|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 212
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 36
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
علي ابو تراب
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 23-09-2006 الساعة : 09:54 PM
الحلقة
(6)
كلنا يعرف ان حب الام لاولادها فطري ولكن حب الاولاد لابائهم وامهاتهم مكتسب ولهذا نجد احيانا كثيره ان هناك من لا يحسن لابويه وقد يذهب بعيدا ليقول لهما كلمات هي اكبر من اف بكثير
كانت العلاقه بين ام امجاد وابنها متوتره بعض الشئ حيث ان الام تريد لابنها دوما ان يكون هو الاحسن وان لا يخطا او على الاقل ان لا تكون سلبياته اكثر من ايجابياته ولكن امجاد كان شابا حرك ونشط وله علاقات متشعبه , قد يكون الامر طبيعي انما مع ام امجاد كان الامر مختلف فقد عانت من اجل اولادها الكثير حيث انها اخذت اولادها وهربت بهم الى ايران من بطش النظام المقبور لا اعاده الله لقد كانت تتمنى ان تحرك السفينه باسرع وقت كي تصل الى استراليا ...الى ابي امجاد الموجود هناك منذ سنوات كي ترمي عليه مسؤلية تحملتها كثيرا وهو ينتظرهم ان يصلوا اليه بلهفه لانه تعب من بعدهم عنه , لقد كانت ام امجاد تقضي يومها الطويل باندونيسيا بتدريس الاطفال مبادئ الانكليزي
A B C D
وكان الاطفال بالمقابل يحكون لها عن امالهم وطموحاتهم وعن ما يريدون ان يفعلوه عندما يصلوا الى استراليا فمنهم يريد ان يصنع كمبيوتر يستطيع من خلاله ان يرى اي واحد يريده , وكان هناك فتاة مشوهة الوجه كانت تريد ان تصل الى استراليا كي تعالج نفسها وتصبح فتاة سويه كي لا تخجل من نفسها حين تلعب مع الاطفال فكانت ام امجاد تجد امومتها معهم وجاءت ساعة الصفر ولملم الجميع اغراضهم وصعدوا السفينه وصعدت ام امجاد مع ابنها وجلست هي مع النساء وذهب امجاد مع الرجال ومر عليهم ما مر على غيرهم من مشاكل عندما صعدوا, فقررت ام امجاد ان تنزل وتترك السفينه ولكنها عادت وجلست عندما وجدت ان الفكره لم تروق لابنها وبعض الرجال الذين كانوا يحترموا ام امجاد باعتبارها امراه مثقفه مستوره عاقله عادت الى السفينه وهي غير مقتنعه اقتناع تام بان السفينه ممكن ان تصل, وابحرت وعندما انقلبت السفينه كان امجاد بعيدا عن امه ولكنه اخذ قلبها معه وترك قلبه معها .... اغمي على ام امجاد عندما ادركت ان لحضه الغرق حانت ولا توجد اي فرصه للنجاة ولكن الضاهر ان اغماءة ام امجاد لم يكفيها قطرات ماء كي تفيق فما كان من السفينه الا ان انقلبت في البحر وذلك بعد 5 دقائق من اغماءتها ....نزلت ام امجاد الى عمق البحر ولكن ثقل وزنها رفعها بنفس قوة فعل غرقها وفي اثناء ارتفاعها الى سطح البحر عادت السفينه الى الاعتدال بعد ان انقلبت وقد ساعدها ذلك على زيادة سرعه الطفو وطفت فعلا ام امجاد وبعد ان كان الصمت يعربد في اذنيها وهي في عمق البحر عاد صراخ الاطفال والنساء يتضح لها بعد ان ارتفعت الى اعلى ولكن ترى ما هو اول ما تفكربه, شئ فطري مثل حبها وجدت نفسها لا تفكر الا بامجاد غزت صورة امجاد راس امه منذ ان تنفست الهواء مره اخرى ..لم تكن ام امجاد تلبس نجاده تساعدها على الارتفاع ولكن الله اراد لها ان تنجو كانت تبحث عن اي شئ يساعدها على الاستمرار فوق سطح البحر ...كان الخشب الذي تكسر من السفينه المحطمه قريبا منها و لكن كان صعب عليها ان تصل لاي خشبه ...فما كان منها الا ان تمسكت بجثه امراه كان قد مررها الموج من امام ام امجاد ... ولانها تعرف ان الجثث تطفو بعد ان تغرق ولكن ليس طويلا لان الجثه قد تغرق من امسك بها اذا مر وقت طويل ... كانت ام امجاد تتكلم مع الجثه فقط كي تقضي على الخوف بل الرعب الذي تملكها كانت ام امجاد تطلب من المراة الميته ان تسامحها
