الاربعين ،،، والدعاء لزوار الامام الحسين (عليه السلام)
بتاريخ : 13-02-2009 الساعة : 10:12 PM
دور جابر الانصاري
نعم فالاربعون من أيام الله المهمة والقيِّمة التي فيها يتوجَّه عشاق سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام إلى حرمه المقدَّس ويجتمعون تحت قُبَّته المباركة، ويقيمون مراسم العزاء عليه ويذكرون تلك المواقف البطولية ويرددون المصائب المؤلمة التِّي وردت عليه، تلك المصائب التِّي ارتكبتها الزمرة الطاغية من آل أمية عليهم لعائن الله
الأربعون من السنن التي تبين وتشخِّص هويَّة الشيعة الإمامية إن هذه السنَّة قد أسَّسها الإسلام حيث تحريضه على الاهتمام بزيارة قبور الأولياء والشهداء، وقد كان يُحييها أولياء الدين حيث كانوا يزورون قبور الرموز الدينية من الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين
في خصوص زيارة قبر سيد الشهداء، أهمية الموضوع قد تضاعفت وأخذت طابعاً مميَّزاً وعلى ضوء ذلك أصبحت أوَّل زيارة لقبره عليه السلام مصيريَّة، ولأهمِّيتها صار هذا الأمر على عهدةِ شخصيَّةٍ متميِّزة ألا وهو جابر بن عبدالله الأنصاري وصاحبه عطية العوفي رضوان الله تعالى عليهما وهما أوَّل من طبَّقا هذه السنَّة المباركة، ألا وهي زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام، ومن ثمَّ صارت هذه الزيارة من علامات المؤمن (ويعنى به الشيعي الإمامي))
إن هذه الخطوة التِّي خطاها هذا الصحابي الجليل رضوان الله تعالى عليه كان لها الأثر البالغ في إحياء شريعة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان لها دور عظيم في تثبيت النهضة المباركة الحسينية وتركيز جذورها مدى الأعصار والقرون
سار الركب الحسينيّ بعد تلك الوقائع الفجيعة من الشام مُيَمِّماً مدينةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فلمّا وصل إلى منطقةٍ من العراق قالوا للدليل: مُرَّ بنا على طريق كربلاء.
فمال الركب إلى كربلاء، حيث مصرع الأحبّة ومسكب العبرات، فوجدوا جابرَ بن عبدالله الأنصاري ـ وكان ضريراً ـ قد سبقهم، .. وكان من جابر أن وقف على قبر الإمام الحسين عليه السلام فأجهش بالبكاء وصاح بحزنٍ عميق: يا حسين.. ثلاثاً، ثمّ قال: حبيبٌ لايجيب حبيبَه! وأنّى لك بالجواب وقد شُحطت أوداجك على أثباجك، وفُرِّق بين رأسك وبدنك. فأشهدُ أنك ابن خاتم النبيّين، وابنُ سيّدِ المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليلُ الهدى، وخامسُ أصحاب الكساء، وابنُ سيّد النقباء، وابن فاطمة الزهراء سيّدةِ النساء.. فطِبتَ حيّاً وطبتَ ميّتاً، غيرَ أنّ قلوبَ المؤمنين غيرُ طيّبةٍ بفراقك، ولاشاكّةٍ في الخِيَرةِ لك.. فعليك سلامُ الله ورضوانُه، وأشهد أنّك مضيتَ على ما مضى عليه أخوك يحيى بنُ زكريّا.
ثمّ أجال جابر حول القبور وقال: السّلام عليكم أيّتُها الأرواح الّتي حلّت بفِناء الحسينِ وأناخت برحله.. أشهد أنّكم أقمتُمُ الصلاة، وآتيتُمُ الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتُم الملحدين، وعبدتُمُ اللهَ حتّى أتاكُم اليقين.
ثمّ قال: والذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله بالحقّ نبيّاً، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. فقال له عطيّة العوفيّ (وكان دليله في سفره): كيف.. ولم نهبط وادياً ولم نَعْلُ جبلاً ولم نضرب بسيف، والقومُ قد فُرِّق بين رؤوسهم وأبدانهم وأُوتمت أولادهم وأُرملت الأزواج؟! فقال له جابر: إنّي سمعتُ حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: مَن أحبّ قوماً كان معهم، ومَن أحبّ عملَ قومٍ أُشرِك في عملهم. والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّا، إنّ نيّتي ونيّة أصحابي على ما مضي عليه الحسينُ وأصحابُه.
ومضى عبد جابر ليرى منهم القادمون من ناحية الشام فما كان بأسرع من أن يرجع وهو يقول : يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله ، هذا زين العابدين قد جاء بعماته وأخواته . فقام جابر حافي الأقدام مكشوف الرأس الى أن دنا من زين العابدين ، فقال الامام عليه السلام : أنت جابر ؟ قال : نعم يا ابن رسول الله . قال : يا جابر ها هنا والله قتلت رجالنا ، وذبحت أطفالنا ، وسبيت نساؤنا ، وحرقت خيامنا ... »
فتلاقَوا بالبكاء، وأقاموا ثلاثة أيّام هناك ينوحون على سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام.