الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين . وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مراجع الوهابية!
فدك2
.../... وبعد ما فتّتوا البخاري! نطوا ّعلى الكافي بمقصهم! وأرادوا أن يفعلوا به ما فعلوه بالبخاري! فقطعوا قطعة ظنوا أنها تفي بغرضهم من حديث الكافي! حيث قالوا بتعجّب من الإمام الخميني رحمة الله تعالى عليه.. ( والعجيب أن يبلغ الحديث مقدار الصحة عند الشيعة حتى يستشهد به الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية على جواز ولاية الفقيه فيقول تحت عنوان : صحيحة القداح : ( روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح ( عبد الله بن ميمون ) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به طريقاً إلى الجنة … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ، ولكن ورّثوا العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر).
ثم ذكروا تعليقا للإمام رحمة الله تعالى عليه( هو توثيق وتضعيف الرواة ) لم أقف عليه !. ولكن ما يلفت الإنتباه هو تمثيليّة الإستغراب من راوٍ وثقه التاريخ وأهله, وضعه مؤلفيْ قصة فدك بين (.....) كما لاحظتم!! ليوهم القارئ أنه ضعيف!! قال: ( حتى أنّ والد علي بن إبراهيم ( من كبار الثقات المعتمدين في نقل الحديث ) فضلاً عن كونه ثقة ).
وهو يعلم أن من يحشو لهم تكفيهم الإشارة ! دون ذكر قدح بسيط من أئمة الجرح والتعديل للمحدث المعتمد الثبت / أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم...
فالقوسين (...) عندهم إمامي الجرح و التعديل !! ثم إن المنطق في قاعدتهم بالنسبة لغيرهم ضعيفة كما أن قاعدة غيرهم إليهم ضعيفة.
فقاعدتهم تكتال بالصاع والزمن ! وليس بالإيمان والإخلاص والسيرة الحسنة , فالذي ولد في زمن النبي صلى الله عليه وآله, يوضع في صاع اسمه ـ أسمى مراتب العدالة والتوثيق ـ ! ولو كان ذلك شعبة بن المغيرة وفعلته المأساوية تلك التي يستحي التاريخ ( الذي لا يستحي ) من ذكرها ! / في السنة 17 هـ / في عهد عمر الذي ترأس المحاكمة!!! وقال للمغيرة بن شعبة : أخزى الله مكانا رأوك فيه !! وأتأسف كثيرا للقارئ العزيز الذي يعرف القصه, لأني بذكر اسم المغيرة بن شعبة أكون قد ذكّرته بتلك الرواية التي تخدش الحياء !! وما تحمله من ألفاظ لا يليق ذكرها في مثل هذا المنتدى الطاهر! ( إلا إذا دُفعنا للفعل... سنفعل)... وللباحث الذي يريد الإطلاع على هذه الكارثة يرجع إلى: ( وفيات الأعيان ج 2 / 455 للقاضي ابن خلكان ) ( المستدرك ج / 3 ص 449 والتي بعدها )، ( الأغاني لأبي الفرج الإصبهاني ج 14 / 146 ),( فتوح البلدان للبلاذري ص 352 ),( تاريخ الطبري ج 4 - 3 ),( 207 ، الكامل لابن الأثير ج 2 / 378 و540 - 541),( البداية والنهاية لابن كثير ج 7 / 81 ) ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 / 161 ط 1 و ج 12 / 231 - 239 ط بتحقيق أبو الفضل ),( عمدة القاري ج 6 / 240 ),( سنن البيهقي ج 8 / 235 ) ( كنزالعمال : 5 / 423 ) ويكفي أن ابن تيمية اعترف بهذه الحادثة التي تسبب فيها صاحبه في ( منهاجه : 3 / 193 )!!.
على كل حال ليس هذا مجال بحثنا ولكن مرورا بهذه الخدعة ( خدعة القوسين ) أردت أن أبيّن ( نزاهة ) !؟ كاتب رواية ( فدك ).
أعود إلى المقص! قلت: والرواية كما نقل شطرا منها في تعليقه, صحيحة , وأن الشيعة والسنة متفقة على صحتها ( في هذا الشطر منها ) أما ما نقل منها ـ للاستدلال ـ فانظروا, قال: إذاً حديث( إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً و لكن ورّثوا العلم ) صحيح كما بيّن ذلك الخميني والمجلسي من قبله ، فلماذا لا يؤخذ بحديث صحيح النسبة إلى رسول الله مع أننا مجمعين على أنه لا اجتهاد مع نص؟!! ولماذا يُستخدم الحديث في ولاية الفقيه ويُهمل في قضية فدك؟!! فهل المسألة يحكمها المزاج؟!!.
بينما لو نقل الرواية كما هي لعرف القارئ أنها لا يصلح استخدامها إلا في ولاية الفقيه!.
فهاك الرواية كما جاءت بكاملها من الكافي الشريف: ( ويوجد ما يشبهها في صحيح الترمذي/ كتاب العلم عن رسول الله/ باب ما جاء في فضل العلم على العبادة / حديث رقم 2609 وكذلك سنن الدارمي في/ المقدمة/ باب فضل العلم والعالم/ حديث 347 )
الكافي: محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن جعفر بن محمد الاشعري عن عبد الله بن ميمون القداح وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة, وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به, وأنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر, وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر, وأن العلماء ورثة الأنبياء* ان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم * فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر). انتهى ( الكافي : ج 1 ص 34 رواية 1 )
فهذه الرواي التي قص منها الوهابي الجملة التي بين النجمتين(*)!. دقق فيها عزيزي القارئ وعلق بنفسك !؟.
إن مثل هذه الأفعال لا تصدر إلا من خائن للأمانة العلمية المقدسة ! يحذف المقصود ويحرف العبارة, وهذا اعتماد معروف لدى الوهابية في نقل النصوص والتعليق عليها بأسلوب بعيد عن المناهج العلمية! هو أقرب إلى التعصب الأعمى من الحقيقة ! .
فأينما وجد الكاتب كلمة ورث , يرث , إرثا يتبعه أو يسبقه نفي ـ لا ـ لم يورثوا ـ إلا و ظن انه اكتشف شيئا جديدا يُمتن به بحثه ! ويسارع بإلصاقه بقضة ليس لها علاقة بعيدة أو قريبة!!.
أعِد عزيزي القارئ, قراءة الحديث وركز, هل فيه ما يشير او يلمح إلى فدك؟. أو ينفي حق أصحاب الحقوق؟ أو ينسخ آ ية ( وآت ذا القربى حقه). حتى يأتي بما أتى ويقول: ( ويُهمل" أي الحديث " في قضية فدك؟!! . عجبا والله العظيم!.
إن الحديث" باختصار"هو يحث على طلب العلم ( وليس ترك الإرث ) و يعني كل المؤمنين,( إلا من أبى أن يسلك هذا الطريق ). وهذا المعنى: كل من اجتهد في طلب العلم , هداه الله إلى سبيله الذي هو الطريق إلى الجنة.. وقد قال سبحانه وتعالى( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )( العنكبوت 69 ) وتظلل له الملائكة بأجنحتها رضًا به , و ترحيبا ! لأنه سلك مسلكهم وهو طريق الحق والعلم والإيمان والتوحيد ويشهد على ذلك الله عز وجل( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ويستغفر له من في السماء والأرض والبحر, ثم تفضيل العالم على العابد , وتشبيهه بالقمر المنير ليلة البدر! وأنه من ورثة الأنبياء " أي يرث ما اكتسبه في طريقه الذي سلك " وعرّف له أن الذي سَيَرثه في طريقه هو العلم والمعرفة وليس الدينار والدرهم! (ان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم) ( فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر!.
فلاحظ : " فمن أخذ منه" وهل من يورث " ما يقصده أصحاب قضية فدك " إرث مادي , يأخذ شيئ منه ويدع الباقي !؟ بل الوارث من حقه أن يأخذ حقه المشروع كاملا " أي كله". أما " فمن أخذ منه" أي فمن أخذ جزء من العلم . لأن العلم مهما بلغ الإنسان لا يستطيع أخذه كله ( كلإرث) قال أمير المؤمنين عليه السلام: ( كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع )( وما أوتيتم من العلمإلا قليلا )( وقل ربي زدني علما ) ...
إذا فالحديث يا هؤلاء يصلح إستخدامه في ولاية الفقيه, ولا يصلح ولا يصح في مرافعتكم . وبهذا قد تبخرت أفكار مراجعكم القائلون: ( إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً و لا درهماً و لكن ورّثوا العلم ) وقالوا: ( يتضمن نفي صريح لجواز وراثة أموال الأنبياء )( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )
وصلي اللهم على محمد وآل محمد
أقول, وليت هؤلاء استعملوا مقصاتهم في الحديث واكتفوا بضمان ( مقاعدهم من النار )! بل ذهبوا يفصلوا من القرآن أغطية يخفوا تحتها ما يستحيل إخفاءه ! ( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)
قالوا: إنّ الاستدلال بقول الله تبارك وتعالى عن زكريا عليه السلام ( فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ) على جواز توريث الأنبياء لأبنائهم استدلال غريب يفتقد إلى المنطق في جميع حيثياته ، وذلك لعدة أمور هي: أولاً: لا يليق برجل صالح أن يسأل الله تبارك وتعالى ولداّ لكي يرث ماله فكيف نرضى أن ننسب ذلك لنبي كريم كزكريا عليه السلام في أن يسأل الله ولداً لكي يرث ماله ، إنما أراد زكريا عليه السلام من الله عز وجل أن يهب له ولداً يحمل راية النبوة من بعده ، ويرث مجد آل يعقوب العريق في النبوة. ثانياً: المشهور أنّ زكريا عليه السلام كان فقيراً يعمل نجاراً ، فأي مال كان عنده حتى يطلب من الله تبارك وتعالى أن يرزقه وارثاً ، بل الأصل في أنبياء الله تبارك وتعالى أنهم لا يدخرون من المال فوق حاجتهم بل يتصدقون به في وجوه الخير. ثالثاً: إنّ لفظ ( الإرث ) ليس محصور الاستخدام في المال فحسب بل يستخدم في العلم والنبوة والملك وغير ذلك كما يقول الله تعالى{ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } وقوله تعالى{ أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} فلا دلالة في الآية السابقة على وراثة المال
لقد قلت في صدر الموضوع أن الباحث يبحث عن كلمة ـ ورث ـ يرثني ويرث. اورثنا,الوارثون الذين يرثون , فيعطيها معنى واحدا ويدفع! . ويحرف الكلم عن مواضعه ولا يبالي!!. إن الآية التي ذكر ( فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب ) أوافقه أن من استدل بها على قطعة أرض هو فعلا كما قال: ( استدلال غريب يفتقد إلى المنطق في جميع حيثياته ) ولكن الأغرب في من يأتي بآية يجهل أو يتجاهل سياقها! لأن الآية لو عُمل بها, لما كان هناك فدك ولا نزاع ! وأخذ كل ذي حق حقه !.
وهلا سألوا هؤلاء السلفية الوهابية أنفسهم لماذا سأل زكرياء عليه السلام, الله عز وجل ليهب له من لدنه وليا يرثه ويرث من آل يعقوب؟.. فاقرأ ( كهيعص * ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا*قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا* وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا* يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) ( مريم 6 ).
إن زكرياء عليه السلام أو ( الفقير النجار ) كما أرادته الوهابية! لما كبر سنه ( وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ) وكان يرى أن قومه سيرتدون على اعقابهم القهقري !.. وأنه كان من الخوف الشديد على دين الله في حاجة إلى من سيحافظ عليه بعده ( وإني خفت الموالي من ورائي ) فسأل الله أن يهبه من لدنه وليا يخلفه ( فهب لي من لدنك وليا ) يرثه النبوة والخلافة والقيادة للمحافظة على الدين وبقائه, ويضمن حقوق الناس المشروعة , ويدفع المظالم, ولا يكون هناك مثل( فدك) ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين )( آل عمران 39) ولا يمكن أن يكون غير من يقود المؤمنين بعده...
لاحظ: أن زكرياء عليه السلام سأل الله أن يورّث ـ الولي ـ من إرث آل يعقوب أيضا!وإرث آل يعقوب هو وصيّة والده إبراهيم عليهم السلام , ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ( البقرة 132 )أما زكرياء كان مكفل أم سيدنا عيسى عليه السلام ! وقد ذكره الله في كتابه قال أن مريم عليها السلام (... كفّلها زكريا...) (آل عمران 37) وكان بينه وبين يعقوب عشرات الأمم والأقوام والقرون!! فيعقوب وإسماعيل , ولوط , ويوسف والاسباط , وأيوب, ويونس وموسى وهارون, و داود وسليمان, و, و, وصلواة الله عليهم أجمعين .. ولذا فيستحيل ان يكون الإرث مادي لبعد عهد هذا عن ذاك, وإنما هو وصيّة و( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل )( الحج 78 ).
إذا فماذا لو احترمت وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في/ من كنت مولاه فهذا عليّ وليّه /, هل ستكون ـ لفدك ـ قصّة؟؟.
قول الوهابية: و كذلك الحال في قوله تعالى ( وورث سليمان داود ) فإنّ سليمان عليه السلام لم يرث من داود عليه السلام المال وإنما ورث النبوة والحكمة والعلم لأمرين إثنين:
الأول: أنّ داود عليه السلام قد اشتُهر أنّ له مائة زوجة وله ثلاثمائة سريّة أي أمة ، وله كثير من الأولاد فكيف لا يرثه إلا سليمان عليه السلام؟!! فتخصيص سليمان عليه السلام حينئذ بالذكر وحده ليس بسديد.
الثاني: لو كان الأمر إرثاً مالياً لما كان لذكره فائدة في كتاب الله تبارك و تعالى، إذ أنّه من الطبيعي أنّ يرث الولد والده ، والوراثة المالية ليست صفة مدح أصلاً لا لداود ولا لسليمان عليهما السلام فإنّ اليهودي أو النصراني يرث ابنه ماله فأي اختصاص لسليمان عليه السلام في وراثة مال أبيه!! ، والآية سيقت في بيان المدح لسليمان عليه السلام وما خصه الله به من الفضل، وإرث المال هو من الأمور العادية المشتركة بين الناس كالأكل والشرب ودفن الميت ، ومثل هذا لا يُقص عن الأنبياء ، إذ لا فائدة فيه ، وإنما يُقص ما فيه عبرة وفائدة تُستفاد وإلا فقول القائل ( مات فلان وورث فلان ابنه ماله ) مثل قوله عن الميت ( ودفنوه ) ومثل قوله( أكلوا وشربوا وناموا ) ونحو ذلك مما لا يحسن أن يُجعل من قصص القرآن.
إن هذا لعَيْن التحرف لكتاب الله وتضليل لشباب المسلمين وإرضاء لأعداء الدين ! . فانظر كيف يحرف هذا كاتب القصة معاني القرآن عن الهدف الديني !
إذ يقول: وله كثير من الأولاد فكيف لا يرثه إلا سليمان عليه السلام؟!! فتخصيص سليمان عليه السلام حينئذ بالذكر وحده ليس بسديد. .!!!
أعوذ بالله من هذا القول ! فما يقول لو سئل: ولماذا اصطفى الله سليمان من بين أبناء داوود عليهما السلام وذكره دونهم وحده.. أليس بسديد؟؟. إن لله في خلقه شؤون ( أم تقولون على الله ما لا تعلمون).
ثم يجعل علم( الوراثة ) الذي هو من العلوم الدينية المعقدة جدا التي لا يكاد يعرفها الكثير وهو منهم. وكما هو معلوم أن الإرث حكم وحد من حدود الله, زلكن هذا الزنديق! بعد أن جعل (الشرع ) صفة مدح للوارث والموروث ! يقول:( ... إذ أنّه من الطبيعي أنّ يرث الولد والده ) ! ( فإنّ اليهودي أو النصراني يرث ابنه ماله فأي اختصاص لسليمان عليه السلام في وراثة مال أبيه!! )
إنما يريد بقوله: أن هذا العلم يكتسبه الإنسان هكذا من الطبيعة!! وتناسى القانون العظيم ووصية الله للعباد في ورثائهم ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولابويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلامه الثلث فإن كان له إخوة فلامه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما * ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهم السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم * تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم) ( النساء 13 ) . هل هذا كان من الله عز وجل عبثا ؟ والعياذ بالله ,أو أن هذا الكلام الذي ( لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)( ليس بسديد)؟؟.على حد قول صاحب( فدك ) !.
أما الكلمات الثلاثة التي تختارها الوهابية وتقصها من الآية الكريمة الطويلة ( وورث سليمان داود ) فإنها لا تعني إلا الملك والخلافة والقيادة.
فاقرأ الآية كاملة يتبيّن ذلك ( وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين) ( النمل 17 ) توضيح الاية: وورث سليمان داود ـ الخلافة و الملك ـ وقال يا أيها الناس عُلمنا ـ أنا و أبي داوود ـ منطق الطير وأوتينا ـ أنا و أبي داوود ـ من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين .
فسليمان قد أوتي ما أوتي داوود وعُلم ما عُلم داوود عليهما السلام .. وما يؤكد ذلك, الآية التي قبلها قال تعالى: ( ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين) ( النمل 16 ) فالواضح أن داوود وسليمان آتاهما الله العلم معا , فحمدا الله الذي فضلهما معا على كثير من عباده المؤمنين بما فيهم إخوته يا أصحاب قصة ( فدك ) !! أنتم من تقولون: ...( وورث سليمان داود ) فإنّ سليمان لم يرث من داود عليهما السلام المال وإنما ورث النبوة والحكمة والعلم ...
أقول: أما النبوة فلا تورث لأن ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير)( الحج 75 ) ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق) ( غافر 15 )وبعد ما بيّننا أن الحكمة والعلم أتاهما الله لسليمان مثل ما أتاهما لأبيه داوود عليهما السلام كما في الآيتين السالفتين!.
فما بقي إلا الملك والحكم والقيادة والخلافة ...الذي أتاه الله لداوود دون ابنه عليهما السلام ! وهو الذي سيرثه سليمان من داوود , قال تعالى ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوتوآتاه الله الملك)( البقرة 251 ) دون سليمان .. والملك هو الامرة والخلافة.. التي لو احترمت في أمة محمد صلواة الله عليه وآله, ما كان لفدك قضية ( ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )( آل عمران 66 ).
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يتبع
التعديل الأخير تم بواسطة آكسل ; 19-01-2009 الساعة 12:47 AM.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
فدك 3 وافتراءات الحشوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي المَوَالِي المُزَنِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَكُلُّ نَبِيٍّ كَانَ : الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَالمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللَّهِ ، وَالمُتَسَلِّطُ بِالجَبَرُوتِ لِيُعِزَّ بِذَلِكَ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ ، وَيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ ، وَالمُسْتَحِلُّ لِحُرُمِ اللَّهِ ، وَالمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي " هَكَذَا رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي المَوَالِي هَذَا الحَدِيثَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَهَذَا أَصَحُّ * ( الجامع الصحيح للترمذي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قصة فدك الوهابية!
تابع / ... تعجب الوهّابي أشد العجب! لما ظن أنه اكتشف عجبا !! قال:... وأعجب من هذا كله حقيقة تخفى على الكثيرين وهي أنّ المرأة لا ترث في مذهب الشيعة الإمامية من العقار والأرض شيئاً ، فكيف يستجيز الشيعة الإمامية وراثة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك وهم لا يُورّثون المرأة العقار ولا الأرض في مذهبهم؟!!.
بل من أعجب العجايب !! في(المؤمن) الذي صح عنده ـ بإمكانه أن يزني! وأن يسرق! وأن يسكر! وأن يفعل كل المحرمات!. ولكن لا يفعل حين يفعل وهو مؤمن! إلا الكذب فهو حراااااام !.
هؤلاء السلفية الوهابية ! يتركون ما أباحوا لأنفسهم ! أي كل ما بإمكانهم فعله (على ما صح عندهم ) ويطلقون ألسنتهم للكذب بافتخار !! فراوي فدك, يترك الرواية ! والبيان من الكافي ويأتي بباب( إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئاً ) وهو يعلم أن من يكذب عليهم و يقرأ له سيسبّح ويحوقل ويتعجب من فقه الشيعة الذي يحرم المرأة من حقها في الإرث ! ويطالب بفدك وصدقات المدينة للمرأة ( صلواة الله وسلامه عليها )!
ومع ذلك فلتت لهم بعض الكلمات يبدو أنهم لم يفهموها !.. من الأحاديث التي أبتروها وذكروها ! أو لم ينتبهوا إليها! وعميّت أبصارهم! .. وهذه تبين عكس ما يدعون ! نقل صاحب رواية فدك : ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث ، فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما )
وسأنقل روايات كامله في هذا الباب ليرى القارئ افتراء كاتب قصة فدك , من الروايات الكثيرة في هذا الباب من الكافي الشريف التي توضح هذا الحكم
( ملاحظة: كتب الحديث تحتوي على ابواب / باب / وهي بمثابة عناوين الروايات وتحتوي على/ الرواية / ثم البيان / للرواية ) وما نقله هذا المفتري من الكافي الشريف هو عنوان الحكم وليس الحكم , فمثلا تقرأ في أبواب االبخاري: ( باب أي الإسلام أفضل ) فالذي يُفهم, أن هناك عدة إسلامات ومن بينها إسلام أفضل ! ولما تقرأ الرواية تعرف ويتبيّن أن المقصود في التفضيل هو بين المسلم وآخر, وليس الإسلام .! مثلا : تفضيل إسلام العالم على العابد ... أو( باب الصلاة في الثوب الأحمر) فإنك لا تعرف أيجوز لك الصلاة في هذا اللون أم لا؟.. إلا إذا رجعت إلى الرواية تجد الجواب وتفهم المقصود. ومثل هذا كثير.
الكافي : ج 7 / ص 128 / رواية 3: علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي اذينة عن زرارة وبكير وفضل وبريد ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلاممنهم من رواه عن أبي عبد الله عليه السلام ومنهم من رواه عن أحدهما عليهما السلام: أن المرأة لا ترث من تركة زوجها من تربة داره أو أرض إلا أن يُقَوِّم الطوب والخشب قيمة فتُعطى ربعها أو ثمنها إن كان لها ولد من قيمة الطوب والجذوع والخشب ). انتهى.
إذا ( فتُعطى ربعها أو ثمنها إن كان لها ولد من قيمة الطوب والجذوع والخشب ) أفي هذا خلاف لكتاب الله , أم تطبيق لأمره سبحانه وتعالى الذي يقول: ( ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم ) ( النساء 13 ) .؟ ؟
أما الطوب والجذوع والخشب ( يوم ذاك ) , فهي اليوم الأسمنت , والحديد والبلاط , والطلاء , والغاز , والكهرباء , والبنّاء , وقنوات صرف المياه..و..و(الفيلا ) , وكذلك الهكتارات من الأرض, ( وكله عقار ) يقيّمها الخبراء وتأخذ ربعها أو ثمنها نقدا وهذا حقها المشروع . أما لماذا لايكتب لها حقها من العقار؟ فلأن الله سبحانه وتعالى أمر وأوصى قائلا في ( النساء 13)( يوصيكم الله في أولادكم)( أي الذين هم من صلبكم )
والأولاد نسب الوالد أو عَصَبته , أما المرأة ليس لها نسب ترث به, ونسبها إلى أبيها.
والحكمة من ذلك ؟ في هذا الحديث : الاستبصار : ج 4 / ص 152 / رواية 8 باب 94: سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن ابان الاحمر قال لا أعلم إلا من ميسرة بياع الزطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن النساء ما لهن من الميراث ؟ قال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرضون والعقار فلا ميراث لهن فيه. قال قلت فالثياب قال الثياب لهن, قال قلت كيف صار ذا ولهذه ثمن الربع مسمى؟ قال لإن المرأة ليس لها نسب ترث به وإنما هي دخيل عليهم, وإنما صار هذا كذا لئلا تتزوج المراة فيجيء زوجها أو ولد من قوم آخرين فيزاحموا قوما في عقارهم. انتهى .
و في صحيح مسلم : ج 7 / ص122/ و ج 15 / 181 ص 151 ح 6181. فضائل الصحابة / :.. فقلنا مَن أهل بيته نساؤه ؟ قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجُل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أصله وعصبته ) عن زيد بن أرقم.
ففاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام أيضا لو توفي زوجها عليّ سلام الله عليه قبلها , لا يكون لها إلا ما أعطاها الله سبحانه وتعالى الثمن من حقها في الميراث , إنما الذي يرثه الحسننين عليهما السلام وتلك حدود الله . و لما كان أبوها صلى الله عليه وآله (المتوفي), فمن حقها المطالبة بإرثها لأنه مشروع صرح به الشرع.
