[دكتورة زهراء]

الزهراء فاطمة عليها السلام في نصرة الحق وامام الحق عليه السلام فقد استثمرت الزهراء قضية فدك من اجل المطالبة بالحق المغصوب لامير المؤمنين عليه السلام وكان الدور الفاطمي يتلخص في ان تطالب الصديقة الخليفة الاول بما انتزعه منها من اموال وتجعل هذه المطالبة وسيلة للمناقشة في المسالة الأساسية واعني بها مسالة الخلافة وإفهام الناس بان اللحظة التي عدلوا فيها عن علي عليه السلام إلى ابي بكر كانت لحظه هوس وشذوذ وإنهم بذلك اخطئوا وخالفوا كتاب ربهم ووردوا غير شربهم ولما اختمرت الفكرة في ذهن فاطمة انتفضت لتصحح اوضاع الساعة وتمسح عن الحكم الاسلامي الذي وضعت قاعدته الاولى في السقيفة ، الوحل الذي تلطخ به عن طريق اتهام الخليفة الحاكم بالخيانة السافرة والعبث بكرامة القانون واتهام نتائج المعركة الانتخابية التي خرج منها ابو بكر خليفة مخالف الكتاب والصواب وقد توفرت في المقابلة الفاطمية ناحيتان لا تتهيئان للامام علي عليه السلام فيما لو وقف موقف قرينته عليها السلام

احدهما : ان الزهراء اقدر منه بظروف فجيعتها الخاصة ومكانتها من أبيها على استثارة العواطف وإيصال المسلمين بسلك من كهرباء الروح بابيها العظيم صلوات الله وسلامه عليه وأيامه الغراء وتجنيد مشاعرهم لقضاء أهل البيت

الاخرى :
انها مهما تتخذ لمنازعتها من اشكال فلم تكتسب لون الحرب المسلمة التي تتطلب زعيما يهيمن عليها ما دامت امرأة وما دام هارون النبوة الإمام عليه السلام في بيته محتفظا بالهدنة التي أعلنها حتى تجتمع الناس عليه ومراقبا للموقف ليتدخل فيه متى شاء متزعما للثورة اذا بلغت حدها الاعلى او مهدئ للفتنة اذا لم يتهيأ له الظرف الذي يريده ، فالزهراء بمقاومتها اما ان تحقق انتفاضا اجماعيا على الخليفة واما ان لا تخرج عن دائرة الجدال والنزاع ولا تجر الى فتنة وانشقاق ، إذاً فقد أراد الامام عليه السلام ان يسمع الناس يومئذ صوته من فم الزهراء ويبقى هو بعيدا عن ميدان المعركة ينتظر اللحظة المناسبة للاستفادة منها والفرصة التي تجعل منه رجل الموقف وأراد ايظا ان يقدم لغة القران كلها في المقابلة الفاطمية برهانا على بطلان الخلافة القائم وقد تم للامام ما اراد حيث عبرت الزهراء عليها السلام عن الحق العلوي تعبيرا واضحا فيه الوان من الجمال والنفال.