بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين , وعلى صحبه الذي ساروا على نهجه وما ولوا مدبرين
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فدك 1
كثر الهرج والتهريج بهذه القصة والتفنن فيها بالكذب والتحريف والمراوغات والإخفاء والتزييف( بالألوان)...
نفس الكلام يُلاك من قديم الزمان! ينقلونه من كتاب إلى كتاب ثم من منتدى إلى منتدى مطمئنين وكأنه وثيقة موثوقة ! ومن حدّث بغيرها فهو باطل!..
تلك إلا أكذوبة موروثة متفق على فرضها رغما على العقول... وهي آبية !.
بها أرادوا إلصاق الظلم للطاهرة فاطمة الزهراء عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الصلاة و السلام" حاشاها بضعة النبي " لأبي بكر لما طلبت بحقها المشروع!.
إن هذه الأسئلة(عن فدك) التي تلصق وتعاد وتكرر!ويوهمون بها من حرموهم قراءة الردود عليها بحذف الحقائق من أذهانهم, و حذف الردود من(منتدياتكم)... ظانّين أن جملة أبو بكر( لا نورث ما تركنا صدقة) هذه, عكاز شيوخكم ! أبكمت شيعة آل محمد!. وأظهرت ظلم فاطمة لأبيهم بكر!!!
فنحن هنا سنبيّن إن شاء الله بالبرهان القاطع بطلان آراء وفساد أحوال وكذب أقوال و أفكار شيوخهم ومراجعهم في هذه القضيّة.
إن التاريخ دوّن لهؤلاء ( الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) ما خطت أيديهم وستبقى إلى يوم تنشر الصحف ( فويل لهم مما كتبت أيديهم).
هذه القصة ثبّتوها في الصفحات الأولى في كل منتدياتهم (السلفية الوهابية) وألصقوها في كل ركن! حتى أصبحت مرجعا لكل باحث ( مسبّق الخلفيات على عقله) أمثال الكثيرمن معنا يستدل بها ويجادل بغير علم ولا هدى( آسف).
إخواني ( المخالفين) إن كنتم تريدون حقا معرفة الحق. فهذا جواب على أسئلتكم و ما اشكل عليكم! أرجوا قراءة هذه الأسطر والدقة فيها... لتبيّنوا أو تعرفوا على الأقل صحة أقوالكم فينا ( ضلال الشيعة وظلمهم وكرههم لأبي بكر )!! كما تزعمون !؟.
و مع علمي أن الإخوة الموالين المحترمين في هذا المنتدىالمبارك وفي غيره, أجابوا في أكثر من مرّة عن المسألة بدون تقصير. وعلمي أيضا أن كلمة الحق ترعتد منها فرائص المعاندين فيغمضوا أعينهم! ومع ذلك ها أنا ذا أحاول مرة أخرى بهذه المحاولة لعلها تفتح أبصارهم ولعلهم يرون ولو شيئا من الحقيقة, لا كلها !.
وفقط نريد منكم أن تعرفوا و تتأكدوا أننا سنبقى بلا كلل ولا يأس نحاولكم ونترجاكم رؤية القضية بعين الشريعة لا بعن العاطفة , وليس لنا في ذلك سوى إقامة الحجة على من أراد تسويد البياض الناصع! لأنا نعتقد أن رد الأكاذيب والإفتراءات على الإسلام وأهله مسؤولية كل فرد مسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (... سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّا , حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه... إلخ الحديث ) ( مجمع الزوائد ج 9 / 134) و( أخرجه الطبراني في الكبير ) ( كما في ص 155 من الجزء 6 من الكنز)( إحقاق الحق ج 7 / 334 عن : نزول القرآن في أمير المؤمنين لأبي نعيم الإصبهاني مخطوط ) ( مفتاح النجا للبدخشي ص 67 مخطوط ،) ( وذكره في ذيل ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 123 عن : المعجم الكبير للطبراني ج 1 / الورقة 51 / أ مخطوط )
إن ناقلي قصة ( فدك) ظنوا أنهم بطمسهم الحقائقالتاريخية يكون قد رضّوا الطرفين وأنهوا النزاع وأعطوا لأنفسهم أجرين ! بحيث يصوروا لنا أن الخلاف الذي كان بين أبي بكر وفاطمة الزهراء عليها السلام , هو خلاف ( مادي) شخصي وان لكل حجته في ذلك ! إلا أن المبغضين ( الشيعة ) لأبي بكر( على حد قولهم ) نظروا إلى هذه المسألة بغير منظارها الحقيقي وأقلبوا الحبة قبة! كما قالت بني وهب في إحدى قصصها الفدكية ( لو أننا استبدلنا شخصيات القصة بفقيهين من الشيعة مثلاً أو مرجعين من مراجعهم لكان لكل طرف منهما مكانته وقدره دون التشنيع عليه وإتهام نيته، ولكانت النظرة إلى رأي الطرفين نظرة احترام وتقدير ...)
أنظروا كيف استهان( البكريين) وتعمدوا إلى إقلاب القبة إلى ذرة !.. لتغليط الناس محاولين إبعادهم عن الحقيقة والكارثة العظمى!... إذ في تبديلهم الشخصيتين المتنازعتين ( في أقراص " ذويهم" الذهنية) تبدل المحكمة آليّا ( من دين إلى سيّاسة) وتصبح قضية اجتماعية وضعية عاطفية يمكن التسامح, وتنازل هذا عن حقه للآخر! ولا دين ولا شرع في القضية!! وهذا بعيد و لم يحدث , كما سيأتي .
بل هذه الحبة كما يزعمون ! لو لم تكن قبة ومن أكبر القبب ! لما بقي أثرها الذي مزق الأمة! ولا الحديث عنها إلى يومنا وما كتب (مؤلفها) وأتباعه بعد أكثر من 14 قرنا من حدوثها ! وما كان هذا الرد عليهم...
إن قضية فدك كانت واحدة من المظالم و سبب من الأسباب الكثيرة التى جعلت من الأمة أمم! وكانت شديدة وعنيفة! وليست كما وصفتها السلفية الوهابية( خلافاً سائغاً )!؟ أي هادئا هنيئا !. فلو كان كذلك! لماذا غضبت فاطمة عليها السلام على أبي بكر وهجرته وما كلمته حتى توفيت , ودُفنت ليلا ولم يؤذن لأبي بكر!؟. ثم يقولون كذبا وزورا: ( فأبو بكر عدو للشيعة وما دام عدواً فكل الشر فيه وكل الخطأ في رأيه ، هكذا توزن الأمور!!! توزن بميزان العاطفة التي لا تصلح للقضاء بين متنازعين فكيف بدراسة أحداث تاريخية ودراسة تأصيلها الشرعي!!! ) .
فركز معي اخي القارئ في ما تقصه الوهابية ! و تقص من التاريخ ما يكفيها لترجيح كفة ميزان المطففين , ثم توهم هذه الجماعة الناصبة وتتهم غيرها بأنهم يزنوا بموازين العاطفة وو.. الخ!. فهذه الرواية كما رواها البخاري بلفظه في صحيحه كاملة من أول حرف إلى آخره , نناقش ما جاء فيها ثم أحكم اخي القارئ أيهما ميزان العاطفة!؟. البخاري : عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن فاطمة عليها السلام (كذا في البخاري) ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا
نُورَثُ ما تركنا صدقة . فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيّت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة اشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس (؟؟؟) وأما خيبر وفدك فامسكها عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من وَلِىَ الأمر قال فهما على ذلك إلى اليوم قال أبو عبد الله اعتراك افتعلت من عروته فأصبته ومنه يعروه واعتراني *{ صحيح البخاري كتاب فرض الخمس}.
هذا حدث البخاري كاملة
عائشة تقول: أن ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( سألت أبا بكر الصديق ..... أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه )( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولاركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير * ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسولولذي القربىواليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب )( الحشر 7 )فكان أصل ( الفيء المغصوب): أن النبي صلى الله عليه وآله بعث غالب بن عبد الله الليثي إلى أهلها في آخر سنة ثمان من الهجرة (المقتفى من سيرة المصطفى ج 1 ص 190 ) ( بعد فتح خيبر في سنة سبعة هـ ) وذكر أحمد في . مسائله ج 1 ص 51 في السرايا قال: ( سرية غالب أيضا إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد بفدك يدعوهم إلى الاسلام فصالحوه على نصف الأرض فقبل منهم ذلك وصار نصف فدك خالصا لرسول الله لأنه لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب)
كما ذكر في ( غاية السؤل في خصائص الرسول ج1 ص 163 ) نقلا عن الماوردي: أنه كان له أولا جميع الفيء كما كان له جميع الغنيمة ولم يزل الأمر على ذلك إلى أن أنزل الله تعالى: ( ما أفاء الله على رسوله ...الآية) وأبي الفداء في تاريخه ... قال السيوطي: وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطي وكيف يعطي وبمن يبدأ فأنزل الله( وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل) فأمر الله أن يبدأ بذي القربى، ثم بالمسكين وابن السبيل ومن بعدهم ......
ولقد كان يصرف ما يأتيه من فدك على أهله ( من سهمه الخاص)( ما أفاء الله... للرسول..) ولكل حصته..... سهم( لذي القربى ) وآخر لـ ( اليتامى والمساكين وابن السبيل ) أما سهم الله ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله..) قال ابن كثير : ... فيأخذ منه الذي قبض كفه فيجعله للكعبة وهو سهم الله ثم يقسم مابقي على خمسة أسهم فيكون سهم للرسول صلى الله عليه وسلم وسهم لذوي القربى وسهم لليتامى ...) ( تفسير ابن كثير ج 2 ص 311 ) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع هذه الأسهم في أصحابها ويجعلها في مواضعها, كما كان يتصرف في سهم ذي القربي بنفسه, إلى أن أمره الله سبحانه وتعالى:( وآت ذا القربى حقه ) ( الإسراء 26) قال السيوطي في ( الدر المنثور ج 4 ص 177 ) في تفسير هذه الآية: وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي الحاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها فأعطاها فدكا قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها .
وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ج 7 ص 49 ) . عن أبي سعيد قال : لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها وأعطاها فدكا. و رواه الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 228 . وصححه المتقي في: كنز العمال ج 2 ص 158 عن أبي سعيد قال: لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) . قال النبي صلى الله عليه وسلم يا فاطمة لك فدك . وذكره ( الطبري في تفسيره ج 15 ص 72 الطبعة الثانية)( ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 49 و 140 ط الحيدرية وص 119 ط اسلامبول )
وأما سهم أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن كان من سهم رسول الله صلى الله عليه وآله ولفاطمة عليها السلام حصة من سهم أبيها معهن, دون سهم ـ ذوو القربى ـ. كما هو واضح في الآية الكريمة { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى... } .
وكانت هذه الحادثة في السنة التاسعة للهجرة , و على ما ذكره الجلالين في سورة الإسراء أنها ( مكية إلا الآيات 26 وهي( وآت ذا القربى حقه ) و 32 و 57 ومن آية 73 إلى غاية 80 فمدنية و آياتها 111 نزلت بعد القصص) ( تفسير الجلالين ص 282 ). وهذا ما يبين أنه لم يبقى من أبناء رسول الله عليه وآله وسلم سوى فاطمة عليها السلام, و( إبراهيم) عليه السلام من مارية رضي الله تعالى عنها. وعليه ذكر المفسرون وأصحاب السير أن قوله تعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى )أن ذوي القربى: ( عليوفاطمة والحسن والحسين )عليهم السلام. الحسكاني الحنفي في: ( شواهد التنزيل ج 1 / 218 ح 292 إلى 298 ) و ( تفسير الطبري ج 10 / 5 و 8 ط 2 ) و ( ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 50 ط الحيدرية وص 45 ط اسلامبول).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفة
لماذا أعطى نبي الله صلواة الله عليه وآله لفاطمة وزوجها وبنيها عليهم الصلاة والسلام فدكا دون غيرهم؟؟؟.
