[عبد المحسن الباوي]

رب سائل يسأل لماذا أكد الدين الحنيف من خلال القرآن و أحاديث الرسول الأعظم-ص- وأهل البيت الأطهار-ع- على رعاية الأولاد لحقوق الوالدين وبرهم أكثر من حث الوالدين على رعايةاولادهم والجواب هو أن المرء بطبعه يرعى ذريته ويحرص عليهم بحكم الفطرة وهذا لايعنيأن الإسلام قد أغفل بيان ما للأولاد من حقوق على آباءهم كيف وهو الدين الكامل الذيختمت به الأديان والشرائع فقد جاء من الروايات الواردة بهذا الشأن من النبي الأعظم-ص- وأهل بيت العصمة-ع- الشيء الكثير منها الحديث الشريف(من حق الولد علىوالده ثلاثة:-أن يختار له الأم الصالحة وأن يختار له الأسم الحسن وأن يعلمه القرآن) وكذا قوله-ص-(رحم الله امرءاً أعان ولده على بره ،قيل وكيف ذاك يا رسول الله؟! قال-ص-: أن يقبل معذوره وأن يتجاوز عن معسوره وأن لايكلفه بما لايطيق)ولا يخفى مافي هذا الحديث الشريف من مضامين عالية ومعانٍ سامية، حري بكل مسلم ومؤمن بل وكلإنسان لأن ديننا الحنيف دين الإنسانية جمعاء نعم حري بهم أن يتأملوا فيها حتى لايغفلوا هذا الجانب المهم حيث جاء في بعض الروايات أن الأولاد يأتون يوم القيامة وهممتعلقين بأذيال أبآءهم وهم ينادون ربنا خذ لنا من هذا الذي ظلمنا!! فيأتيهم النداءألم يطعمكم؟ أم يكسكم؟ قالوا :بلى ولكنه لم يحسن أدبنا، وفقنا الله وإياكم لمراضيهوجنبنا معاصيه وحشرنا وإياكم مع محمد وآل محمد-ص- ورزقنا السير على نهجهم لما فيهخير الدنيا والآخرة