|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 18459
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 88
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
من خطبه (ع) في التزهيد في الدنيا
بتاريخ : 26-05-2008 الساعة : 11:09 PM
ألا وإن الدنيا قد تصرمت(1) ، وآذنت(2) بانقضاء ، وتنكر(3) معروفها
وأدبرت(4) حذاء(5) ، فهي تحفز(6) بالفناء(7) سكانها ، وتحدو(8) بالموت جيرانها ، وقد أمر(9) ما كان حلواً(10) ، وكدر(11) منها ما كان صفواً(12) ،
فلم يبق منها إلا سملة(13) كسملة الإداوة(14) أو جرعة(15)
كجرعة المقلة(16) ، لو تمززها(17) الصديان(18) لم ينقع(19) .
فأزمعوا(20) عباد الله الرحيل عن هذه الدار المقدور(21) على أهلها الزوال
؛ ولا يغلبنكم(22) فيها الأمل ، ولا يطولن عليكم فيها الأمد(23)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) تصرمت : انقطعت وفنيت .
(2) آذنت : أعلمت .
(3) تنكر : جهل .
(4) أدبرت : ولت وذهبت . من أدبر : إذا جعله وراءه .
(5) حذاء : سريعة .
(6) تحفز : تسوق .
(7) الفناء : العدم ، الهلاك ، خلاف البقاء . قوله (ع) : ((فهي تحفز بالفناء
سكانها)) أي تسوقهم نحو الموت ، وما الانسان إلا مجموعة أيام ،
كلما مضى يوم مات منه جزء ، وهكذا ففي كل يوم موت لهذا الإنسان .
(8) تحدو : تسوق .
(9) أمر : الشيء صار مراً
(10) الحلو ، ضد المر : الطيب اللذيذ .
(11) كدر : تعكر وتغير لونه ، واختلط بما لا يستساغ شربه .
(12) صفواً : خالصاً نقياً
(13) السملة : البقية من الماء في الإناء . قوله (ع) (( فلم يبق منها إلا سملة)) هذا تحقير للدنيا ، إذ أنه لم يبق منها إلا شربة قليلة ، وبقية حقيرة .
شبه ما فيها ببقية الإناء الذي يتطهر به ، أو بما يتنازع عليه من الماء لقلته ،
بحيث يجعل لكل واحد قليل منه ، لو أراد أن يشربه لا يرويه ولا يطفئ غليله .
والدنيا بما فيها حقيرة إلى هذا المستوى .
(14) الإداوة : المطهرة ، الإناء يتطهر به .
(15) الجرعة من الماء : البلعة .
(16) المقلة ، بفتح الميم وتسكين القاف : حصاة يضعها السافرون في الإناء
ليعرف قدر مايشرب كل منهم .
(17) التمزز : الامتصاص قليلاً قليلاً .
(18) الصديان : العطشان .
(19) لم ينقع : لم يرو .
(20) أزمعوا : أعزموا .
(21) المقدور : المكتوب
(22) لا يغلبنكم : لا ينتصر عليكم و يقهركم .
(23) الأمد : الغاية .
|
|
|
|
|