بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: هندي يصف شجاعة الحسين عليه السلام ::
(( منقول يدوياً من كتاب "منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل" للشيخ عباس القمي رحمه اللـه )) منقوول من منتديات بوابة ياعلي الإسلامية
يقول المؤلف : من المناسب في هذا المقام أن ننقل كلاماً لجيمز كاركرن ، الهندي الهندوسي في شجاعة الإمام الحسين (عليه السلام) ، و قد نقل الشيخ المرحوم في (اللؤلؤ و المرجان) عن هذا الشخص الذي كتب كتاباً في تاريخ الصين بلسان الـ (أوردو) اللسان المتعارف في الهند في أيامنا هذه ، و قد تم طبعه ، و قد جاء في المجلد الثاني منه في الصفحة 111 - في معرض الحديث عن الشجاعة – هذا الكلام الذي ندرج فيما يلي ترجمته عيناً :
(( مع أن شجاعة "رستم" و بطولته كانت مشهورة في زمانه إلا أن بضع بطولات مضت جعلت اسم "رستم" أمامها لا شيء ، كالحسين بن علي (عليهما السلام) ، الذي فاق كل الشجعان فاحتل مرتبه متقدمة عنهم ، ذلك أن شخصاً تصدر عنه ضروب البطولة في كربلاء ، فوق الرمال المحرقة ، مع قسوة العطس و الجوع ؛ ثم يأتي أحدهم ليذكر اسم "رستم" في مقابله ، فإن من يفعل ذلك لم يقرأ التاريخ .
أين القلم القادر على تصوير حال الحسين ، و اللسان الذي يمتلك الطاقة على وصف ثبات اثنين و سبعين رجلاً أمام ثلاثين ألفاً من سفّاكي الشام ، و شهادة كل منهم كما يجب أن تكون الشهادة ، فأين الخيال الدقيق القادر على تصوير أحوالهم و قلوبهم و كل ما حل بهم منذ حاصرهم عمر بن سعد بعشرة آلاف رجل حتى احتز الشمر (اللعين) الرأس الأقدس عن جسده .
هناك مثل مشهور : داء الواحد اثنان ، و يعني أنه لا يتأتى على إنسان وحيد إنجاز ما لم نمده بآخر ، و ليس أكثر مبالغة من أن يقال : إن فلاناً أحيط به من الجهات الأربع إلا الحسين (عليه السلام) الذي أحيط به مع اثنين و سبعين رجلاً من قبل ثمانية صنوف من الأعداء ، و مع ذلك لم يهتزّ رسوخ أقدامهم، و مع أنهم أحاط بهم من الجهات الأربع عشرة آلاف من عسكر يزيد من حملة الأسّنة و الرماة الذين تنبعث سهامهم مثل رياح الظلام ، فقد كان لهم عدو خامس ألا و هو حرارة شمس بلاد العرب التي لا يمكن وجود نظير لها تحت قبة الفلك ، حتى ليمكن القول إن الحرارة عندهم هي غيرها عند غيرهم ؛ أما العدو السادس فكان رمال أرض كربلاء المحرقة التي تزيدها حرارة الشمس ضراماً و حرقة ، فتبعث منها النار كما تبعث من رماد تنور مشتعل ، بل يمكن القول إنها بحر قهار تنقلب حباته حباباتٍ حارقة في أرجل بني فاطمة .
و الواقع أن هناك ضربين آخرين من العدو هما أشد ظلماً و قسوة من غيرهما ، ألا و هما العطش و الجوع ، و كانا معاً كعقربي ساعة لا يفترقان ، و كان الأمل بانحسار هذين العدوين يضعف مع الوقت حتى تشققت الألسنة من العطش ، فرجال يخوضون معركة كهذه ضد آلاف مؤلفة من الكفار تختتم بهم كل شجاعة و بطولة حقاً )).
لقد تم نقل محل الحاجة من كلام هذا الهندوسي عابد الأصنام ، الذي استعاض عن وشمه الأسود الجذاب بوجه ناصع البياض ، و هو أهل لأن يقال في الثناء عليه : بوشمه الهندوسي أغضب سمرقند و بخارى .