قالت الوهابية كذبا: ( هذا على فرض أنّ فدك كانت إرثاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما إذا كانت فدك هبة وهدية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة رضوان الله عليها كما يروي ذلك الكاشاني في تفسيره الصافي 3/186)!!
بينما نجد الكشاني في تفسيره الصافي لم يذكر أنها هدية أو هبة أبدا !!. إنما قال أنها فرض! وروى عن الكافي في نفس الجزء والصفحة التي أشارإليها! تفسير الصافي / للمولى محسن / الفيض الكاشاني / الطبعة1 الجلد 3 الصفحة 186 " ...عن الكاظم عليه السلام في حديث له مع المهدي أن الله تعالى لما فتح على نبيّه فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب , فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( وآت ذا القربى حقه ) ولم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هم؟ فراجع في ذلك جبرائيل وراجع جبرائيل ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا فاطمة إن الله تعالى أمرنيأن أدفع إليك فدك فقالت قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك.. الحديث . وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث له مع المامون والآية الخامسة قول الله تعالى( وآت ذا القربى حقه ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم. انتهى.
فما قرأتم هي الصفحة الأصلية التي أشار إليها هذا المفتري / فأين كلمة الهديّة أو الهبة ؟ حتى يدعي ما ادعاه !؟
ثم يقول المفتري: ( فعلى فرض صحة الرواية والتي تناقضها مع روايات السنة والشيعة حول مطالبة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك كأرث لا كهبة من أبيها فإننا لا يمكن أن نقبلها!!لاعتبار آخر وهو نظرية العدل بين الأبناء التي نص عليها الإسلام. إنّ بشير بن سعد لمّا جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ، إني قد وهبت ابني حديقة واريد أن أُشهدك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أكُلّ أولادك أعطيت؟ قال: لا ، فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه ( اذهب فإني لا أشهد على جور ) فسمّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفضيل الرجل بعض أولاده على بعض بشيء من العطاء جوراً ، فكيف يُظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنبي معصوم لا يشهد على جور أن يفعل الجور( عياذاً بالله )؟!! هل يُظن به وهو أمين من في السماء أو يجور في أمانة أرضية دنيوية بأن يهب السيدة فاطمة فدك دون غيرها من بناته؟!! فكلنا يعرف أنّ خيبر كانت في السنة السابعة من الهجرة بينما توفيت زينب بنت رسول الله في الثامنة من الهجرة، وتوفيت أم كلثوم في التاسعة من الهجرة, فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ويدع أم كلثوم وزينباً؟!! و الثبات من الروايات أنّ فاطمة رضوان الله عليها لمّا طالبت أبو بكر بفدك كان طلبها ذاك على اعتبار وراثتها لفدك لا على أنها هبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )
كل ما استاه هذا الكاذب , قد بيناه في صدر هذا الموضوع(1/2) ... ففدك عطيّة نبي الله لفاطمة بأمر الله عز وجل... حتى ولو كان لرسول الله عليه وآله الصلاة والسلام أبناء غيرها فليس لهم شبرٌ من فدك لأن الأمر أمر الله عز وجل والمنفّذ رسوله صلواة الله عليه وآله ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ).
إن مثل هكذا أساليب الوهابيّة: يستعملها أعداء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ! للإساءة إلى شخصه الكريم صلى الله عليه وآله / روحي له فداء/ ومثال ذلك ما تبثه قناة الحياة المسيحية وقمّصها زكرياء ,الذي يأخذ من المصادر السنية (الصحيحة)!! لأنها تعتبر كتب لا يرد ما تحويه ! يختار منها ما يظن أنه سيشكك به الشباب المسلم في دينه! ويرويها بالتمثيل. ( كما مثل الوهابي في قصته) يقول القمص بطرس زكرياء: امرأة شابة جميلة اسمها سهلة بنت سهيل جاءت إلى نبي الإسلام ( باستهزاء كبير ) ! تشتكي إليه أنها تجد في وجه زوجها أبي حذيفة من دخول سالم ( يقول): وسالم هذا, رجل كبيـــــــر ذو لحية طويـــــــــــــلة شهد بدرا ! وكان أبي حذيفة تبناه , ولما نزل القرآن يقول: وادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله, غار منه وكره دخوله على نساءه ! وذهبت المرأة المسكينة إلى نبي الإسلام ( دائما باستهزاء ) , ثم يقول بتعجب: تصوروا ماذا قال لها !؟ قال: أرضعيه ! ( ويقهقه القمص ثم يقول: آسف ــ عن ذكر قول محمد الذي لا يليق!! ) فقالت له فكيف أرضعه وهو رجل كبير!!؟ فتبسم وفي رواية ضحك نبي الإسلام, وقال قد علمت انه رجل كبير!! ثم علق على " التبسم والضحك" وقال: واعلم أن لحذيفة ستة نساء يومذاك .. ثم سأل: أيرضّعون سالم كلهن؟ وختم بقوله: ولئلا يُظن أنني أتجنى على الإسلام وأهله, فالحديث في صحيح مسلم / كتاب الرضاعة/ رقم 2636 / والبخاري / النكاح / باب الأكفاء في الدين / رقم 4698 / والنسائي وغيرهم . وكعادته في نهاية الحصة يقوم بتحدي علماء الأزهر ! يقول: تعالوا نفتح لكم كل الأبواب بسْ فهمونا و فهموا شبابكم, وبرّءوا دينكم من شبهات لا يحمدها عقل سليم ! مما نرويه من صحاحكم!.
