ليس الغريب غريب الشام واليمن - شعر زين العابدين عليه السلام
بتاريخ : 20-10-2006 الساعة : 10:09 PM
بسم اله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم اجمهين
قصيده منسوبه للامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
ليس الغريب غريب الشام واليمن
ان الغريب غريب اللحد والكفنِ
ان الغريب له حق لغربته
على المقيمين في الا وطان والسكنِ
لاتنهرنّ غريباً حال غربته
الدهر ينهره بالذل والمحــنِ
سفري بعيد وزادي لن يبلغنّي
وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست اعرفها
الله يعلمها في السر والعلنِ
ما احلم الله عني حيث امهلني
وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات ايامي بلا ندمٍ
ولابكاء ولاخوف ولاحزن
انا الذي يغلق الابواب مجتهداً
على المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت
يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
دعني انوح على نفسي واندبها
واقطع الدهر بالتفكير والحزن
كأنني بين تلك الاهل منطرح
على الفراش وايديهم تقلبني
كأنني وحولي من ينوح ومن
يبكي عليّ وينعاني ويندبني
وقد اتوا بالطبيب كي يعالجني
ولم ارِ الطبيب اليوم ينفعني
واستخرج الروح مني في تغرغرها
وصار ريقي مريراً حين غرغرني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها
من كل عرقٍ بلا رفق ولا هونِ
وسل روحي وظل الجسم منطرحاً
بين الاهالي وايديهم تقلبني
وغمضّوني وشدوا الحلق وانصرفوا
بعد الآياس وجدّوا في شرى الكفنِ
وسار من كان احب الناس في عجلٍ
نحو المغسّل ياتيني ليغسلني
واضجعوني على الالواح منطرحاً
وقام في الحال منهم من يغسّلني
واسكب الماء من فوقي وغسّلني
غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفنِ
والبسوني ثياباً لاكمام لها
وصار زادي حنوطاً حين حنطني
واخرجوني من الدنيا فو اســفاً
على رحيلٍ بلا زادٍ يبلّغني
وحملوني على الاكتاف اربعة
من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدمّموني الى المحراب وانصرفوا
خلف الامام وصلى ثم ودّعني
صلوا علىّ صلاةً لاركوع لها
ولا سجوداً لعل الله يرحمني
وانزلوني الى قبري على مهلٍ
وقـدّموا واحداً منهم يلحدني
وكشـّف الثوب عن وجهي لينظرني
واسبل الدمع من عينيّ قبلني
وقال هلوّا عليه التراب واغتنموا
فضل الثواب وكل الناس مرتهن
وهالني اذ رأت عيناي اذ نظرت
من هول مطلّع اذ كان اغفلني
من منكرٍ ونكبرٍ ما اقول لهم
قد هالني امرهم جداً وافزعني
واقعدوني وجدوا في سؤالهم
مالي سواك الهي من يخلصني
فامنن عليّ بعفوٍ منك يا املي
امنن على تارك الاولاد والوطنِ
تقاسم اهلي الميراث وانصرفوا
وصار وزري على ظهرني يثقّلني
واستبدلت زوجتي بعلاً لها بدلي
وحكـّمته على الاولاد والسكنِ
وصيّرت ابني عبداً ليخدمه
وصار مالي لهم حِلاً بلا ثمنِ
فلا تغرنّك الدنيا وزخرفها
انظر لافعالها بالاهل والوطــنِ
وانظر الى من حوى الدنيا بأجمعها
هـل راح منها بغير الحنط والكفنِ؟
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي
فظلاً جميلاً لعل الله يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً
عسى تجازين بعد الموت بالحسنِ
ثم الصلاة على المختار سيّدنا
ما ظأظأ البرق في شامٍ وفي يمنِ
والحمد لله ممسينا ومصبحنا
بالخير والعفو والاحسان والمننِ
نسألكم الدعاء