[عبد المحسن الباوي]

من منا أيها الاخوة الكرام لم يقرأ أو يسمع بحديث الكساء الشريف الذي تواترت الأحاديث بصحة سنده من كتب الفريقين ولكن من يتعامل مع هذا الحديث أصناف فمنهم من يقرأه للبركة دون تأمل ومنهم من يتدبر في المضامين العالية والقيم العقائدية الرفيعة التي احتواها هذا الحديث الشريف والفريق الثاني هو الجدير بالملاحظة التي أحببت التنبيه عليها ففي إحدى فقرات الحديث الشريف وانا هنا اعتمد على النص الموجود في مفاتيح الجنان للعلامة المحدث الشيخ عباس القمي-قده- وهو ينقله عن كتاب (عوالم العلوم)للشيخ (عبد الله بن نور الله البحراني) بسند صحيح عن جابر بن عبدالله الانصاري-رض- عن الزهراء-ع- إلى أن يقول( فقال الله عزوجل ياملائكتي ويا سكان سمواتي اني اشهدكم أني ما خلقت سماءاً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلك يدور ولا بحر يجري ولافلك يسري الا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء فقال جبرئيل-ع- ومن تحت الكساء يارب؟ فقال عزوجل:هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وابوها وبعلها وبنوها فقال جبرئيل أتأذن لي يارب أن اهبط الى الارض لأكون معهم سادسا فقال عزوجل نعم قد أذنت لك00الى آخر الحديث الشريف) هنا أود أن أكون في خدمة أخوتي المؤمنين في الوقوف عند نقطتين غاية في الأهمية حوتهما الفقرات التي استشهدنا بها اعلاه :
1-ارتباط الزهراء -ع- بالعالم العلوي بحيث سمعت هذا الحوار الملكوتي بين رب العزة جل وعلا وبين الملائكة عامة جبرئيل خاصة وهذا ان دل على شيء فانما يدل على عظمة وعلو شأن مولاتنا الزهراء -ع-وانها حقا كما قال ابوها النبي الأعظم-ص-(حوراء انسية) فتأمل يرحمك الله
2-نلاحظ في جواب الله تبارك وتعالى لجبرئيل-ع- حين سأله عزو جل عمن تحت الكساء أنه عز اسمه جعل الزهراء-ع- محور بيت العصمة والنبوة حيث بدأ بها وفرع منها باقي الخمسة-ص- فقال (هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هم فاطمة وابوها وبعلها وبنوها) وفي ذلك ما فيه من علو الشأن وعظيم المنزلة فتأمل في ذلك أيضا يرحمك الله
هذه قطرة بل دون القطرة من بحر مناقبها سلام الله عليها ونسألكم الدعاء