فكذلك فعل هذا المخلوق ( صاحب قصة فدك ) بقياسه! إذ ذكر حديثا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال" لا أشهد على جور" من حديث الشعبي: موجود في صحيح البخاري/ كتاب الشهادات حديث 2456 ثم تساءل قائلا: ( فكيف يُظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنبي معصوم لا يشهد على جور أن يفعل الجور ؟!! ) وهو يعلم يقينا .. ثبوت فعل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كما بينّاه سابقا( يا فاطمة لك فدك )( فاعطاها فدك)( أقطع لها / فدك) مما(أفاء الله على رسوله) بأمر الله عز وجل (وآت ذا القربى حقه).
فيتبيّن مراد هذا الناصبي البغيض المفتري على محمد وبضعته سيدة نساء العالمين صلواة الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها جميعا" بقوله هذا: التشكيك في شرع الله عز وجل و سنة نبيه صلى الله عليه وآله! والمقصود الذي أراد إيلاجه في الأذهان الجامدة !.. أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن شيئ ثم قام بفَعله !! على طريقة( القمص بطرس زكرياء )! ويحشوا هذه الجماجم الخاوية بأنه إذا ثبت في الصحيح نهيُه , فإن فعله " جورا " !! وبالتالي فإن ما في الصحيح صحيح! ولا مجال للتشكيك فيه! وما في كتاب الله المجيد فيجب ( نسخه)! بل إذا أمكن إزالته! وقد صرح به علانية قال: ( فإننا لا يمكن أن نقبلها)! وقال: ( فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ويدع أم كلثوم وزينباً؟!! )
وهنا برزت سريرته وانكشفت عورته وظهرت حقيقته وبرق ما يحاول إخفاءه !! إنها ( العصبية الأمويةٌّ )! وبغضهم لزوج فاطمة عليهما السلام ! فانظر ماذا تقيّأ ( ويدع أم كلثوم وزينباً ) كشف ما يكنه ويخفيه: وهو يعني , إذا كان لإمرأة عليّ عليهما السلام سهم في فدك , فلعثمان بن عفان سهمان! بصفته زوج زينب وبعدها أم كلثوم! .
هذه حقيقته, وإلا فكيف يدعي أن الرسول صلى الله عليه وآله لا يمكن أنه أعطى فدكا لفاطمة عليها السلام واستثنى الأخريات التي عاشتا الحدث كما يزعم ! و يتجاهل من له مثل حظ الأنثيين, إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان حيا لمّا نادى عليه وآله الصلاة السلام فاطمة وقال لها لك فدك ! وتوفي بعدها في آخر السنة العاشرة كما في التاريخ( نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ محمد الحضري ص 270 )
أما ( فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ..) فقصده أن فاطمة عليها الصلاة والسلام (( كاذبة ! )) في طلبها من أبي بكر حقها( والعياذ بالله ولعنة الله على من يفتري عليها ) إذ وكأنها صلواة الله عليها افترت كذبا على أبيها صلى الله عليه وآله وسلم وادعت أنه أعطاها فدكا ! على حد قوله ـ
في بعض الأحيان يجد المرء صعوبة في إيجاد الأمثال الملائمة لإدخال حقيقة ما؟ إلى الجماجم المحشوّة ببغض آل النبي!! لمن لا بصيرة لهم ولا بصر !! فيضطر إلى مزج متناقضين ! ليقرب ما يريد إيصاله إلى الأذهان الجامدة !... أقول ( وهذا أسوء مثال يُضرب في حق الزهراء عليها الصلاة والسلام روحي لها فداء ) لو أن فاطمة عليها السلام كان زوجها( عمر )( عياذابالله)! هل سيكون ما كان؟ هل ستنزع منها فدك؟ وهل ستنال ما نالته من مظالم لو عُدّت لمُلأت ألف كتاب في أيام معدودات عاشتها بعد وفات أبيها صلى الله عليه وآله ؟؟؟. ومازلت تظلم ! من أصحاب الأقلام المأجورة والرؤوس المهجورة ! التي ترى في الحدث حدث اجتهاد لا طلب فيه ولا مطلوب ولا ظالم ولا مظلوم , ولا افتراء ولا اغتصاب ! وأن أبا بكر اجتهد وفاطمة عليها السلام كذلك ولها أجر واحد لأنها أخطأت ! ولأبي بكر أجران لأنه أصاب بنصه عن أبيها صلى الله عليه وآله وسلم ( لا نُورَثُ ما تركنا صدقة)!!.
