ايران يبلغ عدد سكانها 67 مليون نسمة، تقع في قارة آسيا يحدها بحر الخزر شمالاً والعراق غرباً وافغانستان وباكستان شرقاً والخليج جنوباً، وعاصمتها طهران، وحكومتها جمهورية اسلامية. يمثل المسلمون 8, 98% من السكان في ايران ، 91% من الشيعة و 8, 7% من أهل السنة ، والمسيحيون يمثلون 7, 0% ، واليهود 3, 0% والزرادشتيون 1, 0% ، ويمثل أتباع سائر الاديان الاخرى 1, 0% . وهي الدولة الشيعية الوحدية من بين الدول الإسلامية، ويوجد من غير الشيعة الاحناف والشوافع من الاكراد والبلوج والتركمان حيث لهم الحرية الكاملة في نشاطاتهم وحوزاتهم ولا يخضعون لأي ضغوطات ولهم ممثلون بالمجلس النيابي، وتوجد اقليات مذهبية ودينية اخرى مثل العلوية في كرمنشاه وقزوين وزنجان وطهران وكذلك الاسماعيلية في كرمان وخراسان، بالاضافة الى الصابئة وعبدة النار والزرادشتية.
تعتبر ايران من أوائل الدول التي دخل اليها الإسلام بعد الجزيرة العربية وذلك في منتصف القرن الاول الهجري، حيث استقبله الايرانيون بشكل واسع وتبدلت ثقافتهم الى ثقافة اسلامية في زمن وجيز وقدموا خدمات عظيمة للاسلام على طول التاريخ الإسلامي وتظهر بجلاء في علمائهم الذين احتلوا الصدراة من بين المسلمين وبكل اصناف العلوم من تاريخ وفلسفة وحديث وفقه وكلام وعرفان وادب.
كان دخول التشيع الى ايران منذ القدم وربما يقرن بدخول الإسلام اليها، ولكن اصبح ديناً ومذهباً رسمياً واعلن عنه في زمن العلامة الحلي حيث تشيع السلطان خدا بنده وذلك في القرن السابع الهجري واعلن التشيع المذهب الرسمي في ايران واقيمت الجمعة باسماء الائمة عليهم السلام وضربت السكة باسمائهم، وكما حدث في زمن الشاه اسماعيل الصفوي وذلك في القرن العاشر.
ويصح ان يقال ان ايران بلد مذهبي قولاً وعملاً حيث تكثر فيه المساجد والمدارس الدينية والحوزات العلمية والمراكز المذهبية والعديد من الاثار الإسلامية المقدسة وعلى رأسها مرقد الامام الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ثامن الائمة عند الشيعة في خراسان ومرقد السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) في قم المقدسة ومرقد عبد العظيم الحسيني في الري ، ولا توجد قرية في ايران تخلوا من مسجد وامام جماعة، وان الرأي الاول والاخير لرجال الدين المطاعين من قبل الشعب رغم تعدد قومياتهم.
ويتمتع هذا الشعب المسلم بعقيدة اسلامية قوية تتجلى بوضوح عند الرجال كما هي عند النساء، حيث تحيى جميع المناسبات الدينية من كافة قطعات الشعب وفي طول البلاد وعرضها والذي يدخل ايران في أيام عاشوراء يشاهدها قد اكتست ثوب العزاء.
وفي السنوات الاخيرة وبعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران واعلان المذهب الجعفري المذهب الرسمي في البلاد تألّق التشيع وارتفعت رايته في الافاق واخذ صوته يقرع مسامع الطغاة واعداء الدين بجهود علماء ومبلغي هذا البلد الذين اخذوا على عاتقهم نشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بعد انتصار ثورتهم والتي قادها الامام السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره) الذي يعتبر مجدد النهضة الإسلامية والشيعية بالخصوص في هذا العصر.
واصبحت ايران منبع الفكر الشيعي والبلد الناطق باسم التشيع والمدافع عن حقوق المسلمين والشيعة في هذا العالم، وبها يوجد الثقل الاكبر من علماء الدين ومراجع التقليد الشيعة فقد اصبحت قم المدينة المقدسة في ايران بؤرة التشيع والمركز الاول لطلبة العلوم الدينية الذين يتوافدون عليها من كل مكان وتعتبر حوزتها من أكبر الحوزات العلمية في العالم حيث يبلغ عددها في قم وحدها 50 حوزة بالاضافة الى ستة حوزات في طهران وثمان في مشهد وخمس في اصفهان وفي كل محافظة توجد حوزة مستقلة.
شكرا لكم على الاطلاع
منقووووول