------------------------------------------



ومنها: ويعني آل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)

هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ، وَلَجَأُ(1) أَمْرِهِ، وَعَيْبَةُ(2) عِلْمِهِ، وَمَوْئِلُ(3) حُكْمِهِ، وَكُهُوفُ كُتُبِهِ، وَجِبَالُ دِينِه، بِهِمْ أَقَامَ انْحِناءَ ظَهْرِهِ، وَأذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرَائِصِهِ(4).


منها: يعني بها قوماً آخرين

زَرَعُوا الفُجُورَ، وَسَقَوْهُ الغُرُورَ، وَحَصَدُوا الثُّبُورَ(5)، لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّد(عليهم السلام)مِنْ هذِهِ الاُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً.

هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ اليَقِينِ، إِلَيْهمْ يَفِيءُ الغَالي(6)، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي، وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الوَصِيَّةُ وَالوِرَاثَةُ، الاْنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ.


____________

1. اللّجَأ ـ محرّكةً ـ: المَلاَذُ وما تلتجىء وتعتصم به.

2. العَيْبَةُ ـ بالفتح ـ: الوعاء.

3. المَوْئِلُ: المَرْجِع.

4. الفَرَائص: جمع فريصة، وهي اللحمة التي بين الجنب والكتف لاتزال تُرْعَدُ من الدابة.

5. الثّبُور: الهلاك.

6. الغالي: المبالغ، الذي يُجاوز الحد بالافراط.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 41
--------------------------------------------------------------------------------



[ 3 ]
ومن خطبة له (عليه السلام)
المعروفة بالشِّقْشِقِيَّة


[وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له]

أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها(1) فُلانٌ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ(2) دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً(3)، وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَد جَذَّاءَ(4)، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَة(5) عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ.


[ترجيح الصبر]

فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى(6)، فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذىً، وَفي الحَلْقِ شَجاً(7)، أرى تُرَاثي(8) نَهْباً، حَتَّى مَضَى الاَْوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بِهَا(9)إِلَى فلان بَعْدَهُ.

ثم تمثل بقول الاعشى:


شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا(10) * وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ


____________

1. تَقَمّصَها: لبسها كالقميص.

2. سَدَلَ الثوبَ: أرخاه.

3. طَوَى عنها كشحاً: مالَ عنها.

4. الجَذّاءُ ـ بالجيم والذال المعجمة ـ: المقطوعة.

5. طَخْيَة ـ بطاء فخاء بعدها ياء، ويثلّثُ أوّلها ـ: ظلمة.

6. أحجى: ألزم، من حَجِيَ بهِ كرَضيَ: أُولِعَ به ولَزِمَهُ.

7. الشّجَا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه.

8. التراث: الميراث. 9. أدْلَى بها: ألقى بها.

10. الكُور ـ بالضم ـ: الرّحْل أوهو مع أداته.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 42
--------------------------------------------------------------------------------

فَيَا عَجَباً!! بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُها(1) في حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لاخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ـ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا(2) ! ـ فَصَيَّرَهَا في حَوْزَة خَشْنَاءَ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا(3)، وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ(4)[فِيهَا] وَالاْعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ(5)، إِنْ أَشْنَقَ(6) لَهَا خَرَمَ(7)، وَإِنْ أَسْلَسَ(8) لَهَا تَقَحَّمَ(9)، فَمُنِيَ

____________

1. يَسْتَقِيلها: يطلب إعفاءه منها.

2. تشطرا ضرعيها: اقتسماه فأخذ كلّ منهما شطراً، والضرع للناقة كالثدي للمرأة.

3. كَلْمُها: جرحها، كأنه يقول: خشونتها تجرح جرحاً غليظاً.

4. العِثار: السقوط والكَبْوَةُ.

5. الصّعْبة من الابل: ما ليستْ بِذَلُول.

6. أشْنَقَ البعير وشنقه: كفه بزمامه حتى ألصق ذِفْرَاه (العظم الناتىء خلف الاذن) بقادمة الرحل.

7. خرم: قطع.

8. أسْلَسَ: أرخى.

9. تَقَحّمَ: رمى بنفسه في القحمة أي الهلكة.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 43
--------------------------------------------------------------------------------

النَّاسُ(1) ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ بِخَبْط(2) وَشِمَاس(3)، وَتَلَوُّن وَاعْتِرَاض(4).

فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ، وَشِدَّةِ الِْمحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَة زَعَمَ أَنَّي أَحَدُهُمْ. فَيَاللهِ وَلِلشُّورَى(5)! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الاَْوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هذِهِ النَّظَائِرِ(6)! لكِنِّي أَسفَفْتُ(7) إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا(8) رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِه(9)، وَمَالَ الاْخَرُ

____________

1. مُنيَ الناسُ: ابتُلُوا وأُصيبوا.

2. خَبْط: سير على غير هدى.

3. الشِّماس ـ بالكسر ـ: إباء ظَهْرِ الفرسِ عن الركوب.

4. الاعتراض: السير على غير خط مستقيم، كأنه يسير عَرْضاً في حال سيره طولاً.

5. أصل الشّورى: الاستشارة، وفي ذكرها هنا إشارة إلى الستة الذين عيّنَهم عمر ليختاروا أحدهم للخلافة.

6. النّظَائر: جمع نَظِير أي المُشابِه بعضهم بعضاً دونه.

7. أسَفّ الطائر: دنا من الارض.

8. صَغَى صَغْياً وَصَغَا صَغْواً: مالَ.

9. الضِّغْنُ: الضّغِينَة والحقد.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 44
--------------------------------------------------------------------------------

لِصِهْرهِ، مَعَ هَن وَهَن(1).

إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ(2) بَيْنَ نَثِيلهِ(3) وَمُعْتَلَفِهِ(4)، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ(5) مَالَ اللهِ خَضْمَ الاِْبِل نِبْتَةَ(6) الرَّبِيعِ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ(7)، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ(8)، وَكَبَتْ(9) بِهِ بِطْنَتُهُ(10).


____________

1. مع هَن وَهَن: أي أغراض أخرى أكره ذكرها.

2. نافجاً حضْنَيْه: رافعاً لهما، والحِضْن: ما بين الابط والكَشْح، يقال للمتكبر: جاء نافجاً حِضْنَيْه.

3. النّثِيلُ: الرّوْثُ وقذَر الدوابّ.

4. الـمُعْتَلَفُ: موضع العلف.

5. الخَضم: أكل الشيء الرّطْب.

6. النِّبْتَة ـ بكسر النون ـ: كالنبات في معناه.

7. انْتَكَثَ عليه فَتْلُهُ: انتقض.

8. أجهزَ عليه عملُه: تَمّمَ قتله.

9. كَبَتْ به: من كبابِه الجوادُ: إذا سقط لوجهه.

10. البِطْنَةُ ـ بالكسر ـ: البَطَرُ والاشَرُ والتّخْمة.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 45
--------------------------------------------------------------------------------



[مبايعة علي(عليه السلام)]

فَمَا رَاعَنِي إلاَّ وَالنَّاسُ إليَّ كَعُرْفِ الضَّبُعِ(1)، يَنْثَالُونَ(2) عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِب، حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الحَسَنَانِ، وَشُقَّ عِطْفَايَ(3)، مُجْتَمِعِينَ حَوْلي كَرَبِيضَةِ الغَنَمِ(4).

فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالاَْمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ(5)، وَمَرَقَتْ أُخْرَى(6)، وَفَسَقَ [وقسط ]آخَرُونَ(7) كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (تِلْكَ الدَّارُ الاخِرَةُ نَجْعَلُهَاِللَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً في الاَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، بَلَى! وَاللهِ لَقَدْ

____________

1. عُرْفُ الضّبُع: ماكثر على عنقها من الشعر، وهو ثخين يُضرب به المثل في الكثرة والازدحام.

2. يَنْثَالون: يتتابعون مزدحمين.

3. شُقّ عطفاه: خُدِشَ جانباه من الاصطكاك.

4. رَبيضَةُ الغنم: الطائفة الرابضة من الغنم.

5. نَكَثَتْ طَائفة: نَقَضَتْ عهدَها، وأراد بتلك الطائفة الناكثة أصحابَ الجمل وطلحةَ والزبيرَ خاصة.

6. مَرَقَتْ: خَرَجَتْ، وفي المعنى الديني: فَسَقَتْ، وأراد بتلك الطائفة المارقة الخوارج أصحاب النّهْرَوَان.

7. قَسَطَ آخرون: جاروا، وأراد بالجائرين أصحاب صفين.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 46
--------------------------------------------------------------------------------

سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتَ الدُّنْيَا(1) في أَعْيُنِهمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا(2)!

أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ(3)، لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ(4)، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ(5)، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا(6) عَلَى كِظَّةِ(7) ظَالِم، وَلا سَغَبِ(8) مَظْلُوم، لاََلقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا(9)، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلاََلفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز(10)!


____________

1. حَلِيَتِ الدنيا: من حَليتِ المرأهُ إذا تزيّنَت بِحُلِيّها.

2. الزِبْرِجُ: الزينة من وَشْي أوجوهر.

3. النَسَمَة ـ محركة ـ: الروح وهي في البشر أرجح، وبَرَأها: خلقها.

