السلام عليك يا أنيس النفوس وشمس الشموس المدفون في أرض طوس الامام السلطان علي بن موسى الرضا ورحمة الله وبركاته
ينقل عن رجل فقير كان أعمى، يتسول عند باب روضة الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم (عليهما السلام)، وشقيق المعصومة (عليها السلام)، ويسأل الناس وعند ازدحام الزوار كان يفرح ويسترق السمع من هنا وهناك ليحصل على صدقات أكثر من الناس... وذات يوم مزدحم وبينما كان يتسول من الناس ويسترحمهم لفقدان بصره، أحس برجل مسك على عضده بقوة وسأله: يا عم أخبرني كم سنة مضت عليك وأنت أعمى؟؟!
فقال: أربعون سنة.
وأعاد الرجل السؤال... وكم مضت عليك وأنت تمتهن التسول؟.
أجاب عشرون سنة.
قال الرجل مستغرباً.. عشرون سنة أنت على باب روضة هذا الإمام... ولم تسأل من الله شفاء عينيك ببركة هذا الإمام (عليه السلام)؟.
أجاب: لا.
قال الرجل: انتبه لما أقول.. أنا نادر شاه ملك إيران؟ سأدخل الروضة المباركة فأزور الإمام (عليه السلام) وأعود إليك... ولو رأيتك عند رجوعي ما زلت أعمى العينين سأضرب عنقك.. ثم تركه تحت الحراسة وتوجه نحو الروضة المباركة...
وهنا وجّه الرجل الأعمى قلبه بكل صدق وإخلاص إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وهو يتوسل إلى الله ويطلب شفاء عينيه ببركة الإمام الرضا (عليه السلام)... لأنه كان يعرف أن نادر شاه ينفذ ما يقول.. وأنه سيقتل بعد لحظات.
وفعلاً.. رجع نادر شاه بعد الزيارة وقال له: ماذا صنعت؟؟ وإذا بالرجل الأعمى ارتد بصير!! وقال: رد الله بصري ببركة هذا الإمام العظيم الرؤوف.
فقال له الملك: إنك ما استطعت أن تسترد بصرك طوال عشرين سنة لأنك ما كنت صادقاً ومخلصاً في طلبك... والآن طلبت من أعماق قلبك خوفاً من القتل فشفع لك هذا الإمام عند ربك ورد إليك بصرك... ثم أمر نادر شاه له بمال وفير وانصرف عنه.
وهكذا فلو قصد الإنسان ربه ودق بابه بصدق وإخلاص... يستجيب الله جل وعلا ويقضي حاجته بإذنه تعالى