لا شك أن السبب الذي جعل فدك خالصا لرسول الله صلواة الله عليه وآله وسلم هوأن المسلمين لم يوجفوا عليه خيلا ولا ركاب كما رويّ .
ولا شك أيضا أن كل مسلم يعرف قصة فتح خيبر! وقد رُوي عن ابن عباس أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أحسبه قال أبابكر فرجع منهزما ومن معه . فلما كان الغد بعث عمر فرجع يُجبّن أصحابه! ويُجبّنه أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله, لا يرجع حتى يفتح الله عليه , فثار الناس: فقال أين علي؟, فإذا هو يشتكي عينيه, فتفل في عينيه ثم دفع إليه الراية فهزّها ففتح الله عليه..
وروى سعد بن أبي وقاص وسهل بن سعد وأبو هريرة وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة ابن الأكوع كلهم بمعنى واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم خيبر: " لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله على يديه ". ثم دعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله عليه وهذه كلها آثارثابتة. ..
روي عن سعيد الخدري قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية فهزها ثم قال( من يأخذها بحقها )؟ فجاء الزبير فقال: أنا، فقال:"أمِط". ثم قام رجل آخر فقال: أنا، فقال:"أمط". ثم قام آخر فقال: أنا، فقال:"أمط". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لا يفر، هاك يا علي". فقبضها ثم انطلق حتى فتح الله عليه فدك وخيبر، وجاء بعجوتها وقديدها. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عصمة وهو ثقة يخطئ ).الهيثمي في مجمعه.
نلاحظ ان نبي الله بعث الصدّيق فرجع منهزما!.. ثم الفاروق فرجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه!!... وكل هذا كان نبيّ الله عليه وآله الصلاة والسلام يعلم أن خيبر سيفتحها الله لعليّ عليه السلام! لقوله: لا يرجع حتى يفتح الله عليه... والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لا يفر، هاك يا علي !.
فلماذا لم يسلم لعليّ الرّاية من البداية؟؟؟ ويستر على الأول والثاني الانهزام والجبن!! أليسا ( على الزعم ) أنّهما أقرب إليه من الرابع! أم أراد كشفهما للمسلمين ليعرفوا من وليّهم وقائدهم الذي يحبه الله ورسوله ؟؟.
ثم نلاحظ قول النبي صلواة الله عليه وآله: ( من يأخذها بحقها ) ؟ فما هو هذا الحق ؟؟. أليس هو ما أوجف عليه عليّ عليه السلام بالخيل والركاب؟؟ وفتح خيبر ولم يفتحها غيره؟.
إذا ليس كما توهّموا أصحاب قصة فدك !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود إلى حديث البخاري: ( فقال لها أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نُورَثُ ما تركنا صدقة, فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم... ).
الرواية صريحة جدا وتبين أن فاطمة عليها السلام غضبت على أبي بكر!!... لماذا ؟؟
لأنه منعها من حقها, واستدل بقوله عن: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نُورَثُ ما تركنا صدقة )!
وهل يعقل أن يخفي الرسول صلى الله عليه وآله مثل هذا الخبرالهامّ العظيم دون ذكره للمعني من أهل بيته , الذي سيطالب به بعده؟؟
فالمعقول إذا هو بيانه للوارث أولا !. فكيف يتركه و يبين حكمه لغير الوارث !؟.
ثم إنه لم يسمعه أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله منه !! فالأسانيد إلى الصحابة المذكورة لم ترفع الخبر إلى رسول الله ! فعائشة تقول: سمعت أبا بكر يقول ، وابن عمر يقول: سمعت أبا بكر يقول! وكلهم سمعوا أبا بكر يقول !.. والنبي عليه وآله الصلاة والسلام أعطى فدكا بأمر الله لفاطمة... وتوفيّ وهي ملكها.
والسلفية الواهابية يقولون ما قال أبو بكر وعمر!! ..