-سامحيني خويه اذا كمشت بيج .. يمكن انت الله عز وجل وداج اليه حتى اتنقذيني انه اسفه لان ما اكدر اسويلج شي ولاني استغليت موتج بس شاسوي خويه ما عندي غير حل
بقيت ام امجاد تتكلم مع المراه الميته ولكنها في نفس الوقت تفكر في امجاد وتتمنى ان تسمع اي خبر عنه لم تكن ام امجاد لتستطيع ان تحرك او تدير نفسها بنفسها ,انما كان الموج هو الذي يحركها ويمشيها ويديرها اينما يشاء وهكذا كانت الامواج تبتعد بام امجاد وتقترب ... ويمر على المراه الحيه والمراه الميته الكثير من الاحياء والاموات وكانت ام امجاد تبحث بين الجثث وبين الناس على اي شئ يدل على ابنها ولم تتعب ولم تفقد الامل وكم كانت تطلب من الجثه التي كانت تتمسك بها ان تدعو الله ان ينجي ابنها حتى ولو كانت هي الضحيه ومرت ساعات وساعات وفجاه.. وكانها سمعت صوت ابنها صمتت لحضه .. كانت تتمنى لو ان البحر يموت هو وصوته للحضات فقط كي تتاكد من ان الصوت الذي سمعته هو صوت امجاد .. كبر املها ان تراه..ومر وقت بسيط وفجاه فاذا بها ترى امجاد امامها
-هله هله يمه شلونك
-انت شلونج يمه
-بعدك عدل
-بعدج عدله
-يمه ادور عليك بين الناس العدله والميته
-جنت خايف عليج واكول امي ما تتحمل كل هذا التعب
-الله نجاني يمه بس حتى اشوفك
-يمه سامحيني ارضي عني يمه انه اسف يمكن جنت مو خوش ولد وياج جنت ما اسمع كلامج يمه سامحيني وريحيني
-يمه اني هسه ما عندي غيرك تدري اخوتك بايران واختك بالاردن وما عندي غيرك شلون ما اسامحك وما احبك
-زين يمه اريد ابوسج شلون
-اني ما اكدر اعوف هاي المره انت تدري لااعرف اسبح ولااكدر افل ايدي واجيك
-ابقي اني اجيج يمه
-لا لا يمه اخاف عليك ابقى يمه ابقى
وهم في هذا الحوار جائت موجه مجنونه وابعدت الام عن ولدها اكثر وابعدت امجاد عن امه
-يمه لا تروحين يمه لا تغيبين عن عيني
-يمك انه يمه يمك
-يمه انه كلش خايف لا تروحين
ابتعدت ام امجاد ليس برغبتها ولا بارادتها مثلما التقت بابنها ليس بارادتها ابتعدت عن ولدها ولسان حالها يقول
عنك بعدني الموج واصرخ واناديك
وامشاهك وي الموت بس كون ادانيك
ابتعدا عن بعضهم وتفرقا وعادت ام امجاد الى الحديث مع جثة تلك المراه وعاد امجاد مع من اشترك معه في خشبه .. لقد شعرت ام امجاد بالتعب والارهاق الشديد وشعرت انها قد تفلت من الامساك بهذه المراه باي لحضه ومرت الساعات على ام امجاد تارة تموت كل الاصوات في اذنها فيموت احساسها بالحياة ويموت املها ان تعيش وترى ابنها مره اخرى حتى انها ايقنت ان الله منحها فرصه اخيره ان ترى امجاد ثم ستموت في اي لحضه فتشاهدت ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان عليا ولي الله وتهيات للموت وتخيلت نفسها وهي تموت وتضيع بين الامواج واولادها يبكون عليها ...ولكن الله يفعل ما يشاء ما هي الا لحضات حتى سمعت اصوات الاندونيسين الذين استلموا حقائب الانذار ..وفعلا اقتربوا من ام امجاد وهي غير مصدقه انها نجت وانها سوف ترى اولادها مره اخرى ...ومد الاندونيسين ايديهم كي ينقذوها واعطتهم يدها ورفعوها وما ان وضعت رجلها في القارب الصغير حتى صرخت ولدي امجاد ارجوكم انقذوه قال لها الاندونيسين ان الاوامر ان ينقذوا الاحياء فقط فقالت لهم ام امجاد ان ابني حي اؤاكد لكم ان امجاد حي فقط فروا للحضات وستجدوه ..لم يجدوا مانع من ان يفعلوا ما قالته لهم ام امجاد وفعلا ما ان فروا حول المكان حتى وجدوا مجموعه ناجيه اخرى وكان من ضمنهم امجاد ابن ام امجاد وكان اللقاء شئ غير طبيعي من البكاء والفرح
|
|
|
|
|