منذ فترة ليست طويلة الأمدّ بدأنا نسمع قصص غريبة ومروعة داخل المجتمعات، شباب تنتحر، تشنق نفسها، تطلب عدم دفنها بل حرق جثّتها، ترتدي اللون الأسود بطريقة لافتة مع رسومات غريبة ومثيرة للتسأل كلّ هذه العلامات ظهرت منذ وقت قصير انما إنتشرت بشكل سريع بين الشبان والشابات هذه الظاهرة هي ظاهرة عبادة الشيطان.
أسئلة كثيرة حملها الناس وبدأت تطرح بشكل مكثّف وإهتمام كبير، عبدة الشيطان؟ متى تأسسوا؟ من هم ؟ماهي عقائدهم؟ ماذا يفعلون؟ كيف يتصرفون؟ وأسئلة اخرى ومتعددة سوف أحاول التكلم عنها بشكل مختصر ومفيد.
[عبدةالشيطان]mwaram
*لفظة عبرية الأصل تعني"العدو" ويدلّ معناها في اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام على مبعث الشرّ ممثّلا ً في شخص بذاته.
** وليس الشيطان كائناً أبدياً وإلهياً، كإله الشرّ في الدين الفارسيّ القديم الذي كان يتصوّر مبدأين إلهيّين متصارعين منذ الأزل " الخير" و "الشرّ" بلّ هو مخلوق لا جسد له، كان في الأصل مخلوقاً صالحاً و نورانيًّا ولكنه شاء ان يكتفي بذاته في محاولة منه بأن يصبح معادلاً لله، فإنفصل من جراء ذلك عن النور الإلهي وأصبح ساقطاً ومظلماً.
التأسيس
لم يُعرف حتى الآن وقت أو زمن يعتبر نقطة انطلاق لعبادة الشيطان، ولم يعرف أيضاً هل العبادات والطقوس والانحلال الذي يمارس في الجماعة بدأ قبل الميلاد أو بعده، ولكن* هناك بعض الأبحاث التي تشير أنه تمّ ايحياء هذه البدعة في الغرب على يد البريطانيّ أليستر كراولي عام ١٩٠٠. الذي أخذ ينشر تعاليمه ومبادئه في بلاد عديدة الى ان مات بسبب المخدر. وقد حدد لأتباعه قواعد يتبعونها لاسترضاء الشيطان والاستفادة من السعادة في هذاالعالم، بحيث أباح لهم كل شيء ودعاهم الى السحر والجنس والتضحيات البشرية والحيوانية، وتعاطي المخدرات، وهو يرى أن العالم الآخر لا وجود له، لذا علينا الاستمتاع بهذاالعالم المحسوس بجميع الطرق، وأباح لأتباعه الحق بأن يقتلوا كل من يقف أمام تحقيقهم هذه الرغبات. وهذا ماجعل أنصاره يسكنون في المقابر والخرائب على اعتبار أن لهم الحق بالسكن أينما يريدون وهم يشربون الدماء، ويأكلون لحوم البشر ويمارسون الجنس بشكل لافت وفي جماعات، بما يعرف بالدعارة الجماعية.
أوصى كراولي بضرورة توريث هذه العبادة ونشرها، خصوصاً لدى الشباب الذين يعتبرهم قوة تغيير، ولكن يبدو أنه لم يبق أحد منهم ليبشر بذلك لأن الانتحار كان مآل الكثيرين من هؤلاء، بسبب ادمان المخدرات والكحول والموسيقى الصاخبة التي كانت توصلهم الى حالة من الهستيريا يصبحون معها مستعدين لفعل أي شيء.