صدق ابن عباس القائل: ( أراكم ستهلكون، أقول: قال رسول الله ، وتقول: قال أبو بكر وعمر ) ( زاد المعاد الجزء 1 ص 613)
والخلاصة ان الوارث أحوج إلى البيان في هذا الأمر من الغير الوارث !؟.
و قال ابوبكر( لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ )!!
وهل الذي رجع عن فعل فعله الرسول صلى الله عليه وآله بأمر من الله كما تبين !؟ ما زاغ؟ وهو يعلم أن قرية فدك أعطاها لفاطمة وقد استغلتها مدة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وأكلت غلتها !؟
قال البخاري: .. عن ابن أبي مُليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة بَضْعَةُ مني فمن أغضبها أغضبني.{ صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة }
ومن أغضب رسول الله ؟! يوشك أن يكبّه الله على منخريه في جهنم...
الملاحظ في رواية البخاري أن الزهراء عليها السلام بقيّت تطالب بحقها ولم تسكت عنه إلى أن توفيت وهي غاضبة على أبي بكر!. قال: ( وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها .. فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيّت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة اشهر ).
فلو جاز الخطأ في طلبها لتراجعت في هذه المدة..
ولو لم تكن على حق لأمرها زوجها عليهما السلام بأن تكف الطلب ..
ولو لم تكن محقّة لكلمّها الصحابة بالمنع من ذلك... لأمر أبيها الذي ادعاه أبو بكر!.. وعلى هذا... ففاطمة عليها السلام كانت في نظر زوجها والصحابة على حق... بخلاف رأي الخليفة (ووزيره) الذي يجعل فاطمة عليها السلام وكأنها تطالب بما ليس لها حق فيه ! وحينها( برأيهم ) لا تكون فاطمة بنت رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام إلا ( طامعة كاذبة والعياذ بالله ) لا غير ذلك !!.
وهذا مستحيل لأن النبي صلواة الله عليه وآله وسلم قال لها: ( فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة ) ( صحيح البخاري) فلا يمكن لسيدة نساء أهل الجنة أن تتعدى حدود الله ورسوله !! ولذلك وقفت وهي عالمة بالحدود مطمئنة أمام الخليفة وحشد من الصحابة، وخطبت فيهم وما تكلم أحد ( دون الخليفة ووزيره) بالمنع لو سمع أحدهم من نبي الله!؟؟.
بل أجهش لقولها المغلوبون على أمرهم بالبكاء! فأرتج المجلس.. ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم, افتتحت الكلام بحمد الله و الثناء عليه والصلاة على أبيها, فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت عليها السلام (...إلى ... وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا ولا حظ " أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " ويا معشر المسلمة ، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟ لقد جئت شيئا فريا - ثم تلت عليهم - ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل * أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا * وسيجزي الله الشاكرين )...أكمل في ( منال الطالب في شرح طوال الغرائب لابن الأثير ص 501 ط المدني )
فلو كانت كما تدّعيه السلفية الوهابية جاهلة لحكم إرث أبيها عليه وعليها الصلاة والسلام! كيف يكتم عليها زوجها علي عليه السلام والصحابة كلهم هذا الحكم مدة حياتها حتى توفيّت وهي على أبي بكر واجدة غاضبة أشد الغضب عليه إلى الحد الذي جعلها ترفض صلاة أبي بكر عليها بعد وفاتها وحضور جنازتها!! يقول البخاري/.. وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر, فلمّا ماتت دفنها زوجها علي ليل اولم يؤذن بها أبابكر! وصلى عليها ) زوجها !!! ( صحيح البخاري كتاب المغازي ).
الى هنا, انكشفت عورة الوهابية في قصتهم ( الفدكية ) كيف يبترون الرواية ويخرجون من جوفها جملة مفيدة لغرضهم تدعّم باطلهم ويقولون ( إنّا لا نورّث ، ما تركناه صدقة ) من حديث البخاري الطويل !.
وتبين أنهم كمن قال: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ــ وسكت! .
نتمنى أن نكون قد وُفقنا وأكملنا ــ وأنتم سكارى ــ وجازى الله كلُ بعمله ونيّته. وصل اللهم على محمد وآله.