|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 22423
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 27
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
أبو سفيان
بتاريخ : 20-09-2008 الساعة : 03:37 PM
الهوية الشخصية أبو سفيان : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي ، وهو والد يزيد ومعاوية وغيرهما ، له كنية أخرى : أبو حنظلة .
تزوج من هند بنت عتبة المشهورة في مكة ، روى حديثا واحدا .
الولادة : ولد قبل الفيل بعشر سنين وكان تاجرا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من أرض العجم ، وكان يخرج أحيانا بنفسه ( 1 ) .
مذهب أبي سفيان في الجاهلية : كان أكثر العرب في الجاهلية يعبدون الأصنام ليقربوهم إلى الله زلفى ، فرغم عبادتهم للأصنام وغيرها إلا أنهم كانوا يعتقدون بوجود الخالق ، أما أبو سفيان فكان له مذهب خاص وهو الزندقة .
قال المقريزي فيه : " وكان كهفا للمنافقين ، وأنه كان في الجاهلية زنديقا ( 2 ) .
( 1 ) أسد الغابة : 6 / 148 .
( 2 ) كتاب النزاع والتخاصم : 54 .
والزنديق كما في لسان العرب ( 1 ) : " القائل ببقاء الدهر " وقد قالوا ما قال القرآن عنهم ( ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) ( 2 )
ونستطيع أن نقول : هو القائل بأزلية العالم ويسمى ملحدا ودهريا ، فهذا هو مذهب أبي سفيان في الجاهلية ، وقد تعجب من هذا ، ولكن سيزداد عجبك إذا عرفت أن هذا الاعتقاد بقي مسيطرا على أبي سفيان حتى بعد إسلامه .
معاداة أبي سفيان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : كان أبو سفيان على رأس المحاربين للنبي والإسلام ، ومظاهر عدائه كثيرة ، فقد مشى ( 3 ) مع جمع من رجال قريش إلى أبي طالب قائلين له : إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه ، إلخ ( 4 ) .
وهو أحد المجتمعين بدار الندوة الذين تفرقوا على رأي أبي جهل من أخذ يؤخذ من كل قبيلة شاب فتى جليد نسيب وسط ، ثم يعطي كل منهم سيفا صارما فيعمدوا إلى رسول
* ( هامش ) *
( 1 ) لسان العرب : 6 / 91 .
( 2 ) الجاثية : 24 .
( 3 ) الغدير : 3 / 355 - 356 ، 10 / 114 .
( 4 ) سيرة ابن هشام : 1 / 283 ، 2 / 58 . ( المؤلف ) . ( * )
الله فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه ( 1 ) .
وقد أنفق على جيش المشركين في أحد أربعين أوقية ذهبا ، وكل أوقية اثنان وأربعون مثقالا ، وقاد بنفسه جيش المشركين ، وقتل ( 2 ) من خيار أصحاب رسول الله سبعين ما بين مهاجرين وأنصاري ، منهم أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه .
وقاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الخندق أيضا ، وكتب إليه : باسمك اللهم أحلف باللات والعزى وساف ونائلة وهبل ، لقد سرت إليك أريد استئصالكم ، فأراك قد
اعتصمت بالخندق ، فكرهت لقائي ، ولك مني كيوم أحد ، وبعث بالكتاب مع أبي سلمة الجشمي ، فقرأه للنبي أبي بن كعب رضي الله عنه فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم : " قد أتاني كتابك ، وقديما غرك - يا أحمق بني غالب وسفيههم - بالله الغرور ، وسيحول الله بينك وبين ما تريد ، ويجعل لنا العاقبة ، وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى وساف ونائلة وهبل يا سفيه بني غالب " .
ولم يزل يحاد الله ورسوله ، حتى سار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفتح
* ( هامش ) *
( 1 ) سيرة ابن هشام : 2 / 126 . ( المؤلف ) .
( 2 ) هذا كلام المقريزي في " النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم " ص 52 و 53 نقله الأميني رحمه الله عنه . ( * )
____________________25_______________________ مكة ( 1 ) .
إسلامه : لم يكن إسلام أبي سفيان عن رغبة واختيار ، بل عن رهبة واضطرار وهذا ما تثبته لنا قصة إسلامه .
فحين توجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفتح مكة أتى ( 2 ) العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بأبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أردفه ، وذلك أنه كان
صديقه ونديمه في الجاهلية ، فلما دخل به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سأله أن يؤمنه ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له : " ويلك يا أبا سفيان ألم يأن لك
أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ " ، فقال : بأبي أنت وأمي ما أوصك وأجملك وأكرمك ! والله لقد ظننت أنه لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا .
فقال : " يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ " .
فقال : بأبي أنت وأمي ما أوصك وأجملك وأكرمك ، أما هذه ففي النفس منها شئ !
فقال له العباس : ويلك اشهد بشهادة الحق قبل أن تضرب عنقك ، فشهد وأسلم .
فهذا حديث إسلامه كما ترى ، واختلف في حسن إسلامه فقيل : إنه شهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكانت الأزلام معه يستقسم بها ، وكان
* ( هامش ) *
( 1 ) انتهى نص الغدير : 3 / 356 .
( 2 ) الغدير : 3 / 356 والكلام منقول عن " النزاع والتخاصم " . ( * )
كهفا للمنافقين ، وإنه كان في الجاهلية زنديقا ( 1 ) .
أجل ، العباس يقول له : " ويلك اشهد بشهادة الحق قبل أن تضرب عنقك ، فشهد وأسلم " فقد أسلم تحت التهديد خوفا على حياته وهو مصداق لقوله تعالى : ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا ) ( 2 ) .
فلم يكن إسلامه عن اطمئنان وقناعة .
قال ابن عبد البر بعد أن أورد قوله أبي سفيان : ما أدري ما جنة ولا نار ، وله أخبار من نحوه هذا رديئة ذكرها أهل الأخبار ، ولم أذكرها ، وفي بعضها يدل على أنه لم يكن إسلامه سالما " ( 3 ) .
وقد قال علقمة فيه ( 4 ) :
إن أبا سفيان من قبله * لم يك مثل العصبة المسلمة
لكنه نافق في دينه * من خشية القتل على المرغمة
بعدا لصخر مع أشياعه * في جاحم النار لدى المضرمة ( 5 )
* ( هامش ) *
( 1 ) انتهى نص الغدير ونص " النزاع والتخاصم " 3 / 356 وراجع : الإستيعاب بهامش الإصابة : 4 / 86 .
( 2 ) غافر : 84 .
( 3 ) الإستيعاب بهامش الإصابة : 4 / 87 - 88 .
( 4 ) الغدير : 3 / 355 .
( 5 ) كتاب نصر بن مزاحم في حرب صفين : ص 195 . ( المؤلف ) . ( * )
ولما هم أبو سفيان أن يسلم كتب ابنه معاوية إليه شعرا ينهاه عن ذلك ، وقال :
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا خالي وعمي وعم الأم ثالثهم * وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا لا تركنن إلى أمر يكلفنا * والراقصات به في مكة الخرقا فالموت أهون من قول العداة : لقد * حاد ابن حرب عن العزي إذا فرقا ( 1 )
|
|
|
|
|