إنهم يدرُون ما يفعلون وأنهم لو سلموا فدكا لأهلها , لرَابت إتفاقية السقيفة وما قبلها! ولذلك سلكوا طريق الحيلة والعنف! كما يقال عندنا( أضربه على التّبن, ينسى الشعير)!!قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا فقأت عين الفتنة، ولولا أنا ما قوتل أهل النهروان، وأهل الجمل، ولولا أنّي أخشى أن تتركوا العمل لأخبرتكم بالذي قضي الله عزّ وجلّ على لسان نبيّكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مبصراً لضلالهم , عارفاً بالهدى الذي نحن عليه( خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ٣٢٤ / ١٨٨ )( حلية الأولياء : ٤ / ١٨٦ ; الغارات : ١ / ١٦) كلهم عن زرّ بن حبيش.
وقال عليه السلام: لو لم أكُ فيكم ما قُوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان ! ( تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٩٣ )( خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ٣٢٤ / ١٨٨ )( كنز العمّال : ١١ / ٢٩٨ / ٣١٥٦٥ )
ولو لا قول الرسول صلى الله عليه وآله( من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ... ) ما نُزعت فدك من فاطمة عليها السلام ! ولكن يعلمون أن بقاءها بين أيديها هو ضمان الولاية للوصيّ صلواة الله عليه وآله , وبقاء الدولة الإسلامية كما أقامها محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وإلا لماذا يعطي رسول الله صلى الله عليه وآله فدكا لفاطمة وهو يعلم انها لا تعيش بعده إلا أياما معدودة ؟ وهل أراد مشاكل لقرّة عينه, أم أبيها , و بضعته؟ حتى لا يوصيها بأن لا تطلب الإرث فإنه لا يورّث؟ ويذهب ويتركها هكذا تتخبط في ما ليس لها به حق!؟... كما زعموا من قبل أنه ترك الرعية بدون راعي وقالوا متى أوصى!؟ بعد ما أشهدهم النبي صلى الله عليه وآله على أنفسهم وأقام عليهم الحجة بولاية عليّ عليه السلام وهنأوه وكلٌ منهم يقول: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن!..
فكذلك فدك هي لإقامة الحجة , لأن الله يعلم ما كان, وما هو كائن, وما سيكون. ولكن ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
فما تصنع فاطمة الزهراء بفدك , بل بالدنيا كلها وقد أخبرها أبوها صلواة الله وسلامه عليه وآله أنها أول من يلحق به من أهل بيته ؟؟. لولا أنها تريد إنقاذ أمّة محمد صلى الله عليه وآله من ذلكم الحي الذي حذرمنه النبي صلواة الله وسلامه عليه وآله إذ قال: ( يهلك أمتي هذا الحي من قريش ! قالوا فما تأمرنا ؟ قال لو أن الناس اعتزلوهم !)( صحيح مسلم / الفتن وأشراط الساعة / ح 5195 )وفي ( صحيح البخاري / المناقب / علامات النبوّة / ح 3336 ).
ولقد فضح الله وبيّن هذا الحي المهلك لهم ! وذلك لمّا سمعوا أبو بكر يصيح من داخل السقيفة قائلا: (... ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ...)!! راجع حديث السقيفة الطويل في : ( صحيح البخاري / الحدود / رجم الحبلى / 6328 )
ثم لنفرض جدلا يا من تقولون ( هل يُظن به وهو أمين من في السماء أو يجور في أمانة أرضية دنيوية بأن يهب السيدة فاطمة فدك دون غيرها من بناته؟!! أنهن كانتا حاضرتين يوم أعطى النبي صلى الله عليه وآله فاطمة فدكا, أترون من لا ( ... ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) عليه وآله السلام أنه اتبع هواه بغير هدى من الله في هذه القضيّة؟؟ ( أعوذ بالله مما يقوله الجاهلون ) ألم تسألوا أنفسكم هل دعا غيرها من النساء وادخلها تحت كساء أو مرط من شعر أسود وتلى قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)؟؟ ثم ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين) وكان له من النساء ما تعلمون, هل دعا منهن غير فاطمة عليها السلام؟؟ قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسير آية المباهلة ( فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط من شعر أسود وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيإلى يوم القيامة.( التفسير الكبير ج 8 ص80 ) وقال ( الرازي) واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث ).
نعم إن فاطمة عليها السلام لو سألت الله أن يزيل جبلا لأزاله! يعترف بعظمتها أسقف نجران النصراني ! ويقلل( المسلم ) المدعي محبتها من شأنها !! ويعدّها مخطئة في طلب حقها من أبي بكر! عجبا والله العظيم!!!!. هل هناك أنثى ممن حول رسول الله صلواة الله عليه وآله , خصها الله بهذا الفضل غيرها عليها الصلاة والسلام ؟.. لو سألت الله إزالة الجبل لفعل!!. ولواشتكت ظالميها إلى الله لاستجاب!.. ولكنها الطاهرة بنت محمد لا تقول إلا كما كان أباها يقول حسبي الله ونعم الوكيل, و( إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون)(إن إلينا إيابهم* ثم إن علينا حسابهم)( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).