بعد مو ت هذا الأخير تزعّم أنطون لافي عبادة الشيطان ولقد ادّعى أنّ الله عزّ وجلّ ظلم إبليس، كما نكر الأديان جميعها وطالب بدليل مادّي على وجود الله، مؤكداً أنّ الأدلة التي تثبت وجود الشيطان كثيرة. وهو يعتقد مثل " كراولي" أنّ الشيطان ضحيّة وهو قادر على تحقيق السعادة للإنسان بينما الله يعدنا بسعادة العالم الآخر غير الموجود أصلاً. ولذلك على الإنسان أن يستفيد من هذه السعادة الآنيّة وينضمّ إلى معسكر الشيطان . وأسس هذا الأخير معبداً للشيطان سنة 1966 فيه يتمّ تمجيد القوّة والاستمتاع بكلّ ما حرّمته الأديان مستعيناً بكلّ أنواع السحر والسحرة. فكلّ شخص يدخل إلى المعبد حسب زعم "لافي" هو إلهٌ في حدّ ذاته. ولقد كان أوّل من استخدم موسيقى البلاك ميتيل هو وأتباعه.
انتشارها في العالم
*لم تبقَ دعوة " لافي" ضمن أميركا وحسب، بل انتشرت في أوروبا وأوستراليا وآسيا وجنوب أفريقيا. أمّا في لبنان فلها أتباع يزدادون يوماً بعد يوم ويشكّلون خطراً كبيراً على المجتمع. فهناك حالات شذوذ وانتحار متكررة، غالباً ما يُعتّم عليها بسبب تورّط أبناء بعض أصحاب النفوذ. كما يدعو تبّاعها الشباب إلى ممارسة الحريّة الشخصيّة ، وإلى التمرّد على القيم الإنسانيّة والدينيّة، وإلى الادمان على المخدّرات، من خلال طقوس شيطانيّة تتلاءم مع احتياجاتهم وفي طليعتها الجنس.
فالتمرّد على القيم هو الهاجس الأساسي الذي ينطلق منه أفراد عبّاد الشيطان للتأثير على الشباب، وبنوع خاص التمرّد على الدين المسيحيّ ورفضه، فينالون من شخص المسيح ويستعملون الرموز التالية: الصليب بشكل مقلوب والجمجمة والأفعى التي تلفّ الكرة الأرضيّة للإشارة إلى قدرتهم على حكم العالم في المستقبل. وبالتالي يحرصون على العيش على هواهم وبشكل متفلت، ملتجئين إلى العنف فيقتلون الأطفال والهررة والديوك ويشربون من دمائهم، ويقيّدون إمرأة بالسلاسل ويمارسون معها التعذيب والاغتصاب المتكرّر. وفي الفصل الثامن من كتاب "لافي" الإنجيل الأسود أو إنجيل الشيطان يقول: "اقتل ما رغبت في ذلك، وامنع البقرة من إدرار اللبن، واجعل الآخرين غير قادرين على الانجاب، واقتل الأجنّة في بطون أمّهاتهم، واشربوا دم الصغار، واصنعوا منه حساءً، واخبزوا في الأفران لحومهم، واصنعوا من عظامهم أدوات للتعذيب". وفي الفصل السابع من الكتاب نفسه يقول: "ارتبط مع من تحبّ منتشياً حسب رغبتك، وعاضد الشيطان ولا تتقيّد في رغباتك بأحكام البشر والقوانين".
كيفيّة الدخول في كنيسة الشيطان
"أنطون لافي" الذي سبق وتكلمنا عنه، حدّد طريقة الدخول إلى هذه الكنيسة بالأنظمة التالية:
1- على العضو الجديد أن يقابل أوّلاً الكاهن الأعظم أو الكاهنة العظمى. فإذا كان ذكراً يقابل الكاهنة العظمى، وإذا كانت أنثى تقابل الكاهن الأعظم، وذلك لأنّ حفلة جنسيّة ستكلل هذه المقابلة .
2- يجب أن يجد هذا العضو مساعداً روحياً له من ضمن المجموعة يكون من الجنس الآخر. وإذا كان العضو الجديد شاذاً جنسياً يسمح له باختيار مساعد من جنسه.
3- على العضو الجديد أن يتخلّص أولاً من سرّ المعموديّة إذا كان مسيحياً وذلك بتوقيع الطلب الذي يقدّمه وإرساله إلى الكنيسة التي عُمّد فيها كي يُشطب إسمه من سجلّ العماد.
4- عليه بعدئذٍ قبول العماد الشيطاني الصغير والعماد الشيطاني الكبير.
5- وأخيراً يُعلن قبوله بالعلاقات الجنسيّة مع كلّ أعضاء المجموعة التي ينتمي إليها وذلك من باب إطلاق العنان لكلّ الغرائز.
العماد الأصغر
ماهيّته : إقرار علني برفض العماد المسيحي، وإقرار بإطاعة الشيطان والخضوع التام له. ثمّ يقرأ الإقرار التالي نصّه وهو عارٍ تماماً أمام المجموعة العارية أيضاً:
"يا أيّها الشيطان، يا سيّدي وربّي أعترف بك على أنّك إلهي أيّها الكاهن الأعظم، وأعدك بالخدمة والطاعة الكاملة طالما حَييت، وأنا أرفض وأنكر الإله الآخر ويسوع المسيح والعذراء مريم والقدّيسين والقدّيسات، والكنيسة الرسوليّة وكلّ أسرارها وكلّ الصلوات المخصّصة لقدّيسيها.
أعدك بالقيام بكلّ ما هو شرّ ناحية بابا روما وكهنته ومساعديه وأن أجُرّ معي رفاقي وزملائي إلى طريق الشرّ.
أرفض القربان المقدّس والعماد وكلّ محبّة المسيح المزعومة وكلّ تضرّعات قدّيسيه الكاذبة. وإذا توقـفت ليومٍ واحد عن عبادتك وتكريمك جسداً وروحاً، عندها سأهبك حياتي على مذبح الموت".
الإمضاء مع الإسم بالدمّ ..
قوانينهم
قانون كراولي
1• يحقّ للإنسان أن يبتدع قانونه الخاص
- أن يعيش بالطريقة التي يريدها
- أن يعمل كما يريد
- أن يلهو كما يريد
- أن يرتاح كما يريد
- أن يموت في الوقت والطريقة التي يريد.
2• يحقّ للإنسان أن يأكل ما يريد ( لذلك شجّع جماعته على أكل واللحوم البشريّة والأطفال خصوصاً)
- أن يشرب ما يريد ( يشربون الدم والبول )
- أن يسكن أينما يريد ( يسكنون الخرائب والمقابر )
- أن يلبس كما يريد
- أن يتحرّك على وجه الأرض كما يريد.
3• يحقّ للإنسان أن يفكِّر كما يريد
- أن يتكلَّم كما يريد
- أن يكتب ويرسم وينحت ويخطط ويبني كما يريد.
4• يحقّ للإنسان أن يحبّ كما يريد
5• يحقّ للإنسان أن يقتل أولئك الذين يقفون عائقاً أمام تحقيق هذه الحقوق.
* امّ ليفي فقدّ عدّل هذه القوانين بشكل طفيف ونشرها في كتابه "الكتاب المقدّس الشيطاني" و " الطقوس الشيطانيّة" فأصبحت كالتالي:
1- يمثّل الشيطان التساهل بدلاً عن التمنّع.
2- يمثّل الشيطان الوجود الحيّ بدلاً من الأحلام الروحيّة.
3- يمثّل الشيطان الحكمة التي لاحدود لها عوضًا عن خداع النفس الخبيث.
4- يمثّل الشيطان اللطف تجاه مستحقّيه بدلاً من الحبّ المهدور على ناكري الجميل.
5- يمثّل الشيطان الإنتقام بدلاً من المسامحة.
6- يمثّل الشيطان مبدأ المسؤوليّة التي يتحمّلها الشخص المسؤول بدلاً من البحث عن تبرئة المسؤولين بخلق حجج نفسيّة.
7- يعتبر الشيطان الإنسان حيواناً كسائر الحيوانات، وقد يكون أحياناً أفضل منها، إلاّ أنه أسوأ منها في معظم الأحيان، بسسب تطوره الفكري والوحي الإلهي.
8- يمثّل الشيطان كلّ ما يُسمّى خطيئة ويحوّلها الى مكافآت جسديّة وفكريّة وعاطفيّة.
9- يمثّل الشيطان صديق الكنيسة الأفضل أبداً، وقد حافظ على حسن مجرى أعمالها طوال السنين.
