|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 31023
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 371
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
ما زلت كالصمت مثل السكون
بتاريخ : 22-02-2009 الساعة : 12:30 AM
أَمَا زِلتَ كَالصَّمتِ مِثلَ السُكُونِ ؟
تُفَزِّعُكَ الرِّيحُ..
لَيْلاً..
نَهَاراً..
يُبَوؤكَ الليلُ صَمتاً سَحِيقاً !!
تنامُ عَلى الصَّمِتِ..
تَصحُو عَلى الصَّمِتِ..
تَظما عَلى الصَّمِتِ مِثل الغُصونْ !!
عُيونٌ تسرَّبَ مِنها الوُجودُ ..
فَسَاحَ الفَضَاءْ ..!
على وجنَتَيكَ انكِسَارَاتُ شَمْسٍ..
وَصَوتُ المَجرَّاتِ..
يَجثُو عَلى مَسمَعَيكْ..
تأوَّدَ فِيها الشِّتاءُ زَمَاناً..
لِتَغفُو على حَشرَجَاتِ الجُفُونْ !!
زمانُكَ ياصَاحِبِي كُتلَةٌ..!
تَكَدَّسَ فِيها الزَّمَانُ السَّحِيقُ
فَيومٌ وَيَومَينِ
شَهْرٌ وشَهرَينِ
عُمْرٌ وَعُمرَينِ
دَهرٌ وَدَهرَينِ !!
عَصرٌ يَفِيضُ
وجُرحٌ يَهِيضُ
تَرَاكمُ فِيها طُقُوسُ الغُيُوبِ..
لِتَعزِفَ فِيها انهِيَارَاتِ لَحنٍ..
فَتَندَى جِرَاحَاتُ..
أشجَى اللُّحُونْ !!
طَرِيقُكَ ياصَاحِبِي خُطَّةٌ
فَوَجهٌ إلى التِّيهِ
وَجهُ الشَّمَالِ ..
وَعَينٌ إِلى القَحْلِ
عَينُ الجَنُوبِ..
وَأمَّا الشُرُوقُ
وَوَجهُ الغُرُوبِ
عُصَاراتُ شَمسٍ
تَرَاكَمَ فِيهَا لُعَابُ الهَجِيرِ
وَنَزعُ احتِضَارِ النَّجِيعِ الغُرُوبُ
وصَوتُ السُنُونِ ..!
تَوقَّفَ فِيكَ الزَّمَانُ قَليلاً !!
كَمَفجُوعَةٍ عِندَ سَكبِ المَمَاتِ
كَمُغتَرِبٍ
مُترَفٍ بِالضَّيَاعِ ..
كَلَيلٍ يَجِيءُ عَلى وَقتِ ظُهرٍ
كَكُلِّ حِكَايَاتِنا المُنتِنَةْ ..!
كَكُلِّ انتِصَارَاتِ جَيشِ الدُيُونْ !!
تَجِيشُ عُيُونُكَ فِي كُلِّ أَرضٍ..
يَضِيقُ بِهَا الأفْقُ..
مِن كُلِّ حَدبٍ
تُصيَّرُ شَوكَاً وُرُودُ الحَيَاةِ..
يُصَيَّرُ شَمسَاً نَسِيمُ الصَّبَاحِ..
وَليسَ لَهَا مَلجَأ..
أَو مَقَرٌّ..
تَبُوءُ إِليهِ سِوَى نَفيِهَا
لِلمَكَانِ الشَّبِيهْ !!
هُنَالِكَ عَصرُ النِّهَايَاتِ
عَصْرُ انتِهَاءِ المَنُونِ !!
هُنًالِكَ حَيثُ المُكُوثُ الطَّوِيلُ
هُنَالِكَ أَرضُ الوُعُودِ
وَأرضُ المَوَاعِيدِ
أرضٌ تَسِيحُ الجَدَاوِلُ بِالحُزنِ فِيهَا
وَتُورِقُ أَشجَارُهَا بِالوُجُومْ
يُورِّثُها الغَيمُ كُلَّ الكَآبَاتِ
كُلَّ الحَزَازَاتِ
كُلَّ الإحَنْ !!
تُقَهقِهُ فِيهَا الأَعَاصِيرُ دَهرَاً
فَيُوجَأُ كُلُ دَلِيلِ الحَيَاةِ
لِيَطفُو عَلَى السَّطحِ صَوتٌ/ بَعيد/ٌ بَحُوحٌ :
هُنَا يَستَشِيطُ المَمَاتُ حَيَاةً..!
هُنَا يَنتَهِي العُمْرُ..!
حَتَّى الوُجُودُ..!
هُنَا جِيفَةُ المَوتِ..!
نَشْزُ الخُلُودِ..
هُنَا مَقصَلُ العُمْرِ..
لَحْدُ الشَّرَايِيْنِ..
قَبْرُ القُرُونْ !!
|
|
|
|
|