قصد العلامة المقدس السيد مهدي بحر العلوم الكبير -صاحب الكرامات المشهورة و الذي عُرف عنه أنه كان كثيرا ما يلتقي بالإمام المهدي عليه السلام- زيارة سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وبعدها قصد حرم أبي الفضل العباس لزيارته عليه السلام ، فاستقبله سادن الحرم آنذاك وبالغ في احترامه و إكرامه حيث فتح له باب السرداب الذي يقع تحت الضريح المطهر ليريه القبر الحقيقي للمولى العباس عليه السلام .
نزل المقدس بحر العلوم في السرداب و تبعه بعض من حاشيته وتلاميذه وهم باكون منتحبون ، الى ان وصلوا الى حيث القبر الشريف ، فشاهدوا أن البنية التي على قبر أبي الفضل صغيرة لا تتلآئم و جسم العباس عليه السلام
فتعجب هو والذين دخلوا معه ، فسأله أحدهم وهو من المقربين إليه قائلاً: كان أبو الفضل العباس عليه السلام طويل القامة ضخم البدن بحسب الأخبار، وكان يركب الخيل المطهمة ورجلاه تخطان الأرض، و هذا القبر لا يلآئم الحجم الموصوف لابي الفضل العباس فلأي علة قبره هكذا صغير ؟ .
تحير المقدس السيد مهدي بحر العلوم في الاجابة وقال : لا أدري علََّّ فيه لغز لا نعرفه !
وفي الليلة التالية و بينما كان السيد مهدي بحر العلوم نآئما ، رأى فيما يرى النائم جدته فاطمة الزهراء عليها السلام قد جاءت لزيارته ، فأكرمها و أجلسها في مجلسه ثم جلس بجوارها كما يجلس الخادم عند سيده فسألها : أماه يافاطمة سؤال حيرني ؟!
فأجابته: بني و ماذاك السؤال الذي شغل بالك ؟
فقال : أماه عمي ابو الفضل العباس كان معروفا بطوله حتى قيل انه اذا أمتطى جواده خطت قدماه بالارض لكني عندما زرته وجدت حجم قبره صغيرا لا يحاكي طوله ؟
فتأوهت فاطمة الزهرآء و سالت عبرتها و أجابت : ولدي يا مهدي إن جسم عمك العباس تلقى الطعنات تلو الطعنات و الضربات تلو الضربات حتى أصبح قطعا مهشمة ، فلما جآء و لدي السجاد عليه السلام و بنو أسد لدفنه تعذر عليهم تمديده و لذا دفنوه مكوما ً مكوراً ، وهذا هو قبره.
السلام على ابي الفضل العباس عليه السلام
السلام على الزهراء الصديقة المظلومة عليها السلام
السلام على عزيزة الزهراء ام العباس ام البنين عليها السلام
السلام على اهل البيت والائمة وابناء الائمة وبناتهم عليهم السلام جميعا لعن الله ظالميهم من الاولين والاخرين