|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 7744
|
الإنتساب : Aug 2007
|
المشاركات : 1,264
|
بمعدل : 0.20 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
وفاء
بتاريخ : 30-04-2008 الساعة : 09:12 PM
توقف قليلا عند الباب, ثم قبّل ابنه الصغير, و خرج مسرعاً وفي عينيه دمعة يجاهد في إخفائها, ركب السيارة ولا يعلم أين يذهب؟ توقف عند البحر يبث همومه ويشتكي أوجاعه.. أحس بأن كل نسمة من نسماته العليلة تكتم أنفاسه, وتعيده إلى نقطة الوجع العصيّ على النسيان. لم يأسره جمال منظر الغروب كما كان! بل على العكس تمامًا, راح مغمضًا وارتمى في حضن الرمال الدافئة وتنهد بعمق, وخيال زوجته الأثيرة إلى قلبه يأسره, ويترك حياته بين شوقٍ دائمٍ وحنينٍ لا ينقطع.
في لحظات الوجع التي تراود قلبه بالذكريات, تذكّر حينما قالت له بأنفةٍ وكبرياء :إذا كنت رجلاً طلقني؟! تذكّر حينما انتفض من هذه الكلمة, وهو لا يعلم ـ هذه المّرة ـ سر إصرارها على الطلاق, وسرّ الارتماء الذي كان تحت قدميه وتوسلاتها المريبة الحارة!
كانت عينيه التي يبصر بها على العالم, وقطيفته المخملية التي يتوارى بين جنباتها, ويستمد منها الدفء والأمان, كانت كلّ شيءٍ تقريبًا, ثمّ صارت لاشيء!
تواترت الذكريات الأليمة التي عاش تفاصليها في الفراق, وتلك الرعشة التي سرت في أوصاله بعد لفظ الطلاق الذي ولد بألمٍ ومخاضٍ شديد, رغم أنّه كان يعلم أنانيتها الباردة في العواطف والمشاعر, ويعلم طلباتها التي أرهقت كاهله بالديون, وحجم تكرار الكماليات التي بلغت أهميةً تصل إلى حد الطلاق!
تذكّر إصرارها على الانفصال وبكاءها المريب, على الخلاف المفتعل.. تذكّر الشرود والتوتر والإدعاء بالإرهاق, تذكّر حتى باغتته النوارس المحيطة بالبحر وهي تغادر. نظر إلى السماء وكأنه بدأ يتتبع بزوغ نجمة فيها .. لا يعلم كم مر عليه من الوقت هنا ؟ . ألقى
نظرة أخيرة على البحر ثم أنصرف ..شدّه الشوق والحنين إليها .. تساءل في نفسه ترى هل أخذت بقية متاعها وغادرت المنزل؟ أم أنّها ظلت في دوامة الندم المفاجئ وصحوة الضمير؟ تساءل حتى حمله السؤال إلى البيت مسرعًا. دخل والصمت عنوان للمكان, اقترب من غرفة النوم.. رأى بصيصَ ضوءٍ من تحت الباب.. وشمّ رائحة فوّاحة .. أحس بوجيب شديد في قلبه ..فتح الباب ..وتقدم قليلاً ..وعلى طاولة دائرية ذات مفرش أبيض رأى شمعة تجاهد لتضيء المكان وباقة عطرية لزهور الخزامى.. وورقة بيضاء كُتب عليها: زوجي العزيز: لقد كنت مثالياً في حبك لي, لكني لا استطيع إسعادك!!!
منقوووول
|
|
|
|
|