طقوسهم الموت ويا إله القيامة ويا معطي الحياة الذي اسمه هو سرّ الأسرار انزل واحضر أمام عبدك (فلان) الذي يقوم بتمجيدك ويمارس طقوسك... يا لوسيفر... يا لفياتان... يا بيليال... يا شيطان... تعالوا إليّ واقبلوا هذه التضحية".
بعدئذٍ يرفع الكاهن الأعظم خنجره فوق المبخرة التي تفحّ منها رائحة بخور مقرفة تمتزج مع رائحة احتراق العظام البشريّة. ثمّ يجلب الديك الأسود وبيده اليمنى يذبحه ويضع عنقه المذبوح فوق الكأس المذهّب ويسفك الدم. عندها يضع الكاهن شفتيه على العنق المذبوح ويشرب الدم الحار المتدفق. وعندما ينتهي من الشرب يطلب من الشيطان أن يمنحه الحياة الأبديّة على هذه الأرض كما هو الحال مع مصّاصي الدماء.
الهدف من هذا الطقس هو الحصول على الخلود لأنّ عبّاد الشيطان والسحرة يزعمون أنّ مصّاصي الدماء هم خالدون.
القدّاس الأحمر
القدّاس الأحمر هو أيضاً طقس من طقوس العبادة الشيطانيّة ولكن يدخل فيه عنصر جديد وهو الضحيّة البشريّة. غاية هذا القدّاس الأحمر هو الحصول على القوّة.
تجتمع المجموعة والكاهن الأعظم الذي يقوم بالابتهال للشيطان ويعده بالاسترضاء لأنّه سيذبح له طفلاً بشرياً على المذبح المغطّى كالعادة بشرشف أسود مع رموز للشيطان وكأس لجمع الدماء وخنجر للذبح.
يذبح الطفل الرضيع أمام المذبح ويجمع دمه في الكأس ثمّ يُقطّع إلى أشلاء وتؤكل أشلاؤه.
عادة يكون الطفل ابن أو بنت إحدى أعضاء المجموعة وهو ابن أو بنت زنى وقد وُلد جرّاء المجامعات الجنسيّة بين أعضاء المجموعة وهو يكون غير مسجّل في الدوائر الحكوميّة.
الهدف الأوّل من هذا القدّاس الأحمر هو استرضاء الشيطان بتقديم ضحيّة بشريّة له. والهدف الثاني هو الحصول على القوّة من خلال أكل الحم البشري.
تنقسم هذه الطقوس الى نوعين :
* طقوس مبدئية وهي طقوس التعميد التي سبق وتكلمنا عنها
* طقوس اخرى وهي طقوس ممارسة هذه العابدة الشيطانيه والتي يسمونها بالقداس الاسود. والقداس الأحمر
القداس الأسود:
*ليس القداس الأسود أسطورة، ولا هو تأكيدات ناتجة عن إعترافات انتزعت بواسطة التعذيب، ولا ظاهرة هواجس مرضيّة، بل إنّه واقع وحقيقة، وأنصاره متطوّعون ومدركون لما يفعلون. يعتبر القداس الأسود شعار ديني لدى عبدة الشيطان، ونقيض للقداس المسيحي. ففيه يتمّ استحضار الشيطان لإرضائه وطلب القوّة والسلطة منه.
العناصر الأساسيّة الأربعة للقدّاس الأسود هي: التجديف، الجنس، الدم، الموت.
كيف يتمّ القداس الأسود؟
هناك طقسين في هذا القداس
1- في غرفة مظلمة طليت جدرانها برموز شيطانيّة يوضع على المذبح شرشف أسود وكأس مليء بالعظام البشريّة مستخرجة من القبور وشموع سوداء وخنجر للتضحية ونجمة الشيطان الخماسيّة والمبخرة وديك لون ريشه أسود وعصا بيد الكاهن الأعظم. كلّ هذه الأدوات ستساعد الكاهن الأعظم ليستحضر الشيطان وهو يقول الطلبة التالية:
"يا سيّد "
اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والعقل ... الحمد لله على نعمة الرسل والأنبياءوالأئمة نعمة نشكرها على الدوام..