4. أراد «بالحاضر» هنا: من حضر لِبَيْعَتِهِ.

5. أراد «بالناصر» هنا: الجيش الذي يستعين به على إلزام الخارجين بالدخول في البيعة الصحيحة.

6. ألاّ يُقَارّوا: ألاّ يوافقوا مُقرّين.

7. الكِظّةُ: ما يعتري الاكل من الثّقَلِ والكَرْب عند امتلاء البطن بالطعام، والمراد استئثار الظالم بالحقوق. 8. السَغَب: شدة الجوع، والمراد منه هضم حقوقه.

9. الغارب: الكاهلُ، والكلام تمثيلٌ للترك وإرسال الامر.

10. عَفْطَة العَنْز: ما تنثره من أنفها. وأكثر ما يستعمل ذلك في النعجة وإن كان الاشهر في الاستعمال «النّفْطَة» بالنون.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 47
--------------------------------------------------------------------------------

قالوا: وقام إِليه رجل من أهل السواد(1) عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً، فأقبل ينظر فيه، فلمّا فرغ من قراءته قال له ابن عباس: يا أميرالمؤمنين، لو اطَّرَدت مَقالتكَ(2) من حيث أَفضيتَ(3)! فَقَالَ(عليه السلام):

هَيْهَاتَ يَابْنَ عَبَّاس! تِلْكَ شِقْشِقَةٌ(4) هَدَرَتْ(5) ثُمَّ قَرَّتْ(6)!

قال ابن عباس: فوالله ما أَسفت على كلام قطّ كأَسفي على ذلك الكلام أَلاَّ يكون أميرالمؤمنين(عليه السلام)بلغ منه حيث أراد.

قوله (عليه السلام) في هذه الخطبة: «كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم» يريد: أنه إذا شدد عليها في جذب الزمام وهي تنازعه رأسها خرم أنفها، وإن أرخى لها شيئاً مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها، يقال: أشنق الناقة: إذا جذب رأسها بالزمام فرفعه، وشنقها أيضاً، ذكر ذلك ابن السكيت في «إصلاح المنطق».

وإنما قال(عليه السلام): «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها»، لانه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها»، فكأنه(عليه السلام)قال: إن رفع لها رأسها بالزمام يعني أمسكه عليها.

وفي الحديث: أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) خطب الناس وهو عل ناقة قد شنق لها وهي تقصع بجرّتها.

ومن الشاهد على أنّ أشنق بمعنى شنق قول عدي بن زيد العبادي:


ساءها ما بنا تبيّن في الايدي * وأشناقها إلى الاعناقِ


____________

1. السّوَاد: العراق، وسُمّيَ سواداً لخضرته بالزرع والاشجار، والعرب تسمي الاخضر أسود.

2. اطّرَدَتْ مقالتك: أُتْبِعَتْ بمقالة أُخرى، من اطّراد النهر إذا تتابع جَرْيُهُ.

3. أفْضَيْتَ: أصل أفضى: خرج إلى الفضاء، والمراد هنا سكوت الامام عماكان يريد قوله.

4. الشّقْشِقَةُ ـ بكسر فسكون فكسر ـ: شيء كالرّئَهِ يخرجه البعير من فيه إذا هاج.

5. هَدَرَتْ: أَطْلَقَتْ صوتاً كصوت البعير عند إخراج الشِقْشِقَةِ من فيه، ونسبة الهدير إليها نسبة إلى الالة.

6. قَرّتْ: سكنت وَهَدَأتْ.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 48
--------------------------------------------------------------------------------



[ 4 ]
ومن خطبة له (عليه السلام)


[وهي من أفصح كلامه(عليه السلام)، وفيها يعظ الناس ويهديهم من ضلالتهم، ويقال: إنه خطبها بعد قتل طلحة والزبير]

بِنَا اهْتَدَيْتُمْ في الظَّلْمَاءِ، وَتَسَنَّمْتُمُ العلْيَاءَ(1)، وبِنَا انْفَجَرْتُم عَنِ السِّرَارِ(2)، وُقِرَ(3) سَمْعٌ لَمْ يَفْقَهِ الوَاعِيَةَ(4)، كَيْفَ يُرَاعِي النَّبْأَةَ(5) مَنْ أَصَمَّتْهُ الصَّيْحَةُ؟

____________

1. تَسَنّمْتم العلياءَ: ركبتم سَنامها، وارتقيتم إلى أعلاها.

2. السِّرار ـ ككتاب ـ: آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر، وهو كناية عن الظلام.

3. وُقِرَ: صُمّ.

4. الواعية: الصارخة والصراخ نفسه، والمراد هنا العِبرَة والمواعظ الشديدة الاثر ووُقِرَتْ أُذُنُهُ فهي مَوْقُورة، وَوَقِرَت كسَمِعَتْ: صُمّتْ، دعاء بالصّمَم على من لم يفهم الزواجر والعبر.

5. النّبْأة: الصوت الخفي.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 49
--------------------------------------------------------------------------------

رُبِطَ جَنَانٌ(1) لَمْ يُفَارِقْهُ الخَفَقَانُ.

مَا زِلتُ أَنْتَظِرُ بِكُمْ عَوَاقِبَ الغَدْرِ، وَأَتَوَسَّمُكُمْ(2) بِحِلْيَةِ الـمُغْتَرِّينَ(3)، سَتَرَني عَنْكُمْ جِلْبَابُ الدِّينِ(4)، وَبَصَّرَنِيكُمْ صِدْقُ النِّيَّةِ، أَقَمْتُ لَكُمْ عَلَى سَنَنِ الحَقِّ في جَوَادِّ الـمَضَلَّةِ(5)، حيْثُ تَلْتَقُونَ وَلا دَلِيلَ، وَتَحْتَفِرُونَ وَلا تُميِهُونَ(6).

اليَوْمَ أُنْطِقُ لَكُمُ العَجْمَاءَ(7) ذاتَ البَيَان! عَزَبَ(8) رَأْيُ امْرِىء تَخَلَّفَ

____________

1. رُبط جنانه رِباطةً ـ بكسر الراء ـ: اشتدّ قلبه.

2. أتَوَسّمُكُم: أتَفَرّس فيكم.

3. حِلْيَةُ المغتَرّينَ: أصل الحِلْية الزينة، والمراد هنا صفة أهل الغرور.

4. جِلْبَاب الدّين: ما لبسوه من رسومه الظاهرة.

5. جَوَادّ الـمَضَلّة: الجوادّ جمع جادّة وهي الطريق. والمضَلّة ـ بفتح الضاد وكسرها ـ: الارض يضل سالكها.

6. تُميهُون: تجدون ماءً، من أماهوا أرْكِيَتَهُمْ: أنْبَطُوا ماءها.

7. العَجْماء: البهيمة، وقد شبه بها رموزه وإساراته لغموضها على من لا بصيرة لهم.

8. عَزَبَ: غاب، والمراد: لا رأي لمن تخلّف عني.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 50
--------------------------------------------------------------------------------

عَنِّي، مَا شَكَكْتُ في الحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ! لَمْ يُوجِسْ مُوسَى خِيفَةً(1) عَلَى نَفْسِهِ، أَشْفَقَ مِنْ غَلَبَةِ الجُهَّالِ وَدُوَلِ الضَّلالِ! اليَوْمَ تَوَاقَفْنَا(2) عَلَى سَبِيلِ الحَقِّ وَالباطِلِ، مَنْ وَثِقَ بِمَاء لَمْ يَظْمَأْ!


[ 5 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وخاطبه العباس وأبوسفيان في أن يبايعا له بالخلافة


[وذلك بعد أن تمّت البيعة لابي بكر في السقيفة، وفيها ينهى عن الفتنة ويبين عن خلقه وعلمه]


[النهي عن الفتنة]

أَيُّها النَّاسُ، شُقُّوا أَمْوَاجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ، وَعَرِّجُوا عَنْ طَريقِ الـمُنَافَرَةِ، وَضَعُوا تِيجَانَ الـمُفَاخَرَةِ.

أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاح، أوِ اسْتَسْلَمَ فَأَراحَ، مَاءٌ آجِنٌ(3)، وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا، وَمُجْتَنِي الَّثمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا(4) كالزَّارعِ بِغَيْرِ أَرْضِهِ.


[خلقه وعلمه]


____________

1. لم يُوجِسْ موسى خِيفةً: لم يستشعر خوفاً، أخْذاً من قوله تعالى: (فأوْجَسَ في نَفْسِهِ خِيفةً موسى)

2. تَوَاقَفْنا: تلاقَيْنَا وتقابَلْنَا.

3. الاجِنُ: المتغير الطعم واللون، لا يستساغ، والاشارة إلى الخلافة.

4. إينَاعُها: نضجها وإدراك ثمرها.



توقيع : hassan.khalifa
من مواضيع : hassan.khalifa 0 بــاك ..
0 طفل حسيني ... ( بعدستي )
0 عدنــــــا بعد طول غيبة ..!!
0 لجنة احتفالات سيهات_مولد الرسول_باستضافة صلاح رمضان
0 الرادود الكبير صلاح الرمضان في استضافة لجنة احتفالات سيهات